الأب المتسامح - الأنواع الأربعة الأساسية للأباء .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
3- الأب المتسامح .
الآباء المتسامحون يميلون لأن يكونوا أناساً دافئي العاطفة ، ودودين ، وداعمين لأطفالهم ومشجعين لهم، ولكنهم ضعفاء في تطبيق قواعد الأسرة وقوانينها، وفي وضع حد لتصرفات أولادهم إلى هذا النوع من الآباء كان ينتمي والدي. فأمي وأبي كلاهما كانا حنونين، محبين، وقابلين بي. ولكن، إذا لم تخني الذاكرة، لم يكن في بيتنا أية قواعد وأسس صارمة لنهتدي بها . كانا عادة يرضخان لطلباتي. وحتى عندما أزج نفسي في ورطة ما، وأسبب لهما انشغال البال، لم يحاول أي منهما أن يضربني، أو يهينني، أو حتى يؤنبني بالكلمات. وكانت أمي تقول بأنها لا تضرب أولادها لأن ابنتها الكبرى تضررت بسبب تسمم في دمها، وكانت قد ضربتها قبل أسبوعين من وفاتها، وأخذت عهداً على أبي بأن لا يضرب أحداً من أولاده الخمسة الباقين.
وعلى الرغم من أن والدي كانا يقصدان الخير لي إلا أن طريقتهما في تربيتي قد أثرت علي سلبياً . فقد : ترك والدي دفة اتخاذ القرارات فيما يتعلق بحياتي أو صرف أوقاتي كلها لي. وفي الحقيقة لم أبدأ الخروج مع البنات من زميلاتي بشكل رسمي إلا عندما أصبحت في الصف الثالث وهذا سبب عدداً من المشاكل في حياتي. ففي أحد الأيام ضبطني والدي مع ابنة الجيران في وضع غير لائق، وعرفت من صوته الجازم بأنني أتيت عملاً منكراً، وأنه قد يعاقبني. ولكنه اكتفى بالقول بأنه سيعفو عني هذه المرة إذا وعدته بأن لا أعود لمثل هذه الأعمال. لقد أخبرته بنفسي في ذلك الوقت بأنني أستحق الضرب والعقاب، ولكنه لم يأبه لكلامي. لقد كان شيء ما في داخلي ينزع إلى الصح ويعرض عن الخطأ.
وقد وجدت بيئة متسامحة أيضاً في المدرسة. ففي أحد الأيام ضبطتني معلمة الصف أسرّب أوراقاً مكتوبة للطلاب في الصف الثالث، وقد كانت قد حذرتني سابقاً من فعل ذلك، وشرحت لي التبعات الخطيرة لهذا العمل. لذلك لم تتردد في إرسالي إلى المدير. وقد تحدث إلى المدير موجهاً وناصحاً لفترة من الوقت كما . طلب مني أن أحسن من سلوكي، وأن أشعر بالمسؤولية، ثم وعدني بأنه سيضريني عقوبة على ما فعلت، وقد شعرت بأنه جاد فعلاً بذلك. ولكن بعد ربع ساعة أخبرني بأنه سيسامحني هذه المرة، ويعطيني فرصة أخرى لتحسين سلوكي على أن أعده بأني لن أكرر ما فعلته في الصف. وطبعاً أعطيته وعداً بذلك ولكن أحزنني جداً، وخيب أملي بأنّه لم يتابع الموضوع بجدية.
أحد الأسباب التي تجعل بعض الآباء متسامحين متساهلين هو خوفهم من أن يتسببوا بالأذى لأطفالهم إذا تصرفوا بقسوة وصلابة معهم. هذا الخوف من مواجهة الأطفال هو في الواقع السبب الذي سيجعل أطفالهم يعانون ما يخافه الآباء حقاً .
أما الجانب الإيجابي لهذه المشكلة فهو يكمن في كون الآباء المتسامحين مفعمين بالعطف والحنان والرغبة في دعم أطفالهم . فأنا ممتن جداً لوالدي على المحبة والحنان اللذين قدماها لي بكرم بالغ. لقد كانا كريمين لا يبخلان علي بشيء، ومتفهمين المشاكلي، ومريحين لي. ولا شك بأن الآباء الفاعلين يدركون بأن درجة معقولة من التسامح مع الأطفال ستوفر لهم بيئة صحية للنمو. وهذا يعني ببساطة بأن الأطفال لن يكونوا سوى أطفال. وأن قمصانهم النظيفة لن تبقى نظيفة إلى الأبد. وأنهم يفضلون الركض بدل المشي الرزين، وأنهم يشعرون بأن الأشجار خلقت لكي نتسلّقها، وأن المرايا وجدت لكي ينظروا إليها ويضعوا وجوهاً غريبة وإيماءات طفولية. وبمعنى آخر، من الضروري للطفل أن يعيش طفولته، ويستمتع بعوالمه الطفولية وخيالاته وأحلامه دون قسر زائد أو كبت غير محمود . هذا النوع من التسامح مع الطفل سيمكنه من أن يبني ثقته بنفسه، ويزيد من قدرته على التعبير عن أفكاره ومكنونات صدره من مشاعر ورغبات. ولكن فرط التسامح من جهة أخرى ، قد يدفع الطفل إلى الانغلاق والقيام بأفعال غير مرغوبة كضرب أطفال آخرين أو الكتابة على الجدران أو كسر الأشياء أو تخريبها أو سوى ذلك.
العبارات أو الأفعال التالية هي نماذج مما يتفوه به أو يقوم به بعض الآباء المتسامحين:
- (حسن، نعم يمكنك التأخر عن موعد ذهابك إلى سريرك اليوم. أعرف ولعك بهذا البرنامج التلفزيوني)).
- (( أنت متعب أليس كذلك؟ لا شك بأن توزيع الجرائد على البيوت عمل صعب ، سأساعدك في ذلك)).
- أمقت رؤيتك تحت كل هذا الضغط الذي تضعه المدرسة عليك. استرح غداً، ولا تذهب إلى المدرسة. سأخبرهم بأنك مريض.
- لعلك لم تسمعني، وأنا أدعوك إلى طاولة العشاء، حسن لا توجد مشكلة اجلس الآن معنا . فأنا لا أريد أن تتناول عشاءك وهو بارد .
- من فضلك لا تغضب مني، تصرفك هذا قد يتسبب بمشكلة، أو سيوقعنا في ورطة.
- جيمي.. من فضلك أسرع قليلاً. ستتأخر أمك مرة ثانية إذا لم نبدأ في الحال .
وهذه قائمة باحتمالات ردود الفعل أو نتائج مثل هذا المعاملة البيتية المتساهلة :
- يشعر الطفل أنه في موقع مسيطر، وقد يخطر بباله أن يوجه أبويه بما يشعر أنه يخدم مصالحه.
- قد يطور بعض الأطفال شعوراً بعدم الأمان إذ يعتقد الطفل أنه يستند إلى حائط صلب، ولكنه يرى بأن هذا الحائط الذي ظنه صلباً ينهار ويتداعى وهو ليس صلباً دائماً .
- قد يشعر الطفل بأنه لا يستطيع احترام ذاته كثيراً . لأنه لم يتعلم كيف يضبط نفسه، ويهذبها تهذيباً شخصياً مناسباً، وهو لا يعرف أيضاً بأن
هناك حدوداً يجب أن لا يتجاوزها .
- يتعلم الطفل كيف يكسر القواعد والقوانين، أو كيف يحولها لصالحه وذلك لعدم تعلمه وجود هذه القواعد والقوانين.
3- الأب المتسامح .
الآباء المتسامحون يميلون لأن يكونوا أناساً دافئي العاطفة ، ودودين ، وداعمين لأطفالهم ومشجعين لهم، ولكنهم ضعفاء في تطبيق قواعد الأسرة وقوانينها، وفي وضع حد لتصرفات أولادهم إلى هذا النوع من الآباء كان ينتمي والدي. فأمي وأبي كلاهما كانا حنونين، محبين، وقابلين بي. ولكن، إذا لم تخني الذاكرة، لم يكن في بيتنا أية قواعد وأسس صارمة لنهتدي بها . كانا عادة يرضخان لطلباتي. وحتى عندما أزج نفسي في ورطة ما، وأسبب لهما انشغال البال، لم يحاول أي منهما أن يضربني، أو يهينني، أو حتى يؤنبني بالكلمات. وكانت أمي تقول بأنها لا تضرب أولادها لأن ابنتها الكبرى تضررت بسبب تسمم في دمها، وكانت قد ضربتها قبل أسبوعين من وفاتها، وأخذت عهداً على أبي بأن لا يضرب أحداً من أولاده الخمسة الباقين.
وعلى الرغم من أن والدي كانا يقصدان الخير لي إلا أن طريقتهما في تربيتي قد أثرت علي سلبياً . فقد : ترك والدي دفة اتخاذ القرارات فيما يتعلق بحياتي أو صرف أوقاتي كلها لي. وفي الحقيقة لم أبدأ الخروج مع البنات من زميلاتي بشكل رسمي إلا عندما أصبحت في الصف الثالث وهذا سبب عدداً من المشاكل في حياتي. ففي أحد الأيام ضبطني والدي مع ابنة الجيران في وضع غير لائق، وعرفت من صوته الجازم بأنني أتيت عملاً منكراً، وأنه قد يعاقبني. ولكنه اكتفى بالقول بأنه سيعفو عني هذه المرة إذا وعدته بأن لا أعود لمثل هذه الأعمال. لقد أخبرته بنفسي في ذلك الوقت بأنني أستحق الضرب والعقاب، ولكنه لم يأبه لكلامي. لقد كان شيء ما في داخلي ينزع إلى الصح ويعرض عن الخطأ.
وقد وجدت بيئة متسامحة أيضاً في المدرسة. ففي أحد الأيام ضبطتني معلمة الصف أسرّب أوراقاً مكتوبة للطلاب في الصف الثالث، وقد كانت قد حذرتني سابقاً من فعل ذلك، وشرحت لي التبعات الخطيرة لهذا العمل. لذلك لم تتردد في إرسالي إلى المدير. وقد تحدث إلى المدير موجهاً وناصحاً لفترة من الوقت كما . طلب مني أن أحسن من سلوكي، وأن أشعر بالمسؤولية، ثم وعدني بأنه سيضريني عقوبة على ما فعلت، وقد شعرت بأنه جاد فعلاً بذلك. ولكن بعد ربع ساعة أخبرني بأنه سيسامحني هذه المرة، ويعطيني فرصة أخرى لتحسين سلوكي على أن أعده بأني لن أكرر ما فعلته في الصف. وطبعاً أعطيته وعداً بذلك ولكن أحزنني جداً، وخيب أملي بأنّه لم يتابع الموضوع بجدية.
أحد الأسباب التي تجعل بعض الآباء متسامحين متساهلين هو خوفهم من أن يتسببوا بالأذى لأطفالهم إذا تصرفوا بقسوة وصلابة معهم. هذا الخوف من مواجهة الأطفال هو في الواقع السبب الذي سيجعل أطفالهم يعانون ما يخافه الآباء حقاً .
أما الجانب الإيجابي لهذه المشكلة فهو يكمن في كون الآباء المتسامحين مفعمين بالعطف والحنان والرغبة في دعم أطفالهم . فأنا ممتن جداً لوالدي على المحبة والحنان اللذين قدماها لي بكرم بالغ. لقد كانا كريمين لا يبخلان علي بشيء، ومتفهمين المشاكلي، ومريحين لي. ولا شك بأن الآباء الفاعلين يدركون بأن درجة معقولة من التسامح مع الأطفال ستوفر لهم بيئة صحية للنمو. وهذا يعني ببساطة بأن الأطفال لن يكونوا سوى أطفال. وأن قمصانهم النظيفة لن تبقى نظيفة إلى الأبد. وأنهم يفضلون الركض بدل المشي الرزين، وأنهم يشعرون بأن الأشجار خلقت لكي نتسلّقها، وأن المرايا وجدت لكي ينظروا إليها ويضعوا وجوهاً غريبة وإيماءات طفولية. وبمعنى آخر، من الضروري للطفل أن يعيش طفولته، ويستمتع بعوالمه الطفولية وخيالاته وأحلامه دون قسر زائد أو كبت غير محمود . هذا النوع من التسامح مع الطفل سيمكنه من أن يبني ثقته بنفسه، ويزيد من قدرته على التعبير عن أفكاره ومكنونات صدره من مشاعر ورغبات. ولكن فرط التسامح من جهة أخرى ، قد يدفع الطفل إلى الانغلاق والقيام بأفعال غير مرغوبة كضرب أطفال آخرين أو الكتابة على الجدران أو كسر الأشياء أو تخريبها أو سوى ذلك.
العبارات أو الأفعال التالية هي نماذج مما يتفوه به أو يقوم به بعض الآباء المتسامحين:
- (حسن، نعم يمكنك التأخر عن موعد ذهابك إلى سريرك اليوم. أعرف ولعك بهذا البرنامج التلفزيوني)).
- (( أنت متعب أليس كذلك؟ لا شك بأن توزيع الجرائد على البيوت عمل صعب ، سأساعدك في ذلك)).
- أمقت رؤيتك تحت كل هذا الضغط الذي تضعه المدرسة عليك. استرح غداً، ولا تذهب إلى المدرسة. سأخبرهم بأنك مريض.
- لعلك لم تسمعني، وأنا أدعوك إلى طاولة العشاء، حسن لا توجد مشكلة اجلس الآن معنا . فأنا لا أريد أن تتناول عشاءك وهو بارد .
- من فضلك لا تغضب مني، تصرفك هذا قد يتسبب بمشكلة، أو سيوقعنا في ورطة.
- جيمي.. من فضلك أسرع قليلاً. ستتأخر أمك مرة ثانية إذا لم نبدأ في الحال .
وهذه قائمة باحتمالات ردود الفعل أو نتائج مثل هذا المعاملة البيتية المتساهلة :
- يشعر الطفل أنه في موقع مسيطر، وقد يخطر بباله أن يوجه أبويه بما يشعر أنه يخدم مصالحه.
- قد يطور بعض الأطفال شعوراً بعدم الأمان إذ يعتقد الطفل أنه يستند إلى حائط صلب، ولكنه يرى بأن هذا الحائط الذي ظنه صلباً ينهار ويتداعى وهو ليس صلباً دائماً .
- قد يشعر الطفل بأنه لا يستطيع احترام ذاته كثيراً . لأنه لم يتعلم كيف يضبط نفسه، ويهذبها تهذيباً شخصياً مناسباً، وهو لا يعرف أيضاً بأن
هناك حدوداً يجب أن لا يتجاوزها .
- يتعلم الطفل كيف يكسر القواعد والقوانين، أو كيف يحولها لصالحه وذلك لعدم تعلمه وجود هذه القواعد والقوانين.
تعليق