فندق رواندا Hotel Rwanda
( رواندا ) تعني أرض الألف تل ، و تقع هذه البلاد في منطقة ( البحيرات العظمى ) ، شرق افريقيا ، و تتميز بكونها تنطوي على طبيعة ساحرة ، قلّ نظيرُها في هذه القارة السمراء ، ولكن أرض هذه الطبيعة الجميلة سُقيت عام 1994 بدماء نحو 800 ألف قتيل أثناء الحرب القبيلية التي حدثت بين قبيلتي ( هوتو ) التي تشكل نسبة 80% من سكان البلاد و ( توتسي ) التي تشكل نسبة 20% ، و على الرغم من أن بلجيكا التي استعمرت البلاد سابقاً هي التي تقف ــ ضمناً ــ وراء هذه الحرب ، إلا أن ثمة من يرى أن الأزمة بين القبيلتين تعود الى عدة قرون مضت . و يأتي الإتهام الضمني ضد بلجيكا ــ في هذه الحرب التي اتخذت طابعاً بدائياً وحشياً هز ضمير العالم ــ كونها قد غذت الأزمة ، أثناء استعمارها للبلاد سابقاً ، من خلال التمييز و التفاضل الذي مارسه البلجيكيون بين الراوانديين ، فكان التوتسيون يشكلون الأقلية ، ولكن الغنية ، و هم المفضّلون لدى المستعمرين البلجيك ، فيما كان الهوتو فقراء ، و هم الغالبية ، و غالبيتهم يعمل في رعي الأغنام ، و بلغت درجة تعالي ( توتسي ) على ( هوتو ) أنهم كانوا يسمون التوتسي الفقير بـ ( هوتو ) ، بمعنى أن ( هوتو ) بات مصطلحاً يُستخدم في وصف الفقر و الدونية ، و ظل التمايز سائداً في المجتمع الراوندي حتى بعد رحيل البلجيك . ولكن لا بلجيكا و لا الدول الأوربية فعلت شيئاً حيال هذه الحرب غير سحب رعاياها ، أما دورُ منظمةِ الأمم المتحدة ، حيث كان أمينَها العامَ ــ حينذاك ــ المصري " بطرس غالي " ، فدورٌ فاترٌ و هامشيٌ و غيرُ فاعل .
ولكنْ بعد أن فشلت الجهود في تهدئة الأمور و وجدت منظمة ُالأمم المتحدة نفسَها في موقع المُلام أمام الرأي العام العالمي ، شكل مجلسُ الأمن قوة ً تحت قيادة فرنسا للسيطرة على هذه الحرب . ولكنّ الراونديين راحوا يتحدثون الآن عن دورٍ ( قذر ) للفرنسيين الذين كانوا يزودون أفرادَ ( توتسي ) بالسلاح و يوفرون لهم ملاذاً آمناً . فقد رفعت وَزارة ُالخارجية الراوندية ، في ديسمبر 2017 ، تقريراً الى مجلس الأمن الدولي تطالب فيه بفتح تحقيقٍ حول الدور الفرنسي في إدامة هذه الحرب و تغذيتها .
هذا الفيلم ( فندق رواندا Hotel Rwanda ) يُسلط الضوءَ على تلك الحقبة الدموية القاسية ، التي كانت تتصدّرُ نشراتِ الأخبار في العالم . و تدور أحداثُ الفيلم ـ و هي حقيقية ـ في رقعةٍ صغيرةٍ من العاصمةِ الراوندية ( كيغالي ) ، و تحديداً في فندق ( ميل كولينز ) الذي آلت إدارتُه الى " بول روسيساباجينا " ، الذي أنقذ عائلته و نحو ألف شخصٍ آخر من موتٍ مُحققٍ قريب من العين ، و تم توزيعُهم ــ كلاجئين ــ في دولٍ مختلفة ، و منها بلجيكا التي حلّ فيها " بول روسيساباجينا " نفسُه و عائلته و بنتا شقيقِ زوجتِهِ ، و قد لعب دورَه الأمريكي " دون چيدل " الذي ترشح للأوسكار عن هذا الدور ، كأفضل ممثل في دور رئيس .
أُنتِجَ هذا الفيلم عام 2004 . و تكون المصادفة ُ ، غيرُ المقصودة ، أن في هذا العام بدأت الحربُ الطائفية في العراق ، بين الأكثرية الشيعية و الأقلية السُنية ، التي راح ضحيتـها مئاتُ الآلاف من العراقيين ، كما حصل في رواندا . و سيَجدُ المُشاهِدُ هذا التطابقَ بين الحربين اللتين تفصلهما عشرُ سنوات ، الأولى قبيلية .. فيما الثانية طائفية ، و وَجْهُ التطابق يتمثل في زعامات الميليشيات و في الفساد الحكومي ، و في كونهما تجمَعُهما نتيجة ٌ واحدة هي : مئاتُ الآلاف من الضحايا الإبرياء الذين لا مصلحة لهم في هاتين الحربين البشعتين . ولكنّ الحربَ الطائفية العراقية تحتاج الى كاتبِ سيناريو من طراز " كير بيارسون " و مخرجٍ من طراز " تيري جورج " كي يوثقا ، درامياً ، ما حصل في العراق.
