منها لغات منطقة الشرق الأوسط الأحد 2024/12/15
البحث عن أسواق أوسع
في ظل التقدم السريع الذي تشهده صناعة الذكاء الاصطناعي، بدأت الشركات الصينية في التركيز بشكل متزايد على تطوير منتجات متعددة اللغات، بهدف التوسع في الأسواق العالمية والتنافس مع الشركات الكبرى في هذا المجال. ويشمل هذا التوجه تطوير أدوات وتقنيات قادرة على التعامل مع اللغات المختلفة بشكل فعال، سواء في الترجمة الآلية، أو توليد النصوص، أو فهم اللغات الطبيعية.
بكين ـ تواصل شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تطوير منتجات متعددة اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، وذلك بهدف التخلص من قيود اللغة الإنجليزية، وتلبية احتياجات فئات أوسع من الناس حول العالم.
ومن بين الشركات التي تساهم في إنشاء نماذج لغوية مختلفة، شركة “آسيابوتس” وهي شركة للذكاء الاصطناعي مقرها هونغ كونغ وتأسست في عام 2017.
وقال كريس شوم تشيو-فاي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “آسيابوتس” إن الشركة أعطت الأولوية في البداية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي باللغة الكانتونية، وهي لهجة محلية من اللغة الصينية تستخدم في مناطق قوانغدونغ وماكاو وهونغ كونغ. ومع مرور الوقت، تزايد طلب العملاء على حلول الذكاء الاصطناعي بلغات مختلفة.
وتلقت الشركة طلبات من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمات الترجمة بين اللغات الكانتونية ولغات منطقة الشرق الأوسط. وجاء هذا الطلب عقب الخطاب السياسي لهذا العام، الذي دعا إلى جذب المزيد من السياح المسلمين، وتشجيع سيارات الأجرة في المدينة على تقديم معلومات باللغة العربية للزوار من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نقص البيانات المتاحة للغات الأقل شيوعا يؤدي إلى أخطاء في التعرف على الكلام وتحويله إلى نص
ومنذ العام الماضي، تحولت شركة “فوتي”، وهي شركة أخرى للذكاء الاصطناعي مقرها هونغ كونغ، إلى تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي للغات الأقل شيوعا، بعد أن كانت تركز في السابق على جمع البيانات وتحليلها.
وقال مهندس الذكاء الاصطناعي جاكي تشان هو-كيت، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة “فوتي”، إن لديه مشاعر متضاربة حول هذه الصناعة، ففي حين يتطلع إلى مستقبل حيث يبلغ الذكاء الاصطناعي ذروته ويمتلك قدرات إدراكية أشبه بقدرات البشر، فإنه يشعر بقلق عميق من أنه لن يفهم سوى اللغة الإنجليزية.
وأضاف “بالنظر إلى الوضع اللغوي الراهن، فمن المرجح إلى حد كبير أن يكون ذلك واقعا وليس مجرد تهويل”.
بدوره، قال تساو جيان نونغ، أستاذ كرسي في قسم الحوسبة في جامعة هونغ كونغ للتقنية، إن نماذج لغة الذكاء الاصطناعي السائدة، وخاصة تلك التي تنشأ في الغرب، مصممة للجماهير الناطقة بالإنجليزية، مع استخدام الترجمات للغات الأخرى كوظائف دعم فقط، مؤكدا أن هذه التقنيات قد تساهم في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتضر بالتنوع الثقافي العالمي وستكون أكثر ظلما لغير الناطقين باللغة الإنجليزية.
ورغم تفوق العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي السائدة في الترجمة بين اللغات المستخدمة على نطاق واسع مثل الإنجليزية والصينية، فإنها تواجه تحديات كبيرة عندما تتعامل مع اللغات الأقل شيوعا. ويعود ذلك إلى نقص البيانات المتاحة لهذه اللغات، وهو ما يؤدي إلى أخطاء في التعرف على الكلام وتحويله إلى نص.
شركة "آسيابوتس" أعطت الأولوية في البداية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي باللغة الكانتونية، وهي لهجة محلية من اللغة الصينية
وفي بعض الحالات، قد تجد البلدان ذات البنية التحتية التكنولوجية المحدودة أن معلوماتها على الإنترنت متاحة في الغالب باللغة الإنجليزية، وليس بلغتها الأصلية.
ويمكن التغلب على هذه التحديات طالما لدى العملاء الموارد المالية لجمع البيانات اللازمة، حسبما قال كريس شوم.
وتابع شوم قائلا إن “آسيابوتس” تجمع البيانات من البحوث الشاملة والمصادر المفتوحة غير المخالفة. كما يقدم العملاء البيانات للشركة أو يمولونها لإجراء جمع البيانات في الموقع.
وبعد جمع البيانات، تتعاون المنظمة مع الجامعات المحلية وتوظف ناطقين بلغتهم الأم لصقل حلول الذكاء الاصطناعي وإضفاء الطابع المحلي عليها، لمواءمتها مع الثقافات والأطر القانونية الإقليمية للتغلب على الحواجز الثقافية.
ومنذ تأسيسها، وسعت الشركة قواعد بياناتها اللغوية على مدى السنوات السبع الماضية لتشمل 22 لغة، بما في ذلك الإندونيسية والفلبينية والبرتغالية والهندية، فضلا عن لهجات أقل شيوعا.
وبعد تأسيس القدرات اللغوية، تقوم الشركة بتصميم برامج وأجهزة الذكاء الاصطناعي لتلبية متطلبات العملاء المحددة.
وبدوره قال لو له وي، مدير معهد بحوث “سينستايم”، أحد المؤسسات الرائدة في بحوث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصين ومقره شانغهاي بشرقي الصين، إنهم اهتموا باللغات الأقل شيوعا لأن تجهيز الذكاء الاصطناعي بقدرات متعددة اللغات أمر جيد أيضا لتحسينه.
وأضاف لو أن الأهم من ذلك، تم تصميم الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشرية، وينبغي أن يعطي مستقبله الأولوية لإمكانية الوصول والاستخدام واسع النطاق، وليس إهمال بعض الفئات، مؤكدا أن هذا هو الهدف الأصلي، وهو أيضا الهدف النهائي لسعي البشرية إلى التقدم التكنولوجي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
البحث عن أسواق أوسع
في ظل التقدم السريع الذي تشهده صناعة الذكاء الاصطناعي، بدأت الشركات الصينية في التركيز بشكل متزايد على تطوير منتجات متعددة اللغات، بهدف التوسع في الأسواق العالمية والتنافس مع الشركات الكبرى في هذا المجال. ويشمل هذا التوجه تطوير أدوات وتقنيات قادرة على التعامل مع اللغات المختلفة بشكل فعال، سواء في الترجمة الآلية، أو توليد النصوص، أو فهم اللغات الطبيعية.
بكين ـ تواصل شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تطوير منتجات متعددة اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، وذلك بهدف التخلص من قيود اللغة الإنجليزية، وتلبية احتياجات فئات أوسع من الناس حول العالم.
ومن بين الشركات التي تساهم في إنشاء نماذج لغوية مختلفة، شركة “آسيابوتس” وهي شركة للذكاء الاصطناعي مقرها هونغ كونغ وتأسست في عام 2017.
وقال كريس شوم تشيو-فاي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “آسيابوتس” إن الشركة أعطت الأولوية في البداية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي باللغة الكانتونية، وهي لهجة محلية من اللغة الصينية تستخدم في مناطق قوانغدونغ وماكاو وهونغ كونغ. ومع مرور الوقت، تزايد طلب العملاء على حلول الذكاء الاصطناعي بلغات مختلفة.
وتلقت الشركة طلبات من حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمات الترجمة بين اللغات الكانتونية ولغات منطقة الشرق الأوسط. وجاء هذا الطلب عقب الخطاب السياسي لهذا العام، الذي دعا إلى جذب المزيد من السياح المسلمين، وتشجيع سيارات الأجرة في المدينة على تقديم معلومات باللغة العربية للزوار من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نقص البيانات المتاحة للغات الأقل شيوعا يؤدي إلى أخطاء في التعرف على الكلام وتحويله إلى نص
ومنذ العام الماضي، تحولت شركة “فوتي”، وهي شركة أخرى للذكاء الاصطناعي مقرها هونغ كونغ، إلى تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي للغات الأقل شيوعا، بعد أن كانت تركز في السابق على جمع البيانات وتحليلها.
وقال مهندس الذكاء الاصطناعي جاكي تشان هو-كيت، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة “فوتي”، إن لديه مشاعر متضاربة حول هذه الصناعة، ففي حين يتطلع إلى مستقبل حيث يبلغ الذكاء الاصطناعي ذروته ويمتلك قدرات إدراكية أشبه بقدرات البشر، فإنه يشعر بقلق عميق من أنه لن يفهم سوى اللغة الإنجليزية.
وأضاف “بالنظر إلى الوضع اللغوي الراهن، فمن المرجح إلى حد كبير أن يكون ذلك واقعا وليس مجرد تهويل”.
بدوره، قال تساو جيان نونغ، أستاذ كرسي في قسم الحوسبة في جامعة هونغ كونغ للتقنية، إن نماذج لغة الذكاء الاصطناعي السائدة، وخاصة تلك التي تنشأ في الغرب، مصممة للجماهير الناطقة بالإنجليزية، مع استخدام الترجمات للغات الأخرى كوظائف دعم فقط، مؤكدا أن هذه التقنيات قد تساهم في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتضر بالتنوع الثقافي العالمي وستكون أكثر ظلما لغير الناطقين باللغة الإنجليزية.
ورغم تفوق العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي السائدة في الترجمة بين اللغات المستخدمة على نطاق واسع مثل الإنجليزية والصينية، فإنها تواجه تحديات كبيرة عندما تتعامل مع اللغات الأقل شيوعا. ويعود ذلك إلى نقص البيانات المتاحة لهذه اللغات، وهو ما يؤدي إلى أخطاء في التعرف على الكلام وتحويله إلى نص.
شركة "آسيابوتس" أعطت الأولوية في البداية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي باللغة الكانتونية، وهي لهجة محلية من اللغة الصينية
وفي بعض الحالات، قد تجد البلدان ذات البنية التحتية التكنولوجية المحدودة أن معلوماتها على الإنترنت متاحة في الغالب باللغة الإنجليزية، وليس بلغتها الأصلية.
ويمكن التغلب على هذه التحديات طالما لدى العملاء الموارد المالية لجمع البيانات اللازمة، حسبما قال كريس شوم.
وتابع شوم قائلا إن “آسيابوتس” تجمع البيانات من البحوث الشاملة والمصادر المفتوحة غير المخالفة. كما يقدم العملاء البيانات للشركة أو يمولونها لإجراء جمع البيانات في الموقع.
وبعد جمع البيانات، تتعاون المنظمة مع الجامعات المحلية وتوظف ناطقين بلغتهم الأم لصقل حلول الذكاء الاصطناعي وإضفاء الطابع المحلي عليها، لمواءمتها مع الثقافات والأطر القانونية الإقليمية للتغلب على الحواجز الثقافية.
ومنذ تأسيسها، وسعت الشركة قواعد بياناتها اللغوية على مدى السنوات السبع الماضية لتشمل 22 لغة، بما في ذلك الإندونيسية والفلبينية والبرتغالية والهندية، فضلا عن لهجات أقل شيوعا.
وبعد تأسيس القدرات اللغوية، تقوم الشركة بتصميم برامج وأجهزة الذكاء الاصطناعي لتلبية متطلبات العملاء المحددة.
وبدوره قال لو له وي، مدير معهد بحوث “سينستايم”، أحد المؤسسات الرائدة في بحوث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصين ومقره شانغهاي بشرقي الصين، إنهم اهتموا باللغات الأقل شيوعا لأن تجهيز الذكاء الاصطناعي بقدرات متعددة اللغات أمر جيد أيضا لتحسينه.
وأضاف لو أن الأهم من ذلك، تم تصميم الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشرية، وينبغي أن يعطي مستقبله الأولوية لإمكانية الوصول والاستخدام واسع النطاق، وليس إهمال بعض الفئات، مؤكدا أن هذا هو الهدف الأصلي، وهو أيضا الهدف النهائي لسعي البشرية إلى التقدم التكنولوجي.
انشرWhatsAppTwitterFacebook