مهرجان الفيلم الوثائقي في الجزائر يحتفي بالسينما العمانية
سلطنة عُمان ستحلُّ ضيف شرف على المهرجان بعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تروي القصص الإنسانية والثقافية التي تعكس غنى تاريخ وثقافة هذا البلد.
الثلاثاء 2024/12/10
أفلام تروي جزءا من تاريخ السلطنة
الجزائر- أعلنت جمعية الزيتونة الثقافية بالجزائر عن تنظيم الدورة الثالثة من مهرجان سيدي أمحمد بن عودة الدولي للفيلم الوثائقي التي ستلتئم فعالياتُها من 11 إلى 14 ديسمبر الجاري بولاية غليزان (غرب الجزائر).
وكشف عبدالرؤوف بن أحمد، المدير الفني والتنفيذي للمهرجان، أنّ الدورة الثالثة من هذه التظاهرة التي تحتفي بالفيلم الوثائقي، ستعرف مشاركة الكثير من الأفلام الوثائقية، تتراوح بين أفلام طويلة وقصيرة، تمثّل تجارب سينمائيّة لأكثر من 16 دولة، تمّ اختيارُها من أصل 33 دولة كانت قد قدّمت ترشيحها للمشاركة في هذا المهرجان.
وأضاف “يُعلن مهرجان سيدي أمحمد بن عودة الدولي للفيلم الوثائقي، بكلّ فخر، أنّ سلطنة عُمان ستحلُّ ضيف شرف على الدورة الثالثة من المهرجان، وسنحتفل خلال هذه الدورة بالسينما العُمانية المميّزة، التي تعكس غنى تاريخ وثقافة هذا البلد الشقيق، مع عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تروي القصص الإنسانية والثقافية.”
وأكّد المسؤول عن تنظيم هذه التظاهرة أنّ الجمعية العُمانية للسينما ستكون حاضرة في المهرجان، ممثّلة برئيسها محمد العجمي، وأعضاء مجلس إدارتها، فضلا عن كلّ السينمائيّين العُمانيّين الذين كانوا شركاء أساسيّين في الدورة الثالثة من المهرجان.
ويتنافس على منصة التتويج 12 فيلما وثائقيا طويلا و11 فيلما وثائقيا قصيرا، ستخضع لتقييم لجنة تحكيم يرأسها الجزائري عيسى بن سعيد والتي ستمنح الفائزين جوائز “العلفة” الذهبية والفضية والبرونزية إضافة إلى الجائزة الخاصة للجنة التحكيم التي ستكافئ الفيلم الذي سيتميز بتفرده في معالجة موضوع ما.
وتُشارك سلطنة عُمان، ضيف شرف المهرجان، في فئة المسابقة الدولية للأفلام الوثائقيّة الطويلة، بفيلم بعنوان “بيت العجائب”، وهو إنتاج مشترك عُماني – ألماني، أخرجه فريدريش كليوتش، يستعرض العلاقات التاريخيّة بين سلطنة عُمان وشرق أفريقيا، مع الأخذ في الاعتبار وصول القوى الاستعمارية الأوروبيّة. ويروي الفيلم عبر بيت العجائب، الذي يعد شاهدًا ماديًّا على هذه العلاقة، سِيَر ثلاث شخصيات محورية تغطّي فترة تمتدُّ على مدار 150 عامًا، ويستعرض الفيلم تاريخًا مشتركًا عميقًا بين منطقتين، ويعكس التغيُّرات التي مرّ بها العالم في فترة كبرى من تاريخ الاستعمار.
كما تشارك سلطنة عُمان في المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية القصيرة بفيلم “المنيور”، للمخرج محمد العجمي؛ وهو فيلم وثائقيٌّ يأخذ المشاهد إلى قلب واحدة من أقدم العادات العمانية التي تجمع بين الزراعة والموسيقى، إذ يروي قصّة فريدة عن المزارعين الذين حوّلوا المنجور (الأداة الخشبية المستخدمة لسحب المياه) إلى آلة موسيقيّة تُصدر ألحانًا عذبة. ويُسجّل الفيلم أجواء المنافسات الشيّقة بين الفرق الزراعية تحت إشراف الحكم “الفصيّل”، في احتفالية تمتدُّ حتى ساعات اللّيل، ما يعكس عمق الروح المجتمعيّة والهوية الثقافية لسلطنة عُمان. كما يُجسّد هذا الفيلم التراث العُماني بطريقة إبداعية تجمع بين الأصالة والابتكار، وهو ما يُحوّله إلى لوحة فنيّة وثائقية تُعبّر عن الماضي والحاضر.
