مملكة ماري : 2900 – 1760 ق.م()

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مملكة ماري : 2900 – 1760 ق.م()

    مملكة ماري : 2900 – 1760 ق.م() :
    نموذج للتفاعل الرعوي – الحضري .
    إن كان نشوء ماري يعود إلى مطلع الألف الثالث قبل الميلاد,فإن تميز هذه المدينة من الناحية الديمغرافية,أنها كانت عاصمة العموريين في المشرق العربي,ومع مطلع الألف الثاني,تسلم عرشها سلالة عمورية,أدت إلى سيادة النمط القبلي – المديني,في المدينة .
    ومع توطد فاعلية المدينة مع الزمن,باتت تعاني هي بدورها من غزوات البدوالعموريين الذين لم يتحضروا بعد .
    فالعموريون كانوا ينقسمون إلى فرعين قبليين هما :
    بنويمين : وهم أبناء جهة اليمين أوالجنوبيون .
    بنوشمأل : أبناء جهة الشمال أوالشماليون .
    وكانت العائلة الحاكمة في ماري من بني شمأل,وكان بنوشمأل يتصفون بالجولان,حيث كانوا يجولون من ضفاف الفرات,وحتى المتوسط مروراً بحلب في الشمال والبادية الشامية في الجنوب .
    إذن,القبائل العمورية المرتحلة والتي تتميز بالجولان,تفاعلت بعد صعوبة,مع مدينة ماري /الألف الثالث/ ثم امتلكت أدوات التفاعل والتحضر والتمدن فأسست سلالات حاكمة فيها .
    وبدورها بدأت تعاني من غزوات وهجمات القبائل الجديدة العمورية من بني يمين التي كانت على حياة الرعي "الارتحال"حيث أقضت مضجع ماري كمملكة,في زراعتها,في تجارتها وقوافلها التجارية,وفي أمنها بشكل عام .
    وتحفل نصوص ماري لهذه الفترة,بذكر العلاقات المتشنجة والمتأزمة,مع بني يمين الذين يسرقون المواشي ويغزون وديان الأنهار الزراعية,ويسلبون القوافل التجارية,حيث سعى ملك ماري زمري ليم,إلى محاربتهم والتغلب عليهم وصدهم عن مدينته .()
    وفي جانب آخر,كان ثمة علاقات إيجابية تسود بين القبائل المرتحلة والمدن,حيث يمكن تبادل المصالح بين العالمين,فالمدينة تقدم المنتجات الزراعية والحرفية,في مقابل تقديم للصوف والأجبان والجلود,إلخ .
    كما أن القبائل يمكن أن تقدم الحماية الخارجية للمدينة,كونها في ارتحال حولها,وهذا ما نلمسه بشكل واضح في مدينة تدمر في بادية الشام .
    ويشير مرسيا إلياد إلى الموجات العمورية,التي كانت تقوم بغزوعنيف للمراكز المتحضرة والمدن,متدفقة موجة إثر موجة من البادية الشامية مفتونة بغنى المدن ومزارعها . غير أنها عبر ذلك تكون في بعضها قد تبنت حياة السكان الأصليين,فتتحضر تباعاً,وبعد فترة من الزمن فإن أخلافهم سيصبحون ملزمين بالدفاع ضد غزوات قبائل جديدة متجولة على أطراف الأراضي الزراعية والمدن .(17)
    ويوضح موسكاتي أحوال التفاعل الرعوي"حيث أن أحوال الصحراء والبادية لم تتغير إلا قليلاً منذ أقدم الأزمان التاريخية إلى يومنا هذا"(18) فيقول:
    "كانت أحوال البدو الرعاة قديماً,تظهر على شكلين :
    الأول : بداوة كاملة,وهذه تكون في الجزاء الداخلية من الصحراء .
    الثاني : البداوة الجزئية,حيث الارتحال وتملك لقطعان من الغنم بالقرب من أطراف الصحراء .
    ولا نزال في أيامنا هذه,نرى عملية التحاق القبائل شبه البدوية بالقبائل المستقرة على أن تعطيهم الحق في الرعي لقاء حماية يظلونهم بها .
    - نشوء فكرة الألوهة -
يعمل...
X