المعتقد التدمري:
تبعاً لثقافة تدمر,نحن أمام بنية معتقدية ذهنية أساسها,البنية المشرقية الموغلة في القدم.
لذا فإننا نجد أن عالم الرموز التدمرية,حوى رموزاً معتقدية مشرقية /كنعانية عمورية/ وآرامية ثم عربية,وكونها مدينة تجارية فلابد أن نجد فيها رموزاً لإثنيات أخرى,أوحضورات لرموز يونانية ورومانية وفارسية. غير أن المحتوى المعتقدي التدمري والأساسي لا يخرج عن نطاق الذهنية المعتقدية المشرقية. فثمة إله كبير,عال ومن ثم آلهة أدنى مرتبة.
وفي فترة الفاعلية الديمغرافية العربية,نجد أن لكل قبيلة من القبائل الأربع الكبيرة معبداً خاصاً بها والذي يبدو أنه لوأسعف الزمن والتاريخ تدمر,لمضت ذهنيتها المعتقدية نحوالوحدانية,عبر اندماجها الاجتماعي في هيئة اجتماعية واحدة. ويبدو أن تباشير هذا الأمر قد حصلت منذ منتصف القرن الثاني الميلادي,حيث عثر في نفق نبع "أفقا" على نقوش وكتابات تكرّم إلهاً يحمل لقب الرب الرحمن الرحيم,وقد ورد بالتدمرية" لبريك شلما علما " الرب الذي بورك اسمه إلى الأبد الرحمن الرحيم,وقد عظمت شعبية هذا الإله على أي رمز آخر ما يمنح دلالة على وجود نوع من الترابط والتوحد الاجتماعي.
/ يمكن لمن يريد الاستزادة ،الاطلاع على كتاب صدر حديثاً بعنوان " النقوش التدمرية القديمة للدكتور علي صقر أحمد . وزارة الثقافة السورية ، حيث يذكر نقوشاً عديدة ورد فيها اسم هذا الإله وأوصافه مثل : المبارك اسمه إلى الأبد ،الطيب الرحمن ،العطوف ، الرحيم ،ص233 وما بعد / .
وكان دوسو قد أشار أيضاً إلى أن الأنباط كالتدمريين كانوا يعبدون الله.
والذي يبدو أن المعتقد التدمري بما تقدمه المنحوتات التدمرية والأوابد والوثائق يشتمل على إله كبير هو بل,وهو من أصل كنعاني عموري/بعض الأبحاث تشير إلى ترابطه مع بعل,بعد إخفاء العين/
وللإله بل في تدمر معبدٌ,هو من أكبر المعابد,وعلى جري أحوال المدن التجارية,فدوماً يقرن المعبد الكبير بسوق كبير تجاري.
وهذا ما كان في تدمر,لا بل أن باحة معبد بل كانت تجري فيها معارض دولية وأسواق تجارية.
وقدمت منحوتات تدمر,أن بل الإله الرئيس للمدينة,وثمة يرحبول وهو إله الشمس وعجلبول وهو إله القمر.
ويتميز عجلبول بهلال يظهر قرناه من جانبي العنق,وقد ينقش الهلال على جبينه.
عجلبول : تعني قمر الإله بل
يرحبول: تعني شمس الإله بل/علماً أن يرح تعني القمر في الآرامية و مع هذا وردت في تدمر وردت في تدمر كرمز لشمس الإله بل/.
وهناك رسول الإله بل هو ملك بل أو ملكبول.
ويبدو أن عجلبول ويرحبول,هي تجليات سماوية طبيعية للإله بل,أما الملاك الرسول فهو ناقل لكلمة وأوامر بل . وتبعاً للواقع الديمغرافي نجد الرموز الاعتقادية العربية حاضرة مثل اللات,التي كان من رموزها سعفة النخيل والنجم الثماني,كما كان هناك رموز مثل,رحم,منعم وأبجل وسلسان وسعد وأسد وأشر وأسلم وبعل شمين.
