دنقل (امل)
Dunqul (Amal-) - Dunqul (Amal-)
دنقل (أمل -)
(1940-1983م)
ولد أمل دنقل في قرية القلعة في محافظة قنا في صعيد مصر، وكان والده معلماً للغة العربية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا، التحق بكلية الآداب، قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، لكنه اضطر إلى قطع دراسته ليعمل في مصلحة الجمارك في الإسكندرية، ثم استقال من عمله وعاد إلى القاهرة ليعمل في منظمة تضامن الشعوب الآسيوية - الإفريقية.
نشر دنقل «أغنية الكعكة الحجرية» في عام 1975، وهي قصيدة تحريضية صاحبت إضرابات الطلبة في مصر، فصودرت مجلة «السنبلة» التي نشرتها، وفي العام نفسه حجب المجلس الأعلى للفنون والآداب جائزة الشعر التي كان أمل دنقل المرشح الأول لها، فكتب الناقد لويس عوض احتجاجاً صارخاً على هذا الموقف، نشره في جريدة الأهرام بتاريخ 7/7/1972.
وفي عام 1979 تزوج أمل دنقل الكاتبة والناقدة عبلة الرويني، وبعد تسعة شهور من الزواج ظهرت عليه أعراض مرض السرطان وأجريت له عدة عمليات جراحية، وأقام مدداً متقطعة في مشفى الأورام في القاهرة، ولكنه لم ينقطع عن المشاركة في المهرجانات الشعرية والثقافية في مصر وخارجها. وفي عام 1982 صورت المخرجة السينمائية عطيات الأبنودي لقاء مطولاً معه في شريط تسجيلي بعنوان «أحاديث غرفة».
ينتمي أمل دنقل إلى الجيل الثاني في حركة الشعر الحديث في مصر، وتمتد تجربته الشعرية على مسافة زمنية قصيرة نسبياً، منذ أوائل الستينيات إلى أوائل الثمانينيات في القرن العشرين، وتحمل هذه التجربة خصوصية واضحة في الأفكار والصور والأسلوب الذي يتميز بغنائية عالية، بعيداً عن الغموض الذي رافق أكثر التجارب الأخرى من شعراء جيله. وانصبت اهتمامات أمل دنقل على الهموم الاجتماعية والوطنية والإنسانية الساخنة التي عاشها، والتحولات الكبرى في مصر والوطن العربي، وهو ينطلق عموماً من موقف فكري وسياسي نقدي رافض لمجريات الأحداث والوقائع. وكان هذا التوجه واضحاً منذ أن نشر قصيدة «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» (1967)، إذ أراد من استخدام اسم زرقاء اليمامة التأكيد على أهمية الرؤية البعيدة التي تتجاوز إحباطات الحاضر، وتتجه إلى استكشاف المستقبل، بعد تحليل الواقع الراهن.
يرى دنقل أن الحداثة ليست الشكل، وإنما هي الرؤية التي تنطوي عليها القصيدة، كما يرى أن الحداثة تقوم على جناحين هما المعاصرة والأصالة، وتمتد الأصالة عنده بجذورها إلى التراث العربي والشعبي بكل ما فيهما من الأساطير والحكايات والملاحم والسير الشعبية التي ضاعت أسماء مؤلفيها مع الزمن. واستخدم دنقل رموزاً خاصة ومحددة في شعره وفي عنوانات قصائده مثل «زرقاء اليمامة» و«سبارتاكوس» و«الخيول» و«القطارات» وهي تحمل معها دعوة واضحة إلى رؤية المستقبل والتحرر والانطلاق.
في الذكرى العشرين لرحيل دنقل نظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر «مؤتمر أمل دنقل: الإنجاز والقيمة» الذي انعقد في القاهرة في 18/5/2003 مدة أربعة أيام وشارك فيه عدد كبير من الكتاب والنقاد والشعراء العرب، وصدرت في هذه المناسبة دراسات وكتب جديدة عن حياته وأعماله، إضافة إلى الدراسات والكتب التي صدرت بعد وفاته، ومن أهمها كتاب «الجنوبي» للكاتبة عبلة الرويني التي استعارت عنوان الكتاب من إحدى قصائد الشاعر.
وكانت المجموعات الشعرية الكاملة للشاعر قد صدرت في بيروت بعد وفاته، وأعيد طبعها في القاهرة بمناسبة «مؤتمر أمل دنقل». وهذه المجموعات هي: «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» (1969)، و«تعليق على ما حدث» (1971)، و«مقتل القمر» (1974)، و«العهد الآتي» (1975)، و«أقوال جديدة عن حرب البسوس» (1983)، و«أوراق الغرفة الثامنة» (1983).
والمجموعة الأخيرة صدرت بعد وفاته، وهي تضم القصائد التي كتبها في المشفى، على مدى عامين.
بندر عبد الحميد المحمد
ـ سيد البحراوي، البحث عن لؤلؤة المستحيل (القاهرة 1989).
