لا تتوقع ، فتش - العقود كوسيلة لموازنة المحبة .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
لا تتوقع ، فتش
لثلاث سنوات متواصلة ، بعد كتابة وثيقة العهد الأسري، كنا نجتمع كل مساء بعد العشاء لتطبيق ما قاله (Henry Brandt) : ((الناس لا يفعلون ما تتوقع أن يفعلوا، ولكن فتش عما عليهم أن يفعلوا )). وكنا نقوم ونفتش السلوك اليومي لأطفالنا وبعد ثلاث سنوات من العمل الجدي في هذا الموضوع لم يعد هناك حاجة للاجتماع اليومي، لأن بنود العقد أصبحت أمراً طبيعيا في سلوك الأطفال، وأصبحت بديهيات سلوكية يومية لأطفالنا . ولكن وثيقة العقد بقيت الدستور الأساسي المؤسسة بيتنا نستطيع دائماً أن نحدد العمل بها، ولكن لتغييرها نحتاج إلى موافقة كل أفراد العائلة الخمسة عندما بدأ أطفالنا يدخلون سن مراهقتهم كتبنا عقوداً جديدة تتضمن أموراً خاصة بدأت تسترعي اهتمام أطفالنا كاستعمال السيارة وتنظيم العلاقات مع الجنس الآخر.
وهذا الموضوع يجعلنا نضيف إلى بنود العقد الخماسي السابق الذكر بنداً سادساً وأخيراً و هو البند المتعلق بتطوير الشخصية. وقد أضفنا هذا البند بعد أن أدركنا بأن أطفالنا أصبحوا شباباً و بدؤوا يحسون . بزملائهم من الجنس الآخر، وبدلاً من أن نشغل أنفسنا بتحديد السن الذي سنسمح لهم فيه الانفراد بزملائهم من الجنس الآخر بدأنا التركيز على تطوير شخصيتهم باتجاه حصول نضج متكامل بشخصيتهم. ولشرح معنى هذا الكلام وتحديده استعنا مرة ثانية بالإنجيل .
انصبت اهتماماتنا على تعليم أطفالنا كيف يقاومون الضغوط ومظاهر الترغيب والترهيب المختلفة التي يقدمها الآخرون لهم. وحاولنا أن نعلمهم كيف يرفضون التنازلات التي تفرط بالقيم التي حاولنا أن نثبتها في أذهانهم على أنها قيم صحيحة وهامة. وقد قدمت زوجتي نورما مثالاً ناصعاً عن تجربة شخصية يمكن أن تكون مثلاً يحتذى به .
فقد كانت نورما في بداية مراهقتها على صداقة مع أحدهم. وكانت هي وزميلتها يذهبان معاً في مواعيد مشتركة كل منهما مع رفيق لها ، وكانت هي وزميلتها قد تعاهدتا على أن يتجنبن أية احتكاك فيزيائي مع الطرف الآخر، ولا سيما في المواعيد الأولى. وقالت نورما بأنها فوجئت بزميلتها بين ذراعي صديقها، وكانا يبدوان سعيدين. إن ذلك المنظر بدأ يضغط عليها . كما أن زميلها القادم معها بدأ بدوره يستميلها لأن يدخلا في تجربة مماثلة. ولكن نورما ، بحزم وبوضوح، رفضت قائلة لا، وعندما بدأت ملامح الامتعاض والغضب تظهران على صديقها ، أخبرته بأن أمامه خيارين إما أن يرافقها إلى بيتها، وإما أن تذهب ماشية بنفسها فقد كانت مصرة على الاحتفاظ بقيمها . ولقد تطلب منها ذلك الموقف استجماع كل الشجاعة والصلابة التي لديها .
ولكي تتمكن مراهقة صغيرة أن تقف مثل هذا الموقف الحازم، لابد أن تتحلى بشجاعة كبيرة وبثبات على القيم الأخلاقية الحميدة. هذا ما نسعى لتكريسه في شخصية أطفالنا قبل أن نشعر بأنهم قد نضجوا بما فيه الكفاية لنسمح لهم بالخروج مع أصدقاء من الجنس الآخر.
الصفة الأخرى التي نحرص أن يتمتع بها أطفالنا، هي ما أشير إليه في الإنجيل المقدس تحت اسم نقاء السريرة، هذا يعني بأن يركز المرء على الأكثر أهمية في الحياة، وبمعنى آخر نريد أطفالنا أن يفهموا بأن مخافة الله والإيمان الصلب بتعاليمه هي القاعدة الأساسية التي ينطلقون منها لبناء علاقات جيدة مع البشر.
