زيات (احمد حسن)
Al-Zayyat (Ahmad Hassan-) - Al-Zayyat (Ahmad Hassan-)
الزيات (أحمد حسن ـ)
(1302 ـ 1388هـ/1885 ـ 1968م)
أحمد بن حسن الزيات،أديب وكاتب، ولد في قرية كفر دميرة القديم بمركز طلخا من مديرية الدقهلية في مصر.
كان والده حسن الزيات ملِمَّاً بالقراءة والكتابة، وكان شغوفاً بالأدب الشعبي، فقد قرأ لولده سيرة عنترة، وقصة سيف بن ذي يزن، وألف ليلة وليلة، ومختارات من كليلة ودمنة، فكان لهذه السير مكانة في حياة أحمد الزيات إذ تركت فيه حباً للقراءة، ورغبة في الاطلاع. ألحقه أبوه بالكتّاب في الخامسة من عمره فحفظ القرآن الكريم، واشترى له ديوان أبي الطيب المتنبي وهوفي العاشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر، وهوفي الثالثة عشرة، وظل فيه عشر سنوات. وتتلمذ الزيات فيه للإمام محمد عبده في الرواق العباسي، فتلقى عنه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة للإمام عبد القاهر الجرجاني، وتتلمذ للأستاذ سيد علي المرصفي فقرأ عليهم تفسير حماسة أبي تمام والكامل للمبرد، وقد توسط له للعمل في مدرسة (الفرير) مدرساً للعربية من بعد، وتتلمذ للشيخ محمد محمود الشنقيطي، وقد شرح لهم المعلقات شرحاً أدبياً.
وصحب في رحاب الأزهر طه حسين ومحمود الزناتي، وفُصِلوا جميعاً منه قبيل تخرجهم فيه لانتقادهم جمود الطرق والمناهج فيه، فانتقلوا بعدئذٍ إلى الجامعة الأهلية التي افتتحت سنة 1908م، فتتلمذ فيها لكل من جويدي، ونلينو، وسانتالا من المستشرقين.
ونال الإجازة من الجامعة المصرية سنة 1912م، ثم التحق سنة 1922م بكلية الحقوق الفرنسية، فحصل على الإجازة سنة 1925م.
وفي ميدان العمل قام بتدريس الأدب العربي في المدرسة الأمريكية سنة 1922م، وترأس فيها قسم اللغة العربية، ثم ندب إلى دار المعلمين العليا ببغداد سنة 1929م، وأقام فيها ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى القاهرة، وكان من طلابه الشاعر جميل صدقي الزهاوي، وكتب كتاباً بعنوان: «العراق كما عرفته» بَيْد أن ناراً التهمته قبل طباعته، وكتب جمال الدين الألوسي كتاباً بعنوان: أدب الزيات في العراق، تصويراً لأدب الزيات في العراق.
وخطا الزيات خطوته الكبرى بافتتاح صحيفة «الرسالة» في أول سنة 1933م، وظلت حية إلى سنة 1953م فأغلقت، وأغلقت صحيفته الأخرى «الرواية» التي افتتحها بعد «الرسالة». ونال جائزة الدولة التقديرية سنة 1962م.
انتخب أحمد حسن الزيات عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، كما عُيِّنَ في المجلس الأعلى للآداب والفنون، وكان قبل ذلك عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ثم أعاد إصدار «الرسالة» عام 1963م إلا أنها لم تلق رواجاً كسابق عهدها فاحتجبت، وانقطع الزيات إلى مجلة الأزهر (1372ـ1374هـ). وتوفاه الله في القاهرة، فحمل جثمانه إلى مسقط رأسه، تاركاً بعد «الرسالة» عدداً من الكتب، وهي:
«تاريخ الأدب العربي» وهوتأليف متميز بناه على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، فجعل المقدمة مدخلاً تحدث فيها عن أدب اللغة وتاريخ الأدب، وتقسيمه أحقاباً، وتحدث فيها عن العرب وأحوالهم، وجعل الباب الأول للعصر الجاهلي، والباب الثاني لعصر الإسلام والدولة الأموية،والباب الثالث للعصر العباسي، والرابع للعصر التركي، والخامس للعصر الحديث، وختم كتابه بالحديث عن الاستشراق والمستشرقين تاريخاً وأعلاماً. وله أيضاً: «دفاع عن البلاغة»، وفي أصول الأدب وهومجموع محاضرات ومقالات في الأدب العربي، وكتاب «وحي الرسالة» أربعة أجزاء، و في ضوء الرسالة، ومن مترجماته عن الفرنسية: «ضوء القمر»، وهي مجموعة قصصية ألفها جي دي موباسان، ورفائيل في فن السيرة الذاتية للشاعر المبدع: لامارتين، ومن الأدب الفرنسي، جمع فيه ما ترجمه من القصائد بقصص ضوء القمر.
كانت حياة الزيات حافلة بطلب العلم وبعطائه في ضوء منهجه في الحياة القائم على الصدق والوضوح وترك الخلق للخالق كما كان يقول.
عبد الكريم محمد حسين
ـ كامل سلمان الجبوري، معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م، (دار الكتب العلمية، بيروت 1424هـ/ 2002م).
ـ محمد نبيه حجاب، الزيات صاحب الرسالة (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1988م).
ـ نعمة رحيم العزاوي، أحمد حسن الزيات كاتباً وناقدا (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ـ دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986م).
Al-Zayyat (Ahmad Hassan-) - Al-Zayyat (Ahmad Hassan-)
الزيات (أحمد حسن ـ)
(1302 ـ 1388هـ/1885 ـ 1968م)
أحمد بن حسن الزيات،أديب وكاتب، ولد في قرية كفر دميرة القديم بمركز طلخا من مديرية الدقهلية في مصر.
كان والده حسن الزيات ملِمَّاً بالقراءة والكتابة، وكان شغوفاً بالأدب الشعبي، فقد قرأ لولده سيرة عنترة، وقصة سيف بن ذي يزن، وألف ليلة وليلة، ومختارات من كليلة ودمنة، فكان لهذه السير مكانة في حياة أحمد الزيات إذ تركت فيه حباً للقراءة، ورغبة في الاطلاع. ألحقه أبوه بالكتّاب في الخامسة من عمره فحفظ القرآن الكريم، واشترى له ديوان أبي الطيب المتنبي وهوفي العاشرة من عمره، ثم التحق بالأزهر، وهوفي الثالثة عشرة، وظل فيه عشر سنوات. وتتلمذ الزيات فيه للإمام محمد عبده في الرواق العباسي، فتلقى عنه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة للإمام عبد القاهر الجرجاني، وتتلمذ للأستاذ سيد علي المرصفي فقرأ عليهم تفسير حماسة أبي تمام والكامل للمبرد، وقد توسط له للعمل في مدرسة (الفرير) مدرساً للعربية من بعد، وتتلمذ للشيخ محمد محمود الشنقيطي، وقد شرح لهم المعلقات شرحاً أدبياً.
وصحب في رحاب الأزهر طه حسين ومحمود الزناتي، وفُصِلوا جميعاً منه قبيل تخرجهم فيه لانتقادهم جمود الطرق والمناهج فيه، فانتقلوا بعدئذٍ إلى الجامعة الأهلية التي افتتحت سنة 1908م، فتتلمذ فيها لكل من جويدي، ونلينو، وسانتالا من المستشرقين.
ونال الإجازة من الجامعة المصرية سنة 1912م، ثم التحق سنة 1922م بكلية الحقوق الفرنسية، فحصل على الإجازة سنة 1925م.
وفي ميدان العمل قام بتدريس الأدب العربي في المدرسة الأمريكية سنة 1922م، وترأس فيها قسم اللغة العربية، ثم ندب إلى دار المعلمين العليا ببغداد سنة 1929م، وأقام فيها ثلاث سنوات، عاد بعدها إلى القاهرة، وكان من طلابه الشاعر جميل صدقي الزهاوي، وكتب كتاباً بعنوان: «العراق كما عرفته» بَيْد أن ناراً التهمته قبل طباعته، وكتب جمال الدين الألوسي كتاباً بعنوان: أدب الزيات في العراق، تصويراً لأدب الزيات في العراق.
وخطا الزيات خطوته الكبرى بافتتاح صحيفة «الرسالة» في أول سنة 1933م، وظلت حية إلى سنة 1953م فأغلقت، وأغلقت صحيفته الأخرى «الرواية» التي افتتحها بعد «الرسالة». ونال جائزة الدولة التقديرية سنة 1962م.
انتخب أحمد حسن الزيات عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، كما عُيِّنَ في المجلس الأعلى للآداب والفنون، وكان قبل ذلك عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ثم أعاد إصدار «الرسالة» عام 1963م إلا أنها لم تلق رواجاً كسابق عهدها فاحتجبت، وانقطع الزيات إلى مجلة الأزهر (1372ـ1374هـ). وتوفاه الله في القاهرة، فحمل جثمانه إلى مسقط رأسه، تاركاً بعد «الرسالة» عدداً من الكتب، وهي:
«تاريخ الأدب العربي» وهوتأليف متميز بناه على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، فجعل المقدمة مدخلاً تحدث فيها عن أدب اللغة وتاريخ الأدب، وتقسيمه أحقاباً، وتحدث فيها عن العرب وأحوالهم، وجعل الباب الأول للعصر الجاهلي، والباب الثاني لعصر الإسلام والدولة الأموية،والباب الثالث للعصر العباسي، والرابع للعصر التركي، والخامس للعصر الحديث، وختم كتابه بالحديث عن الاستشراق والمستشرقين تاريخاً وأعلاماً. وله أيضاً: «دفاع عن البلاغة»، وفي أصول الأدب وهومجموع محاضرات ومقالات في الأدب العربي، وكتاب «وحي الرسالة» أربعة أجزاء، و في ضوء الرسالة، ومن مترجماته عن الفرنسية: «ضوء القمر»، وهي مجموعة قصصية ألفها جي دي موباسان، ورفائيل في فن السيرة الذاتية للشاعر المبدع: لامارتين، ومن الأدب الفرنسي، جمع فيه ما ترجمه من القصائد بقصص ضوء القمر.
كانت حياة الزيات حافلة بطلب العلم وبعطائه في ضوء منهجه في الحياة القائم على الصدق والوضوح وترك الخلق للخالق كما كان يقول.
عبد الكريم محمد حسين
مراجع للاستزادة: |
ـ محمد نبيه حجاب، الزيات صاحب الرسالة (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1988م).
ـ نعمة رحيم العزاوي، أحمد حسن الزيات كاتباً وناقدا (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ـ دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986م).