التهذيب في البيت - ١ - اسمح لنفسك بهامش من الإخفاق في حياتك .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
التهذيب في البيت
أكثر ما يتذكر أبنائي من وسائلنا للتهذيب هي تلك الأوقات التي كنا نركز فيها على القيام بالواجبات والالتزامات و التدريبات وتطبيق عقوبة الضرب. كأب وجدت ذلك لافتاً عندما صرح جميع أبنائي بأنهم يتذكرون بشكل جيد، تلك الأوقات أكثر من غيرها، وهي أكثر الذكريات جاهزية في أدمغتهم عندما يتم البدء بالحديث عن هذا الموضوع. هذه الذكريات العاطفية وتلك التجارب التي خبرها أطفالنا من خلال تعاملنا معهم هي أكثر الذكريات بقاء في أذهانهم.
استناداً إلى نظام أسرتنا والعقود التي أبرمناها مع أطفالنا، فإن الأوقات الوحيدة التي كنا نلجأ فيها لعقوبة الضرب هي فقط تلك الأوقات القليلة التي كان فيها أحد أطفالنا يقوم عامداً متعمداً بفعل شيء يهين فيه شرف الأسرة أو يحقر فيه مخلوقات الله، أياً كانت تحقيراً متعمداً لا مسوغ له. مثلاً عندما كان أحدهم يستعمل شتائم وكلمات نابية في حقنا أو في حق أخوته أو في حق أصدقائه والجيران.
وكنا نقول لهم بأن هذا التصرف هو تصرف مشين بحق الله والمجتمع وكنا نعاقبهم على ذلك بالضرب. لم نقم بضرب أطفالنا مطلقاً لتصرف ارتكبوه دون أن نعلمهم مسبقاً بأن هذا التصرف يستوجب الضرب. إذا تصرف أحد أطفالنا تصرفاً غير لائق يستوجب الضرب، ولم يكن ذلك التصرف مدوّناً في العقد الذي أبرمناه مع الأطفال كنا نجلس إلى الطفل المرتكب لمثل هذا التصرف ونناقش معه أبعاد تصرفه، وكيف يجب عليه أن يمتنع عن مثل هذه التصرفات، ونقترح عليه وسائل لتجنب الوقوع في حالات قد تقود إلى هذا التصرف مرجعنا الأساسي كان العقد في الأسرة، وكنا ملزمين جميعاً بالانصياع إلى بنوده وتطبيقها. نظام العقود في الأسرة، نظام جيد. لا أعتقد بأنني أستطيع أن أعطيه حقه من الأهمية والفائدة. لقد كان نظاماً عظيم الفائدة في أسرتنا مكننا بسهولة وإقناع من تربية أطفالنا وتهذيبهم. وإذا كان علي أن أبدأ من جديد بتربية وتنشئة أطفال جدد سأبدأ بتطبيق نظام العقود عليهم ابتداء من سن الخامسة، ففي هذه السن يدرك الطفل بشكل جيد ما هي القواعد وضرورة الالتزام بها، وعقوبة من يخفق في إطاعتها والانصياع لأحكامها.
لقد وافق أطفالنا على نظام العقود هذا في أسرتنا وأيقنوا بأنه طريقة تهذيبية مهمة. وعندما كنا انا وزوجتي نناقش أطفالنا في سلوكهم وتصرفاتهم كانوا يعترفون بما هو خاطئ فيها، وكانوا يقبلون
غالباً تطبيق عقوبة الضرب بحقهم عندما كانوا يقتنعون بأنهم قد ارتكبوا إثماً يستوجب هذه العقوبة استناداً إلى العقد المكتوب. لقد كان من البديهي أن كسر بنود العقد وعدم الالتزام به يستوجب العقوبة. ولكن عندما كان بعض أطفالنا يعتقد بأن التهمة غير مثبتة وغير عادلة، كنا نلجأ إلى عقد اجتماع هو أشبه بمحكمة الأسرة لشرح وتوضيح ملابسات الحادث. وعندما كان الجميع يعتقد بأن ((المتهم)) مذنب، فإن ((المتهم)) كان يعترف بذنبه، ويقر بعدالة العقوبة، ويقبل تنفيذها عن رضا واقتناع. أما إذا أظهرت الحقائق بأن الطفل ((المتهم)) بريء فسرعان ما كانت الأمور تسوى بحيث يتم إعطاء كل ذي حق حقه بعدالة ومحبة ودون تهويل.
