استخدام مبدأ التمليح - ١ - ثلاث طرق أساسية وقوية لتحفيز الأطفال وتشجيعهم .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
ثانياً : استخدام مبدأ التمليح
استعمال رغبات الطفل وميوله يمكن أن يحفز الطفل بفعالية كبيرة.
ولكن ماذا نستطيع أن نفعل كآباء إذا كنا غير قادرين على شد انتباه أطفالنا وإقناعهم بالاستماع إلينا . ماذا لو أن أطفالنا يتجنبون دائماً الحديث معنا بشكل جيد وفتح قلوبهم الصغيرة لنا .؟ . لقد وجدت وسيلة بسيطة لشد انتباه الأطفال وجعلهم يستمعون لنا . لقد أطلقت على هذه الوسيلة اسم مبدأ التمليح (salt principle ) .
منذ بضع سنوات خلت، وفي طريق عودتنا من مدينة لوس أنجلوس إلى مدينة فينكس كانت نورما والأطفال في مقصورة بيتنا المتحرك الخلفية، وكانت كاري تجلس إلى جانبي في مقصورة القيادة. سألت كاري : (( كاري هل تنوين أن تخرجي في مواعيد خاصة مع أصدقائك في
السنة القادمة من المدرسة ؟ أجابت كاري بخجل: (نعم ) .
ثم سألتها : (( ما هي نوعية الشاب الذي تنوين مصادقته والخروج معه؟ )) أجابت كاري: ((حسن، يجب أن يكون لطيفاً وحساساً، وأتمنى أن يكون مهتماً بأشياء أحبها ولا سيما الرياضة )) قلت لها :
يبدو أنك تريدينه فاتناً قوي البنية )) . فابتسمت وعلت حمرة الخجل وجنتيها لما قلت، ولم تجب. فتابعت كلامي قائلاً : ((كاري هل تودين فعلاً أن يصبح فتى أحلامك حقيقة واقعية؟)). نظرت بدهشة وأجابت بنبرة قوية : ((بالتأكيد )). فأكملت حديثي معها : ((حسن، لقد قرأت مؤخراً عن بعض العوامل التي تجعل شاباً من نمط الشبان الذين تحلمين بهم ينجذب إلى فتاة ما . دعينا نتحدث في هذا الموضوع في البيت عندما نصل إلى بيتنا في فينكس، موافقة؟ أجابت كاري بحماس: ((لماذا الانتظار دعنا نتحدث في هذا الموضوع الآن)).
قضينا ما تبقى من رحلة العودة نتحدث عن تلك العوامل التي تجعل الفتاة لافتة وجميلة وقوية الشخصية ومرغوبة من قبل الآخرين. وقد ركزت في حديثي على الجمال الداخلي والإنجازات والتهذيب والثقة بالنفس. كما أشرت أيضاً إلى الصبر في فهم الطرف الآخر وكيف يختلف الرجال عن النساء في تفكيرهم. وشرحت لها ما معنى الحب الحقيقي الأصيل ، وكيف أنها ستنجذب لنوع محدد ومهذب من الشبان لأنها واعية ولها مزاجها الخاص الراقي.
كان وقتاً مفيداً حقاً . وقد استفدنا من هذا الوقت لأنني تمكنت من استعمال مبدأ التمليح في شد انتباه ابنتي.
ويمكنني الآن أن أقدم تعريفاً مختصراً لمبدأ التمليح هذا :
مبدأ التمليح يتضمن استخدام الرغبات الخاصة عند الطفل لتعليمه أشياء خاصة يجد الآباء أنها هامة ومفيدة، ومن الصعب نقلها للطفل بشكل مباشر .
كلنا نعرف المثل القائل: (( تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع أن تجبره على شربه)). ولكن هذا المثل ليس صحيحاً بالضرورة. فإذا دسست الملح في فم الحصان ، سيصبح عطشاً وسيقبل على شرب الماء. وكلما زدت كمية الملح في فم الحصان كلما زاد عطشه وازدادت رغبته بالتالي إلى شرب الماء.
