Jehad Hasan أكاديمية كبار
١ يونيو ٢٠١٩ ·
الذكريات الجميلة
---------------------
عشنا سنوات ٍمن هذا العمر ونحن نركض وراء الدنيا ونعمل في اليوم الواحد أكثر من اثنتي عشرة ساعةً من دون توقّفٍ ونحن سعداء وطبعًا هذا كان قبل سنوات الحرب والذّكريات الجميلة الّتي عشناها مع أهلنا والأصدقاء والجيران وكانت الألفة والمحبة موجودةً في حياتنا اليوميّة وكنّا نتشارك في مناسبات الفرح والحزن وكان هناك تقاسمٌ مشتركٌ بين أغلبيّة النّاس
وأتذكّر مواقف جميلةً ولطيفةً من الأهل والأصدقاء وحتّى الجيران ومن ضمن هذه المواقف الوقوف مع بعضنا البعض في أغلب الأحيان
وكنّا نشعر بالحنين والحبّ المشترك بيننا وكانت الألفة موجودةً والضحكة على الوجوه رغم بعض الأصدقاء ووضعهم المادي العاديّ ولكنّهم كانوا سعداء والسعادة كانت تسكن قلوبهم وفجأة أتت الحرب وبدأت الأمور كلّها تختلف والناس بدأت تتغيّر لدرجةٍ وصلت الأمور فيها عند بعض النّاس أنّهم ما عادوا يشعرون بالآخرين وطبعًا هذا ليس حال الكلّ فقد بقي الذّهب العتيق الّذي لاتغيّره الأيّام وظهر أشخاصٌ كنّا نعرفهم بسطاء وفجأة تغيّرت أحوالهم المعيشيّة السّابقة وظهر عليهم الثراء السريع والذي أستغربه بهذه السرعة كيف تغيّرت أحوالهم لاأدري والبلد في وضع حربٍ وأدركت فيما بعد سرّ أحوالهم المتغيّرة بشكلٍ مفاجئٍ
ووصلت بنا الأمور ببعض الأوقات الصّعبة أنّنا كنّا نشتهي الطعام والّشراب وأصبح كلّ شيءٍ غاليًا والأسعار خياليّةّ لاتصدَّق والأعمال أغلبها توقفت عند أغلبيّة الناس وهنا ظهر موقف الإنسان المحبّ لأخيه الإنسان وبدأت الأمور تتحسّن عند البعض بسبب مساعدة الأهل والأصدقاء والأقارب المغتربين منذ عشرات السنين والحمد لّله لأن بعض النّاس تكتب أسماؤهم بماء الذّهب على مواقفهم الإنسانيّة الّتي عملوها وقدّموها
إنّ الحياة تعلّمنا أشياء كثيرةً وأنا طبعًا تعرّضت لمواقف من الصّعب سردها في مقالٍ فهي تحتاج إلى كتابٍ خاصٍّ عن المعاناة الّتي تعرّضت لها وعن بعض الناس الّذين كنت أظنّهم أصدقاء ولكن للأسف الشّديد فقد سقطت الأقنعة الّتي كانت على وجوههم كلّ هذا بسبب الحرب وبسبب الضائقة الماديّة وطبعًا لاأنكر فضل أشخاصٍ أوفياء بقوا على طيبتهم المعهودة فيهم وبعد مرور ثلاث سنواتٍ قدّر لي أن أسافر وسافرت إلى ألمانيا
وهنا بدأ الكشف الجديد لبعض النّاس إذ أنّ بعض الأصدقاء ألغوا صداقتي على الفيس بوك وحتى على اتصالي لايردّون
استغربت من موقفهم هذا وتبيّن لي معدنهم المهترء الّذي تبدّل في لحظاتٍ قصيرةٍ
أسأل نفسي في أغلب الأحيان لماذا كنّا نتظاهر بأشياء وفي زمن الحرب تغيّرنا ؟
على ماأظنّ لايوجد حربٌ يمكن أن تستمرّ العمر كلّه فسيبقى هناك متّسعٌ من الوقت بهذا العمر وأكيد سنلتقي في يوم من الأيام
ولكن كيف سيكون اللقاء ؟
أنا من طبعي أسامح ولكن سيكون لي موقفٌ جديدٌ مع من تقاسمت معهم رغيف الخبز وأتمنّى أن نتذكّر أن الحياة تعلّمنا أشياء كثيرةّ وكلّ يومٍ نتعلّم في مدرسة الحياة
------------------
