مهرجان بغداد الدولي للمسرح يحول المدينة إلى خشبات مفتوحة
الدورة الخامسة من المهرجان تعد جمهورها بأن تكون استثنائية ومختلفة.
الأربعاء 2024/12/11
المهرجان تنطلق منه تجارب راسخة (مسرحية "جدار")
يعد القائمون على تنظيم الدورة الخامسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح بأن هذا الحدث الثقافي سيكون في حجم التطلعات، إذ يجمع على امتداد أيامه الثمانية مسرحيين عربا وعالميين في العاصمة العراقية، ويقدم عروضا عراقية ودولية ستساهم في خلق حركية ثقافية وفنية كبيرة، في تحد لكل الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة.
بغداد - تحت شعار "لأن المسرح يضيء الحياة"، انطلقت مساء الثلاثاء فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح بمشاركة عربية ودولية، والتي تشهد رعاية الدولة العراقية بإشراف مباشر من وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، وتستمر من 10 إلى 18 ديسمبر الجاري على مختلف مسارح العاصمة العراقية.
وتحمل الدورة الجديدة من المهرجان اسم الراحل شفيق المهدي، وذلك تقديرا لإسهاماته الكبيرة في تأسيس المهرجان ودعمه للفن المسرحي في العراق، بينما يقام الحدث بتنظيم نقابة الفنانين العراقيين.
عروض متنوعة
كشف مدير قسم المسرح في دائرة المسرح والسينما ومدير المهرجان المخرج حاتم عودة أن المهرجان يقام برئاسة الدكتور جبار جودي، نقيب الفنانين ومدير عام دائرة السينما والمسرح، وأكد أن المهرجان في دورته الحالية يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين العراق والدول المشاركة، ويعدّ فرصة للاطّلاع على تجارب مسرحية متنوعة من العالم العربي والدولي.
ويقام المهرجان على ثلاثة مسارح، هي المسرح الوطني ومسرح الرشيد ومسرح المنصور وسط بغداد، ستقدم 16 عرضا مسرحيا موزعة بين سبع مسرحيات عربية وعالمية من إيران وإيطاليا والمغرب والأردن وتونس وتركيا والكويت، وتسعة أعمال عراقية، حيث تأتي العروض في مسارين؛ الأول المسار الدولي، والثاني مسار المسرح العراقي، ويتكون من عروض مسرحية بتجارب متعددة من تجارب المسرح الشعبي وتجارب الرقص الدرامي وتجارب المسرح المستقل ومسرح الهواة وعروض من الريبرتوار المسرحي العراقي.
جبار جودي: المهرجان يمثل إصرارا على الحياة والإيمان بأن الفن أمضى سلاح في مواجهة جميع المساوئ التي تحيط بنا
وتتنافس عروض المسارين على خمس جوائز لكل منهما هي: جائزة أفضل تمثيل رجالي، وجائزة أفضل تمثيل نسائي، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل سينوغراف، وجائزة أفضل عرض، وشكلت للمهرجان لجنتا تحكيم تتكون كل واحدة منهما من خمسة أعضاء.
وتشارك في هذه الدورة من المهرجان مسرحيات “صمت” إخراج سليمان البسام من الكويت، ومن تونس عرضان هما “آخر البحر” إخراج الفاضل الجعايبي و”عطيل وبعد” إخراج حمادي الوهايبي، ومن المغرب “اح وبردات” إخراج محمود الشاهدي، ومن الأردن “يا طالعين الجبل” إخراج عبدالسلام قبيلات، ومن إيطاليا عرض “ofhelia” إخراج walter matteini، ومن إيران عرض “horse of murderers” إخراج سيد محمد.
وتشارك أيضا تسعة عروض من العراق وهي “الجدار” إخراج سنان العزاوي، و”grave” إخراج محمد كاظم، و”لعنة بيضاء” إخراج د. محمد حسين حبيب، و”سيرك” إخراج جواد الأسدي، و”لير يحاكم القدر” إخراج منير راضي، و”تحولات الأشياء والأحياء” إخراج منعم سعيد، و”قطار بصرة لندن” إخراج مناضل داوود، و”عزرائيل” إخراج أسامة السلطان، و”وين رايحين” إخراج حيدر منعثر، وتقام في صباح اليوم التالي للعروض جلسات نقدية لكل عرض.
ووفق متابعين تجسد العروض المشاركة في دورة هذا العام نوعا من التوجه إلى مسرح معاصر يختلف عن الكلاسيكيات والمقاربات المعتادة، وهو أمر بالغ الدقة في إقحام جمهور بغداد المتعطش إلى الفن المسرحي في أعمال تجريبية تخوض رحلة شاقة لأجل التنوير وتقدم في مجملها خطابا حداثيا بصريا وجماليا ولغويا وفكريا.
