التعامل مع الصعوبات بروح إيجابية - سر العائلة المترابطة .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
2- التعامل مع الصعوبات بروح إيجابية :
عندما كنا نذهب في رحلات التخييم الصيفي، كنا نكاد نجزم بأن هناك صعوبات ستواجهنا وأن شيئاً ما أو ربما أشياء قد تنحرف عن مسارها المتوقع مطر مفاجئ ، بعوض، نفاد الوقود من السيارة، انفجار دولاب السيارة، ضياع جزء من نقود السفر، نسيان أحد المكونات الهامة للوجبات الغذائية التي نخطط لتناولها . إن المعاناة من أشياء بسيطة كهذه تراكم ذكريات إضافية في أذهان أفراد الأسرة، وتقرب أفراد العائلة من بعضهم البعض.
لقد قضينا أوقاتاً طويلة مع بعضنا البعض كعائلة. وبالطبع لم تكن كل هذه الأوقات صعبة أو مصحوبة بكوارث ومصاعب للذكرى، فالكثير الكثير من تلك الرحلات كان يتم بنعومة فائقة ودون أية عوائق. تيسير الأمور دائماً يتم بفعل قوى خارجية لا تستطيع السيطرة عليها وتسخيرها ، ولكن عندما تحدث صعوبات كنا نقبلها ونحاول الاستفادة منها لتقريبنا من بعضنا البعض.
أن مواجهة تلك الصعوبات والمصائب التي كانت تعترضنا كعائلة لم تكن تقربنا من بعضنا البعض بشكل مباشر. فغالباً ما كان يصاحب هذه المصاعب شدات نفسية هائلة تؤثر علينا جميعاً . فقد كنا في أثناء مواجهة هذه المصاعب نزقين وعصبيين ولحوحين مع بعضنا البعض.
هذا يحدث، ولكن أهم شيء يجب تذكره هنا أنه في حال حدث شجار صغير أو اختلاف في وجهات النظر بين أفراد الأسرة الواحدة لأسباب داخلية تتعلق بالأسرة، فمن الضروري تجنّب الصراخ الحاد. فإذا أصبحت عنيفاً مع زوجتك أو مع أطفالك وبدأت تقسو عليهم أو تصرخ في وجوههم بغضب أو إذا حدث العكس، أي أن أحداً منهم بدأ يلومك أو يؤنبك بصوت عال فهذا يعني ببساطة أن عامل فرقة ينمو بين أفراد الأسرة، وأن هذا العامل سيطيح بمبادئ الأسرة التي ذكرناها في الفصل الأول وسيؤثر سلباً دون شك على لحمة الأسرة وترابطها .
إن إظهار قدر من الغضب والتأثر تحت وطأة الكروب والشدات النفسية شيء طبيعي تماماً في النزاعات والحوارات التي يسودها سوء التفاهم. ولكن على أفراد الأسرة جميعاً أن يلحظوا هذه الحالة وأن لا يقوم أي منهم بتصرف أحمق من شأنه أن يؤثر على فرد آخر، ويسبب كسر روحه ومعنوياته، ويؤدي إلى انغلاق هذا الشخص على ذاته.
أما عندما يكون السبب في نشوء النزاع أو الخلاف سبباً خارجياً أتى من خارج أفراد الأسرة، فغالباً ما يدرك أفراد الأسرة هذا الموضوع خلال بضعة أيام، وينظرون إليه بعد أن تنجلي الأمور ببعض التندر والضحك. وغالباً ما يكون هذا النزاع سبباً في تقريب أفراد الأسرة بعضهم إلى بعض مستفيدين من هذه التجربة.
مررنا كأسرة بواحدة من هذه التجارب الموحدة في صيف أحد السنوات عندما كنا نخيم في جنوب ولاية (Wisconsin)، حيث كنت في مهمة تعليمية كاري وغريغ كانا يساعدان في تعليم أطفال المحاضرين المشاركين في المؤتمر. في اليوم الثاني على وجودنا في ذلك المخيم التعليمي أخبرتني كاري: ((لا أستطيع تحمل هذا المخيم أود الانضمام إليكما أنت وماما في الشاليه )) . نورما وأنا استجبنا لطلبها، وسمحنا لها بالإقامة معنا . ولم نكن نعلم بأن هذا التصرف ضد القوانين السائدة في المخيم، إذ لم يكن مسموحاً للأطفال بالإقامة في الوحدات السكنية التي يسكنها البالغون في المخيم. علمت مديرة المخيم بالأمر، وتحدثت إلى كاري عن المشكلة لأكثر من ساعتين، وأخيراً سألتها أن ترجع إلى قسمها في المخيم وتصبر لعل الله يغير الظروف وتصبح كاري قادرة على التكيف معها والاستفادة من وجودها في هذا المخيم، ووافقت كاري بحذر.
