التيارات المسرحية المغادرة وواقع المسرح المعاصر
تتميز التيارات المسرحية السريالية والواقعية والأسطورية.. وغيرها؛ بالأسلوب الفكري الثري. وإذا أخذنا مقياس النص المسرحي القديم بمقياس المستوى المسرحي الحالي؛ نجد أننا في حالة انحدار، حتى من حيث الجمهور المسرحي المتجانس سابقاً في تطلعاته والأكثر صعوبة من العصر الحالي، حيث التشوش والشك والفوضى، مع أن الموضوعات المسرحية المطروحة على الخشبة هي من لب الواقع الاجتماعي في أغلب المسرحيات التي باتت تميل إلى المونودراما والممثل المسرحي الواحد، كما في مسرحية (الاقي فين زيك يا علي) ومسرحية (عودة الست لميا) ومسرحية (اسمي جوليا)، وهو الأسلوب المسرحي الأقرب إلى اللاشعور الدرامي الذي ينطلق من الفرد إلى الآخرين، وبتشظٍ يخلق عدة تحليلات في تصنيفه الدراماتيكي، من حيث ميزته الدرامية والمشهد المتخيل الواحد، فهل المسرح المعاصر هو للطبقة الاجتماعية الأرستقراطية فقط؟ أم أنه يحمل في جعبته القضايا الاجتماعية والسياسية والفنية بقالب ميلودرامي بات مسعى المسارح المعاصرة؟
الاعتراف بقدرة خشبة المسرح على التوجيه النفسي والأخلاقي المجتمعي ضمن القوالب الدرامية؛ يحتاج تضامن القوى المتناحرة على التجديد الذي بات يفتقد لتقنيات تدفع به نحو الازدهار، ليعود كما كان شكسبيرياً فولتارياً كوميدياً هزلياً تراجيدياً يجمع الأطراف الدرامية بأسلوب منسجم ومتلائم مع العصر الحديث، أو بالأحرى ليتجه بنا نحو شاطئ الدراما الواعية المباشرة مع الجمهور المتحفز سينوغرافياً، والذي يتطلع إلى جمالية بصرية تضفي على المسرح التماسك والتميز للاقتراب من الشعر والرواية، وأولية التلاحم بين الأصناف الأدبية الفنية من رواية وشعر وموسيقى ورقص تعبيري، لتقوية الدعامات المسرحية كي تقف بثبات أمام ما نفتقده في المسرح المعاصر، رغم ميزة مسرح (عادل إمام) ومسرح (جورج خباز) ومسرح شوشو سابقاً الهادف إلى بث مشهدية حياتية مرتبطة بالضحكة المبطنة التي تجمع الجمهور المتنوع الشعبي، والفئات المتبقية. وبالرغم من صعوبة الوصول إلى المسرح في القرن السابع عشر أو الثامن عشر؛ إلا أن الجمهور كان يندفع إلى خشبة المسرح أكثر من اليوم، لكن ما هو دور الدراما في النص المسرحي؟ وهل يتم تحليل النص قبل تقمصه على الخشبة بما يجعله قادراً على التغلغل في نفس المشاهد؟ وهل الأداء المسرحي المباشر هو الجانب الحي والإشراقي من التمثيل وخصائصه العلائقية بين الجمهور والممثل والمخرج، وقبل كل ذلك بالمصمم السينوغرافي الذي بات الأساس في المسرح المعاصر، إلى جانب الموسيقى التي يقع عليها الدور الكبير في التأثر والتأثير. فالاقتراب من المسرح المعاصر ليس كما هو مكتوب سابقاً بشكله الكلاسيكي، إنما بالأداء الفعلي الحي الذي يشكل نوعاً من المحاكاة الفنية البصرية، ويلامس كافة الفنون الأخرى من السينوغرافيا إلى الأضواء، فالأصوات والمؤثرات. وبالرغم من صعوبة تقنيات المسرح التي ترافق الممثل، إلا أن ذلك يلعب دوره في مزاجية المشاهد والتنوع الذي يقبل على الألوان والحركة والأضواء والإيقاعات، وخصائص العلاقة بينه وبين الممثل أو الشخصية المسرحية المؤثرة بشكل فعلي في الأداء الحي والمباشر أمام المشاهد المعاصر الأكثر جدلية من المشاهد الكلاسيكي في العصور السابقة.
