ملامح الذات المغلقة - ١ - كتاب عندما تكسب قلب طفلك
ملامح الذات المغلقة
عندما يبدأ الطفل يغلق ذاته لأي سبب من الأسباب فمن المحتمل أن تظهر عليه وعلى تصرفاته بعض الملامح التالية :
. قد يجادل، ويقاوم، ويمتنع عن أداء ما يُطلب إليه.
. قد يُصبح مشاكسا وكارها لأي شيء تحبه أنت.
. قد يسلك سلوكاً انسحابياً، ويكون سلبياً في كل نقاش أو عمل جماعي.
. لا يستجيب للعواطف والمشاعر الطيبة التي يبديها الآخرون وخاصة مع من يعتقد بأنهم سبب مشكلته.
وإذا كانت حالة انغلاق الطفل على ذاته متقدمة أكثر فقد تظهر عليه ملامح أخرى من مثل :
. السعي المصاحبة ومصادقة أشخاص ترفض أنت رفضاً باتاً أن يقوم ابنك بالتعامل معهم أو المكوث بينهم. أو على الأقل يتعامل مع أشخاص مختلفين عن الأصدقاء الذين ترغب لابنك أن يتعامل معهم.
. المبالغة في عبارات القسم (الإيمان) أو استعمال لغة ومفردات غير محترمة .
. قد ينخرط في مجموعات تتعاطى الممنوعات مثل المخدرات والكحول أو التدخين أو سوى ذلك .
. قد يتورط في ممارسات جنسية خارج إطار المسموح به، أو بشكل مبكر لا يتوافق مع سنه.
وفي الحالات السيئة من الانغلاق على الذات قد يهجر الطفل بيته ويتخلى عن أسرته، وفي حالات نادرة قد يقدم على الانتحار محاولاً إنهاء حياته والانسحاب النهائي من هذا ( المجتمع الذي لا يفهمه).
كل تلك العلامات أعراض لحالة الانغلاق على الذات. إذا استطعنا أن نميز هذه العلامات، ونكتشفها في وقت مبكر، ونحاول أن نساعد الشخص الذي أنغلق على ذاته بإعادة الانفتاح على العالم من جديد نكون قد جنبنا هذا الشخص مشاكل أعمق، ونجينا أنفسنا قبله مما لا نود أن
يحل بنا من شعور بالظلم أو التقصير أو عقدة الذنب أو سوى ذلك.
وفي أثناء عملي كخبير اجتماعي في النصح والإرشاد لاحظت أن هذه القاعدة ( قاعدة الانغلاق على الذات نتيجة التنبيه المؤذي ) تنطبق على معظم العلاقات الاجتماعية داخل البيت وخارجه. فالعامل الذي لا يرتاح إلى مدير عمله، غالباً ما يكون قد تلقى أذية ما من مديره كان يكون قد أهان كرامته أو حرمه حقوقه أو ظلمه وبمعنى آخر يكون قد وخزه بعصاه كما يوخز نجم البحر. ولهذا فإن هذا العامل يتجنب عادة مديره ويصمت أمامه، ويقاومه، ويكثر من انتقاده.. لقد لاحظت هذه النماذج من العلاقات في الوسط الرياضي المحترف بكثرة. فعندما يتلقى الرياضي إهانة أو تجريحاً ما من مدير أو مدرب ، سرعان ما يعلن رغبته في ترك النادي والالتحاق بأي ناد آخر على الرغم من أنه كان يحلم بالوصول إلى هذا النادي الذي لم يعد وجوده فيه يطاق بعد تلك المشكلة التي حدثت.
يحدث هذا أيضاً في المواعيد الغرامية، فعندما تقابل فتاة ما شاباً ترتاح له، تكون ذاتها منفتحة على حب هذا الشخص، فهي تود الاقتراب منه وملاطفته وتبادل الحوارات معه، والاستمتاع بصحبته. فإذا ما لامسها، تستجيب برقة وحنان وإيجابية. ولكن إذا ما بدر منه ما يجرح كبرياءها ويهين شخصها أو أنوثتها تنكمش على ذاتها، وتنغلق بواباتها أمامه. فتصبح أكثر محافظة وأكثر تقنيناً في عواطفها تجاهه، وتبدي حرية أقل في التعامل معه. وبشكل ما فإن هذا الشاب تمكن من دفع هذه الفتاة لأن تنغلق على نفسها، وغالباً ما يكون غير قاصد لذلك.
