فيلم المترجم Translator
رحيم الحلي _ السويد
الفيلم يذكرني بالأحداث التي عاشتها سوريا في ربيع عام 2011. ما زلت أذكر المظاهرة التي انطلقت من أسوار الجامع الأموي، والتي بدأت من قبل النخبة المثقفة في سوريا التي ضجرتْ من الفساد والاستبداد وتوارث السلطة. وكنتُ شخصياً ، أتمنى لسوريا التغيير السياسي والتحول الديمقراطي السلمي، لكن السلطة الديكتاتورية الحاكمة وجدت أن أثمان هذا الطريق أكثر كلفة عليها من الطريق العسكري. شهدت الأيام الأولى من النزاع، وقررتُ مغادرة سوريا حيث رفضتُ أن أكون طرفاً في ذلك النزاع الدامي.
نعود إلى هذا الفيلم الذي يعتبر أحد الأفلام البارزة في السينما السورية المعاصرة. يتمحور الفيلم حول احداث جرت خلال تلك المطالبات الشعبية ، والتي تحولت بفضل السلطة الديكتاتورية وأحزاب الإسلام السياسي إلى حرب أهلية. يصور الفيلم حياة الناس ومعاناتهم خلال تلك الأحداث المأساوية.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية "أنس"، وهو مترجم سوري يعيش في أستراليا، ويعود إلى سوريا. تتعقد الأمور عندما يُجبر أنس على مواجهة ماضيه وعائلته في سياق النزاع المستمر. يسلط الفيلم الضوء على تجربة اللجوء، والهوية، والصراع بين المسؤوليات التي يفرضها العمل والالتزامات أمام العائلة والأهل والأصدقاء في وطن يعيش مأساة حقيقية.
يعتمد الفيلم أسلوباً روائياً يركز على التفاصيل الحياتية للناس. حيث يتنقل بين الحاضر والماضي، وينجح في ترجمة معاناتهم ومشاعرهم خلال تلك المحنة. التقنيات السينمائية المستخدمة في الفيلم مقبولة بالنظر إلى الإمكانات المتاحة لبضعة ممثلين يعيشون في الخارج ويحاولون نقل معاناة للشعب الى العالم ، لا تتوفر لديهم الإمكانات السينمائية المطلوبة، فقد اعتمد الفيلم على المبادرات التضامنية .
يتم استخدام الألوان والإنارة بشكل يعبر عن الحالة النفسية للشخصيات. ونجحت الموسيقى التصويرية في تصوير الأجواء الإنسانية المؤثرة في الفيلم.
فيلم "المترجم" ينجح في تقديم تجربة إنسانية مثلت إحدى صور الأزمة السورية من خلال أسلوب سردي جميل وأداء قوي لأغلب ممثليه، بعضهم ممثلون معروفون للجمهور السوري والعربي.
يظل الفيلم حلقة وصل بين الثقافات، مما يجعل من الضروري مشاهدته للأفراد الراغبين في فهم أعمق للواقع الإنساني في زمن النزاع. يترك الفيلم انطباعاً قوياً حول أهمية الحوار والمصالحة. يستعرض الفيلم كيف يمكن أن تؤثر الظروف السياسية على الهوية الشخصية، ويبين كيفية تنقّل الأفراد بين هويتين: الهوية الثقافية الأصلية والانتماء إلى الهوية الجديدة في الخارج.
يقدم الفيلم تصويراً حقيقياً للمعاناة التي تنتجها الحرب، وكيف تترك آثارها حتى على البلدان المجاورة والبعيدة. ربما كانت كلمة "مترجم" إشارة للتفاهم بين الثقافات، تؤكد أهمية الحوار والتواصل لفهم ما يعانيه الآخرون.
الفيلم من إخراج أنس خلف وتأليف رنا كزكز، أما طاقم العمل فهو مكون من زياد بكري، يمنى مروان، ديفيد فيلد، سوسن أرشيد، ميراندا تابسيل، وفارس الحلو. تاريخ العرض كان في 10 سبتمبر 2020 في كندا، وطول الفيلم 105 دقائق.
