دُرَيْد بن الصِّمَّة Durayd ibn al-Simmah..شاعر جاهلي، من قبيلة غَزِيّة من هوازن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دُرَيْد بن الصِّمَّة Durayd ibn al-Simmah..شاعر جاهلي، من قبيلة غَزِيّة من هوازن

    دريد صمه

    Durayd ibn al-Simmah - Durayd ibn al-Simmah

    دُرَيْد بن الصِّمَّة
    (…-8هـ/…-629م)

    دريد بن الصِّمّة (والصِّمة معاوية الأصغر) شاعر جاهلي، من قبيلة غَزِيّة من هوازن، من قبائل شرقي الحجاز، التي يقول دريد فيها:
    فهل أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غَوَتْ
    غَوَيتُ، وإن ترشُد غزيّةُ أرشدِ
    وهو فارس شجاع فحل، من ذوي الرأي الذين يُرجَع إلى رأيهم في الجاهلية، وكان في جاهليته أشعر الفرسان وأبعدهم أثراً، وأيمنهم نقيبة عند العرب، وكان سيد بني جُشم وفارسهم وقائدهم، غزا نحو مئة غزوة ما أخفق في واحدةٍ منها، وكان خاله الفارس الشاعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي، فأم دريد أخت عمرو واسمها ريحانة، وهي التي عناها أخوها عمرو بقوله في شعره:
    أمِِِن رَيْحانةََ الدَّاعي السميعُ
    يؤرّقني، وأصحابي هُجُوعُ
    إذا لم تستطعْ شيئاً فدَعْه
    وجاوِزْه إلى ما تستطيعُ
    ويقال إن الصِّمة أبا دريد تزوج ريحانة، بعد أن سباها في معركة، فولدتْ له خمسة أولاد: عبد الله، وقتلتْه قبيلة غطفان، وعبد يغوث قتله بنو مُرَّة، وقيس قتله بنو أبي بكر بن كِلاب، وخالد قتله بنو الحارث بن كعب، أمهم جميعاً ريحانة بنت معد يكرب الزُّبيدي، وكلهم قال دريد فيهم شعر رثاء بعد موتهم. وكان من عادته أنه لا يكتحل ولا يدّهن ولا يشرب خمراً حتى يثأر لهم. تزوج امرأة وجدها ثيباً فهمَّ بقتلها، ثم تزوج أخرى اسمها أم معبد، وقد أقامت عنده، ولكنها عاتبته على كثرة بكائه على أخيه عبد الله فطلقها، ورأى دريد الخنساء (تماضر بنت عمرو ابن الشريد) الشاعرة المشهورة فأُعجب بها، فقال قصيدة بائيّة يتغزل بها. ثم حدّثتْه نفسه بخُطبتها، فشاورها أبوها بذلك فرفضت، ووقع بينهما التهاجي بالشعر. ويعد دريد من المعمّرين، ويبدو أنه خرف في آخر حياته، فعمد أولاده إلى عزله، وله ولدان مشهوران أحدهما اسمه (سلمة) وكان شاعراً والثانية ابنته (عمرة) وكانت أيضاً شاعرة، ولها في والدها مراث كثيرة. أدرك دريد الإسلام، ولكنه لم يُسلم، خرج مع قومه في يوم حنين مظاهراً للمشركين، فقُتل يومها على شركه، وإنما رغبت هوازن أن تصحبه في معركة حنين لا للاستفادة من جهوده الحربية وإنما تيمناً به؛ لأنهم يعتقدون أنه لم يدخل معركة ويخفق بها.
    أما شعره فهو من أسرة شاعرة. فأبوه شاعر، وأخوه مالك شاعر أيضاً، وخاله شاعر، وإخوته الآخرون شعراء، وابنه سلمة وابنته عمرة شعراء أيضاً. وهو يجمع إلى موهبة الشعر التي ورثها عن آبائه وأجداده، وأورثها أبناءه وأحفاده، الحكمة، والتجربة الحياتية الطويلة، وكان كلما عاد من معركة قال شعراً، كلما قُتل له أخ - وكلهم قتلوا في المعارك - قال شعراً وكان يقول القصيدة الطويلة، يفرِّق فيها الأبيات الحكمية التي تخلد على مر الزمان فله الأبيات المشهورة:
    أمرتهمُ أمري بمنعرَج اللوى
    فلم يستبينوا الرُّشد إلا ضحى الغَدِ
    فلما عَصَوْني كنت منهم وقد أرى
    غَوايَتهـم وأنّني غيـر مهتـد
    ويقال إن علي بن أبي طالب تمثَّل بها بعد أن عوتب في قبوله التحكيم، ويوم خرج الخوارج عليه.
    ومما أُثر عن الأصمعي أنه كان يفضّل شعر دريد بن الصمة على شعر النابغة الذبياني. اهتم المستشرقون به، فقد ذكر فؤاد سزكين مجموعة من المستشرقين الذين اهتموا بشعره وكتبوا عنه، وبعضهم ترجم شعره إلى لغة أجنبية.
    محمود الربداوي
    مراجع للاستزادة:
    ـ أبو حاتم السجستاني، المعمرون والوصايا، تحقيق عبد المنعم عامر(دار إحياء الكتب العربية، مصر 1961).
    ـ فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي، نقله إلى العربية محمود فهمي حجازي (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض 1403هـ/1983م).
يعمل...
X