دهبل جمحي
Dahbal al-Djumahi (Abu-) - Dahbal al-Djumahi (Abu-)
أبو دَهْبَل الجُمحّي
(…-63هـ/…-682م)
وهب بن زمعة بن أسد، من أشراف بني جمح بن لؤي بن غالب، قرشي من أهل مكة، من الشعراء المطبوعين وأحد شعراء قريش الخمسة المشهورين، كان معروفاً بجماله وإعجابه بنفسه وعنفوانه، وإلى ذلك كان عفيفاً شريفاً.
توافرت لأبي دهبل بعض العوامل التي جعلت منه شاعراً مشهوراً، منها جودة شعره ورثائه الحسين بن علي، وتغزله بعاتكة بنت معاوية، لذا خصه الأقدمون بحيز كبير من مصنفاتهم مثل: الشريف المرتضى في الأمالي، والبغدادي في خزانة الأدب، كما اهتم به صاحب الأغاني فخصه بأكثر من ثلاثين صفحة.
إن اللغة الشعرية عند أبي دهبل تمتاز برقة وسلاسة وقعها في النفس، وجزالة ألفاظها، ودقة صنعها، وإحكام سبكها، إضافة إلى أنه حسن التشبيه، عذب الشعر، فيه رقة وجزالة، حافلاً بالمحسنات البديعية والحكم والأمثال والعبر مما جعله في مصاف الشعراء العظماء.
فأبو دهبل شاعر جمع إلى الطبع التجويد، ونتيجة لذلك استشهد بشعره النحاة والمفسرون والأدباء واللغويون. وقد دفعت شهرته كبار المغنين في عصره إلى أن يأخذوا شعره العذب الألفاظ ويلحنوه ويغنوه.
ومن غزلياته قوله في محبوبته «عمرة»:
وبت كئيباً ما أنام كأنما
خلال ضلوعي جمرة تتوهج
فطوراً أُمني النفس من عمرة المنى
وطوراً إذا ما لج بي الحزن أنشج
لقد قطع الواشون ما كان بيننا
ونحن إلى أن يوصل الحبل أحوج
وأما تغزله بعاتكة بنت معاوية بن أبي سفيان، فحدث عندما حجّت فنزلت في مكة بذي طوى، إذ مرّ بها أبو دهبل الجمحي، فوقف طويلاً ينظر إليها وإلى جمالها وهي غافلة عنه، فقال أبو دهبل:
إني دعاني الحَيْنُ فاقتادني
حتى رأيت الظبي بالباب
سبحان من وقفها حسرة
صُبَّت على القلب بأوصاب
له مدائح في الرسول العربي الكريم محمدr، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير. وفي مدحه للرسول محمدr، نقرأ شعراً مميزاً بإنسان مميز، وآفة المديح أن يكون لغير رسول الله إذ قال:
عقم النساء فما يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عُقَّمُ
ومن رثائه للإمام الحسين رضي الله عنه قوله مظهراً حزنه ولوعته عليه:
إليك أخا الصب الشجي صبابة
تذيب الصخور الجامدات همومها
عجبت وأيام الزمان عجائب
ويظهر بين المعجبات عظيمها
كل ذلك جعل أبا دهبل شاعراً مشهوراً، وذا مكانة محترمة، ومن شعراء الدرجة الأولى، فتأثر به كبار الشعراء أمثال أبي تمام والبحتري وغيرهما. توفي في عُليب، وهو موضع بتهامة، من أقاليم اليمن. له ديوان مطبوع.
أحمد هواش
ـ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، إشراف وتحقيق إبراهيم الأبياري (دار الكتب المصرية، القاهرة 1969م).
ـ أبو عمرو الشيباني، ديوان أبي دهبل الجمحي، تحقيق عبد العظيم عبد المحسن (مطبعة القضاء في النجف الأشرف 1972م).
ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر (دار الحديث، القاهرة 1998م).
Dahbal al-Djumahi (Abu-) - Dahbal al-Djumahi (Abu-)
أبو دَهْبَل الجُمحّي
(…-63هـ/…-682م)
وهب بن زمعة بن أسد، من أشراف بني جمح بن لؤي بن غالب، قرشي من أهل مكة، من الشعراء المطبوعين وأحد شعراء قريش الخمسة المشهورين، كان معروفاً بجماله وإعجابه بنفسه وعنفوانه، وإلى ذلك كان عفيفاً شريفاً.
توافرت لأبي دهبل بعض العوامل التي جعلت منه شاعراً مشهوراً، منها جودة شعره ورثائه الحسين بن علي، وتغزله بعاتكة بنت معاوية، لذا خصه الأقدمون بحيز كبير من مصنفاتهم مثل: الشريف المرتضى في الأمالي، والبغدادي في خزانة الأدب، كما اهتم به صاحب الأغاني فخصه بأكثر من ثلاثين صفحة.
إن اللغة الشعرية عند أبي دهبل تمتاز برقة وسلاسة وقعها في النفس، وجزالة ألفاظها، ودقة صنعها، وإحكام سبكها، إضافة إلى أنه حسن التشبيه، عذب الشعر، فيه رقة وجزالة، حافلاً بالمحسنات البديعية والحكم والأمثال والعبر مما جعله في مصاف الشعراء العظماء.
فأبو دهبل شاعر جمع إلى الطبع التجويد، ونتيجة لذلك استشهد بشعره النحاة والمفسرون والأدباء واللغويون. وقد دفعت شهرته كبار المغنين في عصره إلى أن يأخذوا شعره العذب الألفاظ ويلحنوه ويغنوه.
ومن غزلياته قوله في محبوبته «عمرة»:
وبت كئيباً ما أنام كأنما
خلال ضلوعي جمرة تتوهج
فطوراً أُمني النفس من عمرة المنى
وطوراً إذا ما لج بي الحزن أنشج
لقد قطع الواشون ما كان بيننا
ونحن إلى أن يوصل الحبل أحوج
وأما تغزله بعاتكة بنت معاوية بن أبي سفيان، فحدث عندما حجّت فنزلت في مكة بذي طوى، إذ مرّ بها أبو دهبل الجمحي، فوقف طويلاً ينظر إليها وإلى جمالها وهي غافلة عنه، فقال أبو دهبل:
إني دعاني الحَيْنُ فاقتادني
حتى رأيت الظبي بالباب
سبحان من وقفها حسرة
صُبَّت على القلب بأوصاب
له مدائح في الرسول العربي الكريم محمدr، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير. وفي مدحه للرسول محمدr، نقرأ شعراً مميزاً بإنسان مميز، وآفة المديح أن يكون لغير رسول الله إذ قال:
عقم النساء فما يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عُقَّمُ
ومن رثائه للإمام الحسين رضي الله عنه قوله مظهراً حزنه ولوعته عليه:
إليك أخا الصب الشجي صبابة
تذيب الصخور الجامدات همومها
عجبت وأيام الزمان عجائب
ويظهر بين المعجبات عظيمها
كل ذلك جعل أبا دهبل شاعراً مشهوراً، وذا مكانة محترمة، ومن شعراء الدرجة الأولى، فتأثر به كبار الشعراء أمثال أبي تمام والبحتري وغيرهما. توفي في عُليب، وهو موضع بتهامة، من أقاليم اليمن. له ديوان مطبوع.
أحمد هواش
مراجع للاستزادة: |
ـ أبو عمرو الشيباني، ديوان أبي دهبل الجمحي، تحقيق عبد العظيم عبد المحسن (مطبعة القضاء في النجف الأشرف 1972م).
ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر (دار الحديث، القاهرة 1998م).