وجواباً على سؤالك أن فكرة الكتاب تنطلق من مسألة ارتباط تطور البنية الدماغية للإنسان مع وعي فكرة الألوهة، ثم أن ثنائية الجاهلية، والإسلام تنطبق على تاريخ شبه الجزيرة العربية ولا تنطبق على التاريخ السوري، بمعنى أن تدمير (أنصاب وأزلام) ما قبل الإسلام في بلدان تمتلك عمقاً حضاريا ًكما في المشرق ومصر مثلاً. يعتبر موقفاً ظلامياً لأنَّ ابن المشرق لم يكن ليعبد تمثالاً أو نصباً كما قدمت لنا الأدبيات الإسلامية حيث إنّ الجاهليين كانوا يأكلون تماثيل آلهتهم المصنوعة من التمر.
الخطيئة المعرفية الكبرى في مناهجنا وطرق تفكيرنا حتى الآن تعتبر أن ما قبل الإسلام، هو جاهلية حتى ولو خارج إطارها في شبه الجزيرة العربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، إن كل تلك المنجزات في المشرق، من ابتكار الزراعة إلى نشوء المدن الأولى والكتابة وألوان الإبداعات الحضارية كافة، هل يمكن لجاهليين أن يقوموا بها، نعم.
لهذا لاتستغرب يوم دخل أحد الأشخاص إلى مدفن تدمري في المتحف الوطني، وأخرج فأساً وراح يحطم التماثيل الجنائزية، أذكر أن ذلك حدث ربما في نهاية الثمانينيات.
وهو لايعلم تبعاً لمحدودية تلقيناته أن فن النحت كان فناً شعبياً في سورية على مدى تاريخها، وآسفاً أقول إنه منذ تحريمه حدثت قطيعة فنية معرفية حضارية وصلت بنا إلى العصر الحديث.
من حوار معنا - مجلة المعرفة السورية. 2016
الخطيئة المعرفية الكبرى في مناهجنا وطرق تفكيرنا حتى الآن تعتبر أن ما قبل الإسلام، هو جاهلية حتى ولو خارج إطارها في شبه الجزيرة العربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، إن كل تلك المنجزات في المشرق، من ابتكار الزراعة إلى نشوء المدن الأولى والكتابة وألوان الإبداعات الحضارية كافة، هل يمكن لجاهليين أن يقوموا بها، نعم.
لهذا لاتستغرب يوم دخل أحد الأشخاص إلى مدفن تدمري في المتحف الوطني، وأخرج فأساً وراح يحطم التماثيل الجنائزية، أذكر أن ذلك حدث ربما في نهاية الثمانينيات.
وهو لايعلم تبعاً لمحدودية تلقيناته أن فن النحت كان فناً شعبياً في سورية على مدى تاريخها، وآسفاً أقول إنه منذ تحريمه حدثت قطيعة فنية معرفية حضارية وصلت بنا إلى العصر الحديث.
من حوار معنا - مجلة المعرفة السورية. 2016