التفرغ للأطفال - التعبير عن المحبة
.. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
التفرغ للأطفال
بالإضافة إلى الالتزام غير المشروط ، والاجتماعات المبرمجة مع الأطفال يجب أن نشعر أطفالنا بأننا متفرغون لهم سواء في أثناء الاجتماعات المبرمجة أو خارجها . ففي بعض الأحيان عندما أكون مستمتعاً بقراءة الجريدة ، أو أشاهد برنامجي المفضل على التلفزيون، أو عندما أكون على وشك الخروج من باب البيت لاجتماع هام، قد يهرع إلي طفل من أطفالي قائلاً : (( أبي الديك دقيقة من الوقت ؟ لدي مسألة في الهندسة وأريدك أن تساعدني فيها )) . وقد تتقدم كاري من أمها في المطبخ قائلة : ماذا أفعل يا أمي ليس لدي شيء مناسب ألبسه)). يجب أن نكون حذرين في مثل هذه الحالات فإذا قلنا مثلاً ليس الآن إني مشغول بأوهام ، قد يلاحظون طبيعة العمل الذي نحن منخرطون بعمله ثم يقارنون أهميتهم به. قد يكون من المستحسن مخاطبتهم على الشكل التالي: لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن للحديث في هذا الموضوع، ولكني سأعطيك انتباهي كله بعد ثلاثين دقيقة في وقت خاص بك لا ينازعك فيه أحد . وإذا كان ما نقوم به من الأعمال التي يمكن تأجيلها، من المفضل أن نترك هذا العمل ونتوجه بكليتنا إلى أطفالنا .
قد يمضي بعض الأطفال يوماً بكامله دون أن يطلبوا العون أو يسألوا أسئلة معينة، وقد أعجبني تفسير الدكتور (Campbell) لسلوك الأطفال في هذا الصدد، وذلك في كتابه ((كيف تحب ابنك المراهق)) حيث أشار إلى أن الطفل المراهق يضم بين جنباته ما يشبه الخزان الذي يفرغ بين الحين والآخر من الوقود العاطفي. وهنا قد يحتاج الأطفال لنا، ويأتون للحوار أو الأسئلة أو النصيحة. وهم في مثل هذه الحالات يحتاجون اليد الحنون التي تلمسهم لتطمئنهم والأذن الصاغية والعقل المفتوح للسماع لمشاكلهم وفهمها، ويحتاجون إلى متسع من الوقت ليشعروا بأننا ملتزمون بهم، وهم في رأس قائمة اهتماماتنا . وعندما تمتلئ خزاناتهم العاطفية يتركوننا حتى قبل أن نكون قد غطينا كل المسائل المطروحة بالنقاش والحل. يهزون رؤوسهم قائلين : حسن نراكم لاحقاً .. لقد ملؤوا بشكل آخر خزاناتهم بالوقود العاطفي اللازم. ولا غبار على هذا التصرف فجل ما نريده هو إشعار طفلنا بأنه ذو قيمة كبيرة في حياتنا، وأن وقتنا متاح له في معظم الأحيان، ولاسيما عندما يحتاج هذا الوقت. والتفرغ للأطفال لا يعني بأي حال من الأحوال أن ننصرف عن أعمالنا وأشغالنا وننتظر ريثما يأتون إلينا لنحل مشاكلهم. لكنه يعني أن نفاضل بين بعض هواياتنا وأعمالنا الأخرى الأقل أهمية وحياة أطفالنا . وعلينا أن نسأل أنفسهم ماهو الأهم في حياتنا؟ الخياطة وأعمال الإبرة، لعب الغولف مشاهدة التلفزيون، لعب الورق، أو مشاهدة مباريات كرة القدم، أو غير ذلك. ما عدد الآباء الذين يقولون بأن قراءة جريدة اليوم أهم من أطفالهم؟ ربما لا يوجد أحد يجرؤ أن يقول قولاً كهذا، ومع هذا فإن كثيراً من الآباء قد يغضب، وقد يثور إذا قاطعه طفله بسؤال ما أو الحاجة ما والجريدة بين يديه.
