الأسس المعتمدة للعقوبات والضرب - ٣ - العقود كوسيلة لموازنة المحبة .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
الأسس المعتمدة للعقوبات والضرب
9 - ناقش مع الطفل كيف يتم التعويض عن آثار المشكلة التي تسبب بإحداثها .
إذا تمت عقوبة الطفل بالضرب لأنه أذى أحد الجيران عامداً متعمداً، قد يكون من المناسب أن تقنع طفلك بأن يذهب إلى الجار المتضرر، ويعتذر إليه، ويطلب السماح منه . وإذا قام الطفل بسرقة أحدهم عليك أن تتأكد من أن الأشياء المسروقة تمت لإعادتها لأصحابها أو التعويض لهم عن قيمتها .
10- قوم من وقت لوقت طريقة التربية التي تعتمدها مع طفلك ومدى استجابة طفلك لهذه الطريقة. إذا قمت بتخطيء طفلك أو باتهامه بالخطأ دون أدلة واضحة ومعرفة صحيحة لما حدث، أو غضبت منه أو عليه دون مسوغ مقنع، أو هاجمته كشخص بمعزل عن النظر إلى أفعاله ، أو تسببت بإحراجه وتخجيله، أو أفرطت في معاقبته، أو حتى إذا لم يتسن لك إظهار العطف والحنان المناسبين له من الأهمية بمكان أن تذهب إليه وتصالحه وتحاوره متبعاً الخطوات المعروفة لفتح ذات الطفل المشار إليها في الفصل الأول من الكتاب. ويجب أن يتم هذا في لحظة يكون فيها كل من الأب والابن قد هدا عاطفياً وأصبح باستطاعته مناقشة الأمور بموضوعية وبمنطق سليم. يتمتع الطفل بحس عال من العدالة، وهو يرفض في أعماقه الظلم والإهانة حتى لو كان المتسبب في ذلك أبواه أو أحدهما ، وأحد أهم الملاحظات التي يوجهها الأطفال لآبائهم هي أنهم يخطئون ولا يعترفون بأخطائهم. هذا التعنت وعدم الاعتراف بالخطأ يجعل عملية تربية الأطفال وتقويمهم صعبة بل غير ناجحة. وقد تسبب انغلاق الطفل على ذاته لاحقاً . أسوأ تجربة في ضرب أطفالي حدثت لي مع غريغ عندما كان عمره حوالي السنتين، فقد حاولت باستعمال الضرب الخفيف كسر روح المقاومة والعناد لديه ولكن دون جدوى. ومع استمراري في هذه العملية كنت ألاحظ مدى الخوف والرعب الذي يعاني منهما غريغ، كما لاحظت أيضاً قلة الحيلة لديه وعدم قدرته على التعبير عن ذات حاله ، وأخيراً توقفت عن ضربه وأنا في غاية الإحباط والانزعاج من مشاعر الرفض التي كان يبديها اتجاهي. ولكنني على الفور حاولت إصلاح الخطأ بضمه وإشعاره بأنني أحبه وأننا جميعاً نحتاج إليه. وقد توقفت عن معاقبته بالضرب حتى أتم الثالثة من العمر. فقد شعرت بأن الطفل دون سن الثالثة لا يعي بشكل دقيق ما يحدث وأن عقوبة الضرب قد لا تكون نافعة له.
ولقد كنا دائماً في الأسرة نفضل أن تسيطر على بيتنا أجواء المحبة والتفاهم والحميمية بدلاً من الأجواء المتوترة الصارمة التي تشبه أجواء ثكنة عسكرية. لا شك بأن الصرامة جيدة ومطلوبة، ولكن لا أعطيها سوى نسبة 45% بينما النسبة الباقية %55 يجب أن تكرس لإشاعة أجواء المحبة والاحترام بين أفراد الأسرة.
وجنباً إلى جنب مع تكريس أجواء المحبة غير المشروطة بين أفراد الأسرة والدعم المتبادل كل منهم للآخر، يجب إرساء قواعد وحدود ينبغي عدم تخطيها بأي حال من الأحوال من قبل أفراد الأسرة ككل، وتشكل عملية الموازنة بين هذين الاثنين حالة لا زلنا بحاجة إلى أن نتعلم الكثير حول كيفية تحقيقها وتكريسها . وما قدمته لك أيها القارئ لا يعدو كونه انبثاقات من عملية مستمرة من المحاولة والخطأ وتقويم الخطأ وهكذا دواليك.
