ان الخلل الاعظم الذي ينطوي عليه التلقي (الشعبي) للعمل الفني يكمن في افتقاره التمييز بين العلامة التشكيلية والعلامة الايقونية، فدراسة (العلامة التشكيلية) يجب ان تدرس بوصفها علامة تامة غير مرهونة بالمشابهة؛ فاللون الأحمر ليس مثيراً لأنّه شبيه بالدم المُراق وحسب، بل لارتباطه بخصائص رمزية او شكلية او غيرهما، بمعنى آخر ، قد يتكوّن الدال الإيقوني والدال التشكيلي من مادة واحدة، ولكن مدلولهما يختلف نتيجة اختلاف شكلهما، وعلى هذا الأساس ينبني تصور المتلقي وإدراكه. ان رسم دائرة حمراء مثلاً يُمكن أن يُدرَك من الزاوية الإيقونية التشبيهية بوصفه كرَةً أو شمساً غاربة، ومن الزاوية التشكيلية المكتبية بذاتها، بوصفه رمزاً أو تجسيدا لـ(فكرة) الدائرية أو لفكرة الحرارة والوهج وبالتالي (يهتمّ التشكيلي بالدائرة في ذاتها، ويهتم الإيقوني بما تمثله الدائرة أو تُشبهه).
العلامة التشكيلية) يجب ان تدرس بوصفها علامة تامة غير مرهونة بالمشابهة؛
تقليص