ويبدو أن ماعدا بعل شمين,فإن باقي الرموز تختص بقبائل صغيرة عربية اندمجت في الفضاء التدمري,أما في ذكر الإله الذي تبارك اسمه للأبد,فيعتقد أنه هو نفسه الله,الذي شاعت عبادته عند الصفائيين والثموديين واللحيانيين والأنباط ولدى عرب شمال الجزيرة العربية.
والحياة المعتقدية في تدمر وكون أن مجتمعها لم يصل إلى درجة الاندماج الكامل,فإننا نجد بقايا الطقوس والمعتقدات الآرامية مع الطقوس العربية.
فالموائد المقدسة والولائم كانت تلعب دوراً مهماً في الحياة الاعتقادية في تدمر,وهي تلبي حاجة الذبيحة المشتركة التي تشكل عند أهل البادية,العمل الطقسي الأكثر شهرة وتميزاً.(85)
وكما وجدنا في الفاعلية الكنعانية,كان في تدمر جمعيات اعتقادية أخذت اسم مرزح,وكان رئيسها يحمل لقب رئيس الندوة,حيث يتم انتخابه سنوياً من بين أكثر الشخصيات أهمية.\وهذا سوف نجد صداه بعد حوالي 300 سنة في مكة حين أنشأ قصي داراً للندوة في مكة عنت بالشأن الاجتماعي العام \.
وكون أن ثقافة تدمر زراعية - تجارية,فقد كان الخمر يلعب دورا طقسياً مهماً,ومن الطريف هنا أن نجد عربياً من القبائل العربية,لم يندغم بعد في الإيقاع المعتقدي التدمري المتمدن,فكان غريباً عن هذه الممارسات والشعائر,حيث قام في تكريسه بالتشديد على أن إلهه هو شيع القوم,الذي لا يحلل الخمر أي لا يقبل إراقة الخمر.(86)
وكان يجري في تدمر,طواف للإله أوالرمز,حيث يوضع تمثاله على الجمل أوالجواد,وكان العرب يسمونه " القبة" وربما كانت حراسة هذه القبة من اختصاص النساء,حيث يقدم لنا نقش تدمري مجموعتين من النسوة,وقد حجبن رؤوسهن تماما" بردائهن؟؟
بشار خليف
تبعاً لثقافة تدمر,نحن أمام بنية معتقدية ذهنية أساسها,البنية المشرقية الموغلة في القدم.
لذا فإننا نجد أن عالم الرموز التدمرية,حوى رموزاً معتقدية مشرقية /كنعانية عمورية/ وآرامية ثم عربية,وكونها مدينة تجارية فلابد أن نجد فيها رموزاً لإثنيات أخرى,أوحضورات لرموز يونانية ورومانية وفارسية. غير أن المحتوى المعتقدي التدمري والأساسي لا يخرج عن نطاق الذهنية المعتقدية المشرقية. فثمة إله كبير,عال ومن ثم آلهة أدنى مرتبة.
وفي فترة الفاعلية الديمغرافية العربية,نجد أن لكل قبيلة من القبائل الأربع الكبيرة معبداً خاصاً بها والذي يبدو أنه لوأسعف الزمن والتاريخ تدمر,لمضت ذهنيتها المعتقدية نحوالوحدانية,عبر اندماجها الاجتماعي في هيئة اجتماعية واحدة. ويبدو أن تباشير هذا الأمر قد حصلت منذ منتصف القرن الثاني الميلادي,حيث عثر في نفق نبع "أفقا" على نقوش وكتابات تكرّم إلهاً يحمل لقب الرب الرحمن الرحيم,وقد ورد بالتدمرية" لبريك شلما علما " الرب الذي بورك اسمه إلى الأبد الرحمن الرحيم,وقد عظمت شعبية هذا الإله على أي رمز آخر ما يمنح دلالة على وجود نوع من الترابط والتوحد الاجتماعي.
/ يمكن لمن يريد الاستزادة ،الاطلاع على كتاب صدر حديثاً بعنوان " النقوش التدمرية القديمة للدكتور علي صقر أحمد . وزارة الثقافة السورية ، حيث يذكر نقوشاً عديدة ورد فيها اسم هذا الإله وأوصافه مثل : المبارك اسمه إلى الأبد ،الطيب الرحمن ،العطوف ، الرحيم ،ص233 وما بعد / .