يبدأ الفيلمُ بحديثٍ إذاعي لـ " جورج روتاغاندا " أحد زعماء ( هوتو ) ، الذي يَصِفُ ( توتسي ) بـ ( الصراصير ) ، ( القتلة ) ، ( الخونة ) .. و هذا القائد يتزعّم ميليشيا ( إنترهاموي ) الشرسة و يزود أفرادَها بالمناجل التي هي وسيلتهم في قتل التوتسي في أي مكان ، و هو يستورد هذه المناجل من الصين ، و بسعر عشرة سنتات للمنجل الواحد ، و يستهزئ و يسترخص سعرَها ، و في ذلك إيحاءٌ برخص قيمة الإنسان التوتسي لدى المتمرد من الهوتو . و قد لعب دور " روتاغاندا " الممثل " حكيم كاي كاظم " و هو جنوب أفريقي من أصل نيجيري ، و يحمل الجنسية البريطانية ، و على الرغم من أن " روتاغاندا " يظهر في مشهدٍ واحد ، خلال الدقيقة الثالثة فقط من الفيلم ، إلا أن أثرَهُ باقٍ على مدى الساعتين اللتين يستغرقهما الفيلم ، و ذلك من خلال عمليات الإبادة التي يمارسها أفرادُ و ميليشيا قبيلة ( هوتو ) ــ التي ينتمي اليها ــ ضد قبيلة ( توتسي ) . و يكشف الفيلم طبيعة الفساد العلني في رواندا بين كبار الضباط و الزعماء و الشرطة و عمال المطار ، و يظهر ذلك من خلال الرشاوى التي يتلقونها علناً من مدير الفندق " بول روسيساباجينا " على هيأة نقود و خمور و سيجار و مجوهرات . و يفعل " روسيساباجينا " كل ذلك من أجل أنقاذ أكبر عدد من الناس من القتل و في مقدمتهم عائلته ، ولكن مشكلته ليست في الحفاظ على حياة هؤلاء الأبرياء حسب ، بل في نقطةٍ أساسيةٍ تتمثل في كونه ينتمي الى قبيلة ( هوتو ) فيما تنتمي زوجته " تاتيانا " الى قبيلة ( توتسي ) ، و قد لعبت دورها " سوفي أكونيدو " التي ترشحت للأوسكار أيضاً عن دورها هذا كأفضل ممثلةٍ في دورٍ مساعد . ولكنّ تجاوزَ هذا التعارض في الإنتماء يعكس طبيعة الإنسجام و التسامح في مجتمع رواندا المتكون من قبيلتين غير متجانستين على مدى قرون ، تماماً كما كان الحالُ بخصوص الإنسجام و التسامح في المجتمع العراقي قبل عام 2003 . ولكنّ رواندا تجاوزت الآن تلك المرحلة الدموية البشعة و طوت صفحتها ، و استعادت استقرارَها و عافيتها ، و باتت الآن نموذجاً رائعاً للبلدان النامية ، و قد حققت نمواً اقتصادياً تضاعف فيه متوسط ُالدخل ثلاثَ مرات ، و توصف حكومتها اليوم بأنها أكفأ و أنزهُ حكومةٍ في أفريقيا كلها ، و في عام 2008 حققت رواندا طفرة ً تاريخية ً حين تحققَ وجودُ أولِ مجلسٍ تشريعي منتخب مثلت النساءُ فيه الأغلبية . فهل للعراق القدرةُ على عبور الطائفية .. في الجوهر و ليس في المظهر ؟
يستغرق فيلم ( فندق رواندا ) ساعتين ، لا يشعر المشاهدُ بطولـِهما ، من الأحداث المتسارعة و التوتر و القلق و الترقب ، ولكنْ رفقة َ موسيقىً رائعة جداً للمؤلف الموسيقي الإيطالي " اندريه گيرا " و تصوير الفرنسي " روبرت فراسي " .
ترشح الفيلمُ لثلاث جوائز أوسكار :
" دون چيدل " ـ أفضل ممثل في دورٍ رئيس .
" سوفي أكونيدو " ـ أفضل ممثلة في دورٍ مساعد .
و أفضل سيناريو أصلي ، كتبه " كير بيارسون " و " تيري جورج " .
