فاضل الجزيري يروي تاريخ تونس المعاصر في مسرحية "جرانتي العزيزة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاضل الجزيري يروي تاريخ تونس المعاصر في مسرحية "جرانتي العزيزة"

    فاضل الجزيري يروي تاريخ تونس المعاصر في مسرحية "جرانتي العزيزة"


    "جرانتي العزيزة" توثق لتاريخ تونس من 1956 إلى ما بعد ثورة يناير 2011 انطلاقا من قصة عازف كمان بفرقة الإذاعة الوطنية.
    الاثنين 2024/12/02
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الموسيقى بوابة نحو تاريخ تونس

    تونس - يعد المسرح ذاكرة الشعوب حيث يخبرنا أن لا وجود لوطن عظيم دون ذاكرة مسرحية توثق له، وهو ما حاول المسرحي التونسي الكبير فاضل الجزيري إثباته من خلال عمله المسرحي “جرانتي العزيزة”، حيث وثق لتاريخ تونس منذ الاستقلال عام 1956 إلى ما بعد ثورة يناير 2011 بالاعتماد على الموسيقى وذلك انطلاقا من قصة عازف كمان بفرقة الإذاعة الوطنية.

    في هذا العمل المسرحي يستحضر الجزيري أسماء العديد من الشخصيات الفاعلة في تاريخ تونس المعاصر منهم أساتذة المعهد العالي للموسيقى بدءا من أحمد عاشور الذي درّس بالمعهد العالي للموسيقى وقاد الأوكستر السيمفوني من سنة 1979 إلى 2010 وصولا إلى عدة أساتذة بالمعهد على غرار “زلاطكا” و”ياروش” و”سترينو” الذي تتلمذ على يده الملحن التونسي الشهير رضا القلعي.

    كما تطرق إلى سيرة عازفين متميزين من بينهم عبدالحميد بن علجية والسيد شطا، وأشار إلى عدد من المسرحيين من بينهم محمد إدريس والحبيب بولعراس، وقدم لمسة وفاء إلى مدير التصوير الحبيب المسروقي الذي انتحر سنة 1980 عن عمر لم يتجاوز الثلاثين سنة.

    ◙ الجزيري تحدث في "جرانتي العزيزة" عن صراع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف، كما استرجع سيرة الهادي نويرة وأحمد بن صالح

    تحدث الجزيري في “جرانتي العزيزة” عن صراع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف، كما استرجع سيرة الهادي نويرة وأحمد بن صالح والشاذلي القليبي وعبدالرؤوف الباسطي ومجموعة “بريسبكتيف” (مجموعة من مناضلي اليسار التونسي) وغيرهم من الشخصيات التي تركت بصمتها في المشهد الفني والسياسي في تونس، وصولا إلى مرحلة فرار بن علي واندلاع الثورة التي ربما عبر عنها فاضل الجزيري بمشهد تخلي الزوجة عن زوجها واختيارها للمملكة العربية السعودية كمكان للاستقرار فيها.

    مسرحية “جرانتي العزيزة” هي من إنتاج المسرح الوطني التونسي والمركز الثقافي جربة ومسرح أوبرا تونس، سينوغرافيا وإخراج فاضل الجزيري، نص ودراماتورجيا جماعي، أداء كل من إشراق مطر وسليم الذيب بمشاركة العازفين لطفي السافي على آلة التشيللو وإلياس بلاغي على آلة البيانو ومهدي ذاكر على آلة الكمان.

    المسرحية تجمع بين الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، ويخيّل للمتفرج، منذ الوهلة الأولى، أنه أمام مسرحية غنائية وتروي قصة عازف كمنجة يدعى ماهر على أبواب التقاعد بعد سنوات من العمل في فرقة الإذاعة الوطنية وخارجها، مما جعله طرفا في العديد من الأعمال الموسيقيّة والمسرحيّة وشاهدا على أكثر من نصف قرن من الإنتاج الأدبي والفنّي في تنوّعه.

    "بتهوفن" أو "ماهر عاشق الكمان" يسرد ويجسّد على الركح مع رفيقة دربه وبحضور باقي العازفين خلاصة خبراته التي تعكس حقبة من تاريخ الفن والإبداع وبالتالي تاريخ البلاد وما طبع تلك الفترة من تجاذبات بين السياسي والإبداعي استقرّت في ذاكرة العازف وتركت ندوبا لا تُمحى. ولم يقتصر التاريخ الذي رواه ماهر على الجانب السياسي فحسب بل أيضا الفني وتطوره وكيف ارتبط الفن بالسياسة في كل هذه المحطات.



    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X