تويت
{ حتى بص الحركة دي}
كتب الدكتور محمود شوبر من العراق
شوبّر ( خوش ولد ومحترم وكريم جدا ، سوالنا اشياء كثير مهمة ، ما انسى كرمه، و مؤدب جدا ومهذب وفنان مهم يفرض حضوره على الساحة بقوة) هنا قاطعه ( الطرف الثاني) قائلاً ؛( كل هاي الصفات بي؟) قال ؛ نعم واكثر ولكن عيبه هذه ( الانا).
شنو ( مسويلي شوبرياليزيم)!
طبعاً تعمدت ان اكتب باللهجة الدارجة في العراق، لكون ان الحوار كان عراقياً هذه المرة، وحقيقة امتعني كثيرا هذا الانزعاج من ( الشوبرياليزم) التي ارى حضورها في كثير من اعمال بعض الاخوة الذين اعرفهم والذين لا اعرفهم ولكن يبعثها المحبين ليقولوا انظر يا ( شوبّر)
اليوم شاهدت لقاء تلفزيوني للنجم العربي ( احمد حلمي) الذي حقق فيلمه الاخير ( واحد ثاني) حضوراً من قبل خمسين مليون مشاهد داخل صالات السينما في الحبيبة مصر . بمعنى قرابة نصف التعداد السكاني بالمحروسة.
سالته مقدمة البرنامج ؛ هل هذا يجعلك بالمقدمة
اجابها بكل اريحية ولباقة ؛ نحن لسنا بسباق خيل، كل واحد يعمل اللي عنده والجمهور يقييم الاشياء، اعجبتني فعلا براعته بالاجابة وسرعتها ودقة التوصيف الذكي الذي استعمله.
ولا ادري لماذا تذكرت لقاء مدير عام البستنة والغابات في وزارة الزراعة العراقية حينما سألته المذيعة عن المخاوف من جفاف السدود العراقية وشحة الموارد المائية هذا الموسم والذي سوف يؤدي الى تصحر يعم البلاد والى كارثة بيئية.فاجاب ( حفظه الله) ؛ ابدا انا ايجابي جدا وغير قلق نهائيا.
وقلت مع نفسي ( حينما يكون الرجل المناسب في المكان المناسب) يكون تحديات الصعاب مسيطر عليه بشكل علمي ومدروس) ولم اكمل حديثي مع نفسي حتى بادرته المذيعة ؛ هل توجد لدينا حلول لهذا الجفاف والخطر البيئي.
اجاب وبكل قوة ( نعم لدينا 100.000 حل ) لهذا التصحر.
مما جعلني اصرخ وانا اتابعه ( عفية) يعني ( برافوووو) وانا اصفق ، طبعا لم يتركني ( منتشياً) باجابته ( العظيمة) حتى بدأ بتعداد الحلول المائة الف
1. صلاة الاستسقاء
2. الدعاء
3. التقرب من الله تعالى
وسكت ، ولم يكمل الحلول ، مما جعلني في حيرة من امري ، هل هذا الرجل ( صاحي) اولا وقبل كل شيء طبعا ، هل هذا منطق لمسؤول عن البساتين والغابات بالعراق، ( الذي كان يسمى بارض السواد لكثرة بساتينه واراضيه المزروعة )هل يعقل بمثل هكذا عقول نتمكن من ادارة بلد مأزوم ونحن بالقرن الواحد وعشرين.
طبعا انا وكما يعرف الجميع ليس ضد ( التقرب الى الله تعالى) وليس ضد الصلاة بجميع اشكالها وطقوسها، واكيد انا ملتزم بالدعاء وبشكل مستمر . ولكن ، ان تكون بمنصب ( مدير عام) في حكومة ( تكنوقراط) ويكون منطقك العلمي بهذا الشكل فعلينا التوقف كثيرا ، ورفع ايدينا الى السماء بكل صدق ان ( يقلبها ) الله تعالى ويريحنا من هؤلاء الذي چثموا كالضواري على جسد فطيسة باتت ريحتها لاتزكم الانوف فقط بل تخترق الافاق.
اعود للنجم ( حلمي) متخلصاً من ( كابوسي ) المرعب الذي حدثتكم عنه قبل قليل، حيث سمعت اغنيته ( الراب) ( حتى بص الحركة دي) والتي حققت نجاحاً منقطع النظير على منصات التواصل الاحتماعي.سألت نفسي ، ايعقل ان تكون الاغنية اهم من اغاني ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد وفايزة ونجاة وكثيرين من الاسماء التي هيمنت على ذائقة الغناء والموسيقى العربية، والاجابة واضحة ان كل هؤلاء النجوم هم ابناء زمنهم مضاف الى كونهم اشتغلوا باجتهاد على تخليد انفسهم من تلك الاغاني التي يحفظها ابناء جيلنا، ولكن مايحصل الان هو الذهاب بقوة الى الاشياء الجديدة التي تجعل المتلقي يستمتع بلا تعقيدات او تأخير.
الزمن كفيل بجرف الاشياء، وهكذا كان لوجود ال( شوبريالبزيم) ضرورتها ليس لأنني صاحب فكرتها، بل لاننا نحتاح الى تنظير ودراية تامة عن الفن.
التكملة في المكتوب القادم ان شاء الله تعالى