أن الأبوة الحقة ليست درساً نحفظه ونقدم فيه فحصاً، وننجح بامتياز فيه، ثم ننتهي منه . سيكون الأمر بغاية السهولة لو أنه كذلك. علينا دائماً أن نتعلم في هذا المجال، ثم نتعلم وأن لا نكف عن التعلم أبداً. أخبرني ذات مرة أحد أشهر لا عبي كرة القدم الأمريكية (Jim zorn) بأن قلب الدفاع في الفريق يخضع في كل سنة إلى دورة مكثفة جديدة مدتها أسبوعان يتعلم فيها التقنيات الجديدة في اللعبة ويتم تذكيره أيضاً بأساسيات اللعبة.
وفي أثناء حصص التدريب قبل مواسم اللعب يقوم الفريق ككل بتطبيق هذه الأساسيات والتمرن عليها مراراً وتكراراً، الشيء نفسه يجب أن يطبق في مجال تنشئة ورعاية الأسرة. فنحن بحاجة دائمة لأن نتعلم في هذا المجال، ثم نراجع ما تعلمناه ونتدرب على تطبيقه، ثم نعيد تعلم الأساسيات والتأكد من معرفتنا الأساسيات فن الأبوة.
ولازلنا (نورما وأنا) في حالة تعلم دائمة في هذا المجال. كانت أعمار أطفالنا 10 - 15 - 17 سنة عندما بدأنا بكتابة فصول هذا الكتاب وسنستمر في عملية التعلم لتنشئتهم تنشئة لائقة. والآن في أثناء كتابة هذا الفصل من الكتاب أصبحت أعمار أطفالنا -18- 23- 25 سنة ولا زلنا نتطلع للمزيد من المعرفة والدراسة في مجال كيف نصبح أجداداً لائقين لأحفادنا وكيف نستطيع أن نغني حياة أحفادنا، بالمحبة والاحترام والالتزامات بالواجبات . نأمل مخلصين أن لا تتوقف عملية التعلم أبدأ في حياتنا .
الأسس المعتمدة للعقوبات والضرب
9 - ناقش مع الطفل كيف يتم التعويض عن آثار المشكلة التي تسبب بإحداثها .
إذا تمت عقوبة الطفل بالضرب لأنه أذى أحد الجيران عامداً متعمداً، قد يكون من المناسب أن تقنع طفلك بأن يذهب إلى الجار المتضرر، ويعتذر إليه، ويطلب السماح منه . وإذا قام الطفل بسرقة أحدهم عليك أن تتأكد من أن الأشياء المسروقة تمت لإعادتها لأصحابها أو التعويض لهم عن قيمتها .
10- قوم من وقت لوقت طريقة التربية التي تعتمدها مع طفلك ومدى استجابة طفلك لهذه الطريقة. إذا قمت بتخطيء طفلك أو باتهامه بالخطأ دون أدلة واضحة ومعرفة صحيحة لما حدث، أو غضبت منه أو عليه دون مسوغ مقنع، أو هاجمته كشخص بمعزل عن النظر إلى أفعاله ، أو تسببت بإحراجه وتخجيله، أو أفرطت في معاقبته، أو حتى إذا لم يتسن لك إظهار العطف والحنان المناسبين له من الأهمية بمكان أن تذهب إليه وتصالحه وتحاوره متبعاً الخطوات المعروفة لفتح ذات الطفل المشار إليها في الفصل الأول من الكتاب. ويجب أن يتم هذا في لحظة يكون فيها كل من الأب والابن قد هدا عاطفياً وأصبح باستطاعته مناقشة الأمور بموضوعية وبمنطق سليم. يتمتع الطفل بحس عال من العدالة، وهو يرفض في أعماقه الظلم والإهانة حتى لو كان المتسبب في ذلك أبواه أو أحدهما ، وأحد أهم الملاحظات التي يوجهها الأطفال لآبائهم هي أنهم يخطئون ولا يعترفون بأخطائهم. هذا التعنت وعدم الاعتراف بالخطأ يجعل عملية تربية الأطفال وتقويمهم صعبة بل غير ناجحة. وقد تسبب انغلاق الطفل على ذاته لاحقاً . أسوأ تجربة في ضرب أطفالي حدثت لي مع غريغ عندما كان عمره حوالي السنتين، فقد حاولت باستعمال الضرب الخفيف كسر روح المقاومة والعناد لديه ولكن دون جدوى. ومع استمراري في هذه العملية كنت ألاحظ مدى الخوف والرعب الذي يعاني منهما غريغ، كما لاحظت أيضاً قلة الحيلة لديه وعدم قدرته على التعبير عن ذات حاله ، وأخيراً توقفت عن ضربه وأنا في غاية الإحباط والانزعاج من مشاعر الرفض التي كان يبديها اتجاهي. ولكنني على الفور حاولت إصلاح الخطأ بضمه وإشعاره بأنني أحبه وأننا جميعاً نحتاج إليه. وقد توقفت عن معاقبته بالضرب حتى أتم الثالثة من العمر. فقد شعرت بأن الطفل دون سن الثالثة لا يعي بشكل دقيق ما يحدث وأن عقوبة الضرب قد لا تكون نافعة له.
