الملامسة الحنونة للطفل - التعبير عن المحبة .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
الملامسة الحنونة للطفل
الطريقة الأخيرة للتعبير عن حبنا لأطفالنا هي في حضنهم وملامستهم بشكل يشعرهم بأنهم غالون علينا، وأنهم جزء منا وهناك عدد كبير من الأبحاث التي تناولت أهمية عناقنا لأطفالنا وملامستهم ملامسة ذات معنى. واستناداً إلى بعض الأبحاث ، يُعد الجلد أكبر عضو من أعضاء الجسم، وهو يتضمن تركيباً خاصاً يتطلب الملامسة. ويرى علماء الفيزيولوجيا بأن الجلد يحتوي على نهايات عصبية ترتبط ارتباطاً مباشراً مع بعض الغدد الموجودة في الدماغ. وهذه الغدد تنظم عملية النمو ووظائف أخرى هامة في الجسم. وقد برهنت الأبحاث على أن الأطفال الذين لا يتلقون ما يحتاجون إليه من عناق وتلامس مع آبائهم وأمهاتهم قد تعاق عملية نموهم إلى حد ما. وفي جامعة (Minnesota) يوجد برنامج خاص يدعى (برنامج العلاج بالعناق) حيث تقوم بعض الممرضات والمقيمات بلمس وعناق بعض الأطفال المهملين أو الذين : هجرهم آباؤهم وإخبار هؤلاء الأطفال بأنهم رائعون وجميلون، وأن قيمتهم سامية. وقد وجد الباحثون بأن هؤلاء الأطفال يعوضون مافاتهم من النمو، ويلحقون بأقرانهم من حيث البناء الجسدي والنفسي.
وبالإضافة إلى دوره الهام في نمو الأطفال وصحتهم الجسدية، أن العناق أو التلامس المدروس للأطفال سيشعرهم بأنهم هامون لنا ولديهم قيمة كبيرة. عندما أضع يدي بلطف على كتف ابني أو ابنتي فأنا أريد أن أوصل لكل منهما بأنني أحبه وأنه هام في نظري وغال علي وأريد أن . أمضي بعض الوقت معه. على العكس من ذلك تماماً، فإن ضرب الطفل باليد أو بأي أداة أخرى أو دفعه بعيداً بعنف سيشعره بأنه مرفوض ولا قيمة له. ويجب أن تكون ملامستنا لأطفالنا مدروسة وذات معنى، وأن يرتاح لها الطفل وذلك لكي تكون هذه الملامسة فعالة وذات نتائج إيجابية.
ومن الأهمية بأن تتذكر بأن التلامس مع الأطفال شارع باتجاهين، أي أن الطفل ليس وحده الذي بحاجة إلى لمس من قبل والديه، بل يكون لديه الرغبة عادة في المس والديه والتقرب منهما . ومن الضروري إذا أن يعلم الأطفال بأن والديهم بحاجة أيضاً إلى لمسة حنان أو عناق بين الحين والآخر. قد لا نعتمد كآباء على المسات أطفالنا كما يعتمدون هم على لمساتنا، ولكن يجب أن يدركوا أنّنا، مثلهم، نحتاج ونتفاعل مع الاحتياجات الفيزيائية والعاطفية كما يحتاجونها هم ويتفاعلون معها. وأننا نقدر لهم تلقائيتهم في التجاوب مع عواطفنا تجاههم.
في أحد المرات كنا مجتمعين اجتماعنا الدوري التقليدي للأسرة ككل وطرح موضوع الملامسة، وفي أثناء المناقشة أشرنا إلى غريغ الذي كان في الخامسة عشرة من عمره بأن عليه أن يستجيب لنا عندما نرغب في عناقه . ونظر إلينا بخجل وسوّغ موقفه بالقول بأنه لم يكن يعتقد بأن تمنعه عن عناقنا يعني بأنه لم يعد يحبنا أو يحترمنا . وما لبث أن غير سلوكه تماماً في هذا الموضوع وأصبح أكثر استجابة لموضوع الملامسة والعناق لدرجة أننا بدأنا نشعر أن عناقه لنا من الشدة بمكان كما لو أنه يعيد ترتيب عظامنا من جديد.
