ملامح الذات المغلقة - ٢ - كتاب عندما تكسب قلب طفلك
الأولاد الذكور يحتاجون للقدر نفسه من العطف والحنان. ولكن بعض الآباء يحجمون عن معانقة أولادهم الذكور لأنهم يعتقدون بأن هذا التصرف لا يتضمن سلوكاً رجولياً مرغوباً . وبعض الصبيان يعانون من ذلك بحيث يسبب لهم انغلاقاً على ذواتهم ورفضاً لاحقاً لأي علاقة عاطفية. ولقد تبين أن نقص الحنان والعاطفة لدى الأولاد الذكور قد يقودهم إلى الانزلاق في ممارسات شادة كاللواطة مثلا . فقد أشار الدكتور (Ross Campbell) وهو طبيب نفساني أخصائي في مشاكل الأطفال استناداً إلى خبرته الشخصية وقراءاته العديدة حول هذا الموضوع إلى أن كل المرضى الذين يعانون اضطرابات جنسية لم يتمتعوا بعلاقة حميمة وصحيحة عاطفياً مع الآباء الذين تحدروا منهم. أما إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما بارداً في عواطفه تجاه ابنه ومهيمناً عليه ومهيناً له، في كثير من الأوقات، فإن هذا الابن سيعاني دون شك من انغلاق على ذاته، وسيصبح مشاكساً متمرداً ، وضد أي نوع من العلاقات الاجتماعية.
ولحسن الحظ فإن ذات الطفل مرنة لاسيما في السنوات الأولى من نمو الطفل. فإذا ما تعرض الأطفال في هذه السن لما يزعجهم فهم مستعدون للتصالح مع البيئة والعودة إلى الانسجام مع الأسرة. ولكن إذا لم يكن بمقدورنا أن نكتشف متى يبدأ الطفل بالانغلاق على ذاته والانطواء على نفسه، سنحصد دون شك، نتائج خطيرة لاحقاً.
الانغلاق على الذات قد يحدث أيضاً في العلاقات بين الأطفال أنفسهم. ففي أحد المرات انفجر مايك غاضباً في وجه أخيه غريغ إلى الدرجة التي كان جاهزا فيها لضريه. وعندما تدخلت تبينت أن غريغ كان قاسياً مع مايك. ولكن استجابة مايك كانت أقسى وأعنف من المعتاد . ولذا عرفت بأن المشكلة قد لا تكون بين غريغ ومايك بل لعل
هناك مشكلة أخرى أهم.
وبعدها اختليت بمايك، وبدأنا نلعب لعبة العشرين سؤالاً، محاولاً فهم ما الذي جعل مايك ينغلق على ذاته. سألته : هل أذتك أختك ؟ هل أنا السبب؟ هل هي أمك؟. وأخيراً عندما سألته فيما إذا حدث له شيء في المدرسة، أحنى رأسه خجلاً، وبدأ يبكي. وحتى هذه اللحظة يرفض مايك إخباري بالحقيقة . وغالباً ما يدعي الأطفال بأنهم لا يريدون أن يتكلموا حول موضوع ما ، ولكنهم، في الواقع، يرغبون في ذلك، وهم يفعلون ذلك
عندما نجد الطريقة اللينة اللبقة لسبر أغوار المشكلة التي يعانون منها ونقاربها بشكل سليم ودون عنف أو تبجح .
أخبرني مايك ما حدث له في المدرسة أفضل صديق له تخلّى عنه وصاحب تلميذاً آخر، وكلاهما أصبحا ضد مايك. تفطر قلبي حزناً عليه، وهو يروي لي القصة، وهو يبكي بشكل مستمر. ووددت لو أحضنه وأضمه إلى قلبي، ولكنه لم يكن مستعداً لذلك . وعرفت حينها بأن هناك مشكلة أخرى أيضاً مع مايك فغريغ وزملاؤه في الشارع المقابل لا يسمحون له باللعب معهم، فأبناء الجيران كانوا يأخذون أخاه منه ، تماماً كما حدث معه في المدرسة حين هجره أفضل أصدقائه إلى تلميذ آخر في المدرسة.
