من كتاب حضارة مدينة ماري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من كتاب حضارة مدينة ماري

    الخسوف في حضارة المشرق

    كانت من الحوادث الأكبر دفعاً للتشاؤم والخوف، خسوف القمر، وقد حفلت وثائق المشرق بذكر هذه الظاهرة لا بل وثمة أسطورة تتحدث عن هذه الظاهرة.
    ويتحدث رقيم طقسي عن حالة خسوف القمر وما يجري خلالها في المدن المشرقية:
    " يوم خسوف القمر، يعمد كهان بيوت الآلهة تيرّانا إلى جَراكّو / مذبح / ويجعلونه في بيت ألهتهم. وعندما يخفت الضوء، يصرخون بصوت عال ألا تقترب كارثة أو فتنة أو خسوف من أوروك والقصر وحَرَمي إنانا وبيوت آلهة تيرانا، وأن يرفعوا أصواتهم بالنواح، ويصرخوا بصوت عال حتى ينجلي الكسوف ".
    ويرافق هذا المجيء بالآلات الموسيقية المقدسة من المعابد:
    " يوم الخسوف، ليخرجوا من البيت الـ " هالهالتو " النحاسي / آلة موسيقية / والـ " إرّشِمّا " النحاسية، والـ " ليليسو " النحاسي ".
    أما عن زمن حصول الخسوف وانعكاسه على الممالك والمدن المشرقية نقرأ في النصوص:
    " إذا حدث الخسوف في شهر نيسان، وفي الهزيع الأول من الليل، يكون دمار ويقتل الأخ أخاه.
    وإذا حدث في شهر أيار، يموت الملك ولا يخلفه ابنه على العرش.
    وإذا حدث في تموز، أخصب الزرع وارتفعت الأسعار.
    وإذا حدث في آب أرسل أدد طوفاناً على البلاد ".
    أما عن الرعد، وهو صوت الإله أدد، فكان زمن حصوله ذو معنى على حياة المملكة أو المدينة، وتشير النصوص المشرقية إلى هذا الأمر:
    " عندما يُسِمع أدد صوته في شهر نيسان، يكون ذلك إيذاناً بانتهاء حكم العدو.
    وعندما يحدث في تموز، يخصب الزرع.
    وعندما يحدث في آذار، تخرج البلاد عن الملك.
    وعندما يرعد مثل كلب كبير، ينهض ( الأعداء ) ولا من يباريهم.
    وعندما يزأر كالليث، يسقط الملك ".
    وكذلك كان البرق مدعاة للتنبؤ بأحوال المدن، " فإذا لمع البرق ليلاً في الجنوب، أرسل أدد طوفاناً وإذا لمع البرق ليلاً في الشمال، غرّق أدد بلاد جوتيوم "
    بشار خليف

    كتابنا: حضارة مدينة ماري
يعمل...
X