رجمُ ثريّا ـ The Stoning Of Sorya
هذا فيلمٌ ممتعٌ و هادف و ذو رسالة ، فيلمٌ ذو قيمة إنسانية مؤثرة ، و هو يستند الى قصة حقيقية التقطها الصحفي الفرنسي ، ذو الأصل الإيراني ، " فريدون شاهبجام " الذي توفي في ذات العام الذي أُنتج فيه الفيلم ( 2008 ) . و ما أن نُشرت القصةُ على شكل رواية حتى نالت شهرةً عالمية ، و يُعَدُّ " شاهبجام " أولَ كاتبٍ ايراني يُدين نظام الجمهورية الإسلامية على نطاقٍ دولي ، من حيثُ اضطهادِ هذا النظام للطائفةِ البهائيةِ في ايران و سلبهِ لحقوق المرأة و استغلالهِ الأطفالَ في حربهِ ضد العراق .
تدور الواقعةُ الحقيقية عام 1980 ، أي بعد عامٍ من سقوط نظام الشاه و فَرض " خُميني " سلطتَه الدينية و السياسية على إيران و تطويقِ الحياة المَدنية و تحجيم و تصغير دور المرأة في المجتمع . تقع الأحداثُ في بلدةٍ حجريةٍ جبليةٍ نائية ، و معزولةٍ عن القانون ، و محكومةٍ من قِـبل جَهلَةٍ و منافقين يمثلون ذيولَ السلطة في ( طهران ) و ( قُم ) ، حيثُ تقع السيدة " ثريا منوتشهري " ذات الخامسة و الثلاثين عاماً ، ضحيةَ تُهمةٍ لفّقها ضدها زوجُها ( علي ) ، أحد أفراد ما يُسمّى بالحرس الثوري الإيراني ـ مثّل دورَه الممثلُ الإيرانيُ الأمريكي " نافيد نگهَبان " ـ و ذلك بالتعاون مع رجل الدين الخبيث ، المُداهِن ، و ذي السوابق ( مُلاّ حسن ) ، و إذ يقدّمُ الفيلمُ رسالةَ ادانةٍ صريحةٍ و واضحة عن استلاب دور المرأة في المجتمع الإيراني ، فإنه يفضح ـ أيضاً ـ الدورَ التخريبيَ الناخرَ لهذا المجتمع على يد مَن يُسمَّونَ بـ ( رجال الدين ) في ايران ، لذلك فإن الفيلمَ يُستهَل بعبارة ( لا تتصرف كالمنافق و أنت تجهر بالقرآن أمام الناس ) للشاعر " حفيظ " ، الذي هو أحد أهم شعراء ايران في القرن الرابع عشر .
كتب سيناريو الفيلم كاتبُ الروايةِ نفسُهُ " فريدون شاهبجام " بالتعاون مع مخرج الفيلم " كيريوس نورستيه " ، و هو مخرجٌ أمريكيٌ من أصلٍ مصري ، الذي استطاع أن يوجـِد تجانساً بين عناصر الفيلم الرئيسة : التمثيل و الموسيقى ــ التي وضعها " جون دِبني " ــ و التفاصيلِ الصغيرة ــ الواقعية و الموحية ــ و السيناريو و التصوير ، و الإخراج الذي يُذكّرُنا بواقعيةِ السينما الإيرانية .
المخرج " نورستيه " استطاع ، بحَذَق ، من خلال ضبط عناصر فيلمه و ربطها ، أن يستدرج المُشاهدَ و يشده الى تصاعُدِ وتيرة الأحداث التي ترويها ( زَهرا ) ــ لعبت دورَها الممثلة " شهريا أجهداشلو " الحاصلة على جائزة ( ايمي ) الأمريكية المعروفة ــ و هي خالة ( ثريا ) ــ التي مثلت دورَها الممثلةُ الإمريكية ذاتُ الأصل الإيراني " موزهان مرنو " ، و هذا أولُ دورٍ سينمائي لها .
الحكاية التي رَوَتها ( زَهرا ) ، سِرّاً ، للصحفي الفرنسي ــ الذي لعب دوره الممثل الأمريكي " جيمس سافايزل " ــ لم يكن هو غيرَ ناقلٍ لها ، فحوّل الواقعة التي سمعها الى رواية ، لتتحول الروايةُ الى فيلمٍ موجع عن حقيقةٍ ما يجري في ظل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الذي اعتبر الفيلمَ ضربةً مُهينة له ، لذلك فمن الطبيعي أن يُمنع عرضُهُ في ايران ، بل إن النظامَ سعى لدى الحكومة التركية ــ حينها ــ لمنع عرضه في تركيا ، ولكن تمَّ العرضُ مع عبارة ( للكبار فقط ) ، لا لأنه يعرّي هذا النظام ، بل لأن المَشاهدَ الأخيرةَ من الفيلم تجعل وتيرةَ الألم و الوجعَ النفسي تتصاعد لدى المُشاهِد مع الحدث الأساسي للفيلم ، و الذي جعله المُخرج يجري بطيئاً لغرض التركيز على جَسامة ما جرى من تعذيبٍ جماعيٍ يفضحُ مشاركة العوام في تشكيلة القطيع و تعميقِ حَدَثِ الجريمة .. بسببِ الجهل .
فيلم ( رَجمُ ثُريّا ) مؤثر ، و لا يُنسى ، و يستحق أكثر من مشاهدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
هذا فيلمٌ ممتعٌ و هادف و ذو رسالة ، فيلمٌ ذو قيمة إنسانية مؤثرة ، و هو يستند الى قصة حقيقية التقطها الصحفي الفرنسي ، ذو الأصل الإيراني ، " فريدون شاهبجام " الذي توفي في ذات العام الذي أُنتج فيه الفيلم ( 2008 ) . و ما أن نُشرت القصةُ على شكل رواية حتى نالت شهرةً عالمية ، و يُعَدُّ " شاهبجام " أولَ كاتبٍ ايراني يُدين نظام الجمهورية الإسلامية على نطاقٍ دولي ، من حيثُ اضطهادِ هذا النظام للطائفةِ البهائيةِ في ايران و سلبهِ لحقوق المرأة و استغلالهِ الأطفالَ في حربهِ ضد العراق .
تدور الواقعةُ الحقيقية عام 1980 ، أي بعد عامٍ من سقوط نظام الشاه و فَرض " خُميني " سلطتَه الدينية و السياسية على إيران و تطويقِ الحياة المَدنية و تحجيم و تصغير دور المرأة في المجتمع . تقع الأحداثُ في بلدةٍ حجريةٍ جبليةٍ نائية ، و معزولةٍ عن القانون ، و محكومةٍ من قِـبل جَهلَةٍ و منافقين يمثلون ذيولَ السلطة في ( طهران ) و ( قُم ) ، حيثُ تقع السيدة " ثريا منوتشهري " ذات الخامسة و الثلاثين عاماً ، ضحيةَ تُهمةٍ لفّقها ضدها زوجُها ( علي ) ، أحد أفراد ما يُسمّى بالحرس الثوري الإيراني ـ مثّل دورَه الممثلُ الإيرانيُ الأمريكي " نافيد نگهَبان " ـ و ذلك بالتعاون مع رجل الدين الخبيث ، المُداهِن ، و ذي السوابق ( مُلاّ حسن ) ، و إذ يقدّمُ الفيلمُ رسالةَ ادانةٍ صريحةٍ و واضحة عن استلاب دور المرأة في المجتمع الإيراني ، فإنه يفضح ـ أيضاً ـ الدورَ التخريبيَ الناخرَ لهذا المجتمع على يد مَن يُسمَّونَ بـ ( رجال الدين ) في ايران ، لذلك فإن الفيلمَ يُستهَل بعبارة ( لا تتصرف كالمنافق و أنت تجهر بالقرآن أمام الناس ) للشاعر " حفيظ " ، الذي هو أحد أهم شعراء ايران في القرن الرابع عشر .
كتب سيناريو الفيلم كاتبُ الروايةِ نفسُهُ " فريدون شاهبجام " بالتعاون مع مخرج الفيلم " كيريوس نورستيه " ، و هو مخرجٌ أمريكيٌ من أصلٍ مصري ، الذي استطاع أن يوجـِد تجانساً بين عناصر الفيلم الرئيسة : التمثيل و الموسيقى ــ التي وضعها " جون دِبني " ــ و التفاصيلِ الصغيرة ــ الواقعية و الموحية ــ و السيناريو و التصوير ، و الإخراج الذي يُذكّرُنا بواقعيةِ السينما الإيرانية .
المخرج " نورستيه " استطاع ، بحَذَق ، من خلال ضبط عناصر فيلمه و ربطها ، أن يستدرج المُشاهدَ و يشده الى تصاعُدِ وتيرة الأحداث التي ترويها ( زَهرا ) ــ لعبت دورَها الممثلة " شهريا أجهداشلو " الحاصلة على جائزة ( ايمي ) الأمريكية المعروفة ــ و هي خالة ( ثريا ) ــ التي مثلت دورَها الممثلةُ الإمريكية ذاتُ الأصل الإيراني " موزهان مرنو " ، و هذا أولُ دورٍ سينمائي لها .
الحكاية التي رَوَتها ( زَهرا ) ، سِرّاً ، للصحفي الفرنسي ــ الذي لعب دوره الممثل الأمريكي " جيمس سافايزل " ــ لم يكن هو غيرَ ناقلٍ لها ، فحوّل الواقعة التي سمعها الى رواية ، لتتحول الروايةُ الى فيلمٍ موجع عن حقيقةٍ ما يجري في ظل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الذي اعتبر الفيلمَ ضربةً مُهينة له ، لذلك فمن الطبيعي أن يُمنع عرضُهُ في ايران ، بل إن النظامَ سعى لدى الحكومة التركية ــ حينها ــ لمنع عرضه في تركيا ، ولكن تمَّ العرضُ مع عبارة ( للكبار فقط ) ، لا لأنه يعرّي هذا النظام ، بل لأن المَشاهدَ الأخيرةَ من الفيلم تجعل وتيرةَ الألم و الوجعَ النفسي تتصاعد لدى المُشاهِد مع الحدث الأساسي للفيلم ، و الذي جعله المُخرج يجري بطيئاً لغرض التركيز على جَسامة ما جرى من تعذيبٍ جماعيٍ يفضحُ مشاركة العوام في تشكيلة القطيع و تعميقِ حَدَثِ الجريمة .. بسببِ الجهل .
فيلم ( رَجمُ ثُريّا ) مؤثر ، و لا يُنسى ، و يستحق أكثر من مشاهدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