يتضمن الكتاب المقدس تعليمات صارمة محددة تقود إلى الحياة الكريمة والاستمتاع بها . وهذه التعليمات لم توضع للحد من سعادتنا، بل لمنعنا من الانزلاق إلى ممارسات تسرق منا السعادة الحقة والشعور بالسلام الداخلي والأمان. فمثلا يشير الكتاب المقدس إلى تبعات سلبية عديدة تنجم عن الانخراط في ممارسات جنسية قبل الزواج، وقد علمنا أطفالنا بأن ممارسة الجنس بدون عقد زواج أو خارج مؤسسة الزواج مع أشخاص لا يوجد بيننا وبينهم عقد زواج شرعي يقود إلى مشاكل عديدة. ونتيجة لدراساتنا الشخصية، كأسرة والمطالعة الكتب الدينية والنشرات التعليمية فقد وجدنا بأن الممارسات الجنسية قبل الزواج أو خارج مؤسسة الزواج قد ينجم عنه نتائج سلبية عديدة. إليك الآن بعض الأمثلة منها .
تحريض المشاعر والرغبات الجنسية بحيث يصبح طلبهما أكثر إلحاحاً، وحاجة المرء إليها أكثر تواتراً .
تزيد من نرجسية الفرد وحبه لذاته، وتقسي قلبه، وتجعله أقل اهتماماً بمشاعر الآخرين وحاجات العائلة والبيت ذلك لأن المرء في هذه الأحوال يركز على إشباع رغباته وتأمين حاجاته هو.
- إن تدني وانحطاط الأخلاق، يضعف إيماننا بالله. لأننا كلما أمعنا في الاعتداء على حدود الله وتجاوزها ، كلما كبرت في داخلنا مشاعر غير مهتمة وغير معترفة بوجود الله والعياذ بالله، ولقد وجدت من تجربتي ومشاهداتي بأن هؤلاء الذين يقودون حياة منفلتة غير أخلاقية هم الأكثر جاهزية للتشكيك بوجود الله، أو الإيمان بالقيم التي حضنا على الالتزام بها .
الانفلات الجنسي والتطرف في الممارسات العشوائية غير المنضبطة للجنس تقود إلى نوع من العبودية لمفهوم الجنس نفسه، فيصبح هؤلاء الأشخاص عبيد أحاسيسهم ومشاعرهم الجنسية، وقد تقود هذه الحالة في المحصلة إلى العنانة الجنسية، بعض شركات التبغ استعملت في إحدى إعلاناتها لترويج منتجاتها عبارة : ((دخن هذه السيجارة إنها تشبعك)). هذه مخاتلة واضحة وتطويع خبيث لكلمة الإشباع. فهل شاهدت بحياتك شخصاً يدخن سيجارة واحدة فيشبع منها . بالطبع لا ... فتدخين سيجارة سيحرض المدخن على تدخين غيرها وهكذا تحدث حالة الإدمان. هذه الظاهرة نفسها تنطبق على الممارسات الجنسية .. إذ ما يكاد المرء ينزلق إلى تجربة جنسية غير أخلاقية، حتى يبدأ طريقه بالانحدار الأخلاقي في تجارب جنسية غير مشروعه أخرى.
هناك العديد من الأكاذيب التي يطلقها البعض، ولففلتنا نصدقها نحن. فقد انتشرت بقوة مقولة : إننا نعيش في عصر الحرية الجنسية.
ولقد عنت مقولة الحرية الجنسية للكثير منا بأنه بإمكان الفرد ممارسة الجنس قبل الزواج وبعده وخارج مؤسسة الزواج ومع شركاء عديدين دون ضابط أو تنظيم . أمعن فقط في التناقض الذي تنطوي عليه هذه المقولة الخادعة : (( نحن أحرار الممارسة الحب)) . وممارسة الحب تعني ببساطة ممارسة الجنس، وكلما أمعنا في ممارسة الجنس، كلما فقدنا حريتنا في مقاومة تأثيرات إغرائه، وكلما أصبحت شهواتنا ورغباتنا هي ما يقودنا ويستعبد إيقاع حياتنا بشكل عام. ومن المهم جداً أن نكون قادرين على تعليم أطفالنا وإقناعهم بتبعات هذا الانفلات الأخلاقي والنتائج المدمرة للانزلاق في جحيمه. وعلى الرغم من أن أطفالنا سينمون، ومع نموهم ستكبر لديهم الدوافع الجنسية الطبيعية إلا أننا يجب أن نسعى لإكسابهم القدرة على القول لا . وعندما تكون هذه (اللا) مصدراً من مصادر تقوية شخصيتهم وفيها نفع لمستقبلهم وبالتالي تمكينهم من الالتزام فقط بتلك العلاقات الحميمية التي تُبنى على الصدق والصرامة والولاء الصحيح وتحمل معها بذور ديمومتها .