ولقد كانت هناك لحظات نخطئ فيها كوالدين (نورما وأنا)، وذلك عندما نعتقد، أو نفترض خطأ بأن شيئاً ما قد حدث، أو أن أحداً من أطفالنا هو المسؤول عن حدث ما . وكنا في مثل هذه الحالات نستمع إلى وجهة النظر الأخرى، فإذا ثبت لدينا خطأ وجهة النظر هذه كنا نعترف بالخطأ، ونقول للطفل ببساطة: ((اعذرنا فأنت لا تستحق عقوبة الضرب، لقد كنا مخطئين)).
لقد أخبرتنا كاري بأنها لا تتذكر أبداً بأنّنا ضربناها دون سبب وبدافع الغضب وحده. قالت: ((إني متأكدة من أن هناك لحظات كنتما فيها غاضبين ومنفعلين من كلمة قلناها أو فعل ارتكبناه، ولكن والحق يقال بأنكما كنتما تعطيانا بعض الوقت لنهدأ معاً قبل أن تبدأ عملية التهذيب. وفي كل مرة كانت تطبق بحقي والكلام الكاري هنا عقوبة الضرب كان والداي يجلسان إلي، ويتحدثان معي ويذكر انني بالقواعد والأصول الصحيحة وعواقب ما فعلت. تلك اللحظات لم تكن لحظات سعيدة في حياتي على أي حال، ولكنني لا استطيع أن أتذكر أو حتى أن أفكر بأن والدي كانا سيئين معي أو غير عادلين. في واقع الأمر اعتقد أنهما كانا أكثر من عادلين)).
أعتقد بأن ذكريات كاري في هذا المجال واقعية. فنادراً جداً ما قمنا بضرب أطفالنا بدافع الغضب أو تحت تأثيره وحده، أو بشكل انعكاسي بحت. ولقد قدر لنا الأطفال ذلك واعترفوا به. وعندما كان أحد أطفالنا يسلك سلوكاً غير مرض كانت نورما أو أنا نأخذه إلى غرفته ونأخذ وقتنا الكافي لمناقشته بما فعل وإقناعه بخطأ تصرفاته إلى أن يعترف بخطأ فعلته ويعد بأن لا يعود لمثلها . وكانت هذه المناقشات دائماً تنتهي بشيء من المصالحة أو العناق وفتح صفحة جديدة وذلك بعد تطبيق العقوبة المستحقة. وكنا ننقل لهم بأن تطبيق هذه العقوبة يؤلمنا كما يؤلمهم، وبأنهم يعرفون النظام والقواعد ولا بد من تطبيق النظام. ولم يحدث مطلقاً بأن ضربنا أولادنا أمام الناس أو في حضرة أصدقائهم أو دون سبب موجب ومثبت.
التهذيب الفيزيائي عملية شديدة الخصوصية وتجربة مشرفة، ولم نقم باللجوء إليها في بيتنا إلا لماماً. وعبر كل هذه السنوات، أعتقد بأن ابني غريغ هو أكثر أولادي الذين عوقبوا بالضرب، وهو يتذكر هذه العقوبات كما لو أنها روتين يومي لأنها كانت مؤثرة جداً عليه. والآن فإن غريغ أكثر ما يتذكر من طفولته وسني نموه هو عقوبات الضرب التي خضع لها . وعلى العكس تماماً من غريغ فإن مايك ابني الصغير هو أقل أولادي تعرضاً لعقوبة الضرب، فلقد كان دمث المزاج مطيعاً ومتعاوناً ومنسجماً مع الأسرة، وقد كان دائماً حريصاً على أن يفعل ما هو صحيح.