هناك العديد من وضعيات التلامس تكون مناسبة للأطفال مثلاً حضنهم، وهم يجلسون فوق ركبنا ونحن نقرأ لهم . عناقهم العناق المعتاد عندما يعودون من المدرسة أو مجرد مسك أياديهم بحنان. في بعض الأحيان نجتمع كعائلة ونشبك أصابعنا الصغيرة مع بعضها البعض. ونعتقد بأن هذا سر من أسرار العائلة التي نحرص أن نمارسه وأن يظل معنا. نورما وأنا أمسكنا بأصابع بعضنا عندما أعلنا خطوبتنا لبعضنا البعض. وهذه المشابكة الأصبعية أصبحت رمزاً من رموز طقوسنا الخاصة كعائلة. ومن الواضح أنه مع تقدم أولادنا بالعمر بدأت هذا العادة تزول من بيتنا إذ أصبحنا نمارسها بشكل أندر مما كنا نفعل ذلك أيام كانوا صغاراً . أحد المشاكل التي كرستها ثقافة العصر الحالي بأنها تربط دائماً بين الملامسة وبعض الممارسات الجنسية. ولذلك يتجنب الكثير منا هذا النوع من التلامس خشية اتهامه بما لا يرغب فيه. وعلينا أن لا نبالغ في تحميل هذا النوع من التلامس البريء الهادف أية معان أخرى.
تعطي الملامسة المدروسة والمبررة شعوراً عظيماً بالأمان، وتضفي على لحظات الحياة معنى خاصاً. في أوقات العطل أدخل إلى غرفة أولادي. وأضع يدي قريباً من رؤوسهم فيلقون برؤوسهم، على ذارعي، وفي أوقات أخرى قد أضع يدي على كتف أحدهم بينما أحادثه في موضوع ما ويمكنك أن تختار الطريقة التي تعجبك للتقرب من طفلك بالملامسة شريطة أن تتأكد من أن طريقتك تترك أثراً إيجابياً على نفسية طفلك.
عندما كان غريغ في الخامسة من عمره ، كان معي في السيارة على أحد طرق شيكاغو، وفجأة أخبرني بأنه إذا حدث لنا حادث بالسيارة ومت أنا على أثره، فسيكون ذلك مروعاً له ، ولن يستطيع تحمله. ومن الطبيعي أنني قد وافقته على قوله وتابعت: إذا حدث ذلك فسأفتقدك كثيراً)). نظر غريغ إلي وقال لي كلاماً لا يزال يذوبني إلى الآن كلما تذكرته . قال : ((أتعرف يا أبي؟ إذا من أريد فعلاً أن أموت معك وأريدهم أن يضعونا معاً في كفن واحد، وأريد أن أضع رأسي على ذراعك)). إن هذه الحادثة، على فجائعيتها تظهر بوضوح مدى تأثير التقارب والتلامس بين الأب وابنه على روح الطفل وتفكيره.
لم أكن دائماً شخصاً مولعاً باللمس. ولم آت من بيت يحب هذه العادة. فلا أذكر أنني رأيت والدي يتلامسان. ولم أكن أشعر بالارتياح عندما يزورنا بعض الأقرباء الذين يحبون العناق والتلامس مع الأطفال. وقد أخبرت نورما قبيل زواجنا : ((لا تتوقعي مني أن أكون واحداً من هؤلاء الأزواج أو الأباء المولعين بالعناق، فأنا ببساطة لم أتعود ذلك، ولكنني مع الأيام، تعلمت كيف أفعل ذلك، وأستمتع به.
لقد ثبت أن الملامسة المدروسة والمؤقتة توقيتاً مناسباً ذات فائدة كبيرة على الصحة النفسية للأطفال ذلك لأنها تشعرهم بقيمة ذواتهم وتبنيهم بناء عاطفياً وعقلياً متيناً، كما أنها تؤمن لهم حاجاتهم الفيزيائية المباشرة للتواصل مع الآخرين. ولكي تكون الملامسة مفيدة وذات معنى ، أقترح أن يقوم الآباء بلمس أطفالهم بما لا يقل عن 8-12 مرة في اليوم الواحد ، وذلك لمساً مدروساً غير مبتذل ولا مفتعل بحيث يحقق دفقاً عاطفياً لكلا الأب والطفل على حد سواء. إن أهمية التعبير عن المحبة بين أفراد الأسرة ككل عظيمة جداً، ومن الأهمية بمكان أيضاً أن يكون هذا التعبير صادقاً وحميماً ، ويصدر عن توجهات لا يطولها الإسفاف أو الافتعال. كما أن الطريقة التي يتم التعبير عن هذه المحبة بها تُعد هامة أيضاً. ولقد ناقشنا في هذا الفصل طرقاً عدة للتعبير عن حبنا لأطفالنا ولأفراد أسرتنا ككل.
وفي الفصل القادم سنناقش العامل الثاني المهم في تربية أطفالنا، ألا وهو تطوير قواعد صارمة وحدود ينبغي أن نعلم أطفالنا عدم تجاوزها . وبدون الموازنة الدقيقة بين الحب ووجود الحدود الممنوعة سينمو أطفالنا مستلبين مسروقة منهم نعمة الإله الكبرى التي يرغب عز وجل أن تكون فيهم .