لا تتوقع ، فتش
لثلاث سنوات متواصلة ، بعد كتابة وثيقة العهد الأسري، كنا نجتمع كل مساء بعد العشاء لتطبيق ما قاله (Henry Brandt) : ((الناس لا يفعلون ما تتوقع أن يفعلوا، ولكن فتش عما عليهم أن يفعلوا )). وكنا نقوم ونفتش السلوك اليومي لأطفالنا وبعد ثلاث سنوات من العمل الجدي في هذا الموضوع لم يعد هناك حاجة للاجتماع اليومي، لأن بنود العقد أصبحت أمراً طبيعيا في سلوك الأطفال، وأصبحت بديهيات سلوكية يومية لأطفالنا . ولكن وثيقة العقد بقيت الدستور الأساسي المؤسسة بيتنا نستطيع دائماً أن نحدد العمل بها، ولكن لتغييرها نحتاج إلى موافقة كل أفراد العائلة الخمسة عندما بدأ أطفالنا يدخلون سن مراهقتهم كتبنا عقوداً جديدة تتضمن أموراً خاصة بدأت تسترعي اهتمام أطفالنا كاستعمال السيارة وتنظيم العلاقات مع الجنس الآخر.
وهذا الموضوع يجعلنا نضيف إلى بنود العقد الخماسي السابق الذكر بنداً سادساً وأخيراً و هو البند المتعلق بتطوير الشخصية. وقد أضفنا هذا البند بعد أن أدركنا بأن أطفالنا أصبحوا شباباً و بدؤوا يحسون . بزملائهم من الجنس الآخر، وبدلاً من أن نشغل أنفسنا بتحديد السن الذي سنسمح لهم فيه الانفراد بزملائهم من الجنس الآخر بدأنا التركيز على تطوير شخصيتهم باتجاه حصول نضج متكامل بشخصيتهم. ولشرح معنى هذا الكلام وتحديده استعنا مرة ثانية بالإنجيل .
انصبت اهتماماتنا على تعليم أطفالنا كيف يقاومون الضغوط ومظاهر الترغيب والترهيب المختلفة التي يقدمها الآخرون لهم. وحاولنا أن نعلمهم كيف يرفضون التنازلات التي تفرط بالقيم التي حاولنا أن نثبتها في أذهانهم على أنها قيم صحيحة وهامة. وقد قدمت زوجتي نورما مثالاً ناصعاً عن تجربة شخصية يمكن أن تكون مثلاً يحتذى به .
فقد كانت نورما في بداية مراهقتها على صداقة مع أحدهم. وكانت هي وزميلتها يذهبان معاً في مواعيد مشتركة كل منهما مع رفيق لها ، وكانت هي وزميلتها قد تعاهدتا على أن يتجنبن أية احتكاك فيزيائي مع الطرف الآخر، ولا سيما في المواعيد الأولى. وقالت نورما بأنها فوجئت بزميلتها بين ذراعي صديقها، وكانا يبدوان سعيدين. إن ذلك المنظر بدأ يضغط عليها . كما أن زميلها القادم معها بدأ بدوره يستميلها لأن يدخلا في تجربة مماثلة. ولكن نورما ، بحزم وبوضوح، رفضت قائلة لا، وعندما بدأت ملامح الامتعاض والغضب تظهران على صديقها ، أخبرته بأن أمامه خيارين إما أن يرافقها إلى بيتها، وإما أن تذهب ماشية بنفسها فقد كانت مصرة على الاحتفاظ بقيمها . ولقد تطلب منها ذلك الموقف استجماع كل الشجاعة والصلابة التي لديها .
ولكي تتمكن مراهقة صغيرة أن تقف مثل هذا الموقف الحازم، لابد أن تتحلى بشجاعة كبيرة وبثبات على القيم الأخلاقية الحميدة. هذا ما نسعى لتكريسه في شخصية أطفالنا قبل أن نشعر بأنهم قد نضجوا بما فيه الكفاية لنسمح لهم بالخروج مع أصدقاء من الجنس الآخر.
الصفة الأخرى التي نحرص أن يتمتع بها أطفالنا، هي ما أشير إليه في الإنجيل المقدس تحت اسم نقاء السريرة، هذا يعني بأن يركز المرء على الأكثر أهمية في الحياة، وبمعنى آخر نريد أطفالنا أن يفهموا بأن مخافة الله والإيمان الصلب بتعاليمه هي القاعدة الأساسية التي ينطلقون منها لبناء علاقات جيدة مع البشر.
يتضمن الكتاب المقدس تعليمات صارمة محددة تقود إلى الحياة الكريمة والاستمتاع بها . وهذه التعليمات لم توضع للحد من سعادتنا، بل لمنعنا من الانزلاق إلى ممارسات تسرق منا السعادة الحقة والشعور بالسلام الداخلي والأمان. فمثلا يشير الكتاب المقدس إلى تبعات سلبية عديدة تنجم عن الانخراط في ممارسات جنسية قبل الزواج، وقد علمنا أطفالنا بأن ممارسة الجنس بدون عقد زواج أو خارج مؤسسة الزواج مع أشخاص لا يوجد بيننا وبينهم عقد زواج شرعي يقود إلى مشاكل عديدة. ونتيجة لدراساتنا الشخصية، كأسرة والمطالعة الكتب الدينية والنشرات التعليمية فقد وجدنا بأن الممارسات الجنسية قبل الزواج أو خارج مؤسسة الزواج قد ينجم عنه نتائج سلبية عديدة. إليك الآن بعض الأمثلة منها .
تحريض المشاعر والرغبات الجنسية بحيث يصبح طلبهما أكثر إلحاحاً، وحاجة المرء إليها أكثر تواتراً .
تزيد من نرجسية الفرد وحبه لذاته، وتقسي قلبه، وتجعله أقل اهتماماً بمشاعر الآخرين وحاجات العائلة والبيت ذلك لأن المرء في هذه الأحوال يركز على إشباع رغباته وتأمين حاجاته هو.
- إن تدني وانحطاط الأخلاق، يضعف إيماننا بالله. لأننا كلما أمعنا في الاعتداء على حدود الله وتجاوزها ، كلما كبرت في داخلنا مشاعر غير مهتمة وغير معترفة بوجود الله والعياذ بالله، ولقد وجدت من تجربتي ومشاهداتي بأن هؤلاء الذين يقودون حياة منفلتة غير أخلاقية هم الأكثر جاهزية للتشكيك بوجود الله، أو الإيمان بالقيم التي حضنا على الالتزام بها .
الانفلات الجنسي والتطرف في الممارسات العشوائية غير المنضبطة للجنس تقود إلى نوع من العبودية لمفهوم الجنس نفسه، فيصبح هؤلاء الأشخاص عبيد أحاسيسهم ومشاعرهم الجنسية، وقد تقود هذه الحالة في المحصلة إلى العنانة الجنسية، بعض شركات التبغ استعملت في إحدى إعلاناتها لترويج منتجاتها عبارة : ((دخن هذه السيجارة إنها تشبعك)). هذه مخاتلة واضحة وتطويع خبيث لكلمة الإشباع. فهل شاهدت بحياتك شخصاً يدخن سيجارة واحدة فيشبع منها . بالطبع لا ... فتدخين سيجارة سيحرض المدخن على تدخين غيرها وهكذا تحدث حالة الإدمان. هذه الظاهرة نفسها تنطبق على الممارسات الجنسية .. إذ ما يكاد المرء ينزلق إلى تجربة جنسية غير أخلاقية، حتى يبدأ طريقه بالانحدار الأخلاقي في تجارب جنسية غير مشروعه أخرى.
هناك العديد من الأكاذيب التي يطلقها البعض، ولففلتنا نصدقها نحن. فقد انتشرت بقوة مقولة : إننا نعيش في عصر الحرية الجنسية.
ولقد عنت مقولة الحرية الجنسية للكثير منا بأنه بإمكان الفرد ممارسة الجنس قبل الزواج وبعده وخارج مؤسسة الزواج ومع شركاء عديدين دون ضابط أو تنظيم . أمعن فقط في التناقض الذي تنطوي عليه هذه المقولة الخادعة : (( نحن أحرار الممارسة الحب)) . وممارسة الحب تعني ببساطة ممارسة الجنس، وكلما أمعنا في ممارسة الجنس، كلما فقدنا حريتنا في مقاومة تأثيرات إغرائه، وكلما أصبحت شهواتنا ورغباتنا هي ما يقودنا ويستعبد إيقاع حياتنا بشكل عام. ومن المهم جداً أن نكون قادرين على تعليم أطفالنا وإقناعهم بتبعات هذا الانفلات الأخلاقي والنتائج المدمرة للانزلاق في جحيمه. وعلى الرغم من أن أطفالنا سينمون، ومع نموهم ستكبر لديهم الدوافع الجنسية الطبيعية إلا أننا يجب أن نسعى لإكسابهم القدرة على القول لا . وعندما تكون هذه (اللا) مصدراً من مصادر تقوية شخصيتهم وفيها نفع لمستقبلهم وبالتالي تمكينهم من الالتزام فقط بتلك العلاقات الحميمية التي تُبنى على الصدق والصرامة والولاء الصحيح وتحمل معها بذور ديمومتها .
تعليق