باستعمال مبدأ التمليح هذا، أخلق حالة من الفضول والتشويق . هذا ما فعلته مع كاري عندما كنا معاً في السيارة . كنت أدرك أن لديها رغبة طبيعية ومبررة في مرافقة شبان من جيلها ، وقد استخدمت هذه الرغبة لديها لتعليمها بعض الأشياء التي تحميها، وتفيدها في هذا المجال. لقد استطعت أن أستحوذ على كل انتباهها لساعات طويلة لأنها كانت متشوقة ومتحفزة لفهم هذا الموضوع. مبدأ التمليح هذا يحفز الأطفال للاستماع ويستنفر اهتمامهم، وبالتالي يمكنهم من تعلم بعض الحقائق الهامة المتعلقة بالحياة. استعملت هذا المبدأ مرة ثانية مع كاري عندما فاتحتها بالحديث قائلاً : هل تدركين بأن شيئاً ما قد يحدث في حياتك في العام القادم، وسيجعلك تشكين بوجود الله، وأن هذا الشيء الذي سيحدث لك سيجعل منك شخصاً أنانياً علاقته مع ربه مشوشة ومضطرية. وستعزفين عن قراءة الكتاب المقدس، وسيقل عدد مرات ذهابك إلى الصلاة، وربما سيتأثر تحصيلك في المدرسة نتيجة قلة اهتمامك بدروسك ستلاحظين أيضاً العديد من الأمور السلبية قد دخلت حياتك.
وبعد وضع كل هذا الملح، سألت كاري إذا كانت تود أن تناقش هذا الموضوع لتعرف ما هو الشيء الذي سيشوش حياتها إلى هذه الدرجة.
أجابت كاري : ((نعم) أريد أن أعرف ما هو هذا الشيء ؟)) وقد بدا عليها الاهتمام والتأثر، ثم تابعت قائلة دعنا نتحدث عن هذا الشيء لأنني مهما يكن هذا الشيء لا أريد أن أفعله، ولا أريده أن يدخل حياتي)).
وفي هذه اللحظة بدأت أحدثها عن مخاطر ممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج مؤسسة الزواج. وقد كانت مناقشة مفيدة ومقنعة. مبدأ التمليح كما أصبح واضحاً يساعدنا على استدراج أطفالنا للحديث عن مواضيع مهمة، ويتضمن الحديث عنها دروساً مفيدة نود تعليم أطفالنا هذه الدروس. إليك الآن بعض الخطوط العريضة لكيفية استعمال مبدأ التلميح هذا .
١ - حدد بوضوح الموضوع الذي تود الحديث عنه.
٢ - حدد الأمور التي تكون على رأس قائمة اهتمامات مستمعك، وحدد أكثر رغباته أهمية له.
٣ - اسع إلى استعمال رغبات مستمعك في عملية استدراجه للحديث وإثارة فضوله واهتمامه للتواصل معه والحديث عن المواضيع التي حددتها في الخطوة الأولى .
٤ - استخدم حوار الأسئلة لزيادة فضول مستمعك.
ه - أعط وجهة نظرك فقط إذا لاحظت وجود انتباه كامل واهتمام واضح من قبل مستمعك في الموضوع أو المواضيع التي تطرحها .
منذ مدة غير بعيدة، كنت أود أن أعلم مايك درساً هاماً . لو أنني كنت مباشراً وقلت مايك : ((دعني أعطيك درساً في الكتاب المقدس))، لربما كانت استجابة مايك على الشكل التالي: ((أبي ألا نستطيع تأجيل هذا الدرس؟)) أو ربما : ((أبي .. مرة ثانية واحد من هذه الدروس المملة؟)).
نحن عائلة عادية، وقد لاحظت أن أولادي غالباً ما يعارضون، أو على الأقل لا يهتمون بما أعتقد أنه هام لحياتهم ومفيد لهم. ولكنني تعلمت أنه باستطاعتي وضع القليل من ((الملح)) على الموضوع الذي أود مناقشته معهم، فيصبح أكثر استساغة لهم، وذلك بالتركيز على الأشياء التي يحبونها، ويهتمون بها . إليك الآن كيف استدرجت مايك لفعل ما أريد.
- هيه مايك أتريدني أن أقص عليك قصة ممتعة ؟))
- لا يا أبي .. أنني ألعب الآن ، ربما في وقت آخر .
- ((حسن، إذا لم أخبرك عن قصة هذا الرجل الشرس المجنون الذي كان يسكن في الجبال وكانت له قوة تكسر سلاسل الحديد، وتفتت الصخر، ولم يكن بمقدور أحد أن يوقفه، أو يثنيه عن فعل ما يريد، وكان يطلق تلك الصرخات المدوية التي تصم الآذان، وتجعل الناس والحيوانات تهرب منه)).
ثم توقفت قليلاً عن الحديث، فلاحظت أن عيني مايك قد انفتحتا على آخرهما ولمع فيهما بريق الدهشة وتقدم مني قائلاً : ((هل هذا من الكتاب المقدس ؟)).
أجبته: ((نعم، وقد لا تصدق ما حدث لهذا الرجل. ربما في وقت آخر سأروي لك قصته (كاملة). وأجاب مايك بإلحاح: ((من فضلك اروها لي الآن)) وهكذا تقدمت من مايك لأروي له القصة : قصة شفاء السيد المسيح لجراسين (gerasenes) الذي دخله شيطان قوي وأعطاه تلك القوة الخارقة.