الملامسة الحنونة للطفل
الطريقة الأخيرة للتعبير عن حبنا لأطفالنا هي في حضنهم وملامستهم بشكل يشعرهم بأنهم غالون علينا، وأنهم جزء منا وهناك عدد كبير من الأبحاث التي تناولت أهمية عناقنا لأطفالنا وملامستهم ملامسة ذات معنى. واستناداً إلى بعض الأبحاث ، يُعد الجلد أكبر عضو من أعضاء الجسم، وهو يتضمن تركيباً خاصاً يتطلب الملامسة. ويرى علماء الفيزيولوجيا بأن الجلد يحتوي على نهايات عصبية ترتبط ارتباطاً مباشراً مع بعض الغدد الموجودة في الدماغ. وهذه الغدد تنظم عملية النمو ووظائف أخرى هامة في الجسم. وقد برهنت الأبحاث على أن الأطفال الذين لا يتلقون ما يحتاجون إليه من عناق وتلامس مع آبائهم وأمهاتهم قد تعاق عملية نموهم إلى حد ما. وفي جامعة (Minnesota) يوجد برنامج خاص يدعى (برنامج العلاج بالعناق) حيث تقوم بعض الممرضات والمقيمات بلمس وعناق بعض الأطفال المهملين أو الذين : هجرهم آباؤهم وإخبار هؤلاء الأطفال بأنهم رائعون وجميلون، وأن قيمتهم سامية. وقد وجد الباحثون بأن هؤلاء الأطفال يعوضون مافاتهم من النمو، ويلحقون بأقرانهم من حيث البناء الجسدي والنفسي.
وبالإضافة إلى دوره الهام في نمو الأطفال وصحتهم الجسدية، أن العناق أو التلامس المدروس للأطفال سيشعرهم بأنهم هامون لنا ولديهم قيمة كبيرة. عندما أضع يدي بلطف على كتف ابني أو ابنتي فأنا أريد أن أوصل لكل منهما بأنني أحبه وأنه هام في نظري وغال علي وأريد أن . أمضي بعض الوقت معه. على العكس من ذلك تماماً، فإن ضرب الطفل باليد أو بأي أداة أخرى أو دفعه بعيداً بعنف سيشعره بأنه مرفوض ولا قيمة له. ويجب أن تكون ملامستنا لأطفالنا مدروسة وذات معنى، وأن يرتاح لها الطفل وذلك لكي تكون هذه الملامسة فعالة وذات نتائج إيجابية.
ومن الأهمية بأن تتذكر بأن التلامس مع الأطفال شارع باتجاهين، أي أن الطفل ليس وحده الذي بحاجة إلى لمس من قبل والديه، بل يكون لديه الرغبة عادة في المس والديه والتقرب منهما . ومن الضروري إذا أن يعلم الأطفال بأن والديهم بحاجة أيضاً إلى لمسة حنان أو عناق بين الحين والآخر. قد لا نعتمد كآباء على المسات أطفالنا كما يعتمدون هم على لمساتنا، ولكن يجب أن يدركوا أنّنا، مثلهم، نحتاج ونتفاعل مع الاحتياجات الفيزيائية والعاطفية كما يحتاجونها هم ويتفاعلون معها. وأننا نقدر لهم تلقائيتهم في التجاوب مع عواطفنا تجاههم.
في أحد المرات كنا مجتمعين اجتماعنا الدوري التقليدي للأسرة ككل وطرح موضوع الملامسة، وفي أثناء المناقشة أشرنا إلى غريغ الذي كان في الخامسة عشرة من عمره بأن عليه أن يستجيب لنا عندما نرغب في عناقه . ونظر إلينا بخجل وسوّغ موقفه بالقول بأنه لم يكن يعتقد بأن تمنعه عن عناقنا يعني بأنه لم يعد يحبنا أو يحترمنا . وما لبث أن غير سلوكه تماماً في هذا الموضوع وأصبح أكثر استجابة لموضوع الملامسة والعناق لدرجة أننا بدأنا نشعر أن عناقه لنا من الشدة بمكان كما لو أنه يعيد ترتيب عظامنا من جديد.