يقال إن المسرح هو المرآة الحقيقية للحياة، والهدف منه رؤية الواقع بأساليب مختلفة؛ إذ في الغالب يرتبط المسرح بأخلاقية الهدف الدرامي منه، وهو التوجيه البناء للمجتمعات وشجب العنف والإجرام وما إلى ذلك من مفاهيم مجتمعية سلبية يحاول المسرح ورواده محوها، إنْ بضحكة مبطنة أو بسخرية هادفة أو بتراجيدية تؤثر بعمق بالمتفرج، لتحاكي كافة الأطراف بأصول مسرحية بناءة، يسعى من خلالها القائمون على المسارح ونصوصها لفهم التطور المعاصر وزرع التغييرات دون الخروج من التاريخ المسرحي الكلاسيكي وأهميته، وإنما بتحديثه ليواكب العصر وتطلعاته النبيلة سابقاً. وبخاصة أنه اللغة المباشرة مع المشاهد، حيث يتم تفعيل الفعل ورد الفعل من خلال المحتويات الدرامية التراجيدية منها أو الكوميدية، وببساطة قد يتخطاها بعض من الممثلين بقدراتهم التخاطبية ليلتقط ردات فعل الجمهور على المواقف السلبية أو الإيجابية والتي تهدف إلى إيجاد الجسور بين المشاهد والممثل والحبكة المسرحية التي يخرج عنها الممثل وفق قدراته، خصوصاً الميلودرامي، وبتعاطف فسيولوجي أحياناً، مما يجعله يقترب أكثر من المشاهد ويلامسه وجدانياً، لتصبح خشبة المسرح هي الجسد الدرامي الأساسي للعبة الحياة أو اللعبة المسرحية.
تقترب الدراما الساخرة في المسرحيات الميلودرامية من المأساة قديماً، إذ غالباً ما تكون مسلية رغم ما تطرحه من مشاكل اجتماعية أو نفسية يتعرض لها الأفراد من المجتمع، وتعالج المشاكل بإثارتها من مكامنها أمام الجمهور بتوافق مع الاختزال الذي بات يحتاجه المسرح اليوم من جهة عدم توافر التقنيات الحديثة التي يحتاجها، ليكون مفتوحاً بشكل أكبر على شبكات التواصل الاجتماعي، واتصاله مرئياً عبر شبكة مسرحية افتراضية تساعده ليصل إلى نسبة كبيرة من المشاهدين بشكل مباشر. ربما ما أطرحه غريباً، إلا أنه يشكل تحديثاً لخشبة مسرحية تكاد تصبح مهجورة في ظل الظروف الفنية المعاصرة التي قلبت المقاييس والمفاهيم، وابتعد كتاب نصوصها عن التجديد والتحديث، وربما البعض الآخر بات لا يغامر بتحويل أي نص روائي إلى مسرحية. خصوصاً أن كوميديا المواقف أو ما يعرف بستاند كوميدي بات ينتشر بشكل أوسع حتى عبر القنوات الخاصة من اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى. فما الأثر الذي تركته التيارات المسرحية المغادرة على واقع المسرح المعاصر؟ وهل من تجديد في الرؤية المسرحية المعاصرة؟
إن التيارات القديمة المغادرة لهذا العصر ما زالت موجودة بالقيم التي زرعتها في نفوس عشاقها؛ وقد أصبحت في الذاكرة من حيث المثل والقيم، ولكن لا يمكن تجسيدها بالواقع الكلاسيكي الذي نشأت منه على خشبة مسرحية معاصرة ما زالت تحتاج لدراسات للانطلاق بها نحو العولمة الجديدة أو المسرح الثلاثي الأبعاد، والمدرك لحاجات الجمهور في العصر الحديث، وربما ستانداب كوميدي لو تمت دراسته بأسلوب مختلف ليكون ضمن لغة مسرحية مدروسة تتأجج بالمنطق والأدب والفن بعيداً عن إسفافات البعض -ولا أعمم هنا- لكانت هي التعبير الصادق عن هموم المجتمعات، ولكن ضمن القدوة والمثل والقيم التي يجب التمسك فيها. لتكون نقطة محاكاة معاصرة يمكن الاعتماد عليها في التوجيه، وبخاصة أن بعض النصوص الميلودرامية استطاعت أن تنال من إعجاب الحضور المسرحي، وبالتالي لم يفقد المسرح المعاصر جمهوره بالكامل، وإنما بات يفتقد للتيارات المسرحية التي نشأ منها وعرفناه بها أو إعادة تحديث هويته الأدبية
الغنية فنياً بمقومات العصر، وهو ما يحتاجه المسرح في العالم بشكل عام وليس فقط المسرح العربي.
