انجراف".. قصيدة غير متوقعة للشفاء والتواصل الإنساني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انجراف".. قصيدة غير متوقعة للشفاء والتواصل الإنساني


























    "انجراف".. قصيدة غير متوقعة للشفاء والتواصل الإنساني




    علي المسعود


    الأحد 2024/11/24




    انشر
    WhatsApp
    Twitter
    Facebook





    فيلم يتحدى أفكارنا حول ماهية اللاجئين


    الهجرة واللجوء قضايا العصر اليوم. الكثير من الأفلام تناولت هذه القضية وقدمت لمحة تعاطف مع المهاجرين، لكن القليل من تلك الأفلام تعامل مع هؤلاء دون شفقة وقدم حيواتهم من زوايا مختلفة تؤكد أن لهؤلاء لحظات سعيدة ولهم أحلام وكرامة وشغف وقصص، إنهم بشر أجبروا على الرحيل. وهذا ما التقطه فيل "انجراف" دون أن يكون فيلما عن الهجرة واللجوء.


    ‏فيلم “انجراف” أول فيلم باللغة الإنجليزية للمخرج السنغافوري أنتوني تشين، الذي يستند على رواية الكاتب ألكسندر ماكسيك “علامة لقياس الانجراف” التي نالت استحسان النقاد عام 2013. الفيلم ‏‏سيناريو‏‏ سوزان فاريل وألكسندر ماكسيك، وتلعب الممثلة والمغنية البريطانية سينثيا إريفو فيه دور جاكلين، امرأة مهاجرة تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في جزيرة يونانية بعد فرارها من ليبيريا التي مزقتها الحرب.
    تتدبر جاكلين أمورها على لطفها الصغير وذكائها، وتقدم خدمة تدليك القدمين لمرتادي الشواطئ في منتجع مقابل بضعة دولارات لدرء جوعها عن طريق غمس أطراف أصابعها في عبوات السكر، وهي تحاول الحفاظ على كرامتها وسط الظروف الصعبة. لكن وجودها الانفرادي ينقلب رأسا على عقب عندما تلتقي بمرشدة سياحية أميركية تدعى كالي (الممثلة عراقية الأصل علياء شوكت) وتبدأ في التفكير في شكل الحياة.
    امرأة وحيدة

    “انجراف” هو الفيلم الروائي الطويل الثالث لتشين، عرض لأول مرة في مهرجان سوندانس السينمائي الدولي. يركز المخرج نظرنا على شخصية محددة جاكلين (سينثيا إريفو)، وهي امرأة ليبيرية تسعى إلى النجاة في جزيرة يونانية لم يذكر اسمها. من خلال الانغماس بعمق في حياتها الداخلية الممزقة، يجبرنا تشين على التعاطف معها أو ببساطة الاهتمام بها كلاجئة تبحث عن الأمان، في الوقت الذي تضع فيه الدول الأوروبية سقوفا لاستقبال المهاجرين وسياسات الترحيل القاسية.
    قصة تعكس وضع العديد من اللاجئينما يميز شخصية إريفو أيضا عن الشخصيات المركزية الأخرى في أحدث روايات اللاجئين هو الوضع شبه النخبوي الذي كانت تتمتع به في حياتها الماضية. يدعونا تشين إلى أن نسقط عليها التوقعات المعتادة من العوز المطلق وقلة الخبرة. كانت جاكلين ابنة وزير رفيع المستوى في ليبيريا تحت حكم تشارلز تايلور، قبل أن تبلغ الحرب الأهلية الثانية في البلاد منذ الاستقلال ذروتها في الإطاحة العنيفة بحكومته (التي بنيت هي نفسها على انقلاب دموي). تواصل هروبها إلى البحر الأبيض المتوسط الأوروبي والمصير الذي ينتظر عائلتها كونه مجهولا في البداية.
    بعد أن تمكنت من التهرب من الشرطة المحلية في الجزيرة من خلال التظاهر بأنها صحافية إنجليزية لتبديد شكوكهم حول الظروف التي تعيش فيها، تقضي اليوم التالي في التجول في منطقة جبلية هادئة في الجزيرة. هناك، تلتقي كالي المرشدة السياحية الأميركية التي أحبت رجلا يونانيا ولكنها انفصلت عنه. جاكلين، التي كان ترددها في طلب أيّ شكل من أشكال المساعدة من أيّ شخص من المحتمل أن تكون حساسة للغاية، تمكنت تدريجيا من الكشف عن الطبيعة الدقيقة ومدى الصدمة التي تعاني منها بفضل صديقتها الجديدة، مما يعطي سياقا للاضطرابات التي ينقلها بخبرة أداء الممثلة إريفو الهادئ القائم على الإيماءات.
    يعتمد فيلم “انجراف” على ذكريات الماضي لإظهار تدهور حياة بطلته في ليبيريا، يبدأ بعد ذلك في نسج جميع مكوناته بشكل مثالي كأداة درامية. السرد الذي يغطي رحلة جاكلين الشخصية والتي تم تحديدها مسبقا من خلال آثار الأقدام في الرمال التي نراها في الافتتاحية، حيث يتم محوها تدريجيا بسبب المد الهائج. جاكلين (المرشحة لجائزة الأوسكار مرتين سينثيا إريفو)، لاجئة شابة، تعيش بمفردها وهي مفلسة في جزيرة يونانية، حيث تحاول أولا البقاء على قيد الحياة ثم التعامل مع ماضيها. بينما تستجمع قوتها، تبدأ صداقة مع مرشدة سياحية بلا جذور (علياء شوكت) ويجدون معا المرونة للمضي قدما.
    ‏بشعرها الحليق وتنورتها الجينز المتواضعة وقميصها الرمادي وصندلها تتجنب جاكلين الناس، ويبدو أن الرجال يشعلون غريزة هروبها أكثر من غيرهم، ولاسيما الوحيد في المنطقة الذي يشاركها لون بشرتها وقارتها الأصلية، بائع متجول مهاجر ودود يحاول مساعدتها ويناديها “أختي” ولكنها تهرب منه، في نفس الوقت، تحاول الهروب من ذكريات الماضي القاسية التي تطاردها وتعذبها. عندما تحتاج إلى التواصل أو الحديث فإنها تستخدم لهجتها الإنجليزية الراقية، وهي علامة على أنها متعلمة ومن طبقة متميزة، وأن انفصالها عن المصطافين الأوروبيين الأثرياء في مدارها – الذين يمكن أن تطلب مساعدتهم بسهولة عندما تقوم بتدليك أقدامهم مقابل بضعة دولارات – متعمد جزئيا.‏















يعمل...
X