التهذيب في البيت
أكثر ما يتذكر أبنائي من وسائلنا للتهذيب هي تلك الأوقات التي كنا نركز فيها على القيام بالواجبات والالتزامات و التدريبات وتطبيق عقوبة الضرب. كأب وجدت ذلك لافتاً عندما صرح جميع أبنائي بأنهم يتذكرون بشكل جيد، تلك الأوقات أكثر من غيرها، وهي أكثر الذكريات جاهزية في أدمغتهم عندما يتم البدء بالحديث عن هذا الموضوع. هذه الذكريات العاطفية وتلك التجارب التي خبرها أطفالنا من خلال تعاملنا معهم هي أكثر الذكريات بقاء في أذهانهم.
استناداً إلى نظام أسرتنا والعقود التي أبرمناها مع أطفالنا، فإن الأوقات الوحيدة التي كنا نلجأ فيها لعقوبة الضرب هي فقط تلك الأوقات القليلة التي كان فيها أحد أطفالنا يقوم عامداً متعمداً بفعل شيء يهين فيه شرف الأسرة أو يحقر فيه مخلوقات الله، أياً كانت تحقيراً متعمداً لا مسوغ له. مثلاً عندما كان أحدهم يستعمل شتائم وكلمات نابية في حقنا أو في حق أخوته أو في حق أصدقائه والجيران.
وكنا نقول لهم بأن هذا التصرف هو تصرف مشين بحق الله والمجتمع وكنا نعاقبهم على ذلك بالضرب. لم نقم بضرب أطفالنا مطلقاً لتصرف ارتكبوه دون أن نعلمهم مسبقاً بأن هذا التصرف يستوجب الضرب. إذا تصرف أحد أطفالنا تصرفاً غير لائق يستوجب الضرب، ولم يكن ذلك التصرف مدوّناً في العقد الذي أبرمناه مع الأطفال كنا نجلس إلى الطفل المرتكب لمثل هذا التصرف ونناقش معه أبعاد تصرفه، وكيف يجب عليه أن يمتنع عن مثل هذه التصرفات، ونقترح عليه وسائل لتجنب الوقوع في حالات قد تقود إلى هذا التصرف مرجعنا الأساسي كان العقد في الأسرة، وكنا ملزمين جميعاً بالانصياع إلى بنوده وتطبيقها. نظام العقود في الأسرة، نظام جيد. لا أعتقد بأنني أستطيع أن أعطيه حقه من الأهمية والفائدة. لقد كان نظاماً عظيم الفائدة في أسرتنا مكننا بسهولة وإقناع من تربية أطفالنا وتهذيبهم. وإذا كان علي أن أبدأ من جديد بتربية وتنشئة أطفال جدد سأبدأ بتطبيق نظام العقود عليهم ابتداء من سن الخامسة، ففي هذه السن يدرك الطفل بشكل جيد ما هي القواعد وضرورة الالتزام بها، وعقوبة من يخفق في إطاعتها والانصياع لأحكامها.
لقد وافق أطفالنا على نظام العقود هذا في أسرتنا وأيقنوا بأنه طريقة تهذيبية مهمة. وعندما كنا انا وزوجتي نناقش أطفالنا في سلوكهم وتصرفاتهم كانوا يعترفون بما هو خاطئ فيها، وكانوا يقبلون
غالباً تطبيق عقوبة الضرب بحقهم عندما كانوا يقتنعون بأنهم قد ارتكبوا إثماً يستوجب هذه العقوبة استناداً إلى العقد المكتوب. لقد كان من البديهي أن كسر بنود العقد وعدم الالتزام به يستوجب العقوبة. ولكن عندما كان بعض أطفالنا يعتقد بأن التهمة غير مثبتة وغير عادلة، كنا نلجأ إلى عقد اجتماع هو أشبه بمحكمة الأسرة لشرح وتوضيح ملابسات الحادث. وعندما كان الجميع يعتقد بأن ((المتهم)) مذنب، فإن ((المتهم)) كان يعترف بذنبه، ويقر بعدالة العقوبة، ويقبل تنفيذها عن رضا واقتناع. أما إذا أظهرت الحقائق بأن الطفل ((المتهم)) بريء فسرعان ما كانت الأمور تسوى بحيث يتم إعطاء كل ذي حق حقه بعدالة ومحبة ودون تهويل.
