سر العائلة المترابطة .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
الفصل الثامن
سر العائلة المترابطة
- ست مزايا اساسية للعائلة المترابطة.
- ثلاثة طرق عملية لتعزيز الحياة الجماعية في الأسرة .
- ما هي الأنشطة التي يمكننا أن نتشارك فيها كعائلة؟
- ثلاث طرق عملية للمشاركة في هموم الحياة .
كانت عضلات فخذي الأيسر تؤلمني. وكان الألم يمتد إلى الركبة عندما قطعت حوالي الخمسة عشر ميلاً . منذ ساعتين وأنا أجري بجدية ودون توقف. كان حماسي مشتعلاً لمشاركتي الأولى في مسابقة الماراثون ولذلك تابعت الجري غير عابئ بالألم . ولكن الشك بدأ يعتريني، وأنا اتحامل على نفسي بينما كنت أحس بعضلات فخذي تزداد تشنجاً وضعفاً على الاستجابة للركض وازداد شكي عندما لاحظت أن عدداً من اللاعبين بدأ يتجاوزني بسهولة. وكان علي أن أفكر جدياً بالانسحاب، إذ أن إكمال الماراثون في مثل هذه الظروف بدا لي قريباً من الاستحالة.
بدأت وجوه المشجعين المصطفين على جانبي الطريق تغيم في عيني.
وبدأت أفقد إحساسي بأصواتهم المحفّزة والمشجعة. وفجأة طرقت أذني أصوات أليفة. كانت نورما والأطفال على جانبي الطريق. صرخ الأطفال بصوت واحد : شد عزيمتك يا أبي لا زال الطريق طويلاً)) وكانت أيديهم تلوح لي مشجعة. وقد حاولوا جميعاً أن يركضوا معي لبضع خطوات. هذا التشجيع ملأ قلبي بموجة من الحماسة والطاقة فتابعت نورما وكاري ركضتا معي المسافة قصيرة، ثم تباطات خطواتهما وهما تقولان بأنهما سيلتقيان بي في خط النهاية. ولكن غريغ ومايك تابعا الركض معي على جانب الطريق.
كما لو أن ساحراً شهماً يعمل على تخليصي من كل آلامي بدأت أستمتع بالجري بصحبة أطفالي بينما بدأت آلامي تخبو شيئاً فشيئاً .
في واقع الأمر كنت بغاية التعب، فلم أقو على قول أي كلمة، ومع هذا فإن صحبة أولادي كانت تشعرني بسعادة غامرة بعد ثلاثة أميال أخرى من الجري أحس مايك بالتعب الشديد إذ أن عمره في ذلك الوقت لم يكن قد تجاوز التسع سنوات. فطلبت إليه أن يتوقف، وينتظر أمه، وهي ستحمله بالسيارة إلى خط النهاية. بعد ساعتين تقريباً وصلت إلى خط النهاية، ولم يكن غريغ إلا على بضع خطوات خلفي، منتشياً بما حققت سارعت إلى الحصول على شهادة المشاركة والحصول على قميص الماراثون ثم بدأت أتقبل تهاني أسرتي إطراء وضماً و تشجيعاً ... لحظات لا تنسى ...
احتجت لبعض الوقت لألاحظ أن وجوههم ليست فرحة فقط، وإنما قلقة جداً في الوقت نفسه . طمأنتهم : ((إنّني بخير)). ولكن المشكلة ليست هنا.
أخذتني نورما من يدي جانباً وأخبرتني : ((لقد أضعنا مايك ، منذ ساعتين لم نره)).
بدأت أفكر في الآلاف المؤلفة من الناس الموجودين على جانبي الطريق. وبدأ القلق يساورني عن مصير صغيرنا المدلل ذي العينين الزرقاوين الجميلتين. وبدأت أفكاري تذهب بعيداً . صرت أراجع في ذهني قصصاً عن اختطاف الأطفال وأخرى عن الاعتداء عليهم. وبدأت الوساوس تسيطر علينا . أيكون طفلنا الضحية الجديدة ؟
ذهبنا إلى أقرب نقطة للشرطة، وملأنا بيانات بأوصاف الطفل المفقود . وما إن أنهيت كتابة البيانات حتى تقدم غريغ مني وطلب مني أن أحادثه على انفراد . نظر في عيني مباشرة، وسألني برقة وعذوبة: ((أبي إذا لم نعثر على مايك هل أستطيع أن أحصل على غرفته ؟)).
كان الغريغ قابلية مدهشة على أن يضحكنا ويهدئنا في اللحظات الصعبة التي كنا نمر فيها . ولكني كنت سعيداً جداً أن أمه لم تسمع عبارته هذه لأنها لن ترضيها، ولا نعرف كيف ستكون ردود فعلها . ولكن معرفتي بغريغ جعلتني أستقبل عبارته بهدوء وأنا واثق أنه لم يكن يعنيها . بل تلك كانت محاولته لتهدئتي.
بعد دقائق أخرى عثرنا على مايك. كان مصراً على إنهاء السباق.
كان يتقدم نحو خط النهاية مع الذين أصروا على الوصول إلى خط النهاية حتى ولو كان وصولهم متأخراً .
في ذلك المساء اجتمعنا لساعات نضحك معاً، ونراجع ما حدث معنا في السباق. وأدركت أن ما حدث فعلاً يقدم مثالاً ناصعاً ومشرفاً للأسرة المترابطة المتحابة. تشكل هذه اللحمة بين أفراد الأسرة قاسماً مشتركاً عاماً تتمتع به كل الأسر المتحابة المترابطة.