قد يكون من الطبيعي تماماً للرجل أن ينغمس في عمله بحب ورغبة ولكن ألا يجدر به أن يسأل نفسه لماذا يجد ويعمل ؟ أليس الهدف الأساسي لعمل معظمنا هو سعادة ورفاه عائلاتنا . وطالما أن الهدف الأساسي للعمل هو تأمين حاجات الأسرة، فعلى الأب منا أن لا يغالي في زيادة ساعات عمله الإضافية مبتعداً عن البيت محتجاً بأنه يريد أن
يطعم أفواه عائلته، ويلبسهم، أو يحضرهم للذهاب إلى أرقى الجامعات.
ولكن حاجة الأطفال لقضاء وقت مفيد مع أبيهم أحد أهم حاجاتهم الضرورية لبناء نفسية متوازنة. والأب الذي يغيب عن أطفاله كثيراً لعمل أو لغيره، قد لا يجد أطفالاً ذوي بنيات تؤهلهم لدخول الجامعة أو حتى مواجهة الحياة الصعبة.
ولأنني أنساق إلى عملي برغبة، وأستغرق فيه في كثير من الأحيان، فيسرقني الوقت، وأبرر لنفسي بأن هذا الوقت الذي أكون فيه بعيداً عن الأطفال إنما هو استثمار للأطفال أنفسهم. ويجب علي أن أقوم بين حين وآخر سلوكي مع الأطفال ومقدار الوقت الذي أجعل نفسي فيه متاحاً لهم وتحت تصرفهم . وغالباً ما أسأل زوجتي فيما إذا كنت أعطي من وقتي ما يكفي للأسرة والأولاد، وفي بعض الأحيان أسأل أطفالي أنفسهم السؤال نفسه الذي سألته لزوجتي، وأسمع بحرص واهتمام إلى ما يقولونه.
ولا يتوقع الأطفال من آبائهم أن يكفّوا عن أعمالهم، ويعزفوا عن أنشطتهم وهواياتهم ليتفرغوا تفرغاً مطلقاً لهم . ولكنهم يتطلعون، دون شك، لأن يدرك هؤلاء الآباء بأن الكثير من هذه الأنشطة والهوايات لا تساوي في قيمتها أو مردودها ذلك الوقت المفيد الذي يقضونه مع أطفالهم.
.. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
التفرغ للأطفال
بالإضافة إلى الالتزام غير المشروط ، والاجتماعات المبرمجة مع الأطفال يجب أن نشعر أطفالنا بأننا متفرغون لهم سواء في أثناء الاجتماعات المبرمجة أو خارجها . ففي بعض الأحيان عندما أكون مستمتعاً بقراءة الجريدة ، أو أشاهد برنامجي المفضل على التلفزيون، أو عندما أكون على وشك الخروج من باب البيت لاجتماع هام، قد يهرع إلي طفل من أطفالي قائلاً : (( أبي الديك دقيقة من الوقت ؟ لدي مسألة في الهندسة وأريدك أن تساعدني فيها )) . وقد تتقدم كاري من أمها في المطبخ قائلة : ماذا أفعل يا أمي ليس لدي شيء مناسب ألبسه)). يجب أن نكون حذرين في مثل هذه الحالات فإذا قلنا مثلاً ليس الآن إني مشغول بأوهام ، قد يلاحظون طبيعة العمل الذي نحن منخرطون بعمله ثم يقارنون أهميتهم به. قد يكون من المستحسن مخاطبتهم على الشكل التالي: لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن للحديث في هذا الموضوع، ولكني سأعطيك انتباهي كله بعد ثلاثين دقيقة في وقت خاص بك لا ينازعك فيه أحد . وإذا كان ما نقوم به من الأعمال التي يمكن تأجيلها، من المفضل أن نترك هذا العمل ونتوجه بكليتنا إلى أطفالنا .
