جرجي زيدان Zeydan مؤرخ، وروائي ومجدد بعلم التاريخ والألسنية السامية والصحافة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جرجي زيدان Zeydan مؤرخ، وروائي ومجدد بعلم التاريخ والألسنية السامية والصحافة العربية

    زيدان (جرجي حبيب)

    Zeydan (Djirdji ibn Habib-) - Zeydan (Djirdji ibn Habib-)

    زيدان (جرجي بن حبيب ـ)
    (1861 ـ 1914)

    جرجي زيدان مؤرخ، وروائي، ورائد من رواد تجديد علم التاريخ والألسنية السامية، والصحافة العربية، والبحث العلمي الدقيق، وأحد رواد فن القصة التاريخية الطويلة، وأحد أعلام النهضة الصحفية والأدبية والعلمية الحديثة في الشرق العربي، ومن أخصب مؤلفي العصر الحديث.
    ولد في بيروت، ودرس في مدرسة «الثلاثة أقمار» لطائفة الروم الأرثوذكس، لكنه اضطر إلى ترك المدرسة صغيراً، ومساعدة والده في المطعم الذي كان يملكه، وكان لشدة رغبته في العلم، يطالع كل ما تصل إليه يده من الكتب، وقد درس اللغة الإنكليزية في مدرسة ليلية في مدة لاتتجاوز خمسة أشهر.
    وفي عام 1881م فكر في دراسة الطب. فدرس العلوم الإعدادية في مدة شهرين ونصف الشهر، وتقدم للامتحان فنجح بتفوق، ودخل كلية الطب في الجامعة الأميركية، ولما حدث الانقسام بين أساتذة الجامعة بسبب ميل بعضهم إلى التعليم باللغة الإنكليزية بدلاً من العربية، احتج أكثر الطلاب وغادروا كلية الطب ومنهم جرجي زيدان... ثم تقدم للامتحان في كلية الصيدلة فنجح، ونال الشهادة في اللغة اللاتينية والطبيعيات والحيوان والنبات والكيمياء والتحليل والأقرباذين.
    وفي عام 1882 سافر إلى مصر لاستكمال دراسة الطب في «القصر العيني»، غير أن طول المدة لنيل الشهادة غيَّر عزمه، فعمل على تثقيف نفسه، وتولى تحرير جريدة «الزمان» مدة سنة.. ثم رافق عام 1884 الحملة الإنكليزية التي ذهبت إلى السودان بقيادة «غوردون» ليقوم بمهمة الترجمة، فقضى هناك عشرة أ شهر شاهد فيها كثيراً من المواقع الحربية، وقاسى الأمرين، ولقي شتى صنوف الأهوال والأخطار، ونجا من الموت بأعجوبة.
    عاد عام 1885 إلى بيروت، فانضم إلى «المجمع العلمي الشرقي» الذي كان من مؤسسيه عام 1882 يعقوب صروف (ت1927م) وفارس نمر (ت1951م)، ثم انضم إليه بطرس البستاني (ت1883م) وابنه سليم البستاني، وإبراهيم اليازجي (ت1906م) وإبراهيم الحوراني (ت1916م) وميخائيل مشاقة (ت1888م) وغيرهم، ودرس اللغات السريانية والعبرية وأخواتهما، ووضع على أثر ذلك كتابة «الألفاظ العربية والفلسفة اللغوية»، وقدم منه نسخاً إلى المجامع العلمية الشرقية في أوربا، فانتخبه المجمع الآسيوي الملكي في إيطاليا عضواً عاملاً فيه.
    في عام 1886 سافر إلى لندن فأكمل فيها دروسه الطبية، واجتمع بمشاهير المستشرقين وتردد على المتحف البريطاني، ثم عاد في الشتاء إلى مصر، فطلبت منه مجلة «المقتطف» أن يتولى إدارتها ويساعد على تحريرها ففعل، إلى أن استقال منها عام 1888، وعكف على الكتابة والتأليف والعمل الدؤوب، فألف كتاب «تاريخ مصر الحديث» بعد أن عانى في تأليفه صعوبات جمة.
    وفي عام 1889 انتدبته «المدرسة العبيدية» الكبرى بمصر ليتولى إدارة التدريس فيها، فتولاها سنتين، وألف في أثنائهما رواية «المملوك الشارد» ثم تنحى عن التدريس وأصدر مجلة «الهلال» في أواخر عام 1892، فكان يتولى تحريرها بنفسه، إلى أن كبر ابنه «إميل» فصار يساعده على تحريرها، وقد حرّرها مدة اثنين وعشرين عاماً بلا انقطاع، حتى وفاته.
    في عام 1897 انتخب عضواً في الجمعية الآسيوية في بريطانيا، كما انتخبه المجمع الآسيوي الفرنسي عضواً فيه، وأهداه باي تونس وسام الافتخار من الدرجة الأولى، وانعم عليه الخديوي عباس الثاني برتبة «المتمايز» على الرغم من تمنعه عن قبولها، وبعد إنشاء مجلة الهلال انقطع إلى التأليف، فأصدر عدداً وافراً من الكتب المهمة والروايات التاريخية التي نقل أكثرها إلى اللغات الأوربية والتركية والفارسية والهندية وغيرها.
    ألف زيدان في التاريخ والجغرافية والعلوم الأدبية واللغوية والروايات، وكان له الفضل الأكبر في فتح باب التأليف العلمي الحديث، وباب التأليف في تاريخ الأدب العربي، وتعد مؤلفاته من أهم المراجع للعاملين في تاريخ العرب وتاريخ اللغة العربية وآدابها.
    ومن مؤلفاته التاريخية: «تاريخ مصر الحديث» (جزآن). «تاريخ التمدن الإسلامي» (خمسة أجزاء). «تاريخ العرب قبل الإسلام». «تاريخ الماسونية العام». «تراجم مشاهير الشرق» (جزءان). «تاريخ اليونان والرومان» (مختصر).
    أما مؤلفاته العلمية واللغوية منها: «الفلسفة اللغوية». «تاريخ اللغة العربية». «تاريخ آداب اللغة العربية» (أربعة أجزاء).« أنساب العرب القدماء». «علم الفراسة الحديث». ومجلة «الهلال» وهي مجلة علمية تاريخية أدبية تصدر شهرياً. وعدد مجلداتها حتى وفاته اثنان وعشرون مجلداً لاثنين وعشرين عاماً.
    سلسلة رواياته التاريخية الإسلامية كثيرة منها « فتاة غسان». «أرمانوسة المصرية». «عذراء قريش». «17 رمضان». «غادة كربلاء». «الحجاج بن يوسف». «فتح الأندلس». «الأمين والمأمون». «فتاة القيروان». «شجرة الدر».
    وله روايات أخرى مثل «المملوك الشارد» و«أسير المتمهدي»، و«استبداد المماليك»، و«جهاد المحبين».
    عيسى فتوح
    مراجع للاستزادة:
    ـ جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية (الجزء الرابع) (دار الهلال، القاهرة 1957).
    ـ يوسف أسعد داغر، مصادر الدراسة الأدبية (مكتبة لبنان، بيروت 2000).
    ـ كمال اليازجي، رواد النهضة الحديثة في لبنان الحديث (1800 ـ 1900) (مكتبة رأس بيروت 1962).
يعمل...
X