أخبرت مايك بأنني أشعر بالأسى لما يحدث له، وسألته فيما إذا كان يسمح لي بأن أضمه. زحف فوق السرير وارتمى علي باكياً يملؤه شعور عارم بالألم والأسى. بعد ذلك اجتمعنا مع غريغ حيث أخبره مايك عن شعوره حول ما يفعله أبناء الجيران في الشارع المقابل، وبدأنا، نحن الثلاثة، بحل المشكلة من خلال الحديث عن الخطوات الضرورية اللازمة لينفتح مايك على ذاته، ويتجاوز مشكلته.
لو أنني لم أكتشف بأن مايك قد أنغلق على ذاته في وجه غريغ، وفي وجه زميليه في المدرسة لما تمكنت من حلّ المشكلة، بل كنت زدتها تعقيداً . فلو أني بادرت مايك قائلاً : (( مايك، حسن من سلوكك . لقد كبرت الآن أنني تعب ومستاء من طريقتك في معاملة أخيك الأكبر)) لكنت ساهمت بانغلاق مايك على ذاته أكثر . ولكنت أنا أيضاً من بين الذين سينغلق مايك عليهم. فإذا كنت قاسياً متطلباً وأمراً دون فهم المشكلة فإنَّك تكون كمن يخز ذات الشخص بعصا مؤلمة لتسبب له الانغلاق على ذاته.
من المستحيل على أفراد الأسر العادية ألا يزعج بعضهم بعضاً . شيء ما أو ربما أشياء تحدث كل يوم في الأسرة يراها بعض أفراد الأسرة مزعجة له ومهينة لكرامته الشخصية. ولكن مع هذا يمكن لحياة هذه الأسرة أن تستمر في توازنها واتساقها إذا كنا قادرين على أن نحل هذه المشاكل اليومية الصغيرة بحكمة وعقل. إن إهانة تتبعها أخرى يمكن أن تبني حائطاً سميكاً يعزل ذات الشخص المتضرر وروحه، فينطوي على نفسه ليعاني من حرارة الظلم والاضطهاد . ومن السهل إعادة فتح ذات المرء إثر انغلاق بسيط بسبب عدد قليل من الإهانات الصغيرة. ولكن من الضروري أيضاً أن نتذكّر بأنّه من الممكن مقاربة الحالات السيئة من الانغلاق على الذات، وقد نحرز نجاحاً في هذا أيضاً .
الأولاد الذكور يحتاجون للقدر نفسه من العطف والحنان. ولكن بعض الآباء يحجمون عن معانقة أولادهم الذكور لأنهم يعتقدون بأن هذا التصرف لا يتضمن سلوكاً رجولياً مرغوباً . وبعض الصبيان يعانون من ذلك بحيث يسبب لهم انغلاقاً على ذواتهم ورفضاً لاحقاً لأي علاقة عاطفية. ولقد تبين أن نقص الحنان والعاطفة لدى الأولاد الذكور قد يقودهم إلى الانزلاق في ممارسات شادة كاللواطة مثلا . فقد أشار الدكتور (Ross Campbell) وهو طبيب نفساني أخصائي في مشاكل الأطفال استناداً إلى خبرته الشخصية وقراءاته العديدة حول هذا الموضوع إلى أن كل المرضى الذين يعانون اضطرابات جنسية لم يتمتعوا بعلاقة حميمة وصحيحة عاطفياً مع الآباء الذين تحدروا منهم. أما إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما بارداً في عواطفه تجاه ابنه ومهيمناً عليه ومهيناً له، في كثير من الأوقات، فإن هذا الابن سيعاني دون شك من انغلاق على ذاته، وسيصبح مشاكساً متمرداً ، وضد أي نوع من العلاقات الاجتماعية.
ولحسن الحظ فإن ذات الطفل مرنة لاسيما في السنوات الأولى من نمو الطفل. فإذا ما تعرض الأطفال في هذه السن لما يزعجهم فهم مستعدون للتصالح مع البيئة والعودة إلى الانسجام مع الأسرة. ولكن إذا لم يكن بمقدورنا أن نكتشف متى يبدأ الطفل بالانغلاق على ذاته والانطواء على نفسه، سنحصد دون شك، نتائج خطيرة لاحقاً.
