سكان عسقلان الخاضعين للدراسة يستمدون أغلب جيناتهم من بلاد الشام.

أفادت الدراسات الوراثية الحديثة بوجود استمرارية وراثية في بلاد الشام من نهاية البليستوسن وبداية الهولوسن التي أعقبها زيجات مختلطة مع سكان الأناضول وإيران، وحتى البرونز الوسيط (1600ق.م). فيما لم يكن قد توفر بيانات حول البرونز المتأخر (1600-1200ق.م) وعصر الحديد. شهدت هذه الفترة تغيرات ثقافية كبيرة في المنطقة تزامنت مع موجة ما سمي "غزو شعوب البحر" . وفي دراسة نشرت مؤخرا، قام علماء بتحليل الحمض النووي القديم من أحافير استخرجت من مقبرة عسقلان على الساحل الفلسطيني، بغرض تكوين سلسلة زمنية وراثية تغطي الانتقال من البرونز الوسيط إلى عصر الحديد في فلسطين بشكل خاص. تبين أن سكان عسقلان الخاضعين للدراسة يستمدون أغلب جيناتهم من بلاد الشام. في بداية عصر الحديد أظهر الحوض الجيني لسكان عسقلان تقاربا كبيرا مع السكان الأوروبيين، والاحتمال الأكبر من جنوب أوروبا، ما يشير إلى تدفق جيني خارجي في هذه الفترة. كما تشير النتائج أن هذا التدفق الجيني كان له تأثير محدود على التركيبة السكانية طويلة الأجل لسكان عسقلان. يستمد سكان عسقلان حوالي 60% من حوضهم الوراثي من بلاد الشام في خط زمني يتجه إلى ما بعد العصر الحجري الحديث. وتشير النتائج أيضا إلى درجة عالية من الاستمرارية الوراثية ولألف سنة على الأقل في العصر البرونزي على طول الساحل المشرقي (لبنان والأردن وفلسطين). ويبدو أن التدفق الجيني الأوروبي الذي حدث خلال قرنين في بداية عصر الحديد، قد تضاءل في الحوض الجيني المحلي. ورغم قلة العينات المدروسة والحاجة لعينات أكبر في دراسات مستقبلية، إلا أنها تظل مهمة لحل كثير من التساؤلات المتعلقة بهذه الفترة التاريخية.
الدراسة منشورة في مجلة العلوم المتقدمة:
Feldman, M et al. 2019. Ancient DNA sheds light on the genetic origins of early Iron Age Philistines. Sci. Adv. 5 : eaax0061.