أهمية اجتماع أفراد الأسرة دون الحاجة إلى الصرف الزائد لنقود الأسرة - اسمح لنفسك بهامش من الإخفاق في حياتك .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
أهمية اجتماع أفراد الأسرة دون الحاجة إلى الصرف الزائد لنقود الأسرة
نقل إلي غريغ مؤخراً تقديره ومدى سعادته الغامرة المعرفته أن والديه ينظران إليه كصديق حميم، ولا يعتبر أنه مجرد ابن لهما، وذكرني بما قلت له ذات يوم: (( ربما تعرف غريغ، بأن أحد أجمل الأشياء في مسألة إنجاب الأطفال بأنك تستطيع أن تنشئ أصدقاءك الحقيقيين بالشكل الذي تريد . وأنت يا غريغ أحد أفضل أصدقائي دون شك)). كنا فعلاً (نورما وأنا نعامل أولادنا كأصدقاء محببين، وذلك طيلة سني دراستهم في الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة. فقد ذهبنا معاً إلى كل الأنشطة الرياضية التي كانوا يحبونها أو يشاركون فيها . وكانت نورما تذهب أيضاً إلى حصص تدريبهم على هذه الرياضات. وكنا ندخل برامج تدريباتهم هذه في خططنا الأسروية الأسبوعية، وكنا نفضل حضور مباراة كرة السلة التي يشارك فيها أحد أطفالنا على اجتماع الهيئة العامة للأسرة. تلك الأشياء كنا نفعلها بشكل تلقائي. وقد أعلمني كل من غريغ ومايك أنه على الرغم من أنهما لم يشعرا بكثير من الأحيان أننا نشارك في حضور هذه النشاطات، إلا أنه في الواقع قد أسعدتهما الآن معرفتهم بأننا كنا دائماً نذهب إليها . في بعض الأحيان كنا نذهب دون علمهم.
يتذكر غريغ من سني حياته في المدرسة الثانوية أنه كان يكره العناق. ولم يكن قادراً على إظهار المودة والطاعة والغيرة، ولكننا لم نياس أبداً من محاولات إقناعه من جدوى وأهمية هذا النوع من السلوك والتصرفات الأسروية المفيدة، إلى أن بدأ يحس بأهميتها . لقد كان في البداية يرفض، ويقاوم بشدة كل محاولاتنا لإقناعه بأهمية وجدوى
العلاقة الأسروية الحميمة ودور التلامس والعناق في بناء أسرة متحابة يغار أفرادها بعضهم على بعض. ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أن غريغ بقدر ما كان يكره، أو يقاوم تلك العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة كان يكره عدم محادثتنا له أو مقاطعته.
كان غريغ يدرك دائماً أن والده ووالدته يحبان أن يعاملاه كصديق وأنهما يقبلانه بكل مافيه، وهو يعتقد الآن بأن نضجه كشاب يعزى بشكل أساسي إلى رغبتنا المخلصة لبناء جسور الصداقة بيننا وبين أطفالنا . لقد حاولنا جهدنا أن نعامل أولادنا كبشر هامين لحياتنا ليس كأطفال وحسب، ولكن لا بد من وجود توازن ما في عملية التربية، فنحن ندرك بالتأكيد بأننا آباء، ولكننا في الوقت نفسه ننظر إلى أولادنا كأصدقاء. ومن حسن الحظ أن أولادنا وعوا مؤخراً هذه الحقيقة، حقيقة أننا لم نكن مجرد والدين لهم، ولكننا كنا أيضاً أصدقاء حميمين.
إحدى العلامات الفارقة في حياتنا كأسرة كان ذلك النشاط الأسبوعي الذي كنا حريصين عليه والذي أطلقنا عليه اسم نشاط ليلة الجمعة. حيث كنا نجتمع ليل كل جمعة لنمارس العديد من الأنشطة المحببة للأطفال. فقد كنا نلعب ألعاباً مسلية، وكنا نتبادل أطراف الحديث، ونتناقش في كثير من الأمور. وقد كنا نذهب أحياناً لعشاء خارج المنزل أو لتحضير عشاء محسن في البيت على الأقل أو غير ذلك من الأنشطة الأخرى.
طيلة كل المراحل التي نما فيها أطفالنا كنا نعيش على ميزانية متواضعة، فلم يكن لدينا الكثير من المال لننفقه على الأسرة، ولكننا بالرغم من ذلك فإنّ هذا الوضع المالي لم يمنعنا من أن نستغل ما هو متاح لإسعاد أطفالنا والتركيز على الكثير من الأنشطة التي لا يتطلب القيام بها الكثير من المال، ومن حسن الحظ أن هناك الكثير من النشاطات المبهجة التي يمكن القيام بها دون الحاجة إلى بزخ زائد فالتخييم على سبيل المثال قليل الكلفة. كنا نستأجر أرضاً للتخييم مقابل أربع دولارات فقط لعطلة نهاية الأسبوع، وعلى الرغم من أن إيجار أمكنة للتخييم قد ازداد هذه الأيام (10) دولارات لليلة الواحدة) إلا أنه لا زال هناك الكثير من الأراضي الواسعة التي يمكن التخييم فيها دون دفع أي مال مقابل ذلك.
يعتقد أطفالنا الآن أنهم لم يشعروا البتة بأننا كنا فقراء من الناحية المادية. فقد كنا ننجح في فعل الأشياء الضرورية والمهمة لنا كأسرة. كان لدينا الأساسيات من طعام وملبس، وكانت تغمر حياتنا سعادة كبيرة.
هناك شعور عام في هذه الأيام بأن النقود هي أهم ما يجلب السعادة. معظم الناس الذين يشعرون بأنهم لا يملكون الكثير من المال، غالباً ما يكثرون من الشكوى والتذمر، ويعانون من الإحباط، ويلقون باللائمة على النظام السياسي والاجتماعي وكل شيء حولهم ذلك لأنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على شراء الحاجات التي يرونها في إعلانات التلفزيون .
الحقيقة هي أننا كنا قادرين على فعل الأشياء البسيطة التي لا يتطلب فعلها الكثير من المال. لم نكن نملك المال الكثير ولكننا كنا سعداء كنا نؤكد دائماً لأنفسنا هذه الحقيقة، لا شك بأننا قد عانينا من أوقات كنا نضطر فيها لأن نشتري لأولادنا ملابس مستعملة. لقد كانت ملابس جيدة على أي حال ومن ماركات مرموقة، ولم يكن أولادنا يحسون بأنها ليست ملابس جديدة كانت ملابس تستر أولادنا، وكنا جميعاً فرحين بها .
لقد كنا في البداية نجد حرجاً كبيراً في الذهاب إلى محلات الألبسة المستعملة خشية أن يرانا أحد هناك. كنا نداري على كبريائنا ، ولكننا ما لبثنا أن تعودنا على هذا الأمر. كنا نحاذر من الاعتراف بأننا لا نملك الكثير من المال، وكنا نشعر بأن إخفاء هذا الموضوع من الأهمية بمكان وكنا نحرص على التأكيد بأن المال كله موضوع ليس ذا بال، وأن في الحياة ما هو أهم من الأشياء المادية كنا حريصين على أن تكون حياتنا شريفة. المال وسيلة مريحة، ونحن سعداء بامتلاك ما يكفي منه، ولكنا لسنا مضطرين لأن نكون أثرياء لنصبح سعداء.
تلقيت مؤخراً اعترافاً مهماً من إحدى العاملات التي كانت تعمل في المؤسسة التي أعمل فيها ولكنها ذهبت إلى جنوب أمريكا . قالت بأن معظم الناس هناك لا يملكون الحد الأدنى من المال اللازم لحياتهم ولكنهم مع هذا سعداء ومحبّون وكريمون وبشكل عام واقعيون، وهؤلاء الناس يدركون تماماً ما تعلّمته أنا ونورما خلال سني تربيتنا لأطفالنا وهو أن المال وحده لا يشرف العائلة. ما يشرف العائلة حقاً هو بعث روح إرادة الكفاح، واتخاذ القرارات المناسبة بالنسبة لأفرادها ، وهو أيضاً اتخاذ موقف من الحياة بأن الحياة جديرة بأن تعاش وتقاس الإنجازات بها والقيم التي نحملها لهذه الحياة، وليس بالممتلكات التي نستطيع الاستحواذ عليها .
أهمية اجتماع أفراد الأسرة دون الحاجة إلى الصرف الزائد لنقود الأسرة
نقل إلي غريغ مؤخراً تقديره ومدى سعادته الغامرة المعرفته أن والديه ينظران إليه كصديق حميم، ولا يعتبر أنه مجرد ابن لهما، وذكرني بما قلت له ذات يوم: (( ربما تعرف غريغ، بأن أحد أجمل الأشياء في مسألة إنجاب الأطفال بأنك تستطيع أن تنشئ أصدقاءك الحقيقيين بالشكل الذي تريد . وأنت يا غريغ أحد أفضل أصدقائي دون شك)). كنا فعلاً (نورما وأنا نعامل أولادنا كأصدقاء محببين، وذلك طيلة سني دراستهم في الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة. فقد ذهبنا معاً إلى كل الأنشطة الرياضية التي كانوا يحبونها أو يشاركون فيها . وكانت نورما تذهب أيضاً إلى حصص تدريبهم على هذه الرياضات. وكنا ندخل برامج تدريباتهم هذه في خططنا الأسروية الأسبوعية، وكنا نفضل حضور مباراة كرة السلة التي يشارك فيها أحد أطفالنا على اجتماع الهيئة العامة للأسرة. تلك الأشياء كنا نفعلها بشكل تلقائي. وقد أعلمني كل من غريغ ومايك أنه على الرغم من أنهما لم يشعرا بكثير من الأحيان أننا نشارك في حضور هذه النشاطات، إلا أنه في الواقع قد أسعدتهما الآن معرفتهم بأننا كنا دائماً نذهب إليها . في بعض الأحيان كنا نذهب دون علمهم.
يتذكر غريغ من سني حياته في المدرسة الثانوية أنه كان يكره العناق. ولم يكن قادراً على إظهار المودة والطاعة والغيرة، ولكننا لم نياس أبداً من محاولات إقناعه من جدوى وأهمية هذا النوع من السلوك والتصرفات الأسروية المفيدة، إلى أن بدأ يحس بأهميتها . لقد كان في البداية يرفض، ويقاوم بشدة كل محاولاتنا لإقناعه بأهمية وجدوى
العلاقة الأسروية الحميمة ودور التلامس والعناق في بناء أسرة متحابة يغار أفرادها بعضهم على بعض. ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أن غريغ بقدر ما كان يكره، أو يقاوم تلك العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة كان يكره عدم محادثتنا له أو مقاطعته.
كان غريغ يدرك دائماً أن والده ووالدته يحبان أن يعاملاه كصديق وأنهما يقبلانه بكل مافيه، وهو يعتقد الآن بأن نضجه كشاب يعزى بشكل أساسي إلى رغبتنا المخلصة لبناء جسور الصداقة بيننا وبين أطفالنا . لقد حاولنا جهدنا أن نعامل أولادنا كبشر هامين لحياتنا ليس كأطفال وحسب، ولكن لا بد من وجود توازن ما في عملية التربية، فنحن ندرك بالتأكيد بأننا آباء، ولكننا في الوقت نفسه ننظر إلى أولادنا كأصدقاء. ومن حسن الحظ أن أولادنا وعوا مؤخراً هذه الحقيقة، حقيقة أننا لم نكن مجرد والدين لهم، ولكننا كنا أيضاً أصدقاء حميمين.
إحدى العلامات الفارقة في حياتنا كأسرة كان ذلك النشاط الأسبوعي الذي كنا حريصين عليه والذي أطلقنا عليه اسم نشاط ليلة الجمعة. حيث كنا نجتمع ليل كل جمعة لنمارس العديد من الأنشطة المحببة للأطفال. فقد كنا نلعب ألعاباً مسلية، وكنا نتبادل أطراف الحديث، ونتناقش في كثير من الأمور. وقد كنا نذهب أحياناً لعشاء خارج المنزل أو لتحضير عشاء محسن في البيت على الأقل أو غير ذلك من الأنشطة الأخرى.
طيلة كل المراحل التي نما فيها أطفالنا كنا نعيش على ميزانية متواضعة، فلم يكن لدينا الكثير من المال لننفقه على الأسرة، ولكننا بالرغم من ذلك فإنّ هذا الوضع المالي لم يمنعنا من أن نستغل ما هو متاح لإسعاد أطفالنا والتركيز على الكثير من الأنشطة التي لا يتطلب القيام بها الكثير من المال، ومن حسن الحظ أن هناك الكثير من النشاطات المبهجة التي يمكن القيام بها دون الحاجة إلى بزخ زائد فالتخييم على سبيل المثال قليل الكلفة. كنا نستأجر أرضاً للتخييم مقابل أربع دولارات فقط لعطلة نهاية الأسبوع، وعلى الرغم من أن إيجار أمكنة للتخييم قد ازداد هذه الأيام (10) دولارات لليلة الواحدة) إلا أنه لا زال هناك الكثير من الأراضي الواسعة التي يمكن التخييم فيها دون دفع أي مال مقابل ذلك.
يعتقد أطفالنا الآن أنهم لم يشعروا البتة بأننا كنا فقراء من الناحية المادية. فقد كنا ننجح في فعل الأشياء الضرورية والمهمة لنا كأسرة. كان لدينا الأساسيات من طعام وملبس، وكانت تغمر حياتنا سعادة كبيرة.
هناك شعور عام في هذه الأيام بأن النقود هي أهم ما يجلب السعادة. معظم الناس الذين يشعرون بأنهم لا يملكون الكثير من المال، غالباً ما يكثرون من الشكوى والتذمر، ويعانون من الإحباط، ويلقون باللائمة على النظام السياسي والاجتماعي وكل شيء حولهم ذلك لأنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على شراء الحاجات التي يرونها في إعلانات التلفزيون .
الحقيقة هي أننا كنا قادرين على فعل الأشياء البسيطة التي لا يتطلب فعلها الكثير من المال. لم نكن نملك المال الكثير ولكننا كنا سعداء كنا نؤكد دائماً لأنفسنا هذه الحقيقة، لا شك بأننا قد عانينا من أوقات كنا نضطر فيها لأن نشتري لأولادنا ملابس مستعملة. لقد كانت ملابس جيدة على أي حال ومن ماركات مرموقة، ولم يكن أولادنا يحسون بأنها ليست ملابس جديدة كانت ملابس تستر أولادنا، وكنا جميعاً فرحين بها .
لقد كنا في البداية نجد حرجاً كبيراً في الذهاب إلى محلات الألبسة المستعملة خشية أن يرانا أحد هناك. كنا نداري على كبريائنا ، ولكننا ما لبثنا أن تعودنا على هذا الأمر. كنا نحاذر من الاعتراف بأننا لا نملك الكثير من المال، وكنا نشعر بأن إخفاء هذا الموضوع من الأهمية بمكان وكنا نحرص على التأكيد بأن المال كله موضوع ليس ذا بال، وأن في الحياة ما هو أهم من الأشياء المادية كنا حريصين على أن تكون حياتنا شريفة. المال وسيلة مريحة، ونحن سعداء بامتلاك ما يكفي منه، ولكنا لسنا مضطرين لأن نكون أثرياء لنصبح سعداء.
تلقيت مؤخراً اعترافاً مهماً من إحدى العاملات التي كانت تعمل في المؤسسة التي أعمل فيها ولكنها ذهبت إلى جنوب أمريكا . قالت بأن معظم الناس هناك لا يملكون الحد الأدنى من المال اللازم لحياتهم ولكنهم مع هذا سعداء ومحبّون وكريمون وبشكل عام واقعيون، وهؤلاء الناس يدركون تماماً ما تعلّمته أنا ونورما خلال سني تربيتنا لأطفالنا وهو أن المال وحده لا يشرف العائلة. ما يشرف العائلة حقاً هو بعث روح إرادة الكفاح، واتخاذ القرارات المناسبة بالنسبة لأفرادها ، وهو أيضاً اتخاذ موقف من الحياة بأن الحياة جديرة بأن تعاش وتقاس الإنجازات بها والقيم التي نحملها لهذه الحياة، وليس بالممتلكات التي نستطيع الاستحواذ عليها .
تعليق