"شجرة العجائب".. مسرحية مشوقة ترسخ قيم التسامح في نفوس الأطفال
العرض حمل عدة طروحات مهمة موجهة إلى الأطفال، على رأسها أهمية الفرد في المجموعة وأهمية المجتمعات وتعاونها.
الأربعاء 2024/12/25
لوحات بصرية أمتعت الأطفال
الشارقة – قدمت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني، مؤخرا، ضمن عروض الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مسرحية “شجرة العجائب” للكاتب عثمان الشطي والمخرج عدنان البلوشي، وأداء نخبة متميزة من فناني المسرح الإماراتي، ممثلة في: شعبان سبيت، محمد اسحق، إسماعيل سالم، محمد السويدي، جودي النبهان، غزلان محمد، قصايد محمد، عبدالله المنصوري، دانة سلامة، ريوف الزعابي، ويوسف عزام، وآخرين.
دارت أحداث العرض حول شجرة ضخمة ووارفة، يستظل بظلها الجميع، وتمنح المكان جوا من البهجة والراحة والطمأنينة، تتشكل من الكثير من الألوان، غير أن اللون الأسود والمهرج ذو الملابس الغريبة والرثة، يحدثان الفوضى في المكان، من خلال شعورهما بأنهما بلا أهمية تذكر، وأن الآخرين لهم المكانة والحظوة عند الشجرة أكثر منهما.
يقرر المهرج وصاحبه الرحيل عن الشجرة، لتصبح ألوان الشجرة منقوصة بعد مغادرة اللون الأسود منها، حينها تبدأ شجرة الشوك بنسج الخطط والمكائد بعد ضعف الشجرة، فتنقض شجرة الشوك ورفاقها على الشجرة العجيبة وتسيطر على المكان، غير أن اللون الأسود وكذلك المهرج يشعران ذلك الوقت بأهمية تواجدهما وأنهما جزء من تلك الشجرة التي كانت تجمعهم وتوفر لهم الأمان، فيقرران العودة ويواجه الجميع متماسكين شجرة الشوك وينتصرون على الأشرار ويطردونهم من المكان ليعود الجمال والحب والوئام إلى الشجرة.
العرض تميز بالرقصات الاستعراضية المتميزة
حمل العرض عدة طروحات مهمة موجهة إلى الأطفال، على رأسها أهمية الفرد في المجموعة، وأن المجتمعات لا تقوم وتتطور وتعيش بأمن وسلام إلا بتكاتف أبنائها وتعاونهم، كذلك أكد العرض أهمية نبذ العنف والذهاب إلى التسامح، وضرورة إرساء المحبة والوئام بين الناس، وأن الشر مهما تعاظم حجمه فهو دائما في النهاية إلى زوال.
وتميز العرض بالرقصات الاستعراضية المتميزة، والتي صممها محمد السويدي، وأدتها المجموعة: علي سمير، آية القنواتي، كارمن فيصل، إيمان العاجي، كرم نضال، حمزة حسام، محمد سامر، منصور البلوشي وعبدالرحمن جهاد، وكذلك الموسيقى لفاضل الحميدي، التي جاءت متوافقة مع الحدث.
كما أن المخرج نجح في بناء لوحات بصرية أمتعت الأطفال وجعلتهم يتفاعلون معها، كذلك تميز في هذا العرض أداء الممثلين، الذين برعوا في تجسيد شخصياتهم، وكذلك مقدرتهم على تلوين أداءاتهم وفقا لما تتطلبه شخصياتهم، الأمر الذي رفع من إيقاع العرض، كما لعبت الأزياء لزهرة الحمادي، والإضاءة لإبراهيم الحمادي، وكذلك الديكور لفارس الجداوي، والماكياج لعلي بيشوه، أدوارا مهمة في مسرحية “شجرة العجائب”، من خلال خلق حالة عالية من الإبهار، جذبت الجمهور إليها وأدخلت المتعة إلى نفسه.
ويذكر أن فعاليات النسخة الثامنة عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، تختتم الأربعاء الخامس والعشرين من ديسمبر، وقد انطلقت منذ يوم العشرين من نفس الشهر، واستمرت خمسة أيام، بمشاركة خمس فرق مسرحية قدمت عروضها التي أنتجتها، وانتقتها لجنة اختيار العروض من بين الفرق المتقدمة للمشاركة في هذه الدورة من المهرجان.
وآخر العروض ستكون مسرحية “مغامرة علياء” للمسرح الحديث بالشارقة، من تأليف الكاتب أحمد الماجد، وإخراج الفنان سمير البلوشي. ويعقب هذا العرض حفل ختام المهرجان وتوزيع الجوائز على الفائزين.
وعن دورة هذا العام من المهرجان، شدد رئيس جمعية المسرحيين ورئيس المهرجان الأستاذ إسماعيل عبدالله على أهمية الدعم الذي أوصل المهرجان إلى ما وصل إليه من سمعة طيبة جذبت جمهور الأطفال وعوائلهم لحضور عروضه منذ تأسيسه في العام 2005 وحتى هذه الدورة، مضيفا “ونأمل هذا العام أن يواصل المهرجان نجاحاته ويحافظ على ما تحقق من منجزات في الدورات الماضية، من خلال عروض مسرحية متميزة، يأنس بها الأطفال، وتوفر لهم المتعة والتسلية وكذلك المعلومة والفائدة.”