ما الذي لا يحبه الأطفال - اسمح لنفسك بهامش من الإخفاق في حياتك .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
ما الذي لا يحبه الأطفال
حسن، لقد وعدتكم بأن أقدم لكم بعض الأشياء التي لم يكن أطفالي يرتاحون لها من سلوكنا معهم أو تصرفاتنا تجاههم، والأشياء التي قرر أطفالنا أن يتجنبوا فعلها مع أطفالهم . سأقدم لهذا الموضوع، على أي حال، بالقول بأنني أعتقد بأن قراري بالحديث عن هذا الموضوع لا سيما الشق الأخير منه يُعد من أكبر الأخطاء التي فعلتها كاب وكمرب لأطفالي. في البدء لم أكن أعرف ما يحدث فعلاً في الخفاء ولكنني أتمنى على أي حال لو أنني لم أفعل.
هذه المسألة التي أتحدث عنها خلقت مشكلة حقيقية أثرت سلبياً على علاقتي مع غريغ في البداية. وعلى الرغم من أن غريغ استجاب في المحصلة لهذا الموضوع استجابة صحية وطور الكثير من مناحي حياته بشكل جيد، إلا أنني مرة ثانية - أتمنى لو أنني تجنبت الحديث في هذا الموضوع. في واقع الأمر لو قيض لي أن أعود بهذه التجربة إلى لحظة البدء لكنت صغتها وقاربتها بشكل مختلف لا يعرقل علاقتي مع ابني.
وأنا أشجعك الآن كأب أن تحاذر من فعل أو قول شيء أو أشياء تؤثر على علاقتك بأطفالك لاحقاً.
أول الأشياء التي أود الحديث عنها هنا هي الأمور المتعلقة بالتهذيب وتحديداً العقوبات الفيزيائية أي عقوبة الضرب. الأب الذي يهتم بتهذيب أطفاله، غالباً ما ينسى كم هو حساس وهش هذا الطفل الذي يقوم بتأديبه . في كل مرة كان غريغ يتورط في مشكلة ما، كنت أطلب إليه أن يذهب ليجلب عصا الضرب. وعصا الضرب هذه لم تكن سوى مسطرة صغيرة لينة قام الأطفال بتزيينها وسميناها ((المعلم)) كما أسلفت. ولكن هذه المسطرة على أي حال كانت تلسع جلد أطفالنا عندما كنا نضربهم بها، ناهيك عن تأثيرها النفسي. وكنت أظن أن إرسال الطفل للبحث عن العصا سيتيح له فسحة من الوقت ليفكر بما فعل والنتائج المترتبة على ذلك، وربما يرتدع عما فعل في المرات القادمة. كنت أعتقد أنه قد يكون من المفيد لأطفالي أن يفكروا طويلاً، وبعمق بما فعلوا. الآن أعتقد أنني كنت مخطئاً خاصة فيما يتعلق بتجربتي مع غريغ.
المشكلة الحقيقية هي أن غريغ كان يصاب برعب مضاعف، وهو يبحث عن العصا ، وقلبه الغض الصغير كان ينبض بسرعة جنونية. لم أدرك كم كانت طريقتي في تربيتي له قوية ومؤثرة عليه. كنت أحاكم الأمور في عقلي على الشكل التالي: غريغ عصى قوانين الأسرة ولا بد من طريقة تجعله يرتدع عن فعل ذلك، فإذا تركته مثلاً لفترة ربع ساعة يبحث عن العصا بانتظار العقوبة فهذا يعني أنه سيفكر في الأمر طيلة هذه الفترة، وربما يقوده تفكيره لأن يرتدع . نورما زوجتي لم تكن تستعمل العصا، ولا تفكر بهذه الطريقة النتيجة التي كنت أحصل عليها لم تكن توازن حجم الرعب والأذى النفسي الذي كان يلحق بغريغ. صحيح أن غريغ كان يفكر في الأمر، لكنه كان يتوقع الضرب، ويفكر فيه أكثر. وفي عقل غريغ وتفكيره لم أكن سوى رجل قوي ظالم يحاول ضربه وإيذاء مشاعره. تلك الطريقة كانت تعطي في واقع الأمر رسائل سلبية غير منتجة تربوياً . لم تثمر في تغيير سلوك غريغ إلى الدرجة التي كنت آمل وأتوقع، والأسوأ من ذلك أنني لم أكن في تلك الأوقات مدركاً لهذه الحقيقة.