و حصل على جائزتي مهرجاني ( برلين ) و ( تورونتو ) السينمائيين الدوليين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليكم رابط الفيلم :
https://ok.ru/video/1980549630590
عالم السينما
( رواندا ) تعني أرض الألف تل ، و تقع هذه البلاد في منطقة ( البحيرات العظمى ) ، شرق افريقيا ، و تتميز بكونها تنطوي على طبيعة ساحرة ، قلّ نظيرُها في هذه القارة السمراء ، ولكن أرض هذه الطبيعة الجميلة سُقيت عام 1994 بدماء نحو 800 ألف قتيل أثناء الحرب القبيلية التي حدثت بين قبيلتي ( هوتو ) التي تشكل نسبة 80% من سكان البلاد و ( توتسي ) التي تشكل نسبة 20% ، و على الرغم من أن بلجيكا التي استعمرت البلاد سابقاً هي التي تقف ــ ضمناً ــ وراء هذه الحرب ، إلا أن ثمة من يرى أن الأزمة بين القبيلتين تعود الى عدة قرون مضت . و يأتي الإتهام الضمني ضد بلجيكا ــ في هذه الحرب التي اتخذت طابعاً بدائياً وحشياً هز ضمير العالم ــ كونها قد غذت الأزمة ، أثناء استعمارها للبلاد سابقاً ، من خلال التمييز و التفاضل الذي مارسه البلجيكيون بين الراوانديين ، فكان التوتسيون يشكلون الأقلية ، ولكن الغنية ، و هم المفضّلون لدى المستعمرين البلجيك ، فيما كان الهوتو فقراء ، و هم الغالبية ، و غالبيتهم يعمل في رعي الأغنام ، و بلغت درجة تعالي ( توتسي ) على ( هوتو ) أنهم كانوا يسمون التوتسي الفقير بـ ( هوتو ) ، بمعنى أن ( هوتو ) بات مصطلحاً يُستخدم في وصف الفقر و الدونية ، و ظل التمايز سائداً في المجتمع الراوندي حتى بعد رحيل البلجيك . ولكن لا بلجيكا و لا الدول الأوربية فعلت شيئاً حيال هذه الحرب غير سحب رعاياها ، أما دورُ منظمةِ الأمم المتحدة ، حيث كان أمينَها العامَ ــ حينذاك ــ المصري " بطرس غالي " ، فدورٌ فاترٌ و هامشيٌ و غيرُ فاعل .
ولكنْ بعد أن فشلت الجهود في تهدئة الأمور و وجدت منظمة ُالأمم المتحدة نفسَها في موقع المُلام أمام الرأي العام العالمي ، شكل مجلسُ الأمن قوة ً تحت قيادة فرنسا للسيطرة على هذه الحرب . ولكنّ الراونديين راحوا يتحدثون الآن عن دورٍ ( قذر ) للفرنسيين الذين كانوا يزودون أفرادَ ( توتسي ) بالسلاح و يوفرون لهم ملاذاً آمناً . فقد رفعت وَزارة ُالخارجية الراوندية ، في ديسمبر 2017 ، تقريراً الى مجلس الأمن الدولي تطالب فيه بفتح تحقيقٍ حول الدور الفرنسي في إدامة هذه الحرب و تغذيتها .
هذا الفيلم ( فندق رواندا Hotel Rwanda ) يُسلط الضوءَ على تلك الحقبة الدموية القاسية ، التي كانت تتصدّرُ نشراتِ الأخبار في العالم . و تدور أحداثُ الفيلم ـ و هي حقيقية ـ في رقعةٍ صغيرةٍ من العاصمةِ الراوندية ( كيغالي ) ، و تحديداً في فندق ( ميل كولينز ) الذي آلت إدارتُه الى " بول روسيساباجينا " ، الذي أنقذ عائلته و نحو ألف شخصٍ آخر من موتٍ مُحققٍ قريب من العين ، و تم توزيعُهم ــ كلاجئين ــ في دولٍ مختلفة ، و منها بلجيكا التي حلّ فيها " بول روسيساباجينا " نفسُه و عائلته و بنتا شقيقِ زوجتِهِ ، و قد لعب دورَه الأمريكي " دون چيدل " الذي ترشح للأوسكار عن هذا الدور ، كأفضل ممثل في دور رئيس .
أُنتِجَ هذا الفيلم عام 2004 . و تكون المصادفة ُ ، غيرُ المقصودة ، أن في هذا العام بدأت الحربُ الطائفية في العراق ، بين الأكثرية الشيعية و الأقلية السُنية ، التي راح ضحيتـها مئاتُ الآلاف من العراقيين ، كما حصل في رواندا . و سيَجدُ المُشاهِدُ هذا التطابقَ بين الحربين اللتين تفصلهما عشرُ سنوات ، الأولى قبيلية .. فيما الثانية طائفية ، و وَجْهُ التطابق يتمثل في زعامات الميليشيات و في الفساد الحكومي ، و في كونهما تجمَعُهما نتيجة ٌ واحدة هي : مئاتُ الآلاف من الضحايا الإبرياء الذين لا مصