درستويه
Ibn Durustawayh - Ibn Durustawayh
ابن دُُرُستُويه
(258-347هـ/871-957م)
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن دُرُستويه بن المرزبان الفارسي، نحوي ولغوي ومحدّث ومفسّر. ودُرُستويه اسم فارسي معناه: الكامل، وقد ضبطه بعضهم على خلاف المشهور (دَرَستويه) بالفتح.
ولد في بلاد فارس ثم رحل أبوه به إلى بغداد حيث أقام وطلب العلم حتى برع في علوم الشريعة والعربية، وفيها توفي.
وأهم شيوخه محمد بن يزيد المبرد، وابن قتيبة الذي أخذ عنه فن الأدب، وثعلب إمام الكوفيين في زمانه أخذ عنه علم اللغة.ومع أخذه عن إمام الكوفيين إلاّ أنه كان شديد الانتصار للبصريين في النحو واللغة، يقول النديم: «وكان مفنناً في علوم كثيرة من علوم البصريين، ويتعصب لهم عصبية شديدة». وقد تتلمذ ابن درستويه في علم الحديث ليعقوب بن سفيان الفسوي وعباس بن محمد الدوري، ولعل أهم الذين تلقى على يديهم العلم والده جعفر الذي كان من كبار المحدّثين في وقته.
كان ابن درستويه جيّد التصنيف، مليح التأليف، وهو أحد من اشتهر وعلا قدره، وكثر علمه. ويقال إنه كان ثقة ورزق الإسناد العالي، وقد وثّقه عدد من العلماء منهم: ابن مندة، والحسين بن عثمان الشيرازي. أما هبة الله اللاّلكائيّ فضعّفه وقال: «بلغني عنه أنه قيل له: حدّث عن عباس الدوريّ حديثاً ونعطيك درهماً، ففعل، ولم يكن سمعه منه». وقد ردّ الخطيب البغدادي في تاريخه هذا الكلام بقوله:«هذه الحكاية باطلة لأن أبا محمد بن درستويه كان أرفع قدراً من أن يكذب لأجل الكثير فكيف لأجل التافه الحقير ؟». وكذلك نافح عنه الذهبي أمام من ضعّفه بقوله: «ولم يضعّفه أحدٌ بحجة».
أخذ العلم عن ابن درستويه عبيد الله المرزباني، الدار قطني، ابن شاهين، ابن الفضل القطان وأبو علي بن شاذان، وآخرون.
ترك ابن درستويه الكثير من المؤلفات أهمها: «الإرشاد في النحو، كتاب الهداية»، و«احتجاج القراء في القراءة»، و«جوامع العروض غريب الحديث»، و«معاني الشعر»، و«التوسط بين الأخفش وثعلب في تفسير القرآن»، و«الأضداد»، و«أخبار النحاة»، و«الرد على الفراء في المعاني»، و«الرد على المفضّل الضبّي في الرد على الخليل»، و«تفسير كتاب الجرمي»، و«المذكر والمؤنث»، وكتاب «الهجاء»، و«تصحيح الفصيح»، ويعرف «بشرح فصيح ثعلب» وهو مخطوط منه نسخة بالمدينة المنورة (مكتبة شيخ الإسلام)، و«شرح ما يكتب بالياء من الأسماء المقصورة والأفعال» وألفّه على حرف المعجم وهو مخطوط بخزانة الرباط. وغير ذلك.
ومن كتبه المطبوعة كتاب: «الكتّاب» وقد ألّفه في خلافة المعتصم باللّه، قال ابن درستويه في مقدمة الكتاب عن هذا المصنّف: «وهو كتاب الكتّاب الجاري بين الخاصة والعامة في كتب علومهم وآدابهم ومراسلاتهم الذي لا يستغني متأدب عن معرفته، ولا يليق بذي مروءة جهله …».
ثم قال معرّفاً به «اعلم أنّ الكتّاب ربما يكتبون الكلمة على لفظها وعلى معناها ويحذفون منها ما هو فيها، ويثبتون فيها ما ليس منها، ويبدلون الحرف، ويصلون الكلمة بأخرى تتصل بها، ويفصلون بين أمثالها، ويختزلون عامة صور الحروف اكتفاء بالطائفة منها، ولا ينقطون ولا يشكّلّون إلاّ ما التبس، ويحاولون بكل ذلك ضرباً من القياس... ويشتمل على جميع وجوه ذلك سليمة وسقيمة اثنا عشر باباً ينقسم كل باب منهما فصولاً بينّة، فضلاً مع ما أُلحق، وليس منها …».
وقد جعل هذه الأبواب للهمز والمد والقصر والفصل والوصل والحذف والبدل والنقط والشكل والقوافي والفواصل ورسوم خطوط الكتب، وما ألحق بالهجاء وليس منه.
محمد موعد
ـ ابن الأنباري، نزهة الألباء، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1967م).
ـ ابن درستويه، الكتّاب، تعليق لويس شيخو (مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت 1921م).
ـ الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1973م).
ـ القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار الفكر العربي، القاهرة، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت 1406هـ/1986م).