وكان دوسو قد أشار أيضاً إلى أن الأنباط كالتدمريين كانوا يعبدون الله.
والذي يبدو أن المعتقد التدمري بما تقدمه المنحوتات التدمرية والأوابد والوثائق يشتمل على إله كبير هو بل,وهو من أصل كنعاني عموري/بعض الأبحاث تشير إلى ترابطه مع بعل,بعد إخفاء العين/
وللإله بل في تدمر معبدٌ,هو من أكبر المعابد,وعلى جري أحوال المدن التجارية,فدوماً يقرن المعبد الكبير بسوق كبير تجاري.
وهذا ما كان في تدمر,لا بل أن باحة معبد بل كانت تجري فيها معارض دولية وأسواق تجارية.
وقدمت منحوتات تدمر,أن بل الإله الرئيس للمدينة,وثمة يرحبول وهو إله الشمس وعجلبول وهو إله القمر.
ويتميز عجلبول بهلال يظهر قرناه من جانبي العنق,وقد ينقش الهلال على جبينه.
عجلبول : تعني قمر الإله بل
يرحبول: تعني شمس الإله بل/علماً أن يرح تعني القمر في الآرامية و مع هذا وردت في تدمر وردت في تدمر كرمز لشمس الإله بل/.
وهناك رسول الإله بل هو ملك بل أو ملكبول.
ويبدو أن عجلبول ويرحبول,هي تجليات سماوية طبيعية للإله بل,أما الملاك الرسول فهو ناقل لكلمة وأوامر بل . وتبعاً للواقع الديمغرافي نجد الرموز الاعتقادية العربية حاضرة مثل اللات,التي كان من رموزها سعفة النخيل والنجم الثماني,كما كان هناك رموز مثل,رحم,منعم وأبجل وسلسان وسعد وأسد وأشر وأسلم وبعل شمين.
ويبدو أن ماعدا بعل شمين,فإن باقي الرموز تختص بقبائل صغيرة عربية اندمجت في الفضاء التدمري,أما في ذكر الإله الذي تبارك اسمه للأبد,فيعتقد أنه هو نفسه الله,الذي شاعت عبادته عند الصفائيين والثموديين واللحيانيين والأنباط ولدى عرب شمال الجزيرة العربية.
والحياة المعتقدية في تدمر وكون أن مجتمعها لم يصل إلى درجة الاندماج الكامل,فإننا نجد بقايا الطقوس والمعتقدات الآرامية مع الطقوس العربية.
فالموائد المقدسة والولائم كانت تلعب دوراً مهماً في الحياة الاعتقادية في تدمر,وهي تلبي حاجة الذبيحة المشتركة التي تشكل عند أهل البادية,العمل الطقسي الأكثر شهرة وتميزاً.(85)
وكما وجدنا في الفاعلية الكنعانية,كان في تدمر جمعيات اعتقادية أخذت اسم مرزح,وكان رئيسها يحمل لقب رئيس الندوة,حيث يتم انتخابه سنوياً من بين أكثر الشخصيات أهمية.\وهذا سوف نجد صداه بعد حوالي 300 سنة في مكة حين أنشأ قصي داراً للندوة في مكة عنت بالشأن الاجتماعي العام \.
وكون أن ثقافة تدمر زراعية - تجارية,فقد كان الخمر يلعب دورا طقسياً مهماً,ومن الطريف هنا أن نجد عربياً من القبائل العربية,لم يندغم بعد في الإيقاع المعتقدي التدمري المتمدن,فكان غريباً عن هذه الممارسات والشعائر,حيث قام في تكريسه بالتشديد على أن إلهه هو شيع القوم,الذي لا يحلل الخمر أي لا يقبل إراقة الخمر.(86)
وكان يجري في تدمر,طواف للإله أوالرمز,حيث يوضع تمثاله على الجمل أوالجواد,وكان العرب يسمونه " القبة" وربما كانت حراسة هذه القبة من اختصاص النساء,حيث يقدم لنا نقش تدمري مجموعتين من النسوة,وقد حجبن رؤوسهن تماما" بردائهن؟؟
بشار خليف