لوحة كارافاجيو المنسية تُعرض للمرة الأولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوحة كارافاجيو المنسية تُعرض للمرة الأولى

    زيارات ———-

    لوحة كارافاجيو المنسية تُعرض للمرة الأولى

    ظهرت إلى النور مؤخراً لوحة منسوبة إلى الرسام الإيطالي الشهير مايكل أنجلو ميريسي، المعروف باسم كارافاجيو، بعد عقود من الغياب عن أعين الجمهور. هذه التحفة الفنية تصور مافيو باربيريني، أحد أبرز الأرستقراطيين في عصره، والذي توج لاحقاً كبابا أوربان الثامن في عام 1623. يعد هذا العرض الأول للوحة منذ اكتشاف وجودها قبل أكثر من ستين عاماً، ويجري حالياً في قصر باربيريني في روما.
    تعود اللوحة إلى عام 1598، حينما كان كارافاجيو في بدايات مسيرته الفنية. يظهر فيها باربيريني شاباً في الثلاثين من عمره، مرتدياً قبعة سوداء وعباءة خضراء بلا أكمام، وهي رموز كاثوليكية تعكس مكانته الدينية والاجتماعية آنذاك. اللوحة تجسد باربيريني ممسكاً برسالة في يده اليسرى، بينما تمتد يده اليمنى خارج الإطار تقريباً، وهو أسلوب يبرز البراعة الفنية لكارافاجيو في تصوير الحركة والبعد الثالث.
    باربيريني، الذي سيصبح لاحقًا أحد أكثر الباباوات نفوذاً في التاريخ، كان شخصية بارزة في السياسة والفنون. خلال فترة حكمه، استطاع توسيع نفوذ الكنيسة الكاثوليكية باستخدام القوة العسكرية والدهاء السياسي، وأصبح راعياً مهماً للفنون في عصر الباروك. من بين أشهر الفنانين الذين دعمهم كان النحات جان لورينزو برنيني، أحد أعمدة الفن الباروكي. ومع ذلك، كانت علاقة أوربان الثامن بالعلوم متناقضة، حيث أجبر العالم جاليليو جاليلي على التراجع عن آرائه بشأن مركزية الشمس.
    اللوحة، التي أعيد عرضها مؤخراً، كانت جزءاً من مجموعة باربيريني العائلية لقرون، متنقلة بين الأجيال حتى الثلاثينيات من القرن الماضي. خلال تلك الفترة، تضاءلت معرفة وجودها، حيث اختفت الوثائق الداعمة لتكليفها أو شرائها. ولم يعرف عن اللوحة سوى القليل حتى ستينيات القرن العشرين، عندما تناولها عالم كارافاجيو الإيطالي روبرتو لونجي في إحدى مقالاته.
    يعيد هذا العرض اللوحة إلى جذورها في قصر باربيريني، الذي يعتبر اليوم مقر المعرض الوطني للفنون القديمة في روما. بني القصر خلال فترة بابوية أوربان الثامن على يد المهندس المعماري كارلو ماديرنو، وكان شاهداً على ذروة العصر الباروكي.
    تميزت أعمال كارافاجيو بواقعية درامية واستخدامه المذهل للضوء والظل، وهو ما يظهر جلياً في هذه اللوحة. تحوي اللوحة تفاصيل تعكس براعة الفنان في تصوير التعابير الإنسانية والإيماءات الحسية. اليد الممتدة من اللوحة تُعتبر عنصراً محورياً يعكس قدرة كارافاجيو على كسر الحاجز بين العمل الفني والمشاهد، مما يجعل المتلقي يشعر وكأن الشخصية تخرج من إطار الزمن.
    هذا الكشف عن اللوحة يمثل حدثاً ثقافياً هاماً، حيث يتيح للجمهور فرصة استكشاف أحد أعمال كارافاجيو المجهولة. كما يعيد التأكيد على أهمية دور الفن في توثيق التاريخ وارتباطه الوثيق بشخصياته المحورية. اللوحة ليست فقط شهادة على موهبة كارافاجيو، بل أيضاً على العلاقة بين الفن والسياسة والسلطة في عصر النهضة والباروك.
يعمل...
X