لفهم واقع المسرح المعاصر لا بد من إزالة الفوضى الراسخة في المفاهيم المسرحية الحديثة التي خرجت عن التيارات القديمة، ولم تجد التيار الجديد الذي يؤسس لعصر أكثر واقعية والتصاقاً بالتطور السريع الذي تشهده المرافق الفنية والأدبية جميعها، بالإضافة إلى تفاقم أزمة النص المسرحي وحدوده التي باتت عالقة بين الرواية والسينما والرقص والفنون الأخرى، واللغات المفصلية المعولمة، حيث بات المتفرج عبر العالم قادراً على الوصول إلى الدراما بكافة أشكالها، إلا المسرح الذي يقوم أساساً على التفاعل المباشر مع الجمهور الذي ينتظر المسرح الحديث ببناء دقيق لا ينفصل عن الأصول القديمة الكلاسيكية ولا يسترجعها، إلا بما يؤمن له التطور الفني الذي يساعده بالازدهار في عصره هذا، حيث الوحدة المسرحية المحاكية لكافة العناصر الفنية.
المجلة العربية
تتميز التيارات المسرحية السريالية والواقعية والأسطورية.. وغيرها؛ بالأسلوب الفكري الثري. وإذا أخذنا مقياس النص المسرحي القديم بمقياس المستوى المسرحي الحالي؛ نجد أننا في حالة انحدار، حتى من حيث الجمهور المسرحي المتجانس سابقاً في تطلعاته والأكثر صعوبة من العصر الحالي، حيث التشوش والشك والفوضى، مع أن الموضوعات المسرحية المطروحة على الخشبة هي من لب الواقع الاجتماعي في أغلب المسرحيات التي باتت تميل إلى المونودراما والممثل المسرحي الواحد، كما في مسرحية (الاقي فين زيك يا علي) ومسرحية (عودة الست لميا) ومسرحية (اسمي جوليا)، وهو الأسلوب المسرحي الأقرب إلى اللاشعور الدرامي الذي ينطلق من الفرد إلى الآخرين، وبتشظٍ يخلق عدة تحليلات في تصنيفه الدراماتيكي، من حيث ميزته الدرامية والمشهد المتخيل الواحد، فهل المسرح المعاصر هو للطبقة الاجتماعية الأرستقراطية فقط؟ أم أنه يحمل في جعبته القضايا الاجتماعية والسياسية والفنية بقالب ميلودرامي بات مسعى المسارح المعاصرة؟
الاعتراف بقدرة خشبة المسرح على التوجيه النفسي والأخلاقي المجتمعي ضمن القوالب الدرامية؛ يحتاج تضامن القوى المتناحرة على التجديد الذي بات يفتقد لتقنيات تدفع به نحو الازدهار، ليعود كما كان شكسبيرياً فولتارياً كوميدياً هزلياً تراجيدياً يجمع الأطراف الدرامية بأسلوب منسجم ومتلائم مع العصر الحديث، أو بالأحرى ليتجه بنا نحو شاطئ الدراما الواعية المباشرة مع الجمهور المتحفز سينوغرافياً، والذي يتطلع إلى جمالية بصرية تضفي على المسرح التماسك والتميز للاقتراب من الشعر والرواية، وأولية التلاحم بين الأصناف الأدبية الفنية من رواية وشعر وموسيقى ورقص تعبيري، لتقوية الدعامات المسرحية كي تقف بثبات أمام ما نفتقده في المسرح المعاصر، رغم ميزة مسرح (عادل إمام) ومسرح (جورج خباز) ومسرح شوشو سابقاً الهادف إلى بث مشهدية حياتية مرتبطة بالضحكة المبطنة التي تجمع الجمهور المتنوع الشعبي، والفئات المتبقية. وبالرغم من صعوبة الوصول إلى المسرح في القرن السابع عشر أو الثامن عشر؛ إلا أن الجمهور كان يندفع إلى خشبة المسرح أكثر من اليوم، لكن ما هو دور الدراما في النص المسرحي؟ وهل يتم تحليل النص قبل تقمصه على الخشبة بما يجعله قادراً على التغلغل في نفس المشاهد؟ وهل الأداء المسرحي المباشر هو الجانب الحي والإشراقي من التمثيل وخصائصه العلائقية بين الجمهور والممثل والمخرج، وقبل كل ذلك بالمصمم السينوغرافي الذي بات الأساس في المسرح المعاصر، إلى جانب الموسيقى التي يقع عليها الدور الكبير في التأثر والتأثير. فالاقتراب من المسرح المعاصر ليس كما هو مكتوب سابقاً بشكله الكلاسيكي، إنما بالأداء الفعلي الحي الذي يشكل نوعاً من المحاكاة الفنية البصرية، ويلامس كافة الفنون الأخرى من السينوغرافيا إلى الأضواء، فالأصوات والمؤثرات. وبالرغم من صعوبة تقنيات المسرح التي ترافق الممثل، إلا أن ذلك يلعب دوره في مزاجية المشاهد والتنوع الذي يقبل على الألوان والحركة والأضواء والإيقاعات، وخصائص العلاقة بينه وبين الممثل أو الشخصية المسرحية المؤثرة بشكل فعلي في الأداء الحي والمباشر أمام المشاهد المعاصر الأكثر جدلية من المشاهد الكلاسيكي في العصور السابقة.
يقال إن المسرح هو المرآة الحقيقية للحياة، والهدف منه رؤية الواقع بأساليب مختلفة؛ إذ في الغالب يرتبط المسرح بأخلاقية الهدف الدرامي منه، وهو التوجيه البناء للمجتمعات وشجب العنف والإجرام وما إلى ذلك من مفاهيم مجتمعية سلبية يحاول المسرح ورواده محوها، إنْ بضحكة مبطنة أو بسخرية هادفة أو بتراجيدية تؤثر بعمق بالمتفرج، لتحاكي كافة الأطراف بأصول مسرحية بناءة، يسعى من خلالها القائمون على المسارح ونصوصها لفهم التطور المعاصر وزرع التغييرات دون الخروج من التاريخ المسرحي الكلاسيكي وأهميته، وإنما بتحديثه ليواكب العصر وتطلعاته النبيلة سابقاً. وبخاصة أنه اللغة المباشرة مع المشاهد، حيث يتم تفعيل الفعل ورد الفعل من خلال المحتويات الدرامية التراجيدية منها أو الكوميدية، وببساطة قد يتخطاها بعض من الممثلين بقدراتهم التخاطبية ليلتقط ردات فعل الجمهور على المواقف السلبية أو الإيجابية والتي تهدف إلى إيجاد الجسور بين المشاهد والممثل والحبكة المسرحية التي يخرج عنها الممثل وفق قدراته، خصوصاً الميلودرامي، وبتعاطف فسيولوجي أحياناً، مما يجعله يقترب أكثر من المشاهد ويلامسه وجدانياً، لتصبح خشبة المسرح هي الجسد الدرامي الأساسي للعبة الحياة أو اللعبة المسرحية.