لاحقاً، وفي مناسبتين أو أكثر، أخبرني غريغ بأن تلك اللحظات من طفولته كانت الأصعب والأكثر إيذاء لكرامته وكبريائه. ولم تكن المسألة بالنسبة إليه تتعلق بالأذى الفيزيائي للضرب بل الأذى النفسي والمعنوي التي تكرسه تلك التجربة. وفي آخر حديث لي مع غريغ حول هذا الموضوع ذكر غريغ بأنه يكاد لا ينسى مطلقاً أنه في مرتين أو أكثر عندما كنت أرسله للبحث عن العصا وجلبها، كان يجلبها ويقدمهالي، وهو مليء بخوف لا يحتمل. ثم أسأله - لأزيد الطين بلة - : ما هذه ؟ لم تستعمل ؟ ولكنه يقف مكانه، ودموعه تغطي وجنتيه، خافض الرأس وهو يحمل هذه العصا دون أن يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة، وكان لسان حاله يقول الا تعرف ما هذه ؟ أما أرسلتني بنفسك لجلبها ؟.
عندما ذكرني غريغ بهذا ، وهو في العشرين من عمره عراني احمرار الخجل الذي لم يظهر فقط على وجهي، ولكنه لامس قلبي أيضاً . كنت مضطراً لأن أسأل نفسي كيف كنت على هذه الدرجة من قلة الحساسية؟ ولكنني تعلمت درساً مهماً . النقطة المهمة التي أتمنى أن يدركها الآباء الآن هي أن قلوب أطفالنا ومشاعرهم في غاية الهشاشة والحساسية وعليهم أن يحترموا هذه الكائنات الجميلة التي هي أطفالنا بحيث لا تتضمن وسائل التربية التي نستعملها في تنشئتهم ما من شأنه أن يجرح كبرياءهم ويحبطهم. أنا على يقين الآن، لو فيض لي أن أبدأ هذه التجربة تجربة تربية أطفال جدد لفعلت ذلك بطريقة مختلفة عما قمت به في أثناء تربيتي لأطفالي خاصة فيما يتعلق بعقوبة الضرب.
هناك مسألة أخرى التي وافق أطفالنا جمعهم على أنها كانت مشكلة في حياتنا نجمت عن طبيعة حياتنا وعلاقاتنا بعضنا مع بعض. كعائلة واحدة عندما كان الأطفال صغاراً كنا منخرطين جميعاً بشكل يكاد يكون يومياً في نشاطات الكنيسة حيث أنني كنت مساعداً لخوري الكنيسة في ذلك الوقت كان الأطفال مداومين على الذهاب إلى عظة الأحد . ومدارس تعليم الإنجيل ومعظم نشاطات الكنيسة الأخرى، وكنا نشجعهم على ذلك. ولكن بعد ذلك انتقلت إلى عمل آخر.
عندما بدأت عملي الجديد كمبشر للدين المسيحي للعائلات والأسر المختلفة، طلبت مني إدارة الكنيسة أن أسافر كمبشر إلى أمكنة كثيرة وهذا كان يعني ببساطة أنني مضطر للغياب عن البيت في أيام كثيرة لا سيما أيام عطل نهاية الأسبوع. وكذلك كان عملي يتطلب أن أحضر الاجتماعات وألقي المحاضرات، وأشارك في العديد من الأنشطة التبشيرية الأخرى غيابي عن البيت ترك عبئاً واضحاً على نورما زوجتي التي كانت حريصة جداً على أن يتابع أطفالنا عادة ذهابهم إلى الكنيسة وانخراطهم في نشاطاتها . ولكن درجة التزامهم قلت فيما يتعلق بهذا الموضوع. أصبح الأطفال يذهبون إلى الكنيسة أسبوعياً، ولكن الإحساس بوحدة العائلة تغير. وحتى في تلك الأحيان التي كنت اصطحب العائلة معي في مهماتي كنا ننخرط في برنامج للزيارات يتضمن عدداً من الكنائس المختلفة في مدن مختلفة، ونجم عن ذلك أننا بدأنا نشعر أننا لم نحظ بحياة كنسية هادئة ومستقرة.
وفي بعض الأحيان كنا ننشغل في الإعداد لسفرتنا القادمة، فيفوتنا تماماً موعد الذهاب إلى الكنيسة فلا نذهب إليها . والآن يشعر الأطفال بأن تلك الحياة القلقة ربما قد أثرت عليهم وآذتهم قليلاً إذا أنها لم تمكنهم من المداومة على الاشتراك في نشاطات الكنيسة بشكل أسبوعي ومنتظم كما أن صلاتهم مع أقرانهم ومع معلميهم في الكنيسة ومع نشاطات الكنيسة الأخرى بدأت تقل. وهم يشعرون الآن كما لو أنهم لم يتلقوا ما يكفي من تعليمات كنيستنا ، ولم يشاركوا كما يجب في نشاطاتها بشكل مستقر ومنتظم كما كانوا يتمنون. هذه المسألة مثلت لهم ولنا مشكلة حقيقية.
بطريقة ما، بدأت أشعر كما لو أن حياة أسرتي استبدلت بالكنيسة : لا شك بأننا كنا نمضي أوقاتاً هادئة كأسرة نكرسها للصلاة معاً. ولكن على الرغم من كل الأشياء الجميلة التي حملتها معها تجاربنا في الترحال والعمل، أعتقد الآن جازماً بأن الاستقرار والحياة الهادئة المنتظمة والالتزام بكنيسة محلية دائمة قد يكون أكثر راحة للعائلة وأكثر فائدة لها . يذكرني أطفالي دائماً بأنهم يفتقدون كنيستنا الأولى ونشاطاتها المتميزة.
وفي مرحلة لاحقة، التحق أطفالنا بمدرسة مسيحية أصبحت لديهم بمثابة الكنيسة، ولكن لم تكن على أي حال تلك الكنيسة التي يحتاجون إليها فعلاً، أفضل المدارس قد لا تكون مهيأة تماماً للدروس الدينية وتلقي التعاليم المسيحية. هذا العمل يناط بالكنيسة المحلية لكل منطقة على حدة. والمدارس نفسها تقر بذلك . ولهذا فإن أطفالي الآن يتمنون لو أنهم بقوا في كنيستهم الأولى، وتلقوا تعليماتهم المسيحية منها، والتزموا فيها مع أقرانهم وأساتذتهم في تلك المنطقة نفسها التي ترعرعوا فيها.
وأنا أنظر إلى هذه المسألة الآن، أجد نفسي موافقاً تماماً على ما تمنى أطفالي الالتزام به. وأنا أتمنى الآن لو بقينا في كنيستنا الأولى ننعم بالاستقرار ونقدم التزامنا لكنيستنا المحلية الأولى. وعلى الرغم من أن أطفالي نموا نمواً طبيعياً ونمت معهم علاقتهم الحميمة مع الله، وعلى الرغم من أن التزامهم بمحبة الله والناس لا يدخلها شك إلا أنني أشعر كما لو أنهم يفتقدون ذلك الحجر الأساسي في بنائهم الروحي. ربما هذا الموضوع هو ما أذى غريغ أكثر من غيره وجعله يعاني، وبالتالي نعاني معه جراء بعض تبعات هذه المشكلة.
