دموس (حليم)
Damus (Halim-) - Damus (Halim-)
دموس (حليم -)
(1888-1957)
حليم دموس أديب وكاتب وشاعر من الرعيل الأول، نادى بالنهضة العربية، ورفع لواء الضاد عالياً، وأدى رسالة الشعر الوطنية على أكمل وجه، فذاع صيته وطبقت شهرته العالم العربي ولا تزال النوادي الأدبية تذكر مواقفه الرائعة وجولاته في دنيا الشعر والنثر وهو أحد مؤسسي الرابطة الأدبية في دمشق عام 1921.
ولد حليم دموس في زحلة لبنان، والده إبراهيم جرجس دموس، شاعر، ووالدته سيدة نعمة عبود راوية للشعر والأناشيد القومية.
تلقى دراسته في المدرسة الأمريكية، ثم مدرسة الروم الأرثوذكس وتابع دراسته الثانوية في الكلية الشرقية في زحلة حتى عام 1904، وتتلمذ على كبار الأساتذة نذكر منهم المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف، بولس الكفوري، جرجس همام، بطرس مختارة وإبراهيم غزالة.
بعد تخرجه من الكلية الشرقية هاجر عام 1905 إلى البرازيل وهو في السابعة عشرة من عمره وعمل في التجارة مع أخوته في مدينة (كورومبا) عاصمة ولاية (ماتوغروسو) ودرس اللغة البرتغالية وأتقنها وترجم بعض القصائد إلى العربية ونشرها في صحف المهجر وأسس جمعية أدبية في (كورومبا).
لم تستهوه الحياة في البرازيل وكان حنينه دوماً إلى وطنه وإلى مسقط رأسه زحلة وإلى الأهل والأصدقاء، فشدَّ الرحال عام 1908 بعد غياب دام ثلاث سنوات إلى زحلة ونشر قصيدته (من وراء البحار) التي تدل على وطنيته ومشاعره العاطفية قال:
أرض الأحبة ما أبهى مغانيها
وما أحيلى زماناً لي مضى فيها
حيث المسرة لا بؤس يمازجها
ولا بلاد بطيب العيش تحكيها
وفي عام 1909 عين أستاذاً للغة العربية في الكلية العلمانية في بيروت حين تأسيسها، ثم عاد إلى زحلة وعمل في الصحافة محرراً في جريدة (المهذب) التي أنشأها المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف لمدة ست سنوات (1910-1916) ولمع فيها شاعراً مرموقاً، بعدها سافر إلى دمشق عام 1919 وعيِّن في إدارة سكة حديد الحجاز نائب رئيس المحاسبة لمدة سنتين.
وفي عام 1919 تزوج هيفا سليم التبشراني في الشوير، وكان عضواً عاملاً في عدة جمعيات وروابط منها النهضة الأدبية، وبزوغ شمس الإحسان ومأوى العجزة والرابطة الأدبية في دمشق.
نشر قصائده في الصحف والمجلات في زحلة وبيروت ودمشق والبلاد العربية وطبع ديوانه الأول مرتين صـدرت الطبعة الأولى بدمشق عـام 1919، وصدرت الطبعة الثانية في القدس عام 1921 في مطبعة دار الأيتام السورية ونال عدة جوائز في مسابقات شعرية.
وهو أحد مؤسسي (الرابطة الأدبية) في دمشق عام 1921، مع عدد من الأدباء والشعراء وهم: محمد الشريقي، خليل مردم بك، الشماس أبيغانيوس زائد، سليم الجندي، عز الدين علم الدين، أحمد شاكر الكرمي وعبد الله نجار.
وفي عام 1933 أنشأ جريدة (الأقلام) في بيروت وكانت أسبوعية واستمرت في الصدور مدة ثلاث سنوات. وفي عام 1935 انضم إلى جريدة «الاتحاد اللبناني» التي كان يصدرها الأب أنطون عقل.
وبمناسبة ذكراه التاسعة، أقام نادي النهضة الزحلي مهرجاناً خطابياً إحياء لذكراه في قاعة سينما (أمبير) في زحلة، ألقيت فيها كلمات كل من الأدباء والشعراء شوقي فاخوري، زهير عسيران نقيب الصحافة، الشيخ عبد الله العلايلي، موسى المعلوف، فوزي سابا، خليل فرحات، غازي براكس ووجيه حداد.
في شعره ميل إلى التفكير الفلسفي الروحي والتأملي، واتجه في السنوات الأخيرة من حياته إلى عالم الروح ووحدة الأديان، وتاق إلى عالم الحق والخير والجمال والعدل.
وافته المنية في بيروت ودفن في جونية في مقبرة العائلة.
ومن مؤلفاته المطـبوعـة: «ديـوان حلـيم» طبعة 1919 و1921، و«المثالث والمثاني» الجزء الأول صيدا 1926 والجزء الثاني 1930، و«قاموس العوام» (1923)، و«في سبيل التاج»، رواية تمثيلية للكاتب الفرنسي فرانسوا كوبيه (1926)، و«رباعيات وتأملات» (جزءان) 1952، و«ديوان يقظة الروح» أو «ترانيم حليم» (القاهرة 1949) و«فاجعة بيروت»، رواية.
يوسف عبد الأحد
ـ أدهم الجندي، كتاب أعلام الأدب والفن ( 1958).
ـ نجيب البعيني، كتاب شخصيات عرفتها شعراء أدباء من لبنان (بيروت 1997).
ـ عيسى فتوح، «حليم دموس في شعره المهجري»، مجلة الضاد عدد (3 و4) آذار ـ نيسان 1966، ومجلة الضاد عدد (5 و6) أيار ـ حزيران 1966.
Damus (Halim-) - Damus (Halim-)
دموس (حليم -)
(1888-1957)
حليم دموس أديب وكاتب وشاعر من الرعيل الأول، نادى بالنهضة العربية، ورفع لواء الضاد عالياً، وأدى رسالة الشعر الوطنية على أكمل وجه، فذاع صيته وطبقت شهرته العالم العربي ولا تزال النوادي الأدبية تذكر مواقفه الرائعة وجولاته في دنيا الشعر والنثر وهو أحد مؤسسي الرابطة الأدبية في دمشق عام 1921.
ولد حليم دموس في زحلة لبنان، والده إبراهيم جرجس دموس، شاعر، ووالدته سيدة نعمة عبود راوية للشعر والأناشيد القومية.
تلقى دراسته في المدرسة الأمريكية، ثم مدرسة الروم الأرثوذكس وتابع دراسته الثانوية في الكلية الشرقية في زحلة حتى عام 1904، وتتلمذ على كبار الأساتذة نذكر منهم المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف، بولس الكفوري، جرجس همام، بطرس مختارة وإبراهيم غزالة.
بعد تخرجه من الكلية الشرقية هاجر عام 1905 إلى البرازيل وهو في السابعة عشرة من عمره وعمل في التجارة مع أخوته في مدينة (كورومبا) عاصمة ولاية (ماتوغروسو) ودرس اللغة البرتغالية وأتقنها وترجم بعض القصائد إلى العربية ونشرها في صحف المهجر وأسس جمعية أدبية في (كورومبا).
لم تستهوه الحياة في البرازيل وكان حنينه دوماً إلى وطنه وإلى مسقط رأسه زحلة وإلى الأهل والأصدقاء، فشدَّ الرحال عام 1908 بعد غياب دام ثلاث سنوات إلى زحلة ونشر قصيدته (من وراء البحار) التي تدل على وطنيته ومشاعره العاطفية قال:
أرض الأحبة ما أبهى مغانيها
وما أحيلى زماناً لي مضى فيها
حيث المسرة لا بؤس يمازجها
ولا بلاد بطيب العيش تحكيها
وفي عام 1909 عين أستاذاً للغة العربية في الكلية العلمانية في بيروت حين تأسيسها، ثم عاد إلى زحلة وعمل في الصحافة محرراً في جريدة (المهذب) التي أنشأها المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف لمدة ست سنوات (1910-1916) ولمع فيها شاعراً مرموقاً، بعدها سافر إلى دمشق عام 1919 وعيِّن في إدارة سكة حديد الحجاز نائب رئيس المحاسبة لمدة سنتين.
وفي عام 1919 تزوج هيفا سليم التبشراني في الشوير، وكان عضواً عاملاً في عدة جمعيات وروابط منها النهضة الأدبية، وبزوغ شمس الإحسان ومأوى العجزة والرابطة الأدبية في دمشق.
نشر قصائده في الصحف والمجلات في زحلة وبيروت ودمشق والبلاد العربية وطبع ديوانه الأول مرتين صـدرت الطبعة الأولى بدمشق عـام 1919، وصدرت الطبعة الثانية في القدس عام 1921 في مطبعة دار الأيتام السورية ونال عدة جوائز في مسابقات شعرية.
وهو أحد مؤسسي (الرابطة الأدبية) في دمشق عام 1921، مع عدد من الأدباء والشعراء وهم: محمد الشريقي، خليل مردم بك، الشماس أبيغانيوس زائد، سليم الجندي، عز الدين علم الدين، أحمد شاكر الكرمي وعبد الله نجار.
وفي عام 1933 أنشأ جريدة (الأقلام) في بيروت وكانت أسبوعية واستمرت في الصدور مدة ثلاث سنوات. وفي عام 1935 انضم إلى جريدة «الاتحاد اللبناني» التي كان يصدرها الأب أنطون عقل.
وبمناسبة ذكراه التاسعة، أقام نادي النهضة الزحلي مهرجاناً خطابياً إحياء لذكراه في قاعة سينما (أمبير) في زحلة، ألقيت فيها كلمات كل من الأدباء والشعراء شوقي فاخوري، زهير عسيران نقيب الصحافة، الشيخ عبد الله العلايلي، موسى المعلوف، فوزي سابا، خليل فرحات، غازي براكس ووجيه حداد.
في شعره ميل إلى التفكير الفلسفي الروحي والتأملي، واتجه في السنوات الأخيرة من حياته إلى عالم الروح ووحدة الأديان، وتاق إلى عالم الحق والخير والجمال والعدل.
وافته المنية في بيروت ودفن في جونية في مقبرة العائلة.
ومن مؤلفاته المطـبوعـة: «ديـوان حلـيم» طبعة 1919 و1921، و«المثالث والمثاني» الجزء الأول صيدا 1926 والجزء الثاني 1930، و«قاموس العوام» (1923)، و«في سبيل التاج»، رواية تمثيلية للكاتب الفرنسي فرانسوا كوبيه (1926)، و«رباعيات وتأملات» (جزءان) 1952، و«ديوان يقظة الروح» أو «ترانيم حليم» (القاهرة 1949) و«فاجعة بيروت»، رواية.
يوسف عبد الأحد
مراجع للاستزادة: |
ـ نجيب البعيني، كتاب شخصيات عرفتها شعراء أدباء من لبنان (بيروت 1997).
ـ عيسى فتوح، «حليم دموس في شعره المهجري»، مجلة الضاد عدد (3 و4) آذار ـ نيسان 1966، ومجلة الضاد عدد (5 و6) أيار ـ حزيران 1966.