إصرار على الحياة
◙ على مدار أيام المهرجان يستمتع جمهور الفن الرابع بعروض مسرحية متنوّعة تتناول مواضيع اجتماعية وثقافية وإنسانية مختلفة
على مدار أيام المهرجان يستمتع جمهور الفن الرابع بعروض مسرحية متنوّعة تتناول مواضيع اجتماعية وثقافية وإنسانية، وسيكون المهرجان مناسبة لتكريم الراحلين والمبدعين في مجال المسرح، وخلق حالة من التواصل الفني بين الفرق المسرحية والجمهور العراقي من خلال أعمال تسلط الضوء على قضايا مختلفة وتجمع بين الفن والتراث والتجديد المسرحي.
وقال جبار جودي إن دائرة السينما والمسرح المنظمة للمهرجان قامت بتهيئة كافة الأمور الفنية والإدارية والإعلامية واللوجستية المنظمة لهذا الحدث المسرحي، الذي سيكون متميزا ومختلفا عن سابقه من المهرجانات، وثمن جودي الدور الكبير الذي يقوم به أعضاء مجلس الإدارة وموظفو الدائرة بأقسامها كافة للنهوض بواقع الدائرة إلى المزيد من التقدم والنجاح.
وأكد جودي، في تصريح سابق، أن مهرجان بغداد المسرحي هذا العام يشهد انطلاقة مختلفة عن الدورات السابقة من ناحية زيادة عدد الدول العربية والعالمية المشاركة في عروض المهرجان، كما يتم تكريم نخبة من نجوم المسرح العربي والمحلي خلال حفل افتتاح المهرجان، موضحا أنه على هامش المهرجان وضمن فقراته ستكون هناك ورش تدريبية يكون نتاجها تقديم عمل مسرحي، كما يتم توقيع إصدارات كتب المهرجان، وعقد جلسات نقدية للعروض وندوات فكرية مختصة في المسرح، ويتم إصدار نشرة المهرجان اليومية التي توثق لفعالياته.
وشدد نقيب الفنانين على أن “منهاج المهرجان يشهد عروضاً مسرحية وندوات ومحاور بحثية في شؤون التطبيق والتنظير المسرحي وتاريخه ومستقبله،” مبينا “أننا نؤسس على نتائج وتوصيات المهرجان، ما يلبي تطلعات الفنانين.
وتابع جودي “المهرجان يمثل إصرارا على الحياة والإيمان بأن الفن أمضى سلاح في مواجهة جميع المساوئ التي تحيط بنا،” مؤكدا أن “المهرجان بدورته الحالية يعدّ تكريسا لثقافات عربية متعددة في بغداد الفن والتاريخ.”
◙ المهرجان يشهد عروضا مسرحية إضافة إلى ندوات نقدية ومحاور بحثية في شؤون التطبيق والتنظير المسرحي وتاريخه ومستقبله
وأضاف “مصرون على نجاح المهرجان في تنظيمه سنويا،” مؤكدا “العزم على أن يكون مهرجان بغداد الدولي للمسرح في مصاف الترتيب الأول للمهرجانات الدولية، كون المهرجانات التي تقام في العالم العربي قليلة.” وواصل “سنبدأ بالتحضيرات من الآن إلى السنة المقبلة من أجل الارتقاء بمسرحنا ومسرحيينا،” مبينا أن “بغداد حية لا تموت بفنها ومثقفيها.”
بدوره أكد حاتم عودة “حرصنا على كم نوعي منتقى يخدم رؤى الساحة المسرحية عراقيا وعربياً وعالميا.” ولفت رئيس الشعبة المسرحية في النقابة ضياء الدين سامي إلى أن “المهرجان أصبحت تنطلق منه تجارب راسخة إلى مستويات أرقى.”
وقال الفنان العراقي محمد حسن درندخاني “مبارك لنا هذا الكرنفال المسرحي الكبير، وننتظر نتائج تتكامل مع أربع دورات ناجحة أجادت النقابة والدائرة الاشتغال عليها بتوزيع أنصف الجميع محلياً وخارجيا.”
وأشاد الفنان العراقي المقيم في الإمارات فيصل جابر بـ”نشاطات نقابة الفنانين ودائرة السينما والمسرح،” مضيفا “يعد مهرجان بغداد الدولي للمسرح حلقة في سلسلة منجزات وضعت العراق في مقدمة الساحات الثقافية العربية ولا أبالغ إذا قلت العالمية.”