ينافس ضمن مسابقة «البحر الأحمر السينمائي» ..
مراجعة فيلم | «إلى أرضٍ مجهولة» لـ مهدي فليفل
قصيدة مريرة في البحث عن وطن بديل
جدة ـ خاص «سينماتوغراف»
إن المأزق المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون وما يتعرضون له حالياً في غزة، ينعكس في فيلم مهدي فليفل الروائي الأول «إلى أرض مجهولة» وإن كان مكان أحداثه مختلفة، هذا العمل الذي ينافس في المسابقة الرئيسية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الرابع، يدعو إلى التفكير والتأمل، بل والتحريض من أجل البقاء.
فلسطينيان يائسان تقطعت بهم السبل في أثينا، اليونان، في دراما المهاجرين المفجعة، حيث تدور الأحداث حول المصاعب القاسية التي يواجهها اللاجئون الذين غادروا وطنهم الخطر ليجدوا أنفسهم بلا وطن، وهي قصة مثيرة للاهتمام.
الفيلم الفلسطيني، صُنع بعناية فائقة ويتميز بأداء بطلين قويين تم ترجمته بعناية إلى الشاشة بعدسة متعاطفة.
منذ أن وصل شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح) من لبنان إلى اليونان بدون أوراق، وهما يحاولان الهجرة إلى ألمانيا بحلم افتتاح مقهى. لكن إيجاد طريق إلى هناك ليس بالأمر السهل. كما أن شراء جوازات سفر مزورة يتطلب أموالاً طائلة، وهو ما لا يملكه ابنا العمين بعد. فيلجآن إلى طرق مختلفة بغيضة لتمويل وثائق سفرهما، السرقة من السكان المحليين المطمئنين في الحديقة، وسرقة الأحذية وبيعها في الشارع، وحتى اللجوء إلى الدعارة.
وبالطبع، من المستحيل أن تشاهد فيلم ”إلى أرض مجهولة“ ولا تفكر فيما يحدث حاليًا في غزة. يستكشف فليفل، الذي تناول مخيمات اللاجئين في لبنان في فيلمه الوثائقي ”عالم ليس لنا“عام 2012، ماهية الشعور بأن تكون بلا وطن، أن تكون عالقًا بين حدود ليست حدودك، بين الحياة التي عشتها ذات يوم والحياة التي تأمل أن تعيشها مرة أخرى. ينتهي بك الأمر بالتشبث بأقرب ما يذكرك بالوطن. بالنسبة لشاتيلا، الوطن هو رضا.
شاتيلا هو الأكثر مسؤولية من بين الزوجين، حيث يقوم بتخزين ما يكسبه من مال. كما أن لديه زوجة وابن يبلغ من العمر عامين لا يزالان في مخيم لبناني يأمل في إحضارهما بمجرد أن يكسب ما يكفي من المال في ألمانيا.
هذا الهدف يجعله جادًا وأحادي التفكير، وهي النبرة التي يصقلها بكري من خلال سلوكه الصارم وجسده المتوتر. أما رضا، من ناحية أخرى، فهو مدمن مخدرات متعافٍ من الإدمان، ونادراً ما تستمر لحظات إقلاعه عن المخدرات لأكثر من شهر. عمل شاتيلا جاهداً للحفاظ على سلامة ابن عمه غير المتزن. إلا أن شراكتهما تصل إلى ذروتها عندما ينفق رضا أموالهما على المخدرات، مما يعني أن عليهما البدء من جديد.
"إلى أرضٍ مجهولة" فيلم يتصاعد توتره بسبب النكسات العديدة التي يتعرض لها هذا الثنائي. يصادفون مالك (محمد الصرافة)، وهو صبي صغير تُرك في اليونان دون أهله، يحاول السفر إلى عمته في إيطاليا. ولفترة من الوقت، يخلق وجود مالك بعض المشاهد الدافئة بين الثلاثي والتي تمنح هذه القصة الكئيبة بعض لحظات البهجة القليلة التي تنطوي عليها. لكن هذه العائلة المؤقتة لا تدوم طويلاً، إذ يدبر شاتيلا خطة لجلب المال من خلال إعادة الطفل إلى عمته عن طريق تاتيانا (أنجليكا بابوليا)، وهي امرأة يونانية عنيدة يواعدها. إنها خطة بسيطة مع الكثير من التعقيدات. والتعقيدات هي التي تمنح الفيلم روحًا لاذعة. لأنه في عالم تتكدس فيه الأوراق السياسية والعاطفية والقانونية ضد اللاجئين، يكون الفشل حاضراً دائماً.
يحتل شاتيلا ورضا ركنًا مكتظًا بالسكان ومتهالكًا في أثينا حيث ينام الكثيرون من الشرق الأوسط، ويسكنه تجار مخدرات ومنفذو عمليات وشخصيات أخرى مشبوهة، ليتحول الفيلم فجأة، إلى عمل تشويقي مكثف عن الاختطاف.
