خبراء: صورة الجنوب المصري في الدراما ليست إيجابية
مؤتمر فرع اتحاد كتاب مصر بمحافظة الأقصر سلط الضوء على الصورة الإعلامية التي تروجها الدراما والمسرح والإبداع الفني الشفهي لمجتمع الصعيد.
الاثنين 2024/12/16
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مسلسلات تكرر صورة نمطية عن الصعيد
الأقصر (مصر)- استضافت محافظة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، مؤخرا، الدورة الحادية عشرة من مؤتمر فرع اتحاد كتاب مصر بالمحافظة، والتي انعقدت تحت عنوان “صورة الجنوب في الدراما”.
المؤتمر الذي شارك فيه نُخبة من الأدباء والباحثين والنقاد والشعراء، شهد ندوات بحثية، وجلسات نقدية، وأمسيات شعرية، استقطبت جمهورا كبيرا من المثقفين ومحبي الأدب والشعر والفنانين التشكيليين.
وأقيمت فعاليات المؤتمر يومي الحادي عشر والثاني عشر من ديسمبر الجاري في قصر ثقافة بهاء طاهر بمدينة الأقصر، وتضمنت أجندته مائدة مستديرة حملت عنوان “صورة الجنوب في المسرح والدراما والإبداع الشفاهي”، أدارها الشاعر أشرف البولاقي، وشارك فيها عدد من الكتاب والباحثين.
◄ الجائزة كرّمت الشاعر أوفي عبدالله الأنور إلى جانب القاص والشاعر رأفت عزمي والشاعرة شادية حفظي
وقد رأى المشاركون في المؤتمر أن صورة الجنوب المصري في الدراما لم تكن إيجابية في كل الأحوال، بل كانت في الكثير من أحوالها سلبية، وأظهرت الشخصية الصعيدية
في صورة ساخرة، فيما رأى البعض أنه من حق الإبداع أن يُصوّر الأشخاص في صورة كاريكاتيرية، لكن الجميع اتفقوا على أن الدراما لم تقدم صورة حقيقية للجنوب المصري، وأن الفن ليس تسجيلا توثيقيا للواقع ولا يُعد تأريخا.
سلط المؤتمر الضوء على الصورة الإعلامية التي تروجها الدراما والمسرح والإبداع الفني الشفهي لمجتمع الصعيد وعرض تفسيرات لأسباب نمطية الصورة التي تناولتها، وأشار المتدخلون إلى التكرار المستمر لأنماط معينة اجتماعيا وثقافيا تختصر الصورة العامة لمجتمع كبير يحتاج إلى المزيد من الاهتمام بتصويره والتركيز على نماذج مغايرة منه.
ومنذ سنوات تعالت الأصوات المنددة بالصورة التي تروجها الأعمال الفنية للصعيد والصعايدة وخاصة الدراما التي هي أكثر وصولا إلى المتفرج المصري والعربي، وخلصت بعض الدراسات إلى أن الدراما لعبت دورا سلبيا في تنميط مجتمع الصعيد وتزييف الواقع والعمل على تكرار أحداث متشابهة وسلوكيات متقاربة ترسخ الصورة عن مجتمع منغلق، ذكوري، عنيف ومتمرد.
◄ مسلسل "ذئاب الجبل" للمخرج مجدي أبوعميرة يعد من أبرز الأعمال التي اهتمت بتصوير الحياة في صعيد مصر
وتختصر صورة الصعيد في الدراما في الرجال المستعدين للشجار والمشاكل دائما، الموزعين بين فقراء محكوم في أمرهم وسادة هم عادة تجار آثار أو سلاح ولهم سلطة ونفوذ الأعلى، بينما لا تزال المرأة مضطهدة مهما كانت مكانتها.
ويرى العديد من النقاد أن الصورة الإعلامية التي صاغتها الدراما عن الصعيد وأهله هي انعكاس كبير لرؤية صناع الدراما نحو هذا المجتمع والتي ساهمت في بلورتها مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والأيدولوجية وتحتاج إلى تغييرها، فمجتمع الصعيد مثله مثل كل المجتمعات يعيش حالة تطور مستمر تسهم في تغيره مواكبة للتغير العام.
ومن أبرز الأعمال التي اهتمت بتصوير الحياة في صعيد مصر، نذكر مسلسل “ذئاب الجبل” للمخرج مجدي أبوعميرة و”الليل وآخره” للمخرجة رباب حسين و”أفراح إبليس” للمخرج أحمد خالد أمين، و”شيخ العرب همام” للمخرج حسني صالح. كذلك سطع نجم الممثل محمد رمضان بصورة أكبر حين لعب أدوار الرجل الصعيدي في مسلسلات “نسر الصعيد” و”جعفر العمدة” وتعرض لانتقادات حادة وهاجمه البعض لما رأوه من مبالغة في إظهار الرجل الصعيدي في صورة الرجل العنيف الذي يروج لـ”البلطجة”.
وإلى جانب اهتمامه بالبحث في صورة الجنوب بالدراما تضمن المؤتمر السنوي لاتحاد كتاب مصر بالأقصر حفل توقيع لديوان “وجوه المدينة الحجرية” للشاعرة شادية حفظي، تلته ندوة نقدية حول الديوان تحدث فيها الدكتور النوبي عبدالراضي، والشاعر والناقد سيد صدقي، وقدمها الأديب الشايب تكلا.
وتضمنت أجندة المؤتمر كذلك ثلاث أمسيات شعرية، الأولى أدارها الشاعر أشرف بدير، وشارك فيها الشعراء جاد شقيري ورأفت عزمي وشادية حفظي وشاذلي عبدالعزيز وعادل صابر وعبدالعزيز لبيب وعبيد طربوش وفتحي عبدالسميع ومحمود مرعي.
◄ نخبة من الباحثين اتفقت على أن الدراما لم تقدم صورة حقيقية عن الجنوب المصري والفن ليس تسجيلا للواقع
أما الأمسية الشعرية الثانية فأدارها الشاعر محمد جاد المولي، وشارك فيها الشعراء أشرف البولاقي وأوفي عبدالله الأنور وسيد الطيب وسيد عطيتو وعبدالله عبدالصبور وعلي حسان ومحمد أبودوح.
فيما أدار الأمسية الشعرية الثالثة الشاعر الدكتور النوبي عبدالراضي، وشارك فيها الشعراء أحمد الشباط وأحمد علي وأحمد الجنابي وحسني الإتلاتي وجمال الأقصري وخالد حلمي الطاهر وزين الرزيقي وعبدالحليم محمد عبداللاهي ويحيى بحر ويحيى سمير.
وكرّم المؤتمر عددا من المبدعين هم: الشاعر والفنان التشكيلي محمود الشنقرابي، الذي اختير شخصية المؤتمر، والقاص والروائي محمد عبدالعال المريسي، والشاعر عباس حمزة، والشاعر عادل صابر، والشاعر سيد الطيب.
الدورة الحادية عشرة شهدت كذلك حفل تكريم الفائزين بجوائز مسابقة أشرف بدير الأدبية، وهم: الشاعر حسني الإتلاتي والشاعر علي حسان والشاعر محمود مرعي والشاعرة نعمة عبدالتواب.
وكرّمت الجائزة كذلك الشاعر أوفي عبدالله الأنور إلى جانب القاص والشاعر رأفت عزمي والشاعرة شادية حفظي.
تولى رئاسة الدورة الحادية عشرة من مؤتمر فرع اتحاد كتاب مصر، الباحث والناقد والشاعر فتحي عبدالسميع، وتولى أمانته العامة الأديب علي حسان، وأشرف على فعالياته الشاعر محمد جاد المولى، رئيس فرع اتحاد كتاب مصر بمحافظة الأقصر.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مؤتمر فرع اتحاد كتاب مصر بمحافظة الأقصر سلط الضوء على الصورة الإعلامية التي تروجها الدراما والمسرح والإبداع الفني الشفهي لمجتمع الصعيد.
الاثنين 2024/12/16
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مسلسلات تكرر صورة نمطية عن الصعيد
الأقصر (مصر)- استضافت محافظة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، مؤخرا، الدورة الحادية عشرة من مؤتمر فرع اتحاد كتاب مصر بالمحافظة، والتي انعقدت تحت عنوان “صورة الجنوب في الدراما”.
المؤتمر الذي شارك فيه نُخبة من الأدباء والباحثين والنقاد والشعراء، شهد ندوات بحثية، وجلسات نقدية، وأمسيات شعرية، استقطبت جمهورا كبيرا من المثقفين ومحبي الأدب والشعر والفنانين التشكيليين.
وأقيمت فعاليات المؤتمر يومي الحادي عشر والثاني عشر من ديسمبر الجاري في قصر ثقافة بهاء طاهر بمدينة الأقصر، وتضمنت أجندته مائدة مستديرة حملت عنوان “صورة الجنوب في المسرح والدراما والإبداع الشفاهي”، أدارها الشاعر أشرف البولاقي، وشارك فيها عدد من الكتاب والباحثين.
◄ الجائزة كرّمت الشاعر أوفي عبدالله الأنور إلى جانب القاص والشاعر رأفت عزمي والشاعرة شادية حفظي
وقد رأى المشاركون في المؤتمر أن صورة الجنوب المصري في الدراما لم تكن إيجابية في كل الأحوال، بل كانت في الكثير من أحوالها سلبية، وأظهرت الشخصية الصعيدية
في صورة ساخرة، فيما رأى البعض أنه من حق الإبداع أن يُصوّر الأشخاص في صورة كاريكاتيرية، لكن الجميع اتفقوا على أن الدراما لم تقدم صورة حقيقية للجنوب المصري، وأن الفن ليس تسجيلا توثيقيا للواقع ولا يُعد تأريخا.
سلط المؤتمر الضوء على الصورة الإعلامية التي تروجها الدراما والمسرح والإبداع الفني الشفهي لمجتمع الصعيد وعرض تفسيرات لأسباب نمطية الصورة التي تناولتها، وأشار المتدخلون إلى التكرار المستمر لأنماط معينة اجتماعيا وثقافيا تختصر الصورة العامة لمجتمع كبير يحتاج إلى المزيد من الاهتمام بتصويره والتركيز على نماذج مغايرة منه.
ومنذ سنوات تعالت الأصوات المنددة بالصورة التي تروجها الأعمال الفنية للصعيد والصعايدة وخاصة الدراما التي هي أكثر وصولا إلى المتفرج المصري والعربي، وخلصت بعض الدراسات إلى أن الدراما لعبت دورا سلبيا في تنميط مجتمع الصعيد وتزييف الواقع والعمل على تكرار أحداث متشابهة وسلوكيات متقاربة ترسخ الصورة عن مجتمع منغلق، ذكوري، عنيف ومتمرد.
◄ مسلسل "ذئاب الجبل" للمخرج مجدي أبوعميرة يعد من أبرز الأعمال التي اهتمت بتصوير الحياة في صعيد مصر
وتختصر صورة الصعيد في الدراما في الرجال المستعدين للشجار والمشاكل دائما، الموزعين بين فقراء محكوم في أمرهم وسادة هم عادة تجار آثار أو سلاح ولهم سلطة ونفوذ الأعلى، بينما لا تزال المرأة مضطهدة مهما كانت مكانتها.
ويرى العديد من النقاد أن الصورة الإعلامية التي صاغتها الدراما عن الصعيد وأهله هي انعكاس كبير لرؤية صناع الدراما نحو هذا المجتمع والتي ساهمت في بلورتها مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والأيدولوجية وتحتاج إلى تغييرها، فمجتمع الصعيد مثله مثل كل المجتمعات يعيش حالة تطور مستمر تسهم في تغيره مواكبة للتغير العام.
