رجاء حيوه
Raja'a ibn Haywah - Raja'a ibn Haywah
رجاء بن حيوة
(…-112هـ/… -730م)
رجاء بن حيوة بن جرول، وقيل ابن جندل، الإمام القدوة، الوزير العادل، الفقيه، من جلّة التابعين، أبو المقدام وقيل أبو النصر الكندي وكان رجاء يقول: «أنا من الذين أنعم الله عليهم بالإسلام»، وعدادي في كِنْدة أي أنه مسجل في ديوان العطاء مع قبيلة كِنْدة؛ وقال ابن سعد في طبقاته، «هو من تابعي أهل الشام وكان ينزل الأردن، وكان ثقة عالماً فاضلاً كثير العلم» وكان مسلمة بن عبد الملك يقول: «كان في كندة ثلاثة إن الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء، رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي»، ومن أقوال رجاء «من لم يؤاخ إلا من لا عيب فيه قل صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا الإخلاص له، دام سخطه، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه».
حدَّث رجاء عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت وطائفة، أرسل عن هؤلاء وعن غيرهم، وروى أيضاً عن عبد الله بن عمرو ومعاوية، وأبي سعيد الخدري، وعبد الملك بن مروان وأبيه حيوة وخلق كثير.
وحدَّث عنه مكحول والزهري[ر] وعبد الملك بن عمير، وابن عون، وعروة ابن رويم، ورجاء بن أبي سلمة وآخرون: وقال الأصمعي سمعت ابن عون يقول: «رأيت ثلاثة ما رأيت مثلهم، محمد بن سيرين في العراق والقاسم بن محمد في الحجاز ورجاء بن حيوة في الشام، وكان القاسم وابن سيرين ورجاء يعيدون الحديث بحرفيته».
كان رجـاء من مستشاري الخليفة عبد الملك بن مروان وابنه الخليفـة الوليـد بن عبـد الملـك، وصار كبير المنزلة عند الخليفـة سـليمان بن عبد الملـك (96-99هـ) والخليفة عمـر بن عبد العزيز من بعـده (99-101هـ) ويقال إنه تقلد ديوان الخاتم في خلافة سليمان، وحينما مرض سليمان واشتد به مرضه، استشار رجاء بن حيوة فيمن يستخلف، وكان سليمان يود أن يستخلف ابنه داود بن سليمان، فلم يشجعه رجاء لأنه كان بعيداً وغائباً مع عمه مسلمة بن عبد الملك الذي كان سليمان قد أرسله في جيش كبير لحصار القسطنطينية وفتحها ولا يدري أحي هو أم ميت، فلما سأله عن رأيه في عمر بن عبد العزيز قال: أعلمه والله خيراً فاضلاً مسلماً، فاستخلف سليمان عمر بن عبد العزيز ثم يزيد ابن عبد الملك من بعده خوفاً من فتنة بين أهل بيته، وكتب كتاباً وختمه وسلمه لرجاء بن حيوة ثم طلب منه أن يدخل أهل بيته عليه، فلما دخلوا وسلموا عليه أخبرهم أنَّ في الكتاب الذي في يد رجاء عهده، وأمرهم أن يسمعوا ويطيعوا ويبايعوا لمن سمّى في الكتاب، فبايعوه رجلاً رجلاً، فلما توفي سليمان كتم رجاء خبر موته وأرسل إلى كعب بن حامد صاحب الشرطة فجمع أهل بيت الخليفة في مسجد دابق (دابق قرية قرب حلب، وكان سليمان قد عسكر بدابق وعزم أن لا يرجع حتى يفتح القسطنطينية) وطلب منهم أن يبايعوا مرة أخرى، فبايعوا رجلاً رجلاً، فلما رأى أنه أحكم الأمر، أخبرهم بوفاة سليمان وتولية عمر بن عبد العزيز خليفة من بعده.
استمرت منزلة رجاء كبيرة في خلافة عمر بن عبد العزيز، ثم إنه بعد ذلك أُخِّر، فالتفت إلى شؤونه، وكان في نفس هشام بن عبد الملك (105-125هـ) منه شيء لكونه عمل على تأخيره وقت وفاة أخيه سليمان وعقده الخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز.
توفي رجاء في خلافة هشام بن عبد الملك.
نجدة خماش
سليمان بن عبد الملك ـ عمر بن عبد العزيز.
ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (1970).
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة 1401هـ/1981م).