ولقد كانت هناك لحظات نخطئ فيها كوالدين (نورما وأنا)، وذلك عندما نعتقد، أو نفترض خطأ بأن شيئاً ما قد حدث، أو أن أحداً من أطفالنا هو المسؤول عن حدث ما . وكنا في مثل هذه الحالات نستمع إلى وجهة النظر الأخرى، فإذا ثبت لدينا خطأ وجهة النظر هذه كنا نعترف بالخطأ، ونقول للطفل ببساطة: ((اعذرنا فأنت لا تستحق عقوبة الضرب، لقد كنا مخطئين)).
لقد أخبرتنا كاري بأنها لا تتذكر أبداً بأنّنا ضربناها دون سبب وبدافع الغضب وحده. قالت: ((إني متأكدة من أن هناك لحظات كنتما فيها غاضبين ومنفعلين من كلمة قلناها أو فعل ارتكبناه، ولكن والحق يقال بأنكما كنتما تعطيانا بعض الوقت لنهدأ معاً قبل أن تبدأ عملية التهذيب. وفي كل مرة كانت تطبق بحقي والكلام الكاري هنا عقوبة الضرب كان والداي يجلسان إلي، ويتحدثان معي ويذكر انني بالقواعد والأصول الصحيحة وعواقب ما فعلت. تلك اللحظات لم تكن لحظات سعيدة في حياتي على أي حال، ولكنني لا استطيع أن أتذكر أو حتى أن أفكر بأن والدي كانا سيئين معي أو غير عادلين. في واقع الأمر اعتقد أنهما كانا أكثر من عادلين)).
أعتقد بأن ذكريات كاري في هذا المجال واقعية. فنادراً جداً ما قمنا بضرب أطفالنا بدافع الغضب أو تحت تأثيره وحده، أو بشكل انعكاسي بحت. ولقد قدر لنا الأطفال ذلك واعترفوا به. وعندما كان أحد أطفالنا يسلك سلوكاً غير مرض كانت نورما أو أنا نأخذه إلى غرفته ونأخذ وقتنا الكافي لمناقشته بما فعل وإقناعه بخطأ تصرفاته إلى أن يعترف بخطأ فعلته ويعد بأن لا يعود لمثلها . وكانت هذه المناقشات دائماً تنتهي بشيء من المصالحة أو العناق وفتح صفحة جديدة وذلك بعد تطبيق العقوبة المستحقة. وكنا ننقل لهم بأن تطبيق هذه العقوبة يؤلمنا كما يؤلمهم، وبأنهم يعرفون النظام والقواعد ولا بد من تطبيق النظام. ولم يحدث مطلقاً بأن ضربنا أولادنا أمام الناس أو في حضرة أصدقائهم أو دون سبب موجب ومثبت.
التهذيب الفيزيائي عملية شديدة الخصوصية وتجربة مشرفة، ولم نقم باللجوء إليها في بيتنا إلا لماماً. وعبر كل هذه السنوات، أعتقد بأن ابني غريغ هو أكثر أولادي الذين عوقبوا بالضرب، وهو يتذكر هذه العقوبات كما لو أنها روتين يومي لأنها كانت مؤثرة جداً عليه. والآن فإن غريغ أكثر ما يتذكر من طفولته وسني نموه هو عقوبات الضرب التي خضع لها . وعلى العكس تماماً من غريغ فإن مايك ابني الصغير هو أقل أولادي تعرضاً لعقوبة الضرب، فلقد كان دمث المزاج مطيعاً ومتعاوناً ومنسجماً مع الأسرة، وقد كان دائماً حريصاً على أن يفعل ما هو صحيح.
تعليق