ما الذي لا يحبه الأطفال
حسن، لقد وعدتكم بأن أقدم لكم بعض الأشياء التي لم يكن أطفالي يرتاحون لها من سلوكنا معهم أو تصرفاتنا تجاههم، والأشياء التي قرر أطفالنا أن يتجنبوا فعلها مع أطفالهم . سأقدم لهذا الموضوع، على أي حال، بالقول بأنني أعتقد بأن قراري بالحديث عن هذا الموضوع لا سيما الشق الأخير منه يُعد من أكبر الأخطاء التي فعلتها كاب وكمرب لأطفالي. في البدء لم أكن أعرف ما يحدث فعلاً في الخفاء ولكنني أتمنى على أي حال لو أنني لم أفعل.
هذه المسألة التي أتحدث عنها خلقت مشكلة حقيقية أثرت سلبياً على علاقتي مع غريغ في البداية. وعلى الرغم من أن غريغ استجاب في المحصلة لهذا الموضوع استجابة صحية وطور الكثير من مناحي حياته بشكل جيد، إلا أنني مرة ثانية - أتمنى لو أنني تجنبت الحديث في هذا الموضوع. في واقع الأمر لو قيض لي أن أعود بهذه التجربة إلى لحظة البدء لكنت صغتها وقاربتها بشكل مختلف لا يعرقل علاقتي مع ابني.
وأنا أشجعك الآن كأب أن تحاذر من فعل أو قول شيء أو أشياء تؤثر على علاقتك بأطفالك لاحقاً.
أول الأشياء التي أود الحديث عنها هنا هي الأمور المتعلقة بالتهذيب وتحديداً العقوبات الفيزيائية أي عقوبة الضرب. الأب الذي يهتم بتهذيب أطفاله، غالباً ما ينسى كم هو حساس وهش هذا الطفل الذي يقوم بتأديبه . في كل مرة كان غريغ يتورط في مشكلة ما، كنت أطلب إليه أن يذهب ليجلب عصا الضرب. وعصا الضرب هذه لم تكن سوى مسطرة صغيرة لينة قام الأطفال بتزيينها وسميناها ((المعلم)) كما أسلفت. ولكن هذه المسطرة على أي حال كانت تلسع جلد أطفالنا عندما كنا نضربهم بها، ناهيك عن تأثيرها النفسي. وكنت أظن أن إرسال الطفل للبحث عن العصا سيتيح له فسحة من الوقت ليفكر بما فعل والنتائج المترتبة على ذلك، وربما يرتدع عما فعل في المرات القادمة. كنت أعتقد أنه قد يكون من المفيد لأطفالي أن يفكروا طويلاً، وبعمق بما فعلوا. الآن أعتقد أنني كنت مخطئاً خاصة فيما يتعلق بتجربتي مع غريغ.
المشكلة الحقيقية هي أن غريغ كان يصاب برعب مضاعف، وهو يبحث عن العصا ، وقلبه الغض الصغير كان ينبض بسرعة جنونية. لم أدرك كم كانت طريقتي في تربيتي له قوية ومؤثرة عليه. كنت أحاكم الأمور في عقلي على الشكل التالي: غريغ عصى قوانين الأسرة ولا بد من طريقة تجعله يرتدع عن فعل ذلك، فإذا تركته مثلاً لفترة ربع ساعة يبحث عن العصا بانتظار العقوبة فهذا يعني أنه سيفكر في الأمر طيلة هذه الفترة، وربما يقوده تفكيره لأن يرتدع . نورما زوجتي لم تكن تستعمل العصا، ولا تفكر بهذه الطريقة النتيجة التي كنت أحصل عليها لم تكن توازن حجم الرعب والأذى النفسي الذي كان يلحق بغريغ. صحيح أن غريغ كان يفكر في الأمر، لكنه كان يتوقع الضرب، ويفكر فيه أكثر. وفي عقل غريغ وتفكيره لم أكن سوى رجل قوي ظالم يحاول ضربه وإيذاء مشاعره. تلك الطريقة كانت تعطي في واقع الأمر رسائل سلبية غير منتجة تربوياً . لم تثمر في تغيير سلوك غريغ إلى الدرجة التي كنت آمل وأتوقع، والأسوأ من ذلك أنني لم أكن في تلك الأوقات مدركاً لهذه الحقيقة.
لاحقاً، وفي مناسبتين أو أكثر، أخبرني غريغ بأن تلك اللحظات من طفولته كانت الأصعب والأكثر إيذاء لكرامته وكبريائه. ولم تكن المسألة بالنسبة إليه تتعلق بالأذى الفيزيائي للضرب بل الأذى النفسي والمعنوي التي تكرسه تلك التجربة. وفي آخر حديث لي مع غريغ حول هذا الموضوع ذكر غريغ بأنه يكاد لا ينسى مطلقاً أنه في مرتين أو أكثر عندما كنت أرسله للبحث عن العصا وجلبها، كان يجلبها ويقدمهالي، وهو مليء بخوف لا يحتمل. ثم أسأله - لأزيد الطين بلة - : ما هذه ؟ لم تستعمل ؟ ولكنه يقف مكانه، ودموعه تغطي وجنتيه، خافض الرأس وهو يحمل هذه العصا دون أن يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة، وكان لسان حاله يقول الا تعرف ما هذه ؟ أما أرسلتني بنفسك لجلبها ؟.
عندما ذكرني غريغ بهذا ، وهو في العشرين من عمره عراني احمرار الخجل الذي لم يظهر فقط على وجهي، ولكنه لامس قلبي أيضاً . كنت مضطراً لأن أسأل نفسي كيف كنت على هذه الدرجة من قلة الحساسية؟ ولكنني تعلمت درساً مهماً . النقطة المهمة التي أتمنى أن يدركها الآباء الآن هي أن قلوب أطفالنا ومشاعرهم في غاية الهشاشة والحساسية وعليهم أن يحترموا هذه الكائنات الجميلة التي هي أطفالنا بحيث لا تتضمن وسائل التربية التي نستعملها في تنشئتهم ما من شأنه أن يجرح كبرياءهم ويحبطهم. أنا على يقين الآن، لو فيض لي أن أبدأ هذه التجربة تجربة تربية أطفال جدد لفعلت ذلك بطريقة مختلفة عما قمت به في أثناء تربيتي لأطفالي خاصة فيما يتعلق بعقوبة الضرب.
هناك مسألة أخرى التي وافق أطفالنا جمعهم على أنها كانت مشكلة في حياتنا نجمت عن طبيعة حياتنا وعلاقاتنا بعضنا مع بعض. كعائلة واحدة عندما كان الأطفال صغاراً كنا منخرطين جميعاً بشكل يكاد يكون يومياً في نشاطات الكنيسة حيث أنني كنت مساعداً لخوري الكنيسة في ذلك الوقت كان الأطفال مداومين على الذهاب إلى عظة الأحد . ومدارس تعليم الإنجيل ومعظم نشاطات الكنيسة الأخرى، وكنا نشجعهم على ذلك. ولكن بعد ذلك انتقلت إلى عمل آخر.