تقترب الدراما الساخرة في المسرحيات الميلودرامية من المأساة قديماً، إذ غالباً ما تكون مسلية رغم ما تطرحه من مشاكل اجتماعية أو نفسية يتعرض لها الأفراد من المجتمع، وتعالج المشاكل بإثارتها من مكامنها أمام الجمهور بتوافق مع الاختزال الذي بات يحتاجه المسرح اليوم من جهة عدم توافر التقنيات الحديثة التي يحتاجها، ليكون مفتوحاً بشكل أكبر على شبكات التواصل الاجتماعي، واتصاله مرئياً عبر شبكة مسرحية افتراضية تساعده ليصل إلى نسبة كبيرة من المشاهدين بشكل مباشر. ربما ما أطرحه غريباً، إلا أنه يشكل تحديثاً لخشبة مسرحية تكاد تصبح مهجورة في ظل الظروف الفنية المعاصرة التي قلبت المقاييس والمفاهيم، وابتعد كتاب نصوصها عن التجديد والتحديث، وربما البعض الآخر بات لا يغامر بتحويل أي نص روائي إلى مسرحية. خصوصاً أن كوميديا المواقف أو ما يعرف بستاند كوميدي بات ينتشر بشكل أوسع حتى عبر القنوات الخاصة من اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى. فما الأثر الذي تركته التيارات المسرحية المغادرة على واقع المسرح المعاصر؟ وهل من تجديد في الرؤية المسرحية المعاصرة؟
إن التيارات القديمة المغادرة لهذا العصر ما زالت موجودة بالقيم التي زرعتها في نفوس عشاقها؛ وقد أصبحت في الذاكرة من حيث المثل والقيم، ولكن لا يمكن تجسيدها بالواقع الكلاسيكي الذي نشأت منه على خشبة مسرحية معاصرة ما زالت تحتاج لدراسات للانطلاق بها نحو العولمة الجديدة أو المسرح الثلاثي الأبعاد، والمدرك لحاجات الجمهور في العصر الحديث، وربما ستانداب كوميدي لو تمت دراسته بأسلوب مختلف ليكون ضمن لغة مسرحية مدروسة تتأجج بالمنطق والأدب والفن بعيداً عن إسفافات البعض -ولا أعمم هنا- لكانت هي التعبير الصادق عن هموم المجتمعات، ولكن ضمن القدوة والمثل والقيم التي يجب التمسك فيها. لتكون نقطة محاكاة معاصرة يمكن الاعتماد عليها في التوجيه، وبخاصة أن بعض النصوص الميلودرامية استطاعت أن تنال من إعجاب الحضور المسرحي، وبالتالي لم يفقد المسرح المعاصر جمهوره بالكامل، وإنما بات يفتقد للتيارات المسرحية التي نشأ منها وعرفناه بها أو إعادة تحديث هويته الأدبية
الغنية فنياً بمقومات العصر، وهو ما يحتاجه المسرح في العالم بشكل عام وليس فقط المسرح العربي.
لفهم واقع المسرح المعاصر لا بد من إزالة الفوضى الراسخة في المفاهيم المسرحية الحديثة التي خرجت عن التيارات القديمة، ولم تجد التيار الجديد الذي يؤسس لعصر أكثر واقعية والتصاقاً بالتطور السريع الذي تشهده المرافق الفنية والأدبية جميعها، بالإضافة إلى تفاقم أزمة النص المسرحي وحدوده التي باتت عالقة بين الرواية والسينما والرقص والفنون الأخرى، واللغات المفصلية المعولمة، حيث بات المتفرج عبر العالم قادراً على الوصول إلى الدراما بكافة أشكالها، إلا المسرح الذي يقوم أساساً على التفاعل المباشر مع الجمهور الذي ينتظر المسرح الحديث ببناء دقيق لا ينفصل عن الأصول القديمة الكلاسيكية ولا يسترجعها، إلا بما يؤمن له التطور الفني الذي يساعده بالازدهار في عصره هذا، حيث الوحدة المسرحية المحاكية لكافة العناصر الفنية.
المجلة العربية