الفصل الثامن
سر العائلة المترابطة
- ست مزايا اساسية للعائلة المترابطة.
- ثلاثة طرق عملية لتعزيز الحياة الجماعية في الأسرة .
- ما هي الأنشطة التي يمكننا أن نتشارك فيها كعائلة؟
- ثلاث طرق عملية للمشاركة في هموم الحياة .
كانت عضلات فخذي الأيسر تؤلمني. وكان الألم يمتد إلى الركبة عندما قطعت حوالي الخمسة عشر ميلاً . منذ ساعتين وأنا أجري بجدية ودون توقف. كان حماسي مشتعلاً لمشاركتي الأولى في مسابقة الماراثون ولذلك تابعت الجري غير عابئ بالألم . ولكن الشك بدأ يعتريني، وأنا اتحامل على نفسي بينما كنت أحس بعضلات فخذي تزداد تشنجاً وضعفاً على الاستجابة للركض وازداد شكي عندما لاحظت أن عدداً من اللاعبين بدأ يتجاوزني بسهولة. وكان علي أن أفكر جدياً بالانسحاب، إذ أن إكمال الماراثون في مثل هذه الظروف بدا لي قريباً من الاستحالة.
بدأت وجوه المشجعين المصطفين على جانبي الطريق تغيم في عيني.
وبدأت أفقد إحساسي بأصواتهم المحفّزة والمشجعة. وفجأة طرقت أذني أصوات أليفة. كانت نورما والأطفال على جانبي الطريق. صرخ الأطفال بصوت واحد : شد عزيمتك يا أبي لا زال الطريق طويلاً)) وكانت أيديهم تلوح لي مشجعة. وقد حاولوا جميعاً أن يركضوا معي لبضع خطوات. هذا التشجيع ملأ قلبي بموجة من الحماسة والطاقة فتابعت نورما وكاري ركضتا معي المسافة قصيرة، ثم تباطات خطواتهما وهما تقولان بأنهما سيلتقيان بي في خط النهاية. ولكن غريغ ومايك تابعا الركض معي على جانب الطريق.
كما لو أن ساحراً شهماً يعمل على تخليصي من كل آلامي بدأت أستمتع بالجري بصحبة أطفالي بينما بدأت آلامي تخبو شيئاً فشيئاً .
في واقع الأمر كنت بغاية التعب، فلم أقو على قول أي كلمة، ومع هذا فإن صحبة أولادي كانت تشعرني بسعادة غامرة بعد ثلاثة أميال أخرى من الجري أحس مايك بالتعب الشديد إذ أن عمره في ذلك الوقت لم يكن قد تجاوز التسع سنوات. فطلبت إليه أن يتوقف، وينتظر أمه، وهي ستحمله بالسيارة إلى خط النهاية. بعد ساعتين تقريباً وصلت إلى خط النهاية، ولم يكن غريغ إلا على بضع خطوات خلفي، منتشياً بما حققت سارعت إلى الحصول على شهادة المشاركة والحصول على قميص الماراثون ثم بدأت أتقبل تهاني أسرتي إطراء وضماً و تشجيعاً ... لحظات لا تنسى ...
احتجت لبعض الوقت لألاحظ أن وجوههم ليست فرحة فقط، وإنما قلقة جداً في الوقت نفسه . طمأنتهم : ((إنّني بخير)). ولكن المشكلة ليست هنا.
أخذتني نورما من يدي جانباً وأخبرتني : ((لقد أضعنا مايك ، منذ ساعتين لم نره)).
بدأت أفكر في الآلاف المؤلفة من الناس الموجودين على جانبي الطريق. وبدأ القلق يساورني عن مصير صغيرنا المدلل ذي العينين الزرقاوين الجميلتين. وبدأت أفكاري تذهب بعيداً . صرت أراجع في ذهني قصصاً عن اختطاف الأطفال وأخرى عن الاعتداء عليهم. وبدأت الوساوس تسيطر علينا . أيكون طفلنا الضحية الجديدة ؟
ذهبنا إلى أقرب نقطة للشرطة، وملأنا بيانات بأوصاف الطفل المفقود . وما إن أنهيت كتابة البيانات حتى تقدم غريغ مني وطلب مني أن أحادثه على انفراد . نظر في عيني مباشرة، وسألني برقة وعذوبة: ((أبي إذا لم نعثر على مايك هل أستطيع أن أحصل على غرفته ؟)).
كان الغريغ قابلية مدهشة على أن يضحكنا ويهدئنا في اللحظات الصعبة التي كنا نمر فيها . ولكني كنت سعيداً جداً أن أمه لم تسمع عبارته هذه لأنها لن ترضيها، ولا نعرف كيف ستكون ردود فعلها . ولكن معرفتي بغريغ جعلتني أستقبل عبارته بهدوء وأنا واثق أنه لم يكن يعنيها . بل تلك كانت محاولته لتهدئتي.
بعد دقائق أخرى عثرنا على مايك. كان مصراً على إنهاء السباق.
كان يتقدم نحو خط النهاية مع الذين أصروا على الوصول إلى خط النهاية حتى ولو كان وصولهم متأخراً .
في ذلك المساء اجتمعنا لساعات نضحك معاً، ونراجع ما حدث معنا في السباق. وأدركت أن ما حدث فعلاً يقدم مثالاً ناصعاً ومشرفاً للأسرة المترابطة المتحابة. تشكل هذه اللحمة بين أفراد الأسرة قاسماً مشتركاً عاماً تتمتع به كل الأسر المتحابة المترابطة.
تعليق