عندما بدأت عملي الجديد كمبشر للدين المسيحي للعائلات والأسر المختلفة، طلبت مني إدارة الكنيسة أن أسافر كمبشر إلى أمكنة كثيرة وهذا كان يعني ببساطة أنني مضطر للغياب عن البيت في أيام كثيرة لا سيما أيام عطل نهاية الأسبوع. وكذلك كان عملي يتطلب أن أحضر الاجتماعات وألقي المحاضرات، وأشارك في العديد من الأنشطة التبشيرية الأخرى غيابي عن البيت ترك عبئاً واضحاً على نورما زوجتي التي كانت حريصة جداً على أن يتابع أطفالنا عادة ذهابهم إلى الكنيسة وانخراطهم في نشاطاتها . ولكن درجة التزامهم قلت فيما يتعلق بهذا الموضوع. أصبح الأطفال يذهبون إلى الكنيسة أسبوعياً، ولكن الإحساس بوحدة العائلة تغير. وحتى في تلك الأحيان التي كنت اصطحب العائلة معي في مهماتي كنا ننخرط في برنامج للزيارات يتضمن عدداً من الكنائس المختلفة في مدن مختلفة، ونجم عن ذلك أننا بدأنا نشعر أننا لم نحظ بحياة كنسية هادئة ومستقرة.
وفي بعض الأحيان كنا ننشغل في الإعداد لسفرتنا القادمة، فيفوتنا تماماً موعد الذهاب إلى الكنيسة فلا نذهب إليها . والآن يشعر الأطفال بأن تلك الحياة القلقة ربما قد أثرت عليهم وآذتهم قليلاً إذا أنها لم تمكنهم من المداومة على الاشتراك في نشاطات الكنيسة بشكل أسبوعي ومنتظم كما أن صلاتهم مع أقرانهم ومع معلميهم في الكنيسة ومع نشاطات الكنيسة الأخرى بدأت تقل. وهم يشعرون الآن كما لو أنهم لم يتلقوا ما يكفي من تعليمات كنيستنا ، ولم يشاركوا كما يجب في نشاطاتها بشكل مستقر ومنتظم كما كانوا يتمنون. هذه المسألة مثلت لهم ولنا مشكلة حقيقية.
بطريقة ما، بدأت أشعر كما لو أن حياة أسرتي استبدلت بالكنيسة : لا شك بأننا كنا نمضي أوقاتاً هادئة كأسرة نكرسها للصلاة معاً. ولكن على الرغم من كل الأشياء الجميلة التي حملتها معها تجاربنا في الترحال والعمل، أعتقد الآن جازماً بأن الاستقرار والحياة الهادئة المنتظمة والالتزام بكنيسة محلية دائمة قد يكون أكثر راحة للعائلة وأكثر فائدة لها . يذكرني أطفالي دائماً بأنهم يفتقدون كنيستنا الأولى ونشاطاتها المتميزة.
وفي مرحلة لاحقة، التحق أطفالنا بمدرسة مسيحية أصبحت لديهم بمثابة الكنيسة، ولكن لم تكن على أي حال تلك الكنيسة التي يحتاجون إليها فعلاً، أفضل المدارس قد لا تكون مهيأة تماماً للدروس الدينية وتلقي التعاليم المسيحية. هذا العمل يناط بالكنيسة المحلية لكل منطقة على حدة. والمدارس نفسها تقر بذلك . ولهذا فإن أطفالي الآن يتمنون لو أنهم بقوا في كنيستهم الأولى، وتلقوا تعليماتهم المسيحية منها، والتزموا فيها مع أقرانهم وأساتذتهم في تلك المنطقة نفسها التي ترعرعوا فيها.
وأنا أنظر إلى هذه المسألة الآن، أجد نفسي موافقاً تماماً على ما تمنى أطفالي الالتزام به. وأنا أتمنى الآن لو بقينا في كنيستنا الأولى ننعم بالاستقرار ونقدم التزامنا لكنيستنا المحلية الأولى. وعلى الرغم من أن أطفالي نموا نمواً طبيعياً ونمت معهم علاقتهم الحميمة مع الله، وعلى الرغم من أن التزامهم بمحبة الله والناس لا يدخلها شك إلا أنني أشعر كما لو أنهم يفتقدون ذلك الحجر الأساسي في بنائهم الروحي. ربما هذا الموضوع هو ما أذى غريغ أكثر من غيره وجعله يعاني، وبالتالي نعاني معه جراء بعض تبعات هذه المشكلة.
تعليق