يحدث هذا أيضاً بكثرة في مؤسسة الزواج. ففي أثناء سنوات زواجنا الطويلة، اقترفت الكثير من الأخطاء الصغيرة التي تسببت في انغلاق نورما زوجتي على ذاتها . إذ طالما كنت أستمتع بإلقاء النكات التي تطولها لأصدقائي أو لمستمعي. فقد كنت أقول مثلاً : (( زوجتي تعاملني كإله صغير، ففي الصباح تقدم لي النذور المحروقة ))* . أو هذه النكتة مثلاً : (( كوني متزوجاً من نورما كما لو أني متزوج من ملاك، ففي كل يوم أجدها تطير عالياً في الهواء، وهي تعزف لحناً خاصاً متذمرة من أن ليس لديها شيء أرضي تلبسه فوق جسمها )) ** وكنت أضحك والآخرون ولكن نورما لم تكن تضحكها هذه النكات (( السمجة)). وعندما كانت تحاول إظهار انزعاجها من هذه النكات كنت أبادرها مهوناً عليها : طولي بالك . ألا تتحملين نكته .. إنها مجرد نكتة .
الأمر الذي لم ألاحظه هو أن نكاتي ، تلميحاتي الساخرة، وتصرفاتي غير اللبقة تجاهها كانت تساهم شيئاً فشيئاً في انغلاقها على ذاتها . وبعد سنوات من زواجنا كانت نورما قد أغلقت معظم ذاتها في وجهي. ولكنني لم أكن أدرك ذلك. كنت الاحظ فقط النتائج الظاهرة لهذا الانغلاق مثل تلك الأوقات التي أعود فيها من عملي، فتستقبلني ببرود على غير المعتاد
* إشارة إلى أن الزوجة تحرق الطعام في اثناء طهيه ( المترجم ).
** إشارة إلى أنها تشتكي وتتذمر كثيراً ولا تلبس ثيابها بشكل مرض.
ملامح الذات المغلقة
عندما يبدأ الطفل يغلق ذاته لأي سبب من الأسباب فمن المحتمل أن تظهر عليه وعلى تصرفاته بعض الملامح التالية :
. قد يجادل، ويقاوم، ويمتنع عن أداء ما يُطلب إليه.
. قد يُصبح مشاكسا وكارها لأي شيء تحبه أنت.
. قد يسلك سلوكاً انسحابياً، ويكون سلبياً في كل نقاش أو عمل جماعي.
. لا يستجيب للعواطف والمشاعر الطيبة التي يبديها الآخرون وخاصة مع من يعتقد بأنهم سبب مشكلته.
وإذا كانت حالة انغلاق الطفل على ذاته متقدمة أكثر فقد تظهر عليه ملامح أخرى من مثل :
. السعي المصاحبة ومصادقة أشخاص ترفض أنت رفضاً باتاً أن يقوم ابنك بالتعامل معهم أو المكوث بينهم. أو على الأقل يتعامل مع أشخاص مختلفين عن الأصدقاء الذين ترغب لابنك أن يتعامل معهم.
. المبالغة في عبارات القسم (الإيمان) أو استعمال لغة ومفردات غير محترمة .
. قد ينخرط في مجموعات تتعاطى الممنوعات مثل المخدرات والكحول أو التدخين أو سوى ذلك .
. قد يتورط في ممارسات جنسية خارج إطار المسموح به، أو بشكل مبكر لا يتوافق مع سنه.
وفي الحالات السيئة من الانغلاق على الذات قد يهجر الطفل بيته ويتخلى عن أسرته، وفي حالات نادرة قد يقدم على الانتحار محاولاً إنهاء حياته والانسحاب النهائي من هذا ( المجتمع الذي لا يفهمه).
كل تلك العلامات أعراض لحالة الانغلاق على الذات. إذا استطعنا أن نميز هذه العلامات، ونكتشفها في وقت مبكر، ونحاول أن نساعد الشخص الذي أنغلق على ذاته بإعادة الانفتاح على العالم من جديد نكون قد جنبنا هذا الشخص مشاكل أعمق، ونجينا أنفسنا قبله مما لا نود أن
يحل بنا من شعور بالظلم أو التقصير أو عقدة الذنب أو سوى ذلك.