قد يمضي بعض الأطفال يوماً بكامله دون أن يطلبوا العون أو يسألوا أسئلة معينة، وقد أعجبني تفسير الدكتور (Campbell) لسلوك الأطفال في هذا الصدد، وذلك في كتابه ((كيف تحب ابنك المراهق)) حيث أشار إلى أن الطفل المراهق يضم بين جنباته ما يشبه الخزان الذي يفرغ بين الحين والآخر من الوقود العاطفي. وهنا قد يحتاج الأطفال لنا، ويأتون للحوار أو الأسئلة أو النصيحة. وهم في مثل هذه الحالات يحتاجون اليد الحنون التي تلمسهم لتطمئنهم والأذن الصاغية والعقل المفتوح للسماع لمشاكلهم وفهمها، ويحتاجون إلى متسع من الوقت ليشعروا بأننا ملتزمون بهم، وهم في رأس قائمة اهتماماتنا . وعندما تمتلئ خزاناتهم العاطفية يتركوننا حتى قبل أن نكون قد غطينا كل المسائل المطروحة بالنقاش والحل. يهزون رؤوسهم قائلين : حسن نراكم لاحقاً .. لقد ملؤوا بشكل آخر خزاناتهم بالوقود العاطفي اللازم. ولا غبار على هذا التصرف فجل ما نريده هو إشعار طفلنا بأنه ذو قيمة كبيرة في حياتنا، وأن وقتنا متاح له في معظم الأحيان، ولاسيما عندما يحتاج هذا الوقت. والتفرغ للأطفال لا يعني بأي حال من الأحوال أن ننصرف عن أعمالنا وأشغالنا وننتظر ريثما يأتون إلينا لنحل مشاكلهم. لكنه يعني أن نفاضل بين بعض هواياتنا وأعمالنا الأخرى الأقل أهمية وحياة أطفالنا . وعلينا أن نسأل أنفسهم ماهو الأهم في حياتنا؟ الخياطة وأعمال الإبرة، لعب الغولف مشاهدة التلفزيون، لعب الورق، أو مشاهدة مباريات كرة القدم، أو غير ذلك. ما عدد الآباء الذين يقولون بأن قراءة جريدة اليوم أهم من أطفالهم؟ ربما لا يوجد أحد يجرؤ أن يقول قولاً كهذا، ومع هذا فإن كثيراً من الآباء قد يغضب، وقد يثور إذا قاطعه طفله بسؤال ما أو الحاجة ما والجريدة بين يديه.
قد يكون من الطبيعي تماماً للرجل أن ينغمس في عمله بحب ورغبة ولكن ألا يجدر به أن يسأل نفسه لماذا يجد ويعمل ؟ أليس الهدف الأساسي لعمل معظمنا هو سعادة ورفاه عائلاتنا . وطالما أن الهدف الأساسي للعمل هو تأمين حاجات الأسرة، فعلى الأب منا أن لا يغالي في زيادة ساعات عمله الإضافية مبتعداً عن البيت محتجاً بأنه يريد أن
يطعم أفواه عائلته، ويلبسهم، أو يحضرهم للذهاب إلى أرقى الجامعات.
ولكن حاجة الأطفال لقضاء وقت مفيد مع أبيهم أحد أهم حاجاتهم الضرورية لبناء نفسية متوازنة. والأب الذي يغيب عن أطفاله كثيراً لعمل أو لغيره، قد لا يجد أطفالاً ذوي بنيات تؤهلهم لدخول الجامعة أو حتى مواجهة الحياة الصعبة.
ولأنني أنساق إلى عملي برغبة، وأستغرق فيه في كثير من الأحيان، فيسرقني الوقت، وأبرر لنفسي بأن هذا الوقت الذي أكون فيه بعيداً عن الأطفال إنما هو استثمار للأطفال أنفسهم. ويجب علي أن أقوم بين حين وآخر سلوكي مع الأطفال ومقدار الوقت الذي أجعل نفسي فيه متاحاً لهم وتحت تصرفهم . وغالباً ما أسأل زوجتي فيما إذا كنت أعطي من وقتي ما يكفي للأسرة والأولاد، وفي بعض الأحيان أسأل أطفالي أنفسهم السؤال نفسه الذي سألته لزوجتي، وأسمع بحرص واهتمام إلى ما يقولونه.
ولا يتوقع الأطفال من آبائهم أن يكفّوا عن أعمالهم، ويعزفوا عن أنشطتهم وهواياتهم ليتفرغوا تفرغاً مطلقاً لهم . ولكنهم يتطلعون، دون شك، لأن يدرك هؤلاء الآباء بأن الكثير من هذه الأنشطة والهوايات لا تساوي في قيمتها أو مردودها ذلك الوقت المفيد الذي يقضونه مع أطفالهم.
تعليق