في اليوم التالي كل شيء قد تغير فعلاً بالنسبة لها . فقد تعرفت كاري على فتى في مثل سنها، وأصبحا صديقين حميمين خلال أسبوع من الزمن، كما أنها طورت الكثير من الصداقات مع أترابها من الفتيات وبدأت تستمتع بتدريسها للأطفال الأصغر منها سناً . وقد تعلمت من هذه التجربة درساً مهماً. إن الله يغير الظروف الصعبة حولنا إلى أحسن منها وما علينا إلا أن نصبر ونؤمن وننتظر فرج الله.
لا زلنا إلى الآن نتذكر تلك التجربة، ونضحك. لقد دهشنا فعلاً من انقلاب حال كاري رأساً على عقب بين ليلة وضحاها حيث أصبحت شديدة التعلق بهذا المخيم تحديداً، فلقد جهدت في السنة التالية لتوفير بعض المال والعودة إلى المخيم نفسه الذي كانت على وشك مغادرته غير آسفة في لحظة من اللحظات.
وبعد أن أدركنا مدى التقارب والحميمية التي تخلقها المصاعب التي نواجهها، قد يكون مخيباً للأمال أن تمر أمورنا كلها دون مصاعب. فالمصاعب البسيطة المسيطر عليها هي حقيقة ملح الحياة ونكهتها الخاصة. والآن أصبحنا على يقين تقريباً بأن مواجهة مسألة صعبة أو مقلقة ستجعلنا نزقين مكروبين ومحبطين. ولكننا في الوقت نفسه ندرك أن هذه المشكلة تحمل في طياتها فائدة ما . هذه الفائدة قد لا تكون آنية بل قد تحتاج إلى أيام أو حتى أسابيع لنشعر بها .
الوجه الثاني لسر العائلة المترابطة يتعلق بأمر يشبه تجربة صيد الثعالب من قبل عدة رفاق . فكل رجل من فريق الصيد هذا يحارب عدواً مشتركاً. وحدة المصير تجمع الفريق وتزيد اللحمة بين أفراده بحيث يصبح لديهم ما يتذكرونه ويحنون إليه طيلة حياتهم. كيف تحدث هذه الحالة ؟ الذكريات المشتركة سواء كانت سارة أو مفعمة بالمصاعب توحد مصير المشتركين بها، وتربطهم بعلاقات حميمية. هذه الذكريات توفر أرضية مشتركة للحوار وتبادل الخبرات. تخيل نفسك، وقد علقت في مصعد كهربائي، تعطل فجأة، وكنت في هذا المصعد مع خمسة أشخاص آخرين لفترة يومين كاملين . فكل واحد منكم سيعاني المعاناة نفسها التي ستصيب الآخرين: الجوع نفسه، ذاته العطش الخوف الجماعي المشترك، القلق على المصير .. إلخ. فلو أن شيئاً ما جمعك مع هؤلاء الأشخاص أو بعضهم لاحقاً سيكون لديكم الكثير لتتحدثوا به عن تلك التجربة المشتركة. تسأله : هل تذكر ما حدث في اليوم الثاني ؟ فيجيبك : كيف لا أذكر ؟ لقد كان ذلك مروعاً . وهكذا يبدأ الحوار وكلما كانت التجربة المعيشة أشد خطورة وأكثر تحدياً، وفيها مغامرة أكبر التصقنا أكثر بالأشخاص الذين عشنا معهم هذه التجربة، وأصبحنا أشد محبة لهم وأكثر ارتباطاً بهم.
من الأهمية بمكان أن نبقى مع بعضنا البعض كأسرة، وأن نمضي أوقاتاً طويلة إلى جانب بعضنا البعض. لذا اسمحوا لنا أن نناقش بعض الطرق العملية والوسائل التي تجعل الوقت الذي نمضيه معاً ذا معنى وفائدة.
2- التعامل مع الصعوبات بروح إيجابية :
عندما كنا نذهب في رحلات التخييم الصيفي، كنا نكاد نجزم بأن هناك صعوبات ستواجهنا وأن شيئاً ما أو ربما أشياء قد تنحرف عن مسارها المتوقع مطر مفاجئ ، بعوض، نفاد الوقود من السيارة، انفجار دولاب السيارة، ضياع جزء من نقود السفر، نسيان أحد المكونات الهامة للوجبات الغذائية التي نخطط لتناولها . إن المعاناة من أشياء بسيطة كهذه تراكم ذكريات إضافية في أذهان أفراد الأسرة، وتقرب أفراد العائلة من بعضهم البعض.
لقد قضينا أوقاتاً طويلة مع بعضنا البعض كعائلة. وبالطبع لم تكن كل هذه الأوقات صعبة أو مصحوبة بكوارث ومصاعب للذكرى، فالكثير الكثير من تلك الرحلات كان يتم بنعومة فائقة ودون أية عوائق. تيسير الأمور دائماً يتم بفعل قوى خارجية لا تستطيع السيطرة عليها وتسخيرها ، ولكن عندما تحدث صعوبات كنا نقبلها ونحاول الاستفادة منها لتقريبنا من بعضنا البعض.
أن مواجهة تلك الصعوبات والمصائب التي كانت تعترضنا كعائلة لم تكن تقربنا من بعضنا البعض بشكل مباشر. فغالباً ما كان يصاحب هذه المصاعب شدات نفسية هائلة تؤثر علينا جميعاً . فقد كنا في أثناء مواجهة هذه المصاعب نزقين وعصبيين ولحوحين مع بعضنا البعض.
هذا يحدث، ولكن أهم شيء يجب تذكره هنا أنه في حال حدث شجار صغير أو اختلاف في وجهات النظر بين أفراد الأسرة الواحدة لأسباب داخلية تتعلق بالأسرة، فمن الضروري تجنّب الصراخ الحاد. فإذا أصبحت عنيفاً مع زوجتك أو مع أطفالك وبدأت تقسو عليهم أو تصرخ في وجوههم بغضب أو إذا حدث العكس، أي أن أحداً منهم بدأ يلومك أو يؤنبك بصوت عال فهذا يعني ببساطة أن عامل فرقة ينمو بين أفراد الأسرة، وأن هذا العامل سيطيح بمبادئ الأسرة التي ذكرناها في الفصل الأول وسيؤثر سلباً دون شك على لحمة الأسرة وترابطها .
إن إظهار قدر من الغضب والتأثر تحت وطأة الكروب والشدات النفسية شيء طبيعي تماماً في النزاعات والحوارات التي يسودها سوء التفاهم. ولكن على أفراد الأسرة جميعاً أن يلحظوا هذه الحالة وأن لا يقوم أي منهم بتصرف أحمق من شأنه أن يؤثر على فرد آخر، ويسبب كسر روحه ومعنوياته، ويؤدي إلى انغلاق هذا الشخص على ذاته.
أما عندما يكون السبب في نشوء النزاع أو الخلاف سبباً خارجياً أتى من خارج أفراد الأسرة، فغالباً ما يدرك أفراد الأسرة هذا الموضوع خلال بضعة أيام، وينظرون إليه بعد أن تنجلي الأمور ببعض التندر والضحك. وغالباً ما يكون هذا النزاع سبباً في تقريب أفراد الأسرة بعضهم إلى بعض مستفيدين من هذه التجربة.
مررنا كأسرة بواحدة من هذه التجارب الموحدة في صيف أحد السنوات عندما كنا نخيم في جنوب ولاية (Wisconsin)، حيث كنت في مهمة تعليمية كاري وغريغ كانا يساعدان في تعليم أطفال المحاضرين المشاركين في المؤتمر. في اليوم الثاني على وجودنا في ذلك المخيم التعليمي أخبرتني كاري: ((لا أستطيع تحمل هذا المخيم أود الانضمام إليكما أنت وماما في الشاليه )) . نورما وأنا استجبنا لطلبها، وسمحنا لها بالإقامة معنا . ولم نكن نعلم بأن هذا التصرف ضد القوانين السائدة في المخيم، إذ لم يكن مسموحاً للأطفال بالإقامة في الوحدات السكنية التي يسكنها البالغون في المخيم. علمت مديرة المخيم بالأمر، وتحدثت إلى كاري عن المشكلة لأكثر من ساعتين، وأخيراً سألتها أن ترجع إلى قسمها في المخيم وتصبر لعل الله يغير الظروف وتصبح كاري قادرة على التكيف معها والاستفادة من وجودها في هذا المخيم، ووافقت كاري بحذر.
في اليوم التالي كل شيء قد تغير فعلاً بالنسبة لها . فقد تعرفت كاري على فتى في مثل سنها، وأصبحا صديقين حميمين خلال أسبوع من الزمن، كما أنها طورت الكثير من الصداقات مع أترابها من الفتيات وبدأت تستمتع بتدريسها للأطفال الأصغر منها سناً . وقد تعلمت من هذه التجربة درساً مهماً. إن الله يغير الظروف الصعبة حولنا إلى أحسن منها وما علينا إلا أن نصبر ونؤمن وننتظر فرج الله.
لا زلنا إلى الآن نتذكر تلك التجربة، ونضحك. لقد دهشنا فعلاً من انقلاب حال كاري رأساً على عقب بين ليلة وضحاها حيث أصبحت شديدة التعلق بهذا المخيم تحديداً، فلقد جهدت في السنة التالية لتوفير بعض المال والعودة إلى المخيم نفسه الذي كانت على وشك مغادرته غير آسفة في لحظة من اللحظات.
وبعد أن أدركنا مدى التقارب والحميمية التي تخلقها المصاعب التي نواجهها، قد يكون مخيباً للأمال أن تمر أمورنا كلها دون مصاعب. فالمصاعب البسيطة المسيطر عليها هي حقيقة ملح الحياة ونكهتها الخاصة. والآن أصبحنا على يقين تقريباً بأن مواجهة مسألة صعبة أو مقلقة ستجعلنا نزقين مكروبين ومحبطين. ولكننا في الوقت نفسه ندرك أن هذه المشكلة تحمل في طياتها فائدة ما . هذه الفائدة قد لا تكون آنية بل قد تحتاج إلى أيام أو حتى أسابيع لنشعر بها .
الوجه الثاني لسر العائلة المترابطة يتعلق بأمر يشبه تجربة صيد الثعالب من قبل عدة رفاق . فكل رجل من فريق الصيد هذا يحارب عدواً مشتركاً. وحدة المصير تجمع الفريق وتزيد اللحمة بين أفراده بحيث يصبح لديهم ما يتذكرونه ويحنون إليه طيلة حياتهم. كيف تحدث هذه الحالة ؟ الذكريات المشتركة سواء كانت سارة أو مفعمة بالمصاعب توحد مصير المشتركين بها، وتربطهم بعلاقات حميمية. هذه الذكريات توفر أرضية مشتركة للحوار وتبادل الخبرات. تخيل نفسك، وقد علقت في مصعد كهربائي، تعطل فجأة، وكنت في هذا المصعد مع خمسة أشخاص آخرين لفترة يومين كاملين . فكل واحد منكم سيعاني المعاناة نفسها التي ستصيب الآخرين: الجوع نفسه، ذاته العطش الخوف الجماعي المشترك، القلق على المصير .. إلخ. فلو أن شيئاً ما جمعك مع هؤلاء الأشخاص أو بعضهم لاحقاً سيكون لديكم الكثير لتتحدثوا به عن تلك التجربة المشتركة. تسأله : هل تذكر ما حدث في اليوم الثاني ؟ فيجيبك : كيف لا أذكر ؟ لقد كان ذلك مروعاً . وهكذا يبدأ الحوار وكلما كانت التجربة المعيشة أشد خطورة وأكثر تحدياً، وفيها مغامرة أكبر التصقنا أكثر بالأشخاص الذين عشنا معهم هذه التجربة، وأصبحنا أشد محبة لهم وأكثر ارتباطاً بهم.
من الأهمية بمكان أن نبقى مع بعضنا البعض كأسرة، وأن نمضي أوقاتاً طويلة إلى جانب بعضنا البعض. لذا اسمحوا لنا أن نناقش بعض الطرق العملية والوسائل التي تجعل الوقت الذي نمضيه معاً ذا معنى وفائدة.
تعليق