هناك العديد من وضعيات التلامس تكون مناسبة للأطفال مثلاً حضنهم، وهم يجلسون فوق ركبنا ونحن نقرأ لهم . عناقهم العناق المعتاد عندما يعودون من المدرسة أو مجرد مسك أياديهم بحنان. في بعض الأحيان نجتمع كعائلة ونشبك أصابعنا الصغيرة مع بعضها البعض. ونعتقد بأن هذا سر من أسرار العائلة التي نحرص أن نمارسه وأن يظل معنا. نورما وأنا أمسكنا بأصابع بعضنا عندما أعلنا خطوبتنا لبعضنا البعض. وهذه المشابكة الأصبعية أصبحت رمزاً من رموز طقوسنا الخاصة كعائلة. ومن الواضح أنه مع تقدم أولادنا بالعمر بدأت هذا العادة تزول من بيتنا إذ أصبحنا نمارسها بشكل أندر مما كنا نفعل ذلك أيام كانوا صغاراً . أحد المشاكل التي كرستها ثقافة العصر الحالي بأنها تربط دائماً بين الملامسة وبعض الممارسات الجنسية. ولذلك يتجنب الكثير منا هذا النوع من التلامس خشية اتهامه بما لا يرغب فيه. وعلينا أن لا نبالغ في تحميل هذا النوع من التلامس البريء الهادف أية معان أخرى.
تعطي الملامسة المدروسة والمبررة شعوراً عظيماً بالأمان، وتضفي على لحظات الحياة معنى خاصاً. في أوقات العطل أدخل إلى غرفة أولادي. وأضع يدي قريباً من رؤوسهم فيلقون برؤوسهم، على ذارعي، وفي أوقات أخرى قد أضع يدي على كتف أحدهم بينما أحادثه في موضوع ما ويمكنك أن تختار الطريقة التي تعجبك للتقرب من طفلك بالملامسة شريطة أن تتأكد من أن طريقتك تترك أثراً إيجابياً على نفسية طفلك.
عندما كان غريغ في الخامسة من عمره ، كان معي في السيارة على أحد طرق شيكاغو، وفجأة أخبرني بأنه إذا حدث لنا حادث بالسيارة ومت أنا على أثره، فسيكون ذلك مروعاً له ، ولن يستطيع تحمله. ومن الطبيعي أنني قد وافقته على قوله وتابعت: إذا حدث ذلك فسأفتقدك كثيراً)). نظر غريغ إلي وقال لي كلاماً لا يزال يذوبني إلى الآن كلما تذكرته . قال : ((أتعرف يا أبي؟ إذا من أريد فعلاً أن أموت معك وأريدهم أن يضعونا معاً في كفن واحد، وأريد أن أضع رأسي على ذراعك)). إن هذه الحادثة، على فجائعيتها تظهر بوضوح مدى تأثير التقارب والتلامس بين الأب وابنه على روح الطفل وتفكيره.
لم أكن دائماً شخصاً مولعاً باللمس. ولم آت من بيت يحب هذه العادة. فلا أذكر أنني رأيت والدي يتلامسان. ولم أكن أشعر بالارتياح عندما يزورنا بعض الأقرباء الذين يحبون العناق والتلامس مع الأطفال. وقد أخبرت نورما قبيل زواجنا : ((لا تتوقعي مني أن أكون واحداً من هؤلاء الأزواج أو الأباء المولعين بالعناق، فأنا ببساطة لم أتعود ذلك، ولكنني مع الأيام، تعلمت كيف أفعل ذلك، وأستمتع به.
لقد ثبت أن الملامسة المدروسة والمؤقتة توقيتاً مناسباً ذات فائدة كبيرة على الصحة النفسية للأطفال ذلك لأنها تشعرهم بقيمة ذواتهم وتبنيهم بناء عاطفياً وعقلياً متيناً، كما أنها تؤمن لهم حاجاتهم الفيزيائية المباشرة للتواصل مع الآخرين. ولكي تكون الملامسة مفيدة وذات معنى ، أقترح أن يقوم الآباء بلمس أطفالهم بما لا يقل عن 8-12 مرة في اليوم الواحد ، وذلك لمساً مدروساً غير مبتذل ولا مفتعل بحيث يحقق دفقاً عاطفياً لكلا الأب والطفل على حد سواء. إن أهمية التعبير عن المحبة بين أفراد الأسرة ككل عظيمة جداً، ومن الأهمية بمكان أيضاً أن يكون هذا التعبير صادقاً وحميماً ، ويصدر عن توجهات لا يطولها الإسفاف أو الافتعال. كما أن الطريقة التي يتم التعبير عن هذه المحبة بها تُعد هامة أيضاً. ولقد ناقشنا في هذا الفصل طرقاً عدة للتعبير عن حبنا لأطفالنا ولأفراد أسرتنا ككل.
وفي الفصل القادم سنناقش العامل الثاني المهم في تربية أطفالنا، ألا وهو تطوير قواعد صارمة وحدود ينبغي أن نعلم أطفالنا عدم تجاوزها . وبدون الموازنة الدقيقة بين الحب ووجود الحدود الممنوعة سينمو أطفالنا مستلبين مسروقة منهم نعمة الإله الكبرى التي يرغب عز وجل أن تكون فيهم .
تعليق