-----------------
رحيم الحلي _ السويد
الفيلم يذكرني بالأحداث التي عاشتها سوريا في ربيع عام 2011. ما زلت أذكر المظاهرة التي انطلقت من أسوار الجامع الأموي، والتي بدأت من قبل النخبة المثقفة في سوريا التي ضجرتْ من الفساد والاستبداد وتوارث السلطة. وكنتُ شخصياً ، أتمنى لسوريا التغيير السياسي والتحول الديمقراطي السلمي، لكن السلطة الديكتاتورية الحاكمة وجدت أن أثمان هذا الطريق أكثر كلفة عليها من الطريق العسكري. شهدت الأيام الأولى من النزاع، وقررتُ مغادرة سوريا حيث رفضتُ أن أكون طرفاً في ذلك النزاع الدامي.
نعود إلى هذا الفيلم الذي يعتبر أحد الأفلام البارزة في السينما السورية المعاصرة. يتمحور الفيلم حول احداث جرت خلال تلك المطالبات الشعبية ، والتي تحولت بفضل السلطة الديكتاتورية وأحزاب الإسلام السياسي إلى حرب أهلية. يصور الفيلم حياة الناس ومعاناتهم خلال تلك الأحداث المأساوية.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية "أنس"، وهو مترجم سوري يعيش في أستراليا، ويعود إلى سوريا. تتعقد الأمور عندما يُجبر أنس على مواجهة ماضيه وعائلته في سياق النزاع المستمر. يسلط الفيلم الضوء على تجربة اللجوء، والهوية، والصراع بين المسؤوليات التي يفرضها العمل والالتزامات أمام العائلة والأهل والأصدقاء في وطن يعيش مأساة حقيقية.
يعتمد الفيلم أسلوباً روائياً يركز على التفاصيل الحياتية للناس. حيث يتنقل بين الحاضر والماضي، وينجح في ترجمة معاناتهم ومشاعرهم خلال تلك المحنة. التقنيات السينمائية المستخدمة في الفيلم مقبولة بالنظر إلى الإمكانات المتاحة لبضعة ممثلين يعيشون في الخارج ويحاولون نقل معاناة للشعب الى العالم ، لا تتوفر لديهم الإمكانات السينمائية المطلوبة، فقد اعتمد الفيلم على المبادرات التضامنية .
يتم استخدام الألوان والإنارة بشكل يعبر عن الحالة النفسية للشخصيات. ونجحت الموسيقى التصويرية في تصوير الأجواء الإنسانية المؤثرة في الفيلم.
فيلم "المترجم" ينجح في تقديم تجربة إنسانية مثلت إحدى صور الأزمة السورية من خلال أسلوب سردي جميل وأداء قوي لأغلب ممثليه، بعضهم ممثلون معروفون للجمهور السوري والعربي.
يظل الفيلم حلقة وصل بين الثقافات، مما يجعل من الضروري مشاهدته للأفراد الراغبين في فهم أعمق للواقع الإنساني في زمن النزاع. يترك الفيلم انطباعاً قوياً حول أهمية الحوار والمصالحة. يستعرض الفيلم كيف يمكن أن تؤثر الظروف السياسية على الهوية الشخصية، ويبين كيفية تنقّل الأفراد بين هويتين: الهوية الثقافية الأصلية والانتماء إلى الهوية الجديدة في الخارج.
يقدم الفيلم تصويراً حقيقياً للمعاناة التي تنتجها الحرب، وكيف تترك آثارها حتى على البلدان المجاورة والبعيدة. ربما كانت كلمة "مترجم" إشارة للتفاهم بين الثقافات، تؤكد أهمية الحوار والتواصل لفهم ما يعانيه الآخرون.
الفيلم من إخراج أنس خلف وتأليف رنا كزكز، أما طاقم العمل فهو مكون من زياد بكري، يمنى مروان، ديفيد فيلد، سوسن أرشيد، ميراندا تابسيل، وفارس الحلو. تاريخ العرض كان في 10 سبتمبر 2020 في كندا، وطول الفيلم 105 دقائق.
-----------------