جهاد حسن
ألمانيا
١ يونيو ٢٠١٩ ·
الذكريات الجميلة
---------------------
عشنا سنوات ٍمن هذا العمر ونحن نركض وراء الدنيا ونعمل في اليوم الواحد أكثر من اثنتي عشرة ساعةً من دون توقّفٍ ونحن سعداء وطبعًا هذا كان قبل سنوات الحرب والذّكريات الجميلة الّتي عشناها مع أهلنا والأصدقاء والجيران وكانت الألفة والمحبة موجودةً في حياتنا اليوميّة وكنّا نتشارك في مناسبات الفرح والحزن وكان هناك تقاسمٌ مشتركٌ بين أغلبيّة النّاس
وأتذكّر مواقف جميلةً ولطيفةً من الأهل والأصدقاء وحتّى الجيران ومن ضمن هذه المواقف الوقوف مع بعضنا البعض في أغلب الأحيان
وكنّا نشعر بالحنين والحبّ المشترك بيننا وكانت الألفة موجودةً والضحكة على الوجوه رغم بعض الأصدقاء ووضعهم المادي العاديّ ولكنّهم كانوا سعداء والسعادة كانت تسكن قلوبهم وفجأة أتت الحرب وبدأت الأمور كلّها تختلف والناس بدأت تتغيّر لدرجةٍ وصلت الأمور فيها عند بعض النّاس أنّهم ما عادوا يشعرون بالآخرين وطبعًا هذا ليس حال الكلّ فقد بقي الذّهب العتيق الّذي لاتغيّره الأيّام وظهر أشخاصٌ كنّا نعرفهم بسطاء وفجأة تغيّرت أحوالهم المعيشيّة السّابقة وظهر عليهم الثراء السريع والذي أستغربه بهذه السرعة كيف تغيّرت أحوالهم لاأدري والبلد في وضع حربٍ وأدركت فيما بعد سرّ أحوالهم المتغيّرة بشكلٍ مفاجئٍ
ووصلت بنا الأمور ببعض الأوقات الصّعبة أنّنا كنّا نشتهي الطعام والّشراب وأصبح كلّ شيءٍ غاليًا والأسعار خياليّةّ لاتصدَّق والأعمال أغلبها توقفت عند أغلبيّة الناس وهنا ظهر موقف الإنسان المحبّ لأخيه الإنسان وبدأت الأمور تتحسّن عند البعض بسبب مساعدة الأهل والأصدقاء والأقارب المغتربين منذ عشرات السنين والحمد لّله لأن بعض النّاس تكتب أسماؤهم بماء الذّهب على مواقفهم الإنسانيّة الّتي عملوها وقدّموها
إنّ الحياة تعلّمنا أشياء كثيرةً وأنا طبعًا تعرّضت لمواقف من الصّعب سردها في مقالٍ فهي تحتاج إلى كتابٍ خاصٍّ عن المعاناة الّتي تعرّضت لها وعن بعض الناس الّذين كنت أظنّهم أصدقاء ولكن للأسف الشّديد فقد سقطت الأقنعة الّتي كانت على وجوههم كلّ هذا بسبب الحرب وبسبب الضائقة الماديّة وطبعًا لاأنكر فضل أشخاصٍ أوفياء بقوا على طيبتهم المعهودة فيهم وبعد مرور ثلاث سنواتٍ قدّر لي أن أسافر وسافرت إلى ألمانيا
وهنا بدأ الكشف الجديد لبعض النّاس إذ أنّ بعض الأصدقاء ألغوا صداقتي على الفيس بوك وحتى على اتصالي لايردّون
استغربت من موقفهم هذا وتبيّن لي معدنهم المهترء الّذي تبدّل في لحظاتٍ قصيرةٍ
أسأل نفسي في أغلب الأحيان لماذا كنّا نتظاهر بأشياء وفي زمن الحرب تغيّرنا ؟
على ماأظنّ لايوجد حربٌ يمكن أن تستمرّ العمر كلّه فسيبقى هناك متّسعٌ من الوقت بهذا العمر وأكيد سنلتقي في يوم من الأيام
ولكن كيف سيكون اللقاء ؟
أنا من طبعي أسامح ولكن سيكون لي موقفٌ جديدٌ مع من تقاسمت معهم رغيف الخبز وأتمنّى أن نتذكّر أن الحياة تعلّمنا أشياء كثيرةّ وكلّ يومٍ نتعلّم في مدرسة الحياة
------------------
جهاد حسن
ألمانيا