Raja'a ibn Haywah - Raja'a ibn Haywah
رجاء بن حيوة
(…-112هـ/… -730م)
رجاء بن حيوة بن جرول، وقيل ابن جندل، الإمام القدوة، الوزير العادل، الفقيه، من جلّة التابعين، أبو المقدام وقيل أبو النصر الكندي وكان رجاء يقول: «أنا من الذين أنعم الله عليهم بالإسلام»، وعدادي في كِنْدة أي أنه مسجل في ديوان العطاء مع قبيلة كِنْدة؛ وقال ابن سعد في طبقاته، «هو من تابعي أهل الشام وكان ينزل الأردن، وكان ثقة عالماً فاضلاً كثير العلم» وكان مسلمة بن عبد الملك يقول: «كان في كندة ثلاثة إن الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء، رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي»، ومن أقوال رجاء «من لم يؤاخ إلا من لا عيب فيه قل صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا الإخلاص له، دام سخطه، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه».
حدَّث رجاء عن معاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت وطائفة، أرسل عن هؤلاء وعن غيرهم، وروى أيضاً عن عبد الله بن عمرو ومعاوية، وأبي سعيد الخدري، وعبد الملك بن مروان وأبيه حيوة وخلق كثير.
وحدَّث عنه مكحول والزهري[ر] وعبد الملك بن عمير، وابن عون، وعروة ابن رويم، ورجاء بن أبي سلمة وآخرون: وقال الأصمعي سمعت ابن عون يقول: «رأيت ثلاثة ما رأيت مثلهم، محمد بن سيرين في العراق والقاسم بن محمد في الحجاز ورجاء بن حيوة في الشام، وكان القاسم وابن سيرين ورجاء يعيدون الحديث بحرفيته».
كان رجـاء من مستشاري الخليفة عبد الملك بن مروان وابنه الخليفـة الوليـد بن عبـد الملـك، وصار كبير المنزلة عند الخليفـة سـليمان بن عبد الملـك (96-99هـ) والخليفة عمـر بن عبد العزيز من بعـده (99-101هـ) ويقال إنه تقلد ديوان الخاتم في خلافة سليمان، وحينما مرض سليمان واشتد به مرضه، استشار رجاء بن حيوة فيمن يستخلف، وكان سليمان يود أن يستخلف ابنه داود بن سليمان، فلم يشجعه رجاء لأنه كان بعيداً وغائباً مع عمه مسلمة بن عبد الملك الذي كان سليمان قد أرسله في جيش كبير لحصار القسطنطينية وفتحها ولا يدري أحي هو أم ميت، فلما سأله عن رأيه في عمر بن عبد العزيز قال: أعلمه والله خيراً فاضلاً مسلماً، فاستخلف سليمان عمر بن عبد العزيز ثم يزيد ابن عبد الملك من بعده خوفاً من فتنة بين أهل بيته، وكتب كتاباً وختمه وسلمه لرجاء بن حيوة ثم طلب منه أن يدخل أهل بيته عليه، فلما دخلوا وسلموا عليه أخبرهم أنَّ في الكتاب الذي في يد رجاء عهده، وأمرهم أن يسمعوا ويطيعوا ويبايعوا لمن سمّى في الكتاب، فبايعوه رجلاً رجلاً، فلما توفي سليمان كتم رجاء خبر موته وأرسل إلى كعب بن حامد صاحب الشرطة فجمع أهل بيت الخليفة في مسجد دابق (دابق قرية قرب حلب، وكان سليمان قد عسكر بدابق وعزم أن لا يرجع حتى يفتح القسطنطينية) وطلب منهم أن يبايعوا مرة أخرى، فبايعوا رجلاً رجلاً، فلما رأى أنه أحكم الأمر، أخبرهم بوفاة سليمان وتولية عمر بن عبد العزيز خليفة من بعده.
استمرت منزلة رجاء كبيرة في خلافة عمر بن عبد العزيز، ثم إنه بعد ذلك أُخِّر، فالتفت إلى شؤونه، وكان في نفس هشام بن عبد الملك (105-125هـ) منه شيء لكونه عمل على تأخيره وقت وفاة أخيه سليمان وعقده الخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز.
توفي رجاء في خلافة هشام بن عبد الملك.
نجدة خماش
الموضوعات ذات الصلة: |
مراجع للاستزادة: |
ـ الذهبي، سير أعلام النبلاء (مؤسسة الرسالة 1401هـ/1981م).