الانغلاق على الذات قد يحدث أيضاً في العلاقات بين الأطفال أنفسهم. ففي أحد المرات انفجر مايك غاضباً في وجه أخيه غريغ إلى الدرجة التي كان جاهزا فيها لضريه. وعندما تدخلت تبينت أن غريغ كان قاسياً مع مايك. ولكن استجابة مايك كانت أقسى وأعنف من المعتاد . ولذا عرفت بأن المشكلة قد لا تكون بين غريغ ومايك بل لعل
هناك مشكلة أخرى أهم.
وبعدها اختليت بمايك، وبدأنا نلعب لعبة العشرين سؤالاً، محاولاً فهم ما الذي جعل مايك ينغلق على ذاته. سألته : هل أذتك أختك ؟ هل أنا السبب؟ هل هي أمك؟. وأخيراً عندما سألته فيما إذا حدث له شيء في المدرسة، أحنى رأسه خجلاً، وبدأ يبكي. وحتى هذه اللحظة يرفض مايك إخباري بالحقيقة . وغالباً ما يدعي الأطفال بأنهم لا يريدون أن يتكلموا حول موضوع ما ، ولكنهم، في الواقع، يرغبون في ذلك، وهم يفعلون ذلك
عندما نجد الطريقة اللينة اللبقة لسبر أغوار المشكلة التي يعانون منها ونقاربها بشكل سليم ودون عنف أو تبجح .
أخبرني مايك ما حدث له في المدرسة أفضل صديق له تخلّى عنه وصاحب تلميذاً آخر، وكلاهما أصبحا ضد مايك. تفطر قلبي حزناً عليه، وهو يروي لي القصة، وهو يبكي بشكل مستمر. ووددت لو أحضنه وأضمه إلى قلبي، ولكنه لم يكن مستعداً لذلك . وعرفت حينها بأن هناك مشكلة أخرى أيضاً مع مايك فغريغ وزملاؤه في الشارع المقابل لا يسمحون له باللعب معهم، فأبناء الجيران كانوا يأخذون أخاه منه ، تماماً كما حدث معه في المدرسة حين هجره أفضل أصدقائه إلى تلميذ آخر في المدرسة.
أخبرت مايك بأنني أشعر بالأسى لما يحدث له، وسألته فيما إذا كان يسمح لي بأن أضمه. زحف فوق السرير وارتمى علي باكياً يملؤه شعور عارم بالألم والأسى. بعد ذلك اجتمعنا مع غريغ حيث أخبره مايك عن شعوره حول ما يفعله أبناء الجيران في الشارع المقابل، وبدأنا، نحن الثلاثة، بحل المشكلة من خلال الحديث عن الخطوات الضرورية اللازمة لينفتح مايك على ذاته، ويتجاوز مشكلته.
لو أنني لم أكتشف بأن مايك قد أنغلق على ذاته في وجه غريغ، وفي وجه زميليه في المدرسة لما تمكنت من حلّ المشكلة، بل كنت زدتها تعقيداً . فلو أني بادرت مايك قائلاً : (( مايك، حسن من سلوكك . لقد كبرت الآن أنني تعب ومستاء من طريقتك في معاملة أخيك الأكبر)) لكنت ساهمت بانغلاق مايك على ذاته أكثر . ولكنت أنا أيضاً من بين الذين سينغلق مايك عليهم. فإذا كنت قاسياً متطلباً وأمراً دون فهم المشكلة فإنَّك تكون كمن يخز ذات الشخص بعصا مؤلمة لتسبب له الانغلاق على ذاته.
من المستحيل على أفراد الأسر العادية ألا يزعج بعضهم بعضاً . شيء ما أو ربما أشياء تحدث كل يوم في الأسرة يراها بعض أفراد الأسرة مزعجة له ومهينة لكرامته الشخصية. ولكن مع هذا يمكن لحياة هذه الأسرة أن تستمر في توازنها واتساقها إذا كنا قادرين على أن نحل هذه المشاكل اليومية الصغيرة بحكمة وعقل. إن إهانة تتبعها أخرى يمكن أن تبني حائطاً سميكاً يعزل ذات الشخص المتضرر وروحه، فينطوي على نفسه ليعاني من حرارة الظلم والاضطهاد . ومن السهل إعادة فتح ذات المرء إثر انغلاق بسيط بسبب عدد قليل من الإهانات الصغيرة. ولكن من الضروري أيضاً أن نتذكّر بأنّه من الممكن مقاربة الحالات السيئة من الانغلاق على الذات، وقد نحرز نجاحاً في هذا أيضاً .
تعليق