لكن يمكن القول حتى مع هذا التغيير، يظل الفيلم متماسكًا وعاطفيًا، ويوازن بين تلك التصورات النوعية مع نزعة إنسانية ملحوظة، حيث نرى إلى أي مدى يرغب شاتيلا في الذهاب لتحقيق أحلامه خلال بحثه عن وطن بديل.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
مراجعة فيلم | «إلى أرضٍ مجهولة» لـ مهدي فليفل
قصيدة مريرة في البحث عن وطن بديل
جدة ـ خاص «سينماتوغراف»
إن المأزق المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون وما يتعرضون له حالياً في غزة، ينعكس في فيلم مهدي فليفل الروائي الأول «إلى أرض مجهولة» وإن كان مكان أحداثه مختلفة، هذا العمل الذي ينافس في المسابقة الرئيسية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الرابع، يدعو إلى التفكير والتأمل، بل والتحريض من أجل البقاء.
فلسطينيان يائسان تقطعت بهم السبل في أثينا، اليونان، في دراما المهاجرين المفجعة، حيث تدور الأحداث حول المصاعب القاسية التي يواجهها اللاجئون الذين غادروا وطنهم الخطر ليجدوا أنفسهم بلا وطن، وهي قصة مثيرة للاهتمام.
الفيلم الفلسطيني، صُنع بعناية فائقة ويتميز بأداء بطلين قويين تم ترجمته بعناية إلى الشاشة بعدسة متعاطفة.
منذ أن وصل شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح) من لبنان إلى اليونان بدون أوراق، وهما يحاولان الهجرة إلى ألمانيا بحلم افتتاح مقهى. لكن إيجاد طريق إلى هناك ليس بالأمر السهل. كما أن شراء جوازات سفر مزورة يتطلب أموالاً طائلة، وهو ما لا يملكه ابنا العمين بعد. فيلجآن إلى طرق مختلفة بغيضة لتمويل وثائق سفرهما، السرقة من السكان المحليين المطمئنين في الحديقة، وسرقة الأحذية وبيعها في الشارع، وحتى اللجوء إلى الدعارة.
وبالطبع، من المستحيل أن تشاهد فيلم ”إلى أرض مجهولة“ ولا تفكر فيما يحدث حاليًا في غزة. يستكشف فليفل، الذي تناول مخيمات اللاجئين في لبنان في فيلمه الوثائقي ”عالم ليس لنا“عام 2012، ماهية الشعور بأن تكون بلا وطن، أن تكون عالقًا بين حدود ليست حدودك، بين الحياة التي عشتها ذات يوم والحياة التي تأمل أن تعيشها مرة أخرى. ينتهي بك الأمر بالتشبث بأقرب ما يذكرك بالوطن. بالنسبة لشاتيلا، الوطن هو رضا.
شاتيلا هو الأكثر مسؤولية من بين الزوجين، حيث يقوم بتخزين ما يكسبه من مال. كما أن لديه زوجة وابن يبلغ من العمر عامين لا يزالان في مخيم لبناني يأمل في إحضارهما بمجرد أن يكسب ما يكفي من المال في ألمانيا.
هذا الهدف يجعله جادًا وأحادي التفكير، وهي النبرة التي يصقلها بكري من خلال سلوكه الصارم وجسده المتوتر. أما رضا، من ناحية أخرى، فهو مدمن مخدرات متعافٍ من الإدمان، ونادراً ما تستمر لحظات إقلاعه عن المخدرات لأكثر من شهر. عمل شاتيلا جاهداً للحفاظ على سلامة ابن عمه غير المتزن. إلا أن شراكتهما تصل إلى ذروتها عندما ينفق رضا أموالهما على المخدرات، مما يعني أن عليهما البدء من جديد.
"إلى أرضٍ مجهولة" فيلم يتصاعد توتره بسبب النكسات العديدة التي يتعرض لها هذا الثنائي. يصادفون مالك (محمد الصرافة)، وهو صبي صغير تُرك في اليونان دون أهله، يحاول السفر إلى عمته في إيطاليا. ولفترة من الوقت، يخلق وجود مالك بعض المشاهد الدافئة بين الثلاثي والتي تمنح هذه القصة الكئيبة بعض لحظات البهجة القليلة التي تنطوي عليها. لكن هذه العائلة المؤقتة لا تدوم طويلاً، إذ يدبر شاتيلا خطة لجلب المال من خلال إعادة الطفل إلى عمته عن طريق تاتيانا (أنجليكا بابوليا)، وهي امرأة يونانية عنيدة يواعدها. إنها خطة بسيطة مع الكثير من التعقيدات. والتعقيدات هي التي تمنح الفيلم روحًا لاذعة. لأنه في عالم تتكدس فيه الأوراق السياسية والعاطفية والقانونية ضد اللاجئين، يكون الفشل حاضراً دائماً.
يحتل شاتيلا ورضا ركنًا مكتظًا بالسكان ومتهالكًا في أثينا حيث ينام الكثيرون من الشرق الأوسط، ويسكنه تجار مخدرات ومنفذو عمليات وشخصيات أخرى مشبوهة، ليتحول الفيلم فجأة، إلى عمل تشويقي مكثف عن الاختطاف.
لكن يمكن القول حتى مع هذا التغيير، يظل الفيلم متماسكًا وعاطفيًا، ويوازن بين تلك التصورات النوعية مع نزعة إنسانية ملحوظة، حيث نرى إلى أي مدى يرغب شاتيلا في الذهاب لتحقيق أحلامه خلال بحثه عن وطن بديل.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك