"أديب مخزوم".. محطات شخصية في لوحات
- منال حسن غانم
صنع الفنان التشكيلي "أديب مخزوم" هويته الخاصة به، على الرغم من تنوع المواضيع المطروحة في لوحاته الخمسين؛ وذلك من خلال الروح الواحدة التي ربطت بينها، التي كانت اختصاراً لأهم الأمكنة والمحطات في حياته.
لا قيمة للوحة تعيد اكتشاف الأشياء المكتشفة؛ إذ يصبح المعرض مألوفاً وبعيداً عن أجواء البحث الأسلوبي والتقني، هذه البداية كانت للفنان التشكيلي "أديب مخزوم"؛ الذي التقته مدونة وطن "eSyria" في دار الأوبرا بتاريخ 22 تموز 2016، للحديث عن معرضه الذي حمل عنوان: "تأويلات ذاتية لقواربي الورقية ولياسمين الشام"، ويقول: «المعرض مذكرات شخصية لأهم المحطات في حياتي؛ فالمحطة الأولى أتناول القوارب الورقية التي ترمز إلى طفولتي، وتعيدني إلى ذكريات ومشاوير البحر في مدينتي "طرطوس".
المعرض مذكرات شخصية لأهم المحطات في حياتي؛ فالمحطة الأولى أتناول القوارب الورقية التي ترمز إلى طفولتي، وتعيدني إلى ذكريات ومشاوير البحر في مدينتي "طرطوس". والمحطة الثانية تناولت إحساسي بمدينة "دمشق" التي عشت فيها أطول مدة من حياتي، وعبرت عن "دمشق" بالمرأة وهي تحتضن غصناً من الياسمين الذي أتنفسه منذ أكثر من عشرين عاماً، وأعطيته فسحة أمل كي لا يموت بحرائق الحروب الراهنة
والمحطة الثانية تناولت إحساسي بمدينة "دمشق" التي عشت فيها أطول مدة من حياتي، وعبرت عن "دمشق" بالمرأة وهي تحتضن غصناً من الياسمين الذي أتنفسه منذ أكثر من عشرين عاماً، وأعطيته فسحة أمل كي لا يموت بحرائق الحروب الراهنة».
بعض لوحات الفنان أديب مخزوم
ويتابع: «اهتماماتي الموسيقية تعود إلى زمن الطفولة، ومجموعتي الثالثة لعازفات يعزفن على بعض الآلات الموسيقية، والرابعة تكرس موضوع المرأة في تجربتي، لأنها رمز حضاري وجمالي، فهي حاضرة في أعمالي؛ وخاصة العصرية "الموديل"، التي تأتي كرد فعل عفوي ضد نزعات التخلف والتطرف، ولهذا وضعت عنواناً فرعياً للمعرض: "الفن يتعزز دوره في الأزمنة الصعبة"؛ لأنني أقدم الجمال لمواجهة البشاعة في هذه المرحلة، فلوحاتي تحمل الفرح وغنية بالألوان الزاهية، وتدل على استمرارية الحياة على الرغم من الألم الذي نعيشه؛ لأن الأمل موجود بغدٍ أفضل».
وعن خصوصيته كفنان تشكيلي وناقد، يقول: «اطلاعي على التراث التشكيلي العالمي كوّن مخزوناً بصرياً هائلاً، دفعني لأكون أكثر جرأة في معالجة المواضيع المطروحة في لوحاتي، لذلك تجدين معظم اللوحات الخلفية اللونية التجريدية متداخلة مع العناصر الإنسانية، أو أي موضوع آخر، على الرغم من حالات التنقل بين الواقعية والتعبيرية والتجريدية، إذ يلاحظ المشاهد المختص نقاط ارتكاز محددة؛ كالخط الأسود، الذي يحدد بعض العناصر والأشكال، وهذا يمنحني خصوصية ويحدّد هويتي، وبين التصريح والتلميح بتعابير وملامح الوجه الأنثوي، التي نراها واضحة أحياناً، وأحياناً أخرى يتحول الوجه إلى مساحة لونية، إنني أنقل المرأة من الخاص لتعبر عن همّ عام، وهذا له علاقة بثقافتي التشكيلية».
مجموعة العازفات على بعض الألات الموسيقية
والتقينا الفنان التشكيلي "إحسان أبو عياش"، فأعطانا رأيه بالأعمال المعروضة، ويقول: «دأب الفنان والناقد "مخزوم" في رصد الحركة التشكيلية، فتحليله لكل هذه الأعمال وامتلاكه رصيداً كبيراً من الرؤى الفنية، كان واضحاً في معرضه الحالي الذي فاجأ الجميع، بعد فترة سكون، حيث تفرغ للبحث والنقد الفني. الروح الواحدة ربطت بين جميع اللوحات، ويملك من الجرأة لطرح المواضيع التي حددها في هذا العدد الكبير من الأعمال، والتي عرض في بعضها ملامح ثقافته الفنية، وخاصة بالنسبة لاستخدام خطوط جسم الإنسان الشفافة الحمراء، ضمن تكوين خارجي من السطوح والبقع اللونية العفوية التي تنسجم بعضها مع بعض أو لا تنسجم، ويعد المعرض الأول هو فاتحة ضرورية لأعمال قادمة مرتبطة أكثر بروح الفنان وثقافته».
الفنان التشكيلي حسان أبو عياش مع مجموعة من الفنانين التشكيلين في المعرض