وفي أثناء عملي كخبير اجتماعي في النصح والإرشاد لاحظت أن هذه القاعدة ( قاعدة الانغلاق على الذات نتيجة التنبيه المؤذي ) تنطبق على معظم العلاقات الاجتماعية داخل البيت وخارجه. فالعامل الذي لا يرتاح إلى مدير عمله، غالباً ما يكون قد تلقى أذية ما من مديره كان يكون قد أهان كرامته أو حرمه حقوقه أو ظلمه وبمعنى آخر يكون قد وخزه بعصاه كما يوخز نجم البحر. ولهذا فإن هذا العامل يتجنب عادة مديره ويصمت أمامه، ويقاومه، ويكثر من انتقاده.. لقد لاحظت هذه النماذج من العلاقات في الوسط الرياضي المحترف بكثرة. فعندما يتلقى الرياضي إهانة أو تجريحاً ما من مدير أو مدرب ، سرعان ما يعلن رغبته في ترك النادي والالتحاق بأي ناد آخر على الرغم من أنه كان يحلم بالوصول إلى هذا النادي الذي لم يعد وجوده فيه يطاق بعد تلك المشكلة التي حدثت.
يحدث هذا أيضاً في المواعيد الغرامية، فعندما تقابل فتاة ما شاباً ترتاح له، تكون ذاتها منفتحة على حب هذا الشخص، فهي تود الاقتراب منه وملاطفته وتبادل الحوارات معه، والاستمتاع بصحبته. فإذا ما لامسها، تستجيب برقة وحنان وإيجابية. ولكن إذا ما بدر منه ما يجرح كبرياءها ويهين شخصها أو أنوثتها تنكمش على ذاتها، وتنغلق بواباتها أمامه. فتصبح أكثر محافظة وأكثر تقنيناً في عواطفها تجاهه، وتبدي حرية أقل في التعامل معه. وبشكل ما فإن هذا الشاب تمكن من دفع هذه الفتاة لأن تنغلق على نفسها، وغالباً ما يكون غير قاصد لذلك.
يحدث هذا أيضاً بكثرة في مؤسسة الزواج. ففي أثناء سنوات زواجنا الطويلة، اقترفت الكثير من الأخطاء الصغيرة التي تسببت في انغلاق نورما زوجتي على ذاتها . إذ طالما كنت أستمتع بإلقاء النكات التي تطولها لأصدقائي أو لمستمعي. فقد كنت أقول مثلاً : (( زوجتي تعاملني كإله صغير، ففي الصباح تقدم لي النذور المحروقة ))* . أو هذه النكتة مثلاً : (( كوني متزوجاً من نورما كما لو أني متزوج من ملاك، ففي كل يوم أجدها تطير عالياً في الهواء، وهي تعزف لحناً خاصاً متذمرة من أن ليس لديها شيء أرضي تلبسه فوق جسمها )) ** وكنت أضحك والآخرون ولكن نورما لم تكن تضحكها هذه النكات (( السمجة)). وعندما كانت تحاول إظهار انزعاجها من هذه النكات كنت أبادرها مهوناً عليها : طولي بالك . ألا تتحملين نكته .. إنها مجرد نكتة .
الأمر الذي لم ألاحظه هو أن نكاتي ، تلميحاتي الساخرة، وتصرفاتي غير اللبقة تجاهها كانت تساهم شيئاً فشيئاً في انغلاقها على ذاتها . وبعد سنوات من زواجنا كانت نورما قد أغلقت معظم ذاتها في وجهي. ولكنني لم أكن أدرك ذلك. كنت الاحظ فقط النتائج الظاهرة لهذا الانغلاق مثل تلك الأوقات التي أعود فيها من عملي، فتستقبلني ببرود على غير المعتاد
* إشارة إلى أن الزوجة تحرق الطعام في اثناء طهيه ( المترجم ).
** إشارة إلى أنها تشتكي وتتذمر كثيراً ولا تلبس ثيابها بشكل مرض.
تعليق