دكتورة زيدن، المدرسة التوراتية في التاريخ إلى أين وصلت بعد أن تبين أن معظم أدبياتها ونظرياتها قائمة على أساسات مهتزة كونها أخذت من تراث الهلال الخصيب السابق للتوراة بحوالي 1000 إلى 2000 سنة؟
لدي مشكلة كبيرة مع هذه المدرسة التوراتية وهذا له علاقة بفلسفة التاريخ التي تحدثت عنها سابقاً.
فكل المنقبين التوراتيين الذين أتوا إلى فلسطين جاؤوا وفي عقولهم التوراة. ولأقل أنهم مبرمجون وفق الناظم التوراتي. لقد جاؤوا ليجدوا ما حفظوه وتلقنوه. وأرى أنه من الأفضل لو أنهم أتوا ليدرسوا ما في هذه البلاد وليدعوا تلك الكتب على الرفوف وعندما نجد شيئاً ورد ذكره في التوراة حينها وبعد التأكد نستطيع أن نقول ورد هذا في التوراة. فنحن في مجال العلم، والعلم لا يحتمل التأويلات والإعداد المسبق للأفكار.
إن علم الآثار التوراتي سبّب الكثير من الدمار والضرر في دراسة تاريخ المنطقة وكل " إسرائيل " قائمة على التوراة. وهم يقولون " لقد جئنا لفلسطين لأن التوراة قالت ذلك ". هذا غير ممكن ولا يمكن القيام بذلك لذريعة أو احتمال أو توهم.
في كل مرة نتحدث فيها عن فلسطين يرفعون في وجهنا توراتهم وأنا أرى فلسطين المستقلة عن التوراة هذه الشهادة المقدسة. وأن مأساة " الإسرائيليين " تكمن في رغبتهم بأن يبرهنوا حقائق حديثة تاريخية وسياسية عن طريق كتاب ديني قديم ولا أظن من منطلق العلم أن هذا ممكناً.
عام / 1967 / كنت أدرس في لندن حيث عرض علينا محاضرة بعد فترة قصيرة من احتلال القدس تدل على أنهم بدأوا التنقيب حول الحرم الشريف فقد حفروا الأنفاق حول المباني في القدس القديمة ليكشفوا عن هيكل لم يعثر عليه هناك. وهم الآن ينقبون في المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليعثروا على الهيكل الذي في الأساس كان عبارة عن بناء صغير. وهذا الأمر يشبه من يذهب إلى الفاتيكان للتنقيب عن أثار رومانية تحته.
طبعاً هذا يدل على أن في رؤوسهم رؤية مسبقة ويريدون بكافة الوسائل إثباتها وعبر فلسفة التاريخ لهذا ثمة حاجز بيني وبين هذه الفلسفة.
وأعتقد أنكم سمعتم عن قصة اكتشاف الثور الكنعاني الذي وجد بالمئات بل بالألوف في سورية. هذا الثور كان موجوداً في معابد بعل. وحين جرف اليهود الآثار الإسلامية عثروا على أحد هذه التماثيل [ طبعاً قلت جرفوا الآثار الإسلامية حيث يرمونها في البحر ]. هذا الثور يرمز إلى الخصب وورد في أساطير الرافدين أيضاً وحين عثر عليه اليهود قالوا أنه الثور الذهبي الذي ورد ذكره في التوراة !
بينما الحقيقة العلمية تثبت أنه كنعاني وجد في الأماكن الكنعانية. طبعاً بعد اكتشافهم له وضعوا سيناريو لفيلم في هيوليود اسمه " الفتاة والثور الذهبي " هذا كله " فانتازيا " لا يقبلها العلم وترفضها الحقيقة العلمية.
حوار مع د. هيلغا زيدن - ألمانيا - كتابنا حوارات في الحضارة السورية .
لدي مشكلة كبيرة مع هذه المدرسة التوراتية وهذا له علاقة بفلسفة التاريخ التي تحدثت عنها سابقاً.
فكل المنقبين التوراتيين الذين أتوا إلى فلسطين جاؤوا وفي عقولهم التوراة. ولأقل أنهم مبرمجون وفق الناظم التوراتي. لقد جاؤوا ليجدوا ما حفظوه وتلقنوه. وأرى أنه من الأفضل لو أنهم أتوا ليدرسوا ما في هذه البلاد وليدعوا تلك الكتب على الرفوف وعندما نجد شيئاً ورد ذكره في التوراة حينها وبعد التأكد نستطيع أن نقول ورد هذا في التوراة. فنحن في مجال العلم، والعلم لا يحتمل التأويلات والإعداد المسبق للأفكار.
إن علم الآثار التوراتي سبّب الكثير من الدمار والضرر في دراسة تاريخ المنطقة وكل " إسرائيل " قائمة على التوراة. وهم يقولون " لقد جئنا لفلسطين لأن التوراة قالت ذلك ". هذا غير ممكن ولا يمكن القيام بذلك لذريعة أو احتمال أو توهم.
في كل مرة نتحدث فيها عن فلسطين يرفعون في وجهنا توراتهم وأنا أرى فلسطين المستقلة عن التوراة هذه الشهادة المقدسة. وأن مأساة " الإسرائيليين " تكمن في رغبتهم بأن يبرهنوا حقائق حديثة تاريخية وسياسية عن طريق كتاب ديني قديم ولا أظن من منطلق العلم أن هذا ممكناً.
عام / 1967 / كنت أدرس في لندن حيث عرض علينا محاضرة بعد فترة قصيرة من احتلال القدس تدل على أنهم بدأوا التنقيب حول الحرم الشريف فقد حفروا الأنفاق حول المباني في القدس القديمة ليكشفوا عن هيكل لم يعثر عليه هناك. وهم الآن ينقبون في المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليعثروا على الهيكل الذي في الأساس كان عبارة عن بناء صغير. وهذا الأمر يشبه من يذهب إلى الفاتيكان للتنقيب عن أثار رومانية تحته.
طبعاً هذا يدل على أن في رؤوسهم رؤية مسبقة ويريدون بكافة الوسائل إثباتها وعبر فلسفة التاريخ لهذا ثمة حاجز بيني وبين هذه الفلسفة.
وأعتقد أنكم سمعتم عن قصة اكتشاف الثور الكنعاني الذي وجد بالمئات بل بالألوف في سورية. هذا الثور كان موجوداً في معابد بعل. وحين جرف اليهود الآثار الإسلامية عثروا على أحد هذه التماثيل [ طبعاً قلت جرفوا الآثار الإسلامية حيث يرمونها في البحر ]. هذا الثور يرمز إلى الخصب وورد في أساطير الرافدين أيضاً وحين عثر عليه اليهود قالوا أنه الثور الذهبي الذي ورد ذكره في التوراة !
بينما الحقيقة العلمية تثبت أنه كنعاني وجد في الأماكن الكنعانية. طبعاً بعد اكتشافهم له وضعوا سيناريو لفيلم في هيوليود اسمه " الفتاة والثور الذهبي " هذا كله " فانتازيا " لا يقبلها العلم وترفضها الحقيقة العلمية.
حوار مع د. هيلغا زيدن - ألمانيا - كتابنا حوارات في الحضارة السورية .