وفضلا عن هذه المشاركة العمانية المميّزة في فعاليات المهرجان الدولي سيدي أمحمد بن عودة للفيلم الوثائقي، تشارك الجزائر في المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية القصيرة بفيلمين، أوّلهما بعنوان “الجزائر البيضاء” للمخرج حكيم محمدي؛ ويحكي تجربة شخصيّة للمخرج مع العاصمة الجزائر، التي طالما كانت حلمًا يراوده.
أمّا في المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية الطويلة فتشارك الجزائر بثلاثة أفلام، هي “مغنية الروك الصحراوية”، إخراج سارة ناصر؛ ويصوّر شخصية الفنانة الاستثنائية، حسنة البشارية، رائدة فن القناوة التي رحلت قبل أشهر، وكانت أوّل فنانة جزائرية تكسر الحواجز الاجتماعية في هذا المجال، حيث كانت الموسيقى القناوية تقليدًا مخصّصًا للرجال لفترة طويلة. ومن خلال شخصيّتها الفنيّة الفذّة ألهمت حسنة النساء من جميع الأعمار وأعطتهنّ القوّة لاستعادة هذا التراث الموسيقي وتحدّي المعايير الثقافيّة السائدة.
كما يشارك فيلم “السبيبة.. فرح الصحراء” (46 دقيقة – 2023)، وهو إنتاج جزائري – قطري، من إخراج محمد والي، إضافة إلى فيلم “الزيتون البرّي” (86 دقيقة – 2022)، وهو إنتاج مشترك جزائري – فرنسي، ومن إخراج كمال عزوز.
عبدالرؤوف بن أحمد: سنحتفل خلال هذه الدورة بالسينما العُمانية المميّزة، التي تعكس غنى تاريخ وثقافة هذا البلد الشقيق
وتشارك في هذه التظاهرة، التي تحتفي بالفيلم الوثائقي، أفلامٌ أخرى تمثّل الكثير من الدول، على غرار “جولة ميم المملّة” للمخرجة هند بكر، و”حواديث إيكينجي” للمخرجة مروة علي الشرقاوي، و”المسافة صفر… فرسان الحقيقة” للمخرج محمد أشرف شعبان، من مصر، و”موسم الجفاف.. كليما” لبوبكر جاكو توري من مالي، و”بطلة” لمحمد مصلي من ليبيا.
كما يشارك فيلم “عقرب منجونة.. حراس المرقوم” للمخرج أكرم منصر، و”أنا المعتدية.. أو أنا المغتصبة” للمخرجة وفاء الخرفية، من تونس، بينما يشارك اليمن بفيلم “فنون مانهاتن” للمخرج حسن بن عڨيل.
وتحضر فلسطين بفيلم ” كريم حرًّا” للمخرج خليل جبران، وإيطاليا بفيلم “خلف الباب” للمخرجة كارين دي فيليرس وماريو برينتا، و”إيرينتزيا” للمخرجة جوليا كامبا. كذلك تشارك باكستان بفيلم “من الصخور إلى الذهب” للمخرجة زينب يونس، وهولندا بفيلم “بين الزجاج والجدران” للمخرجة رزان حسن، و”أفريقيا الحمراء” للمخرج ألكسندر ماركوف، وهو إنتاج مشترك بين روسيا والبرتغال. ويمثل فيلم “موت المدينة” لجواو روساس البرتغال، بينما يمثل فيلم “يالله غزة” للمخرج رولاند نورير فرنسا.
ويكرم المهرجان في طبعته الثالثة المخرج والمنتج والمنشط جمال الدين حازورلي. كما يبرمج عددا من الندوات الفكرية واللقاءات مع صناع الأفلام.
وكشف المهرجان عن الملصق الرسمي الخاص بدورته الثالثة، والذي صممه شوقي بوكاف عن فكرة لعبدالرؤوف بن أحمد، بينما كتب اسم المهرجان بالخط العربي الخطاط التونسي سليم العلمي.
استوحى الملصق تصميمه من التراث العريق لمنطقة غليزان، مسلطًا الضوء على الوعدة الكبرى للولي الصالح سيدي أمحمد بن عودة، التي تعد من أبرز الوعدات الشعبية في الجزائر وشمال أفريقيا. ويتكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي الفارس الجزائري الأصيل الذي يتوسط الملصق مرتديا الزي الجزائري التقليدي، بما في ذلك العمامة والمظلة والسلاح، مع وجود كاميرا تُبرز دور السينما كأداة لتوثيق التراث وحماية الهوية الثقافية. أما العنصر الثاني فهو خيمة الوعدة التي تصور الخيمة الشهيرة بألوانها الزاهية والتفاصيل الدقيقة، ملتفة حول الفارس. وهناك أيضا الزاوية والضريح في الخلفية وهما رمزان روحيان يعكسان الأهمية الثقافية والرمزية للمهرجان.