قوس تيتوس (The Arch of Titus).
هو نصب تذكاري عمره حوالي ٢٠٠٠ عام، يقع في قلب روما القديمة، بين المنتدى الروماني (Roman Forum) والكولوسيوم، ويزوره الملايين من السياح كل عام. تم بناؤه عام ٨١ ميلادي، وهو يعظّم شأن الإمبراطور تيتوس، الذي كان قد توفي مؤخراً وقت بنائه، ويحتفل بإنتصاره على يهودا (Judea) قبل عشر سنوات من ذلك. (صورة القوس كاملاً في التعليقات)
القسم الأكثر شهرة فيه، هو إحدى لوحاته التي تصور موكباً منتصراً للجنود الرومانيين وهم يستعرضون بفخر غنائمهم من الإستيلاء على أورشليم. وتشمل هذه الأوعية التي سرقوها من معبد أورشليم، وحتماً الأكثر شهرة الشمعدان الذهبي. (الصورة)
تيتوس، الرجل الذي يكرمه هذا القوس، قاد الحصار الروماني لأورشليم في الأعوام ٦٨ - ٧٠ ميلادي، والذي بلغ ذروته بتدمير الهيكل، وإستعباد وقتل مئات الآلاف من اليهود، والنهاية التدريجية للحياة اليهودية الجماعية في الأرض التي يعتبرونها وطنهم الأصلي، إسرائيل.
صحيح أنه أقدم قوس نصر روماني موجود الآن، وهو أعجوبة معمارية وقطعة أثرية تاريخية لا تقدر بثمن ولديه الكثير ليعلمنا إياه. لكن الواقع أن إيطاليا تحتفظ وتعرض بفخر هيكلاً يحتفل بتدمير مدينة والتهجير القسري لشعب مملكة وحرق هيكلها!!
قدر المؤرخان القديمان جوزيفوس وتاسيتوس عدد ضحايا تيتوس من اليهود بما يتراوح بين ٦٠٠ ألف إلى مليون شخص. وبينما من الواضح أن هذه الأرقام مبالغ فيها (ببساطة لم يكن هناك هذا القدر من اليهود في يهودا)، فمن الواضح أن الحرب الرومانية/اليهودية أدت إلى مقتل أو إستعباد جزء كبير من السكان اليهود.
وفي حين أن الرومان أقاموا قوس تيتوس كأنشودة للرجل المعروف في الأدب الحاخامي بإسم "تيتوس الشرير" بسبب قسوته غير المبررة، فقد حظي القوس بتأييد الباباوات في أوائل العصر الحديث وإستُخدم كرمز لإذلال يهود روما حتى مطلع القرن التاسع عشر.
في عام ١٥٥٥، أجبر البابا بولس الرابع، الذي أنشأ الحي اليهودي في روما عن طريق مرسوم بابوي، يهود روما على أداء قسم الإستسلام كل عام أثناء وقوفهم تحت القوس. وبعد مرور مئات السنين، في عام ١٨٢١، عندما أصبح القوس ضعيفاً بمرور الوقت وبحاجة إلى الترميم، جاءت الكنيسة مرة أخرى للإنقاذ. بارك البابا بيوس السابع مشروع ترميمه وأضاف نقشاً جديداً على هذا القوس القديم، يقول جزء منه: "(هذا) النصب التذكاري بارز من الناحية الدينية والفنية"...
ما يعنيه البابا بيوس السابع بـ "الناحية الدينية" هو أن القوس هو تحقيق لنبوة يسوع عن دمار الهيكل في إنجيل متى: [فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!»] (متى ٢٤: ٢).
#اثار #روما #ايطاليا #اليهودية #المسيحية #قوس_تيتوس
#Arch_of_Titus
هو نصب تذكاري عمره حوالي ٢٠٠٠ عام، يقع في قلب روما القديمة، بين المنتدى الروماني (Roman Forum) والكولوسيوم، ويزوره الملايين من السياح كل عام. تم بناؤه عام ٨١ ميلادي، وهو يعظّم شأن الإمبراطور تيتوس، الذي كان قد توفي مؤخراً وقت بنائه، ويحتفل بإنتصاره على يهودا (Judea) قبل عشر سنوات من ذلك. (صورة القوس كاملاً في التعليقات)
القسم الأكثر شهرة فيه، هو إحدى لوحاته التي تصور موكباً منتصراً للجنود الرومانيين وهم يستعرضون بفخر غنائمهم من الإستيلاء على أورشليم. وتشمل هذه الأوعية التي سرقوها من معبد أورشليم، وحتماً الأكثر شهرة الشمعدان الذهبي. (الصورة)
تيتوس، الرجل الذي يكرمه هذا القوس، قاد الحصار الروماني لأورشليم في الأعوام ٦٨ - ٧٠ ميلادي، والذي بلغ ذروته بتدمير الهيكل، وإستعباد وقتل مئات الآلاف من اليهود، والنهاية التدريجية للحياة اليهودية الجماعية في الأرض التي يعتبرونها وطنهم الأصلي، إسرائيل.
صحيح أنه أقدم قوس نصر روماني موجود الآن، وهو أعجوبة معمارية وقطعة أثرية تاريخية لا تقدر بثمن ولديه الكثير ليعلمنا إياه. لكن الواقع أن إيطاليا تحتفظ وتعرض بفخر هيكلاً يحتفل بتدمير مدينة والتهجير القسري لشعب مملكة وحرق هيكلها!!
قدر المؤرخان القديمان جوزيفوس وتاسيتوس عدد ضحايا تيتوس من اليهود بما يتراوح بين ٦٠٠ ألف إلى مليون شخص. وبينما من الواضح أن هذه الأرقام مبالغ فيها (ببساطة لم يكن هناك هذا القدر من اليهود في يهودا)، فمن الواضح أن الحرب الرومانية/اليهودية أدت إلى مقتل أو إستعباد جزء كبير من السكان اليهود.
وفي حين أن الرومان أقاموا قوس تيتوس كأنشودة للرجل المعروف في الأدب الحاخامي بإسم "تيتوس الشرير" بسبب قسوته غير المبررة، فقد حظي القوس بتأييد الباباوات في أوائل العصر الحديث وإستُخدم كرمز لإذلال يهود روما حتى مطلع القرن التاسع عشر.
في عام ١٥٥٥، أجبر البابا بولس الرابع، الذي أنشأ الحي اليهودي في روما عن طريق مرسوم بابوي، يهود روما على أداء قسم الإستسلام كل عام أثناء وقوفهم تحت القوس. وبعد مرور مئات السنين، في عام ١٨٢١، عندما أصبح القوس ضعيفاً بمرور الوقت وبحاجة إلى الترميم، جاءت الكنيسة مرة أخرى للإنقاذ. بارك البابا بيوس السابع مشروع ترميمه وأضاف نقشاً جديداً على هذا القوس القديم، يقول جزء منه: "(هذا) النصب التذكاري بارز من الناحية الدينية والفنية"...
ما يعنيه البابا بيوس السابع بـ "الناحية الدينية" هو أن القوس هو تحقيق لنبوة يسوع عن دمار الهيكل في إنجيل متى: [فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!»] (متى ٢٤: ٢).
#اثار #روما #ايطاليا #اليهودية #المسيحية #قوس_تيتوس
#Arch_of_Titus