ولقد كنا دائماً في الأسرة نفضل أن تسيطر على بيتنا أجواء المحبة والتفاهم والحميمية بدلاً من الأجواء المتوترة الصارمة التي تشبه أجواء ثكنة عسكرية. لا شك بأن الصرامة جيدة ومطلوبة، ولكن لا أعطيها سوى نسبة 45% بينما النسبة الباقية %55 يجب أن تكرس لإشاعة أجواء المحبة والاحترام بين أفراد الأسرة.
وجنباً إلى جنب مع تكريس أجواء المحبة غير المشروطة بين أفراد الأسرة والدعم المتبادل كل منهم للآخر، يجب إرساء قواعد وحدود ينبغي عدم تخطيها بأي حال من الأحوال من قبل أفراد الأسرة ككل، وتشكل عملية الموازنة بين هذين الاثنين حالة لا زلنا بحاجة إلى أن نتعلم الكثير حول كيفية تحقيقها وتكريسها . وما قدمته لك أيها القارئ لا يعدو كونه انبثاقات من عملية مستمرة من المحاولة والخطأ وتقويم الخطأ وهكذا دواليك.
أن الأبوة الحقة ليست درساً نحفظه ونقدم فيه فحصاً، وننجح بامتياز فيه، ثم ننتهي منه . سيكون الأمر بغاية السهولة لو أنه كذلك. علينا دائماً أن نتعلم في هذا المجال، ثم نتعلم وأن لا نكف عن التعلم أبداً. أخبرني ذات مرة أحد أشهر لا عبي كرة القدم الأمريكية (Jim zorn) بأن قلب الدفاع في الفريق يخضع في كل سنة إلى دورة مكثفة جديدة مدتها أسبوعان يتعلم فيها التقنيات الجديدة في اللعبة ويتم تذكيره أيضاً بأساسيات اللعبة.
وفي أثناء حصص التدريب قبل مواسم اللعب يقوم الفريق ككل بتطبيق هذه الأساسيات والتمرن عليها مراراً وتكراراً، الشيء نفسه يجب أن يطبق في مجال تنشئة ورعاية الأسرة. فنحن بحاجة دائمة لأن نتعلم في هذا المجال، ثم نراجع ما تعلمناه ونتدرب على تطبيقه، ثم نعيد تعلم الأساسيات والتأكد من معرفتنا الأساسيات فن الأبوة.
ولازلنا (نورما وأنا) في حالة تعلم دائمة في هذا المجال. كانت أعمار أطفالنا 10 - 15 - 17 سنة عندما بدأنا بكتابة فصول هذا الكتاب وسنستمر في عملية التعلم لتنشئتهم تنشئة لائقة. والآن في أثناء كتابة هذا الفصل من الكتاب أصبحت أعمار أطفالنا -18- 23- 25 سنة ولا زلنا نتطلع للمزيد من المعرفة والدراسة في مجال كيف نصبح أجداداً لائقين لأحفادنا وكيف نستطيع أن نغني حياة أحفادنا، بالمحبة والاحترام والالتزامات بالواجبات . نأمل مخلصين أن لا تتوقف عملية التعلم أبدأ في حياتنا .
تعليق