ثانياً : استخدام مبدأ التمليح
استعمال رغبات الطفل وميوله يمكن أن يحفز الطفل بفعالية كبيرة.
ولكن ماذا نستطيع أن نفعل كآباء إذا كنا غير قادرين على شد انتباه أطفالنا وإقناعهم بالاستماع إلينا . ماذا لو أن أطفالنا يتجنبون دائماً الحديث معنا بشكل جيد وفتح قلوبهم الصغيرة لنا .؟ . لقد وجدت وسيلة بسيطة لشد انتباه الأطفال وجعلهم يستمعون لنا . لقد أطلقت على هذه الوسيلة اسم مبدأ التمليح (salt principle ) .
منذ بضع سنوات خلت، وفي طريق عودتنا من مدينة لوس أنجلوس إلى مدينة فينكس كانت نورما والأطفال في مقصورة بيتنا المتحرك الخلفية، وكانت كاري تجلس إلى جانبي في مقصورة القيادة. سألت كاري : (( كاري هل تنوين أن تخرجي في مواعيد خاصة مع أصدقائك في
السنة القادمة من المدرسة ؟ أجابت كاري بخجل: (نعم ) .
ثم سألتها : (( ما هي نوعية الشاب الذي تنوين مصادقته والخروج معه؟ )) أجابت كاري: ((حسن، يجب أن يكون لطيفاً وحساساً، وأتمنى أن يكون مهتماً بأشياء أحبها ولا سيما الرياضة )) قلت لها :
يبدو أنك تريدينه فاتناً قوي البنية )) . فابتسمت وعلت حمرة الخجل وجنتيها لما قلت، ولم تجب. فتابعت كلامي قائلاً : ((كاري هل تودين فعلاً أن يصبح فتى أحلامك حقيقة واقعية؟)). نظرت بدهشة وأجابت بنبرة قوية : ((بالتأكيد )). فأكملت حديثي معها : ((حسن، لقد قرأت مؤخراً عن بعض العوامل التي تجعل شاباً من نمط الشبان الذين تحلمين بهم ينجذب إلى فتاة ما . دعينا نتحدث في هذا الموضوع في البيت عندما نصل إلى بيتنا في فينكس، موافقة؟ أجابت كاري بحماس: ((لماذا الانتظار دعنا نتحدث في هذا الموضوع الآن)).
قضينا ما تبقى من رحلة العودة نتحدث عن تلك العوامل التي تجعل الفتاة لافتة وجميلة وقوية الشخصية ومرغوبة من قبل الآخرين. وقد ركزت في حديثي على الجمال الداخلي والإنجازات والتهذيب والثقة بالنفس. كما أشرت أيضاً إلى الصبر في فهم الطرف الآخر وكيف يختلف الرجال عن النساء في تفكيرهم. وشرحت لها ما معنى الحب الحقيقي الأصيل ، وكيف أنها ستنجذب لنوع محدد ومهذب من الشبان لأنها واعية ولها مزاجها الخاص الراقي.
كان وقتاً مفيداً حقاً . وقد استفدنا من هذا الوقت لأنني تمكنت من استعمال مبدأ التمليح في شد انتباه ابنتي.
ويمكنني الآن أن أقدم تعريفاً مختصراً لمبدأ التمليح هذا :
مبدأ التمليح يتضمن استخدام الرغبات الخاصة عند الطفل لتعليمه أشياء خاصة يجد الآباء أنها هامة ومفيدة، ومن الصعب نقلها للطفل بشكل مباشر .
كلنا نعرف المثل القائل: (( تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء ولكنك لا تستطيع أن تجبره على شربه)). ولكن هذا المثل ليس صحيحاً بالضرورة. فإذا دسست الملح في فم الحصان ، سيصبح عطشاً وسيقبل على شرب الماء. وكلما زدت كمية الملح في فم الحصان كلما زاد عطشه وازدادت رغبته بالتالي إلى شرب الماء.
باستعمال مبدأ التمليح هذا، أخلق حالة من الفضول والتشويق . هذا ما فعلته مع كاري عندما كنا معاً في السيارة . كنت أدرك أن لديها رغبة طبيعية ومبررة في مرافقة شبان من جيلها ، وقد استخدمت هذه الرغبة لديها لتعليمها بعض الأشياء التي تحميها، وتفيدها في هذا المجال. لقد استطعت أن أستحوذ على كل انتباهها لساعات طويلة لأنها كانت متشوقة ومتحفزة لفهم هذا الموضوع. مبدأ التمليح هذا يحفز الأطفال للاستماع ويستنفر اهتمامهم، وبالتالي يمكنهم من تعلم بعض الحقائق الهامة المتعلقة بالحياة. استعملت هذا المبدأ مرة ثانية مع كاري عندما فاتحتها بالحديث قائلاً : هل تدركين بأن شيئاً ما قد يحدث في حياتك في العام القادم، وسيجعلك تشكين بوجود الله، وأن هذا الشيء الذي سيحدث لك سيجعل منك شخصاً أنانياً علاقته مع ربه مشوشة ومضطرية. وستعزفين عن قراءة الكتاب المقدس، وسيقل عدد مرات ذهابك إلى الصلاة، وربما سيتأثر تحصيلك في المدرسة نتيجة قلة اهتمامك بدروسك ستلاحظين أيضاً العديد من الأمور السلبية قد دخلت حياتك.
وبعد وضع كل هذا الملح، سألت كاري إذا كانت تود أن تناقش هذا الموضوع لتعرف ما هو الشيء الذي سيشوش حياتها إلى هذه الدرجة.
أجابت كاري : ((نعم) أريد أن أعرف ما هو هذا الشيء ؟)) وقد بدا عليها الاهتمام والتأثر، ثم تابعت قائلة دعنا نتحدث عن هذا الشيء لأنني مهما يكن هذا الشيء لا أريد أن أفعله، ولا أريده أن يدخل حياتي)).
وفي هذه اللحظة بدأت أحدثها عن مخاطر ممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج مؤسسة الزواج. وقد كانت مناقشة مفيدة ومقنعة. مبدأ التمليح كما أصبح واضحاً يساعدنا على استدراج أطفالنا للحديث عن مواضيع مهمة، ويتضمن الحديث عنها دروساً مفيدة نود تعليم أطفالنا هذه الدروس. إليك الآن بعض الخطوط العريضة لكيفية استعمال مبدأ التلميح هذا .
١ - حدد بوضوح الموضوع الذي تود الحديث عنه.
٢ - حدد الأمور التي تكون على رأس قائمة اهتمامات مستمعك، وحدد أكثر رغباته أهمية له.
٣ - اسع إلى استعمال رغبات مستمعك في عملية استدراجه للحديث وإثارة فضوله واهتمامه للتواصل معه والحديث عن المواضيع التي حددتها في الخطوة الأولى .
٤ - استخدم حوار الأسئلة لزيادة فضول مستمعك.
ه - أعط وجهة نظرك فقط إذا لاحظت وجود انتباه كامل واهتمام واضح من قبل مستمعك في الموضوع أو المواضيع التي تطرحها .
منذ مدة غير بعيدة، كنت أود أن أعلم مايك درساً هاماً . لو أنني كنت مباشراً وقلت مايك : ((دعني أعطيك درساً في الكتاب المقدس))، لربما كانت استجابة مايك على الشكل التالي: ((أبي ألا نستطيع تأجيل هذا الدرس؟)) أو ربما : ((أبي .. مرة ثانية واحد من هذه الدروس المملة؟)).
نحن عائلة عادية، وقد لاحظت أن أولادي غالباً ما يعارضون، أو على الأقل لا يهتمون بما أعتقد أنه هام لحياتهم ومفيد لهم. ولكنني تعلمت أنه باستطاعتي وضع القليل من ((الملح)) على الموضوع الذي أود مناقشته معهم، فيصبح أكثر استساغة لهم، وذلك بالتركيز على الأشياء التي يحبونها، ويهتمون بها . إليك الآن كيف استدرجت مايك لفعل ما أريد.
- هيه مايك أتريدني أن أقص عليك قصة ممتعة ؟))
- لا يا أبي .. أنني ألعب الآن ، ربما في وقت آخر .
- ((حسن، إذا لم أخبرك عن قصة هذا الرجل الشرس المجنون الذي كان يسكن في الجبال وكانت له قوة تكسر سلاسل الحديد، وتفتت الصخر، ولم يكن بمقدور أحد أن يوقفه، أو يثنيه عن فعل ما يريد، وكان يطلق تلك الصرخات المدوية التي تصم الآذان، وتجعل الناس والحيوانات تهرب منه)).
ثم توقفت قليلاً عن الحديث، فلاحظت أن عيني مايك قد انفتحتا على آخرهما ولمع فيهما بريق الدهشة وتقدم مني قائلاً : ((هل هذا من الكتاب المقدس ؟)).
أجبته: ((نعم، وقد لا تصدق ما حدث لهذا الرجل. ربما في وقت آخر سأروي لك قصته (كاملة). وأجاب مايك بإلحاح: ((من فضلك اروها لي الآن)) وهكذا تقدمت من مايك لأروي له القصة : قصة شفاء السيد المسيح لجراسين (gerasenes) الذي دخله شيطان قوي وأعطاه تلك القوة الخارقة.
تعليق