Ibn Durustawayh - Ibn Durustawayh
ابن دُُرُستُويه
(258-347هـ/871-957م)
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن دُرُستويه بن المرزبان الفارسي، نحوي ولغوي ومحدّث ومفسّر. ودُرُستويه اسم فارسي معناه: الكامل، وقد ضبطه بعضهم على خلاف المشهور (دَرَستويه) بالفتح.
ولد في بلاد فارس ثم رحل أبوه به إلى بغداد حيث أقام وطلب العلم حتى برع في علوم الشريعة والعربية، وفيها توفي.
وأهم شيوخه محمد بن يزيد المبرد، وابن قتيبة الذي أخذ عنه فن الأدب، وثعلب إمام الكوفيين في زمانه أخذ عنه علم اللغة.ومع أخذه عن إمام الكوفيين إلاّ أنه كان شديد الانتصار للبصريين في النحو واللغة، يقول النديم: «وكان مفنناً في علوم كثيرة من علوم البصريين، ويتعصب لهم عصبية شديدة». وقد تتلمذ ابن درستويه في علم الحديث ليعقوب بن سفيان الفسوي وعباس بن محمد الدوري، ولعل أهم الذين تلقى على يديهم العلم والده جعفر الذي كان من كبار المحدّثين في وقته.
كان ابن درستويه جيّد التصنيف، مليح التأليف، وهو أحد من اشتهر وعلا قدره، وكثر علمه. ويقال إنه كان ثقة ورزق الإسناد العالي، وقد وثّقه عدد من العلماء منهم: ابن مندة، والحسين بن عثمان الشيرازي. أما هبة الله اللاّلكائيّ فضعّفه وقال: «بلغني عنه أنه قيل له: حدّث عن عباس الدوريّ حديثاً ونعطيك درهماً، ففعل، ولم يكن سمعه منه». وقد ردّ الخطيب البغدادي في تاريخه هذا الكلام بقوله:«هذه الحكاية باطلة لأن أبا محمد بن درستويه كان أرفع قدراً من أن يكذب لأجل الكثير فكيف لأجل التافه الحقير ؟». وكذلك نافح عنه الذهبي أمام من ضعّفه بقوله: «ولم يضعّفه أحدٌ بحجة».
أخذ العلم عن ابن درستويه عبيد الله المرزباني، الدار قطني، ابن شاهين، ابن الفضل القطان وأبو علي بن شاذان، وآخرون.
ترك ابن درستويه الكثير من المؤلفات أهمها: «الإرشاد في النحو، كتاب الهداية»، و«احتجاج القراء في القراءة»، و«جوامع العروض غريب الحديث»، و«معاني الشعر»، و«التوسط بين الأخفش وثعلب في تفسير القرآن»، و«الأضداد»، و«أخبار النحاة»، و«الرد على الفراء في المعاني»، و«الرد على المفضّل الضبّي في الرد على الخليل»، و«تفسير كتاب الجرمي»، و«المذكر والمؤنث»، وكتاب «الهجاء»، و«تصحيح الفصيح»، ويعرف «بشرح فصيح ثعلب» وهو مخطوط منه نسخة بالمدينة المنورة (مكتبة شيخ الإسلام)، و«شرح ما يكتب بالياء من الأسماء المقصورة والأفعال» وألفّه على حرف المعجم وهو مخطوط بخزانة الرباط. وغير ذلك.
ومن كتبه المطبوعة كتاب: «الكتّاب» وقد ألّفه في خلافة المعتصم باللّه، قال ابن درستويه في مقدمة الكتاب عن هذا المصنّف: «وهو كتاب الكتّاب الجاري بين الخاصة والعامة في كتب علومهم وآدابهم ومراسلاتهم الذي لا يستغني متأدب عن معرفته، ولا يليق بذي مروءة جهله …».
ثم قال معرّفاً به «اعلم أنّ الكتّاب ربما يكتبون الكلمة على لفظها وعلى معناها ويحذفون منها ما هو فيها، ويثبتون فيها ما ليس منها، ويبدلون الحرف، ويصلون الكلمة بأخرى تتصل بها، ويفصلون بين أمثالها، ويختزلون عامة صور الحروف اكتفاء بالطائفة منها، ولا ينقطون ولا يشكّلّون إلاّ ما التبس، ويحاولون بكل ذلك ضرباً من القياس... ويشتمل على جميع وجوه ذلك سليمة وسقيمة اثنا عشر باباً ينقسم كل باب منهما فصولاً بينّة، فضلاً مع ما أُلحق، وليس منها …».
وقد جعل هذه الأبواب للهمز والمد والقصر والفصل والوصل والحذف والبدل والنقط والشكل والقوافي والفواصل ورسوم خطوط الكتب، وما ألحق بالهجاء وليس منه.
محمد موعد
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن درستويه، الكتّاب، تعليق لويس شيخو (مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت 1921م).
ـ الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1973م).
ـ القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار الفكر العربي، القاهرة، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت 1406هـ/1986م).