من أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدورة 45

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدورة 45

    من أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الدورة 45



    فلم أرزة للمخرجة ميرا شعيب الحائز على جائزة السيناريو ضمن مسابقة أفاق السينما العربية، جائزة يوسف شريف رزق الله، وحصلت بطلته دايموند عبود على جائزة أفضل ممثلة.

    كاظم مرشد السلوم
    العنوان
    أرزة أز الأرز رمز لبنان الدائم والمقدس لدى أبنائه من مختلف القوميات والطوائف والذي تتوسط علمه، اختارته المخرجة ميرا شعيب عنوان لفلمها السهل الممتنع الذي نال رضا الجمهور الذي صفق له طويلاً في عرضيه على صالا الأوبرا المصرية.
    الحكاية
    أرزة هو أسم بطلة الفلم التي تعيل عائلتها من خلال بيع المعجنات لزبائنها بطريقة التوصيل( الدلفري) ، ولأنها لا تمتلك وسيلة نقل لإيصال معجناتها لزبائنها، تضطر للسير مسافات طويلة لإيصالها، يساعده في ذلك أبنها الشاب المراهق الغير مبالي كثيراً فيما تعانيه والدته.
    تعيش معها أختها المتعلقة بأبن أختها والحالمة بأشياء كثيرة بعيدا عن معاناة أختها، والتي ترفض ان تعطيها قطعة ذهب التي تمتلك لشراء دراجة نارية لابنها لتسهيل مهمة توزيع المعجنات الذين زادت طلباتهم، فتضطر لسرقة إسواره أختها وشراء الدراجة، لكن عدم مبالاة الأبن تتسب في سرقة الدراجة منه، لتبدأ أرزة وأبنها رحلة بحث عنها في كل أنحاء بيروت المقسمة طائفياً وأثنياً وهذا البحث هو الذي يرينا واقع المدينة، الناس، المعاناة، وهو الثيمة التي بني عليها الفلم.



    الحكاية
    عمدت المخرجة شعيب الى جعل حكاية فلمها هي المعبر عن واقع المدينة والانقسام الحاصل فيها، من خلال رحلة البحث عن دراجة أبنها، ففي بداية رحلة البحث تلحق مع ابنها بشاحنة تحمل دراجات نارية مختلفة، وتنجح في ايقافها، لكنها لا تتعرف على درجاتها كونها وضعت ستيكر يحمل أسم أبنها عليها ( كيان ) ، يحتج صاحب الشاحنة ويخبرها ان من يسرق الدراجات هم ( السنة ) ، وللذهاب الى هذه المنطقة عليها ان تشتري حجاب او غطاء رأس لتلبسه، هنا تذهب الى صاحبة متجر تعبر عن حالة المواطن اللبناني الذي عنده كل شيء وليس له علاقة بأي شيْ،
    تصل الى المنطقة وحين يسألونها عن أسمها وأسم أبنها تغيرهم بما يتلائم مع أسماء أبناء المنطقة، الذي يخبرونها انها يمكن ان تجد دراجتها عن منطقة ( الشيعة ) فتعود لصاحبة المتجر التي تستغرب ذلك، وتطلب منها ان تعطيها سلسلة فيها سيف الامام علي، وحين تذهب يخبروها ان دراجاتها يمكن ان تكون عن ( المراونة ) فتعود ثانية لصاحبة المتجر الت يتفقد أعصابها لكن في النهاية تعطيها الصليب الذي يرتدون وهو غير الصليب الذي يرتديه باقي المسيحيون، لكنها تفاجأ برد عنيف، لكن شخص ما يخبرها بمكان يتاجر بالدراجات الذي يقابلهم بطريقة تعبر عن لصوصيته ، لكنها تخبره انها تريد ان تشتري دراجة نارية مستعملة فيسمح لهم الدخول الى المكان الذي يحوي مئات الدراجات النارية المسروقة، فيتعرفان على دراجتهم، لكنه يطلب مقابلها ثمن باهض، فيخرجانها من المكان وتطلب من أبنها ان يذهب معه الى غرفة الدارة ليعطيه النقود، بعد ان عرف الابن غاية الأم من ذلك خصوصاً وانهم لا يملكون أي مبلغ من المال، وبمجرد دخول الرجل الى الغرفة يقوم الابن بغلق الباب عليها فيما تشغل هي الدراجة ويهربان بها، ولا يفيد الرجل صراخه وأطلاقه العيارات النارية في الهواء ورائهما.



    تأويل النص المرئي
    نجحت المخرجة ميرا شعيب بتحويل نصها البصري الى وسيلة لعرض الانقسام الذي يعاني منه مواطني لبنان، ومدى تأثير ذلك على الوضع الأمني والاقتصادي للبلد الذي شهد حربين أهليتين طويلتين، لكنه مازال يعاني من أسباب الحرب والانقسام الذي يمكن ان يشعل حرباً جديدة في أي لحظة.
    أرزة البطلة هي أرزة لبنان الشاهدة على مدى الانقسام الذي يعانيه مواطنيها، دون الحرص على بلدهم وانقاذه من مما يعانيه، فالكل يتهم الكل والكل يعتقد انه الأفضل، وأن الأخر هو المذنب والسيء، الأمر الذي يتسبب في ضياع الجيل الحالي، المتمثل هنا بالأبن وزملاؤه الذي يحلمون بالهجرة الى خارج البلاد، اذ لا أمل في بلد يرفض ساسته وطوائفه أن يستقر ليس الأن فقط بل على مدى أكثر من خمسين عاماً، ولم يمر سوى بفترات سلام بسيطة.
    الفلم لا يطرح حلول لكنه يطرح رؤيا للوضع العام من خلال حكاية بسيطة لحادثة يمكن ان تحدث في أي زمان ومكان، لكن الفلم يقول ان المكان يمكن ان يختلف عن مكان أخر، والحل يعود للأشخاص او المواطن بتدبير حاله في هذا البلد ( الطريقة التي حصلت فيها أرزة وأبنها على دراجتهم) وهو حل لا يصح أو يصلح دائماُ.
    الاشتغال
    سهل ممتنع هو الأسلوب الذي اتخذته المخرجة في إخراج فلمها، فيه الكثير من الكوميديا الهادفة ( طريقة كلام الأشخاص في المناطق المختلفة، صاحبة المحل، الأخت الحالمة المغلوبة على أمرها)، كذلك أدارة ممثليها بسلاسة واضحة، ليكون الفلم في النهاية ليس فلما عن أم تحاول ان تعيش من بيع المعجنات، بل هو فلم يعبر عن معاناة مواطنين من فقدان الأمل في العيش باستقرار في بلدهم.
    دايموند عبود أجادت دورها ببراعة لا تمتلك الا ان تتعاطف معها ومع معاناتها، وان تضحك على بعض المواقف التي مرت بها.
    أرزة هو الفلم الطويل الأول للمخرجة شعيب، التي سبق لها ان أخرجت فلماً قصير بعنوان الزنابق، شارك في مهرجان برلين عام 2017
يعمل...
X