الوجود العربي السوري في المغرب العربي قبل الفتح الإسلامي
١ - وثقت النقوش والسجلات الرومانية وجود وإستقرار العرب السوريين سواء عسكريا أو تجاريا أو حضريا في البلاد المغربية طيلة العصر الروماني
وكان معظم العرب الذين نزلوا المغرب العربي ينتمون إلى مدن وبلاد حمص وإيطورية وتدمر والأنباط والبادية الشامية
ومن المعلوم عند الباحثين أن سكان بلاد حمص وتدمر والإيطوريين والأنباط هم عرب الأصل وهذا ما أكده الباحث روس بيرنز
[ DAMASCUS A History ROSS BURNS ( 2 Edition ) p117 ]
٢ - ذكر الباحث جرينجر أنه وفقا للسجلات الرومانية فقد تمركزت أربعة عشر وحدة عسكرية سورية عربية على الحدود الصحراوية الموريتانية، من مناطق عربية مثل إيطورية وكوماجين وحمص وتدمر. وتركز هذه الوحدات في الولايات الموريتانية كان له تأثير كبير نظرًا لقلة السكان هناك، مما أثر على الجوانب الحيوية والإقتصادية والدينية.
وتشهد بعض الأسماء القديمة على الوجود السوري العربي في شمال إفريقيا، مثل اسم "نوميروس سيروروم" وهو الاسم القديم لمدينة مغنية الواقعة بين المغرب والجزائر.
وأستقر في نوميديا جنود من أجزاء مختلفة من سوريا ومن عرب الصحراء السورية وشغل العرب مناصب عليا مثل سلاماليانوس، الحاكم العربي لنوميديا.
[ Syrian Influences in the Roman Empire to AD 300 , John D. Grainger pp23-35-118-119-127 ]
٣ - وقد ساهم الجنود العرب في نقل الحضارة السامية إلى المغرب العربي
حيث أثبت الباحث كاركوبينو وجود قوات سورية عربية في نوميديا، وتمركزت وحدتان عسكريتان من تدمر وحمص في القنطرة في الجزائر ، وكان تأثيرهم كبيرًا لدرجة أنهم أسسوا جيبًا للحضارة السامية غرب جبال الأوراس وقد كان لاولئك الجنود العرب علما باللغات البربرية المنطوقة بين العوام
[ Yann Le Bohec. The Imperial Roman Army. p. 232 ]
٤ - وتحت حكم الإمبراطور ألكسندر سيفيروس ، الذي كانت جدته عربية من السلالة الملكية في حمص، وصل الإعتماد على الجنود السوريين والشرقيين المتزايد في موريتانيا الطنجية إلى ذروته مع تعزيز أو إستبدال الحاميات العسكرية بالجنود من تدمر.
وقد وطن ألكسندر هؤلاء الجنود في المزارع والمستوطنات الموجودة في منطقة الحدود ليقوموا بحمايتها كحرس للحدود.
[ John Wacher , The Roman World (2013) p255 ]
٥ - وأختار العديد من الجنود السوريين العرب المتمركزين في المغرب العربي الإستقرار هناك بعد إنتهاء خدمتهم، ومنهم مكسيموس زبديبعل وهو أحد المحاربين التدمريين القدامى، حيث أقامت زوجته شاهداً على قبره يحمل اسمه.
[ Rubina Raja. The Oxford Handbook of Palmyra. p257]
٦ - وعلاوة على ذلك فأن من المتفق عليه أن الجنود التدمريين العرب الذين أستقروا في المغرب خلّفوا أحفادًا حافظوا على روابطهم مع تدمر، كما يظهر في عبادتهم لآلهتها مثل بعل وملكبعل.
وأندمج هؤلاء الأحفاد في المجتمع المحلي عبر الانضمام للوحدات العسكرية والخدمة المدنية، مما ساهم في دمج آلهة تدمر في البانثيون المحلي.
[ Georg Christ, Patrick Sänger, Mike Carr. Military Diasporas: Building of Empire in the Middle East and Europe (550 BCE-1500 CE). ]
٧ - ولم يكن وجود العرب في مدن المغرب العربي متوقف على كونهم جنود مستقرين أو ناشرين للثقافة المشرقية العربية بل كان لهم وجود تجاري
وهذا يظهر من نقش لاتيني من لامبايزيس ( تازولت في الجزائر ) تركه رجل تدمرّي يُدعى موكيموس (مقيمو) حيث يمكن أن نستنتج وجود المدنيين العرب في المدينة : ولا يُذكر موكيموس كجندي؛ ربما كان تاجراً.
واسم 'موكيموس' هو النسخة اللاتينية المنقولة من الاسم العربي 'مقيم'
[ Andrew M. Smith II. Roman Palmyra: Identity, Community, and State Formation p168 - 169 ]
[ H. Al-Qudrah, M. Alzou'bi, S. Al-Ma'ani. "New Thamudic Inscriptions from Al-Jafr Region in the Southeast Jordan" p3-4 ]
وتُظهر هذه الروابط المستمرة في العهد الروماني، الإستمرارية التاريخية لحركة هجرة الساميين والعرب إلى المغرب، منذ العصور القديمة وحتى الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
وهذا يعود لهجرة العرب القدماء مع غيرهم من أجناس الشرق إلى المغرب العربي منذ القدم
منقول
١ - وثقت النقوش والسجلات الرومانية وجود وإستقرار العرب السوريين سواء عسكريا أو تجاريا أو حضريا في البلاد المغربية طيلة العصر الروماني
وكان معظم العرب الذين نزلوا المغرب العربي ينتمون إلى مدن وبلاد حمص وإيطورية وتدمر والأنباط والبادية الشامية
ومن المعلوم عند الباحثين أن سكان بلاد حمص وتدمر والإيطوريين والأنباط هم عرب الأصل وهذا ما أكده الباحث روس بيرنز
[ DAMASCUS A History ROSS BURNS ( 2 Edition ) p117 ]
٢ - ذكر الباحث جرينجر أنه وفقا للسجلات الرومانية فقد تمركزت أربعة عشر وحدة عسكرية سورية عربية على الحدود الصحراوية الموريتانية، من مناطق عربية مثل إيطورية وكوماجين وحمص وتدمر. وتركز هذه الوحدات في الولايات الموريتانية كان له تأثير كبير نظرًا لقلة السكان هناك، مما أثر على الجوانب الحيوية والإقتصادية والدينية.
وتشهد بعض الأسماء القديمة على الوجود السوري العربي في شمال إفريقيا، مثل اسم "نوميروس سيروروم" وهو الاسم القديم لمدينة مغنية الواقعة بين المغرب والجزائر.
وأستقر في نوميديا جنود من أجزاء مختلفة من سوريا ومن عرب الصحراء السورية وشغل العرب مناصب عليا مثل سلاماليانوس، الحاكم العربي لنوميديا.
[ Syrian Influences in the Roman Empire to AD 300 , John D. Grainger pp23-35-118-119-127 ]
٣ - وقد ساهم الجنود العرب في نقل الحضارة السامية إلى المغرب العربي
حيث أثبت الباحث كاركوبينو وجود قوات سورية عربية في نوميديا، وتمركزت وحدتان عسكريتان من تدمر وحمص في القنطرة في الجزائر ، وكان تأثيرهم كبيرًا لدرجة أنهم أسسوا جيبًا للحضارة السامية غرب جبال الأوراس وقد كان لاولئك الجنود العرب علما باللغات البربرية المنطوقة بين العوام
[ Yann Le Bohec. The Imperial Roman Army. p. 232 ]
٤ - وتحت حكم الإمبراطور ألكسندر سيفيروس ، الذي كانت جدته عربية من السلالة الملكية في حمص، وصل الإعتماد على الجنود السوريين والشرقيين المتزايد في موريتانيا الطنجية إلى ذروته مع تعزيز أو إستبدال الحاميات العسكرية بالجنود من تدمر.
وقد وطن ألكسندر هؤلاء الجنود في المزارع والمستوطنات الموجودة في منطقة الحدود ليقوموا بحمايتها كحرس للحدود.
[ John Wacher , The Roman World (2013) p255 ]
٥ - وأختار العديد من الجنود السوريين العرب المتمركزين في المغرب العربي الإستقرار هناك بعد إنتهاء خدمتهم، ومنهم مكسيموس زبديبعل وهو أحد المحاربين التدمريين القدامى، حيث أقامت زوجته شاهداً على قبره يحمل اسمه.
[ Rubina Raja. The Oxford Handbook of Palmyra. p257]
٦ - وعلاوة على ذلك فأن من المتفق عليه أن الجنود التدمريين العرب الذين أستقروا في المغرب خلّفوا أحفادًا حافظوا على روابطهم مع تدمر، كما يظهر في عبادتهم لآلهتها مثل بعل وملكبعل.
وأندمج هؤلاء الأحفاد في المجتمع المحلي عبر الانضمام للوحدات العسكرية والخدمة المدنية، مما ساهم في دمج آلهة تدمر في البانثيون المحلي.
[ Georg Christ, Patrick Sänger, Mike Carr. Military Diasporas: Building of Empire in the Middle East and Europe (550 BCE-1500 CE). ]
٧ - ولم يكن وجود العرب في مدن المغرب العربي متوقف على كونهم جنود مستقرين أو ناشرين للثقافة المشرقية العربية بل كان لهم وجود تجاري
وهذا يظهر من نقش لاتيني من لامبايزيس ( تازولت في الجزائر ) تركه رجل تدمرّي يُدعى موكيموس (مقيمو) حيث يمكن أن نستنتج وجود المدنيين العرب في المدينة : ولا يُذكر موكيموس كجندي؛ ربما كان تاجراً.
واسم 'موكيموس' هو النسخة اللاتينية المنقولة من الاسم العربي 'مقيم'
[ Andrew M. Smith II. Roman Palmyra: Identity, Community, and State Formation p168 - 169 ]
[ H. Al-Qudrah, M. Alzou'bi, S. Al-Ma'ani. "New Thamudic Inscriptions from Al-Jafr Region in the Southeast Jordan" p3-4 ]
وتُظهر هذه الروابط المستمرة في العهد الروماني، الإستمرارية التاريخية لحركة هجرة الساميين والعرب إلى المغرب، منذ العصور القديمة وحتى الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
وهذا يعود لهجرة العرب القدماء مع غيرهم من أجناس الشرق إلى المغرب العربي منذ القدم
منقول