ومن أبرز الأعمال التي اهتمت بتصوير الحياة في صعيد مصر، نذكر مسلسل “ذئاب الجبل” للمخرج مجدي أبوعميرة و”الليل وآخره” للمخرجة رباب حسين و”أفراح إبليس” للمخرج أحمد خالد أمين، و”شيخ العرب همام” للمخرج حسني صالح. كذلك سطع نجم الممثل محمد رمضان بصورة أكبر حين لعب أدوار الرجل الصعيدي في مسلسلات “نسر الصعيد” و”جعفر العمدة” وتعرض لانتقادات حادة وهاجمه البعض لما رأوه من مبالغة في إظهار الرجل الصعيدي في صورة الرجل العنيف الذي يروج لـ”البلطجة”.
وإلى جانب اهتمامه بالبحث في صورة الجنوب بالدراما تضمن المؤتمر السنوي لاتحاد كتاب مصر بالأقصر حفل توقيع لديوان “وجوه المدينة الحجرية” للشاعرة شادية حفظي، تلته ندوة نقدية حول الديوان تحدث فيها الدكتور النوبي عبدالراضي، والشاعر والناقد سيد صدقي، وقدمها الأديب الشايب تكلا.
وتضمنت أجندة المؤتمر كذلك ثلاث أمسيات شعرية، الأولى أدارها الشاعر أشرف بدير، وشارك فيها الشعراء جاد شقيري ورأفت عزمي وشادية حفظي وشاذلي عبدالعزيز وعادل صابر وعبدالعزيز لبيب وعبيد طربوش وفتحي عبدالسميع ومحمود مرعي.
◄ نخبة من الباحثين اتفقت على أن الدراما لم تقدم صورة حقيقية عن الجنوب المصري والفن ليس تسجيلا للواقع
أما الأمسية الشعرية الثانية فأدارها الشاعر محمد جاد المولي، وشارك فيها الشعراء أشرف البولاقي وأوفي عبدالله الأنور وسيد الطيب وسيد عطيتو وعبدالله عبدالصبور وعلي حسان ومحمد أبودوح.
فيما أدار الأمسية الشعرية الثالثة الشاعر الدكتور النوبي عبدالراضي، وشارك فيها الشعراء أحمد الشباط وأحمد علي وأحمد الجنابي وحسني الإتلاتي وجمال الأقصري وخالد حلمي الطاهر وزين الرزيقي وعبدالحليم محمد عبداللاهي ويحيى بحر ويحيى سمير.
وكرّم المؤتمر عددا من المبدعين هم: الشاعر والفنان التشكيلي محمود الشنقرابي، الذي اختير شخصية المؤتمر، والقاص والروائي محمد عبدالعال المريسي، والشاعر عباس حمزة، والشاعر عادل صابر، والشاعر سيد الطيب.
الدورة الحادية عشرة شهدت كذلك حفل تكريم الفائزين بجوائز مسابقة أشرف بدير الأدبية، وهم: الشاعر حسني الإتلاتي والشاعر علي حسان والشاعر محمود مرعي والشاعرة نعمة عبدالتواب.
وكرّمت الجائزة كذلك الشاعر أوفي عبدالله الأنور إلى جانب القاص والشاعر رأفت عزمي والشاعرة شادية حفظي.
تولى رئاسة الدورة الحادية عشرة من مؤتمر فرع اتحاد كتاب مصر، الباحث والناقد والشاعر فتحي عبدالسميع، وتولى أمانته العامة الأديب علي حسان، وأشرف على فعالياته الشاعر محمد جاد المولى، رئيس فرع اتحاد كتاب مصر بمحافظة الأقصر.
ShareWhatsAppTwitterFacebook