مؤيد نعمة.. هُزأةٌ معبأةٌ بالاحتراق
بخطوط مُتكسِّرة تنزُّ جُرأة، يمدُّ مؤيد نعمة بساطَ تأملاتِه لشخوص ترتسم ملامحهم في ذهنه، فيؤسس آفاق علاقاتهم، تارة بإلتقاط ما يراه مُعْتَمِلاً في دواخلِهم، وأخرى بتدوين ما يطفح من صِلاتٍ في مُحيطهم المُؤطَّر بالمشهد الكاريكاتيري.. وفي كلتا الحالتين، كان ينفّذ لوحاته وهو يزمُّ شَفتيه بابتسامة خفية لطالما كانت تدلُّ على قناعته بإلتقاط الجوهر الحركي المطلوب، أو هكذا كنتُ اتحسّسُها.
على مستويين متوازيين من الإنجار الفني اشتغل عليهما، سواءٌ في محاكاة ملامح الشخصيات التي يتصدى لرسمها كـ"بورتريهات" منفردة، أو في سياق وضع "علاقاتي" لربط شخصين أو مجموعة أشخاص في مشهد ما، يقتفي مؤيد نعمة آثار البناء الأكاديمي، رسما أو نحتاً - بعض البورتريهات المنفذة بالطين المفخور "Terracotta"- في توزيع عناصر عمله الفني، بالاشتغال على الخطوط والكتل في أغلب الأحيان، واستبعاد الألوان، فيصبح التأكيد مُرتهَنا بتضخيم ما يُميّز ملامحَ الشخصية بشكلٍ لا يلغي ارتكازَها الداخلي، وما تتركه في ذهن المتلقي من انطباع عن دواخلها.
على مدار أكثر من ثلاثين عاما، ضخ مؤيد نعمة رؤيته الفنية ووعيه عبر آلاف المشاهد الكاريكاتيرية التي تعكس واقعاً تُغلّفه مَرارةُ الموقف المُتعارض، وما ينطوي عليه من مفارقة، حين يتحوّل الاعتراض على نسق "اجتماعي" إلى هُزأةٍ تُهوّن حِدةَ الاحتراق وتشظياته، فيما يَصلُ الأمرُ أحيانا إلى حد التحريض ضد موقف "سياسي" من خلال التهكّم المدروس لاستكشاف مَكمن الخلل في طبيعة العلاقة غير المتوازنة بين السياسيين وعامة الناس.
في عملية التنفيذ، يؤكد مؤيد نعمة على استخدام خطوط حادة لرسم شخصيات رسومه ومنحوتاته وأعماله الكاريكاتيرية التي لا يتضمن أغلبها تعليقات تشرح خلفيات الموقف أو الحدث، تاركاً لحركة الخطوط التعبير عن المخفي من عبارات ينبغي كتابتها، وهو ما يميز هذا الفنان الذي يستحق مكانة عالمية تليق بإبداعه.. فلو لم يكن مؤيد نعمة عراقياً، لملأت أعماله الآفاق، ولاحتفت به أكبر الصحف والمجلات، واقتنت قاعات العرض والمتاحف منجزاته.
في ذكرى رحيله، قد يكون من الواجب أن نؤسس في مخيلتنا متحفا لمؤيد نعمة تُزيّنه إبداعاتُه المخزونة في أذهاننا، ونتركه يعبث بعلاقاتنا التي نحيا من دون حساب.. فلترقد روحك بسلام أيها المفتون بالبسمة.
بخطوط مُتكسِّرة تنزُّ جُرأة، يمدُّ مؤيد نعمة بساطَ تأملاتِه لشخوص ترتسم ملامحهم في ذهنه، فيؤسس آفاق علاقاتهم، تارة بإلتقاط ما يراه مُعْتَمِلاً في دواخلِهم، وأخرى بتدوين ما يطفح من صِلاتٍ في مُحيطهم المُؤطَّر بالمشهد الكاريكاتيري.. وفي كلتا الحالتين، كان ينفّذ لوحاته وهو يزمُّ شَفتيه بابتسامة خفية لطالما كانت تدلُّ على قناعته بإلتقاط الجوهر الحركي المطلوب، أو هكذا كنتُ اتحسّسُها.
على مستويين متوازيين من الإنجار الفني اشتغل عليهما، سواءٌ في محاكاة ملامح الشخصيات التي يتصدى لرسمها كـ"بورتريهات" منفردة، أو في سياق وضع "علاقاتي" لربط شخصين أو مجموعة أشخاص في مشهد ما، يقتفي مؤيد نعمة آثار البناء الأكاديمي، رسما أو نحتاً - بعض البورتريهات المنفذة بالطين المفخور "Terracotta"- في توزيع عناصر عمله الفني، بالاشتغال على الخطوط والكتل في أغلب الأحيان، واستبعاد الألوان، فيصبح التأكيد مُرتهَنا بتضخيم ما يُميّز ملامحَ الشخصية بشكلٍ لا يلغي ارتكازَها الداخلي، وما تتركه في ذهن المتلقي من انطباع عن دواخلها.
على مدار أكثر من ثلاثين عاما، ضخ مؤيد نعمة رؤيته الفنية ووعيه عبر آلاف المشاهد الكاريكاتيرية التي تعكس واقعاً تُغلّفه مَرارةُ الموقف المُتعارض، وما ينطوي عليه من مفارقة، حين يتحوّل الاعتراض على نسق "اجتماعي" إلى هُزأةٍ تُهوّن حِدةَ الاحتراق وتشظياته، فيما يَصلُ الأمرُ أحيانا إلى حد التحريض ضد موقف "سياسي" من خلال التهكّم المدروس لاستكشاف مَكمن الخلل في طبيعة العلاقة غير المتوازنة بين السياسيين وعامة الناس.
في عملية التنفيذ، يؤكد مؤيد نعمة على استخدام خطوط حادة لرسم شخصيات رسومه ومنحوتاته وأعماله الكاريكاتيرية التي لا يتضمن أغلبها تعليقات تشرح خلفيات الموقف أو الحدث، تاركاً لحركة الخطوط التعبير عن المخفي من عبارات ينبغي كتابتها، وهو ما يميز هذا الفنان الذي يستحق مكانة عالمية تليق بإبداعه.. فلو لم يكن مؤيد نعمة عراقياً، لملأت أعماله الآفاق، ولاحتفت به أكبر الصحف والمجلات، واقتنت قاعات العرض والمتاحف منجزاته.
في ذكرى رحيله، قد يكون من الواجب أن نؤسس في مخيلتنا متحفا لمؤيد نعمة تُزيّنه إبداعاتُه المخزونة في أذهاننا، ونتركه يعبث بعلاقاتنا التي نحيا من دون حساب.. فلترقد روحك بسلام أيها المفتون بالبسمة.