ـ عبلة الرويني، أمل دنقل الجنوبي (القاهرة 1985).
Dunqul (Amal-) - Dunqul (Amal-)
دنقل (أمل -)
(1940-1983م)
ولد أمل دنقل في قرية القلعة في محافظة قنا في صعيد مصر، وكان والده معلماً للغة العربية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا، التحق بكلية الآداب، قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، لكنه اضطر إلى قطع دراسته ليعمل في مصلحة الجمارك في الإسكندرية، ثم استقال من عمله وعاد إلى القاهرة ليعمل في منظمة تضامن الشعوب الآسيوية - الإفريقية.
نشر دنقل «أغنية الكعكة الحجرية» في عام 1975، وهي قصيدة تحريضية صاحبت إضرابات الطلبة في مصر، فصودرت مجلة «السنبلة» التي نشرتها، وفي العام نفسه حجب المجلس الأعلى للفنون والآداب جائزة الشعر التي كان أمل دنقل المرشح الأول لها، فكتب الناقد لويس عوض احتجاجاً صارخاً على هذا الموقف، نشره في جريدة الأهرام بتاريخ 7/7/1972.
وفي عام 1979 تزوج أمل دنقل الكاتبة والناقدة عبلة الرويني، وبعد تسعة شهور من الزواج ظهرت عليه أعراض مرض السرطان وأجريت له عدة عمليات جراحية، وأقام مدداً متقطعة في مشفى الأورام في القاهرة، ولكنه لم ينقطع عن المشاركة في المهرجانات الشعرية والثقافية في مصر وخارجها. وفي عام 1982 صورت المخرجة السينمائية عطيات الأبنودي لقاء مطولاً معه في شريط تسجيلي بعنوان «أحاديث غرفة».
ينتمي أمل دنقل إلى الجيل الثاني في حركة الشعر الحديث في مصر، وتمتد تجربته الشعرية على مسافة زمنية قصيرة نسبياً، منذ أوائل الستينيات إلى أوائل الثمانينيات في القرن العشرين، وتحمل هذه التجربة خصوصية واضحة في الأفكار والصور والأسلوب الذي يتميز بغنائية عالية، بعيداً عن الغموض الذي رافق أكثر التجارب الأخرى من شعراء جيله. وانصبت اهتمامات أمل دنقل على الهموم الاجتماعية والوطنية والإنسانية الساخنة التي عاشها، والتحولات الكبرى في مصر والوطن العربي، وهو ينطلق عموماً من موقف فكري وسياسي نقدي رافض لمجريات الأحداث والوقائع. وكان هذا التوجه واضحاً منذ أن نشر قصيدة «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» (1967)، إذ أراد من استخدام اسم زرقاء اليمامة التأكيد على أهمية الرؤية البعيدة التي تتجاوز إحباطات الحاضر، وتتجه إلى استكشاف المستقبل، بعد تحليل الواقع الراهن.
يرى دنقل أن الحداثة ليست الشكل، وإنما هي الرؤية التي تنطوي عليها القصيدة، كما يرى أن الحداثة تقوم على جناحين هما المعاصرة والأصالة، وتمتد الأصالة عنده بجذورها إلى التراث العربي والشعبي بكل ما فيهما من الأساطير والحكايات والملاحم والسير الشعبية التي ضاعت أسماء مؤلفيها مع الزمن. واستخدم دنقل رموزاً خاصة ومحددة في شعره وفي عنوانات قصائده مثل «زرقاء اليمامة» و«سبارتاكوس» و«الخيول» و«القطارات» وهي تحمل معها دعوة واضحة إلى رؤية المستقبل والتحرر والانطلاق.
في الذكرى العشرين لرحيل دنقل نظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر «مؤتمر أمل دنقل: الإنجاز والقيمة» الذي انعقد في القاهرة في 18/5/2003 مدة أربعة أيام وشارك فيه عدد كبير من الكتاب والنقاد والشعراء العرب، وصدرت في هذه المناسبة دراسات وكتب جديدة عن حياته وأعماله، إضافة إلى الدراسات والكتب التي صدرت بعد وفاته، ومن أهمها كتاب «الجنوبي» للكاتبة عبلة الرويني التي استعارت عنوان الكتاب من إحدى قصائد الشاعر.
وكانت المجموعات الشعرية الكاملة للشاعر قد صدرت في بيروت بعد وفاته، وأعيد طبعها في القاهرة بمناسبة «مؤتمر أمل دنقل». وهذه المجموعات هي: «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» (1969)، و«تعليق على ما حدث» (1971)، و«مقتل القمر» (1974)، و«العهد الآتي» (1975)، و«أقوال جديدة عن حرب البسوس» (1983)، و«أوراق الغرفة الثامنة» (1983).
والمجموعة الأخيرة صدرت بعد وفاته، وهي تضم القصائد التي كتبها في المشفى، على مدى عامين.
بندر عبد الحميد المحمد
مراجع للاستزادة: |
ـ عبلة الرويني، أمل دنقل الجنوبي (القاهرة 1985).