آثار "كوكنايا".. تاريخ على منحدرات "باريشا"
=============================
في منطقة يجتمع فيها الماضي بتاريخه ومعالمه وبقايا حكاياته مع الحاضر بتطوره وتقنياته تقف آثار "كوكنايا" كشاهدة على ذلك التاريخ الغابر الذي عاشته المنطقة.
.
وهي تتربع على ارتفاع 582 متراً على المنحدر الغربي لجبل "باريشا" الذي يضم الكثير من المواقع الأثرية الهامة، جنوب شرق بلدة "معراته الشلف" وعلى مسافة 3كم جنوب "قورقانيا"،
.
كما أن ما يزيد من أهميتها قربها من بعض المواقع الأثرية الهامة في المنطقة مثل كنيسة "قلب لوزة" و"بانقوسا" و"قورقانيا" و"باريشا" والتي تشكل معها قطعاً من قطع ذلك العقد المليء بالمواقع الأثرية التي تنتشر في جبل "باريشا" وحوله والتي تمتد لعدة حضارات سادت وعاشت في هذه المنطقة..
.
كانت قديما المجمع الرئيسي على قمة (جبل باريشا) فيها أخربة هامة لمباني دينية ومدنية ومدفنية تؤكد قدم هذه المنطقة والتطور الذي عاشته،
.
"كوكنايا" من المناطق التي ازدهرت في العهد البيزنطي كما تشير إلى ذلك الكتابات العديدة التي عثر عليها في الموقع واشتهرت بزراعة الزيتون، ويؤكد ذلك وجود معاصر الزيتون في أكثر من مكان، وتضم مجموعة من الآثار الهامة وخاصة الأبنية السكنية والدينية من كنائس وأديرة ومدافن هرمية والتي تزينها الرسومات والأقواس والتيجان والكتابات..
.
وقد أحصي في موقع "كوكنايا" 55 قصراً قديماً بطراز معماري مميز،ممايدل على ثراء سكانها قديما.. بعض هذه القصور ما يزال قائماً وسليماً ويستخدم للسكن من قبل أهالي البلدة، كما لا يزال بعض تلك الأبنية محافظاً على شكله وطرازه المعماري المميز في حين أن البعض الآخر طالته يد التخريب والتغيير فلم يبق منه إلا بعض الحجارة المتناثرة هنا وهناك أو بعض الحجارة التي أصبحت جزءاً من بناء حديث،
.
كما يوجد فيها ثلاث كنائس تعود للقرن الخامس والسادس الميلادي مع دير ومصلى رهباني وبرج وفندق بحالة سليمة إلى حد كبير
ذ
ويوجد فيها الكثير من الكتابات اليونانية المسيحية
وتقدم لوحدها نصف كتابات القرن الرابع منها:
▪︎ كتابة شهيرة باسم اوسابيوس المسيحي ضد حملة الامبراطور يوليانوس الجاحد عام 361 ـ 363 م
▪︎ وكتابة في ساكف حجري داخل في بناء جدار عصري 84×24سم تعريبها ( ألع واحد من عام 349م )
▪︎ وضريح اوسانيوس من 369م
▪︎ وكتابة يونانية مسيحية في ساكف بباب مؤرخ سنة 426 لانطاكية 378م تعريبها ( إله واحد والمسيح المهنس ذاماس )
▪︎ كما يوجد فيها كتابات عربية إسلامية ولكنها قليلة جداً.
.
من آثار "كوكنايا" ايضا:
☆ برج صغير من القرن الخامس والسادس الميلادي يبعد نحو 100 متر فقط إلى جنوب غرب البازليك الشرقية طول ضلعه 4.5 متر وهو معروف عند الأهالي باسم "الخيمة"،
☆ ويوجد تحت البرج مدفن به عظاموفي الطابق الارضي يوجد غرفتان مع باب وعدة شبابيك مع درج، وهو بحالة سليمة
☆ ويوجد فيها فندق
.
☆ كما يوجد مدافن منها:
▪︎ مدفن من العام 369 ميلادي
▪︎ ومدفن هرمي إلى الشمال من البلدة يعود للعام 389 م، ويقع على مسافة 500 متر جنوب غرب البرج ولا يزال محافظاً على جزء كبير من مظهره العام حيث يوجد جزء من الجدار الجنوبي وركائز والباب الرئيسي
☆ كما يحوي مدفناً ومعصرتين وصهريجاً ونجد عليها نقوشاً ورسومات نباتية وتزيينات مختلفة تزيدها جمالاً وروعة،
☆ وبالقرب من "الدوير" توجد بقايا دير وكنيسة كبيرة تعودان للقرن السادس و"حنية" الكنيسة مع الحائط الشرقي ما يزالان موجودين،
☆ وهناك إلى جنوب البلدة "منسكة" في أعلى الهضبة تضم غرفتين بحالة سليمة وغرفة متخربة وحجارتها متناثرة.
.
"كوكنايا" هي واحدة من المدن الأثرية الهامة وتقع وسط منطقة غنية بالمواقع والكنوز الأثرية التي تعود للعصور الرومانية والبيزنطية وما شهدته من تطور كبير فجبل "باريشا" وما يحيط به من مواقع أثرية هو من أهم التجمعات الأثرية في محافظة "إدلب" والتي يمكن لكل من يزورها التمتع بتلك التحف الفنية والمعمارية.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
- مدونة وطن - مالك فتح الله
- كتاب الظاهر والمدفون في بلد الزيتون
الجزء الأول لمؤلفه : عبدالحميد مشلح