شاعر ينصح للشّاعرحسن علي المرعي

قالوا : غضبْتَ وما في حِكْمةِ الكُتُبِ
شـيءٌ يُدانُ كما في ثـورةِ الغضَـبِ
فقلْتُ : واللهِ ما شـــاهدّتُ يجعلُنـي
أثـورُ كالنَّــارِ في حمَّالَـةِ الحَطَـبِ
مِنْ واحـدٍ ما بـهِ مِنْ خَصلَةٍ أدَبـاً
لا بـــلْ تكامُـلُهُ فــي قِــلَّةِ الأدَبِ
عفْوَ المُريـدينَ أنْ أبدلْتُ قولَتَـهُمْ
كمَنْ يُــبدِّلُ رأسَ القومِ بالذَّنَـبِ
يُحاولُ المَجـدَ لا دِيْنـاً ولا خُلُـقاً
وليس يُتقِنُ غيرَ اللّهٰوِ و الكَذِبِ
هذا بِرَسْـمِ الذّي يمشـي بجانبِهِ
وليس في جَيْبـهِ تِرياقـةُ الجَّـرَبِ
يُصغِّرُ المَرأَ أصحابٌ بلا شَــــرَفٍ
ويَكْبُـرُ المَـرأُ بالأصحـابِ مِنْ ذَهَـبِ
قالَ النَّبيُّ حديثَاً يُســْــتَطَبُّ بــهِ
كادَ الكبيرُ بقومٍ أنْ يكونَ نَبِيْ
إنْ ظَنَّكَ القومُ عِند البأسِ سيِّدَهمْ
و أمَّــروكَ فــكُنْ للمــجْدِ ذا أرَبِ
واختـرْ ذُؤابتَــهمْ عَــوناً و مُــتَّكَأً
فقد تَصيرُ بِعدوىٰ الصَّحْبِ بالنُّجُبِ
ولا تُــبَعِّدْ عنِ الــشُّورىٰ تَقِــيَّهُمُ
تغارُ منهُ علىٰ الكُرسِيِّ مِنْ خَشَبِ
فــلا نصــيحةَ إمّا كُــنْتَ طالِـبَـها
إلاَّ مِنَ العقْلِ مَوهوبٍ و مُكْتَسَبِ
ورُبَّــما نــاصــحٌ إيّــاكَ مُــتَّصِــلٌ
بِـعُـقْدةِ اللهِ لا في عُـقدةِ النَّسَــبِ
فَـقِلَّـةٌ كانَ مِـنْ سَـلْمـانَ ذا رَحِـمٍ
وكــمْ تَكَرَّرَ في القُربىٰ أبو لَهَبِ
ٍ
فاسْمعْ نصحْتُكَ مِنْ قاموسِ معرِفَتي
إلاّ..فخلِّ العُـلا للصِّيـدِ وانْسَـحِـبِ
الشاعر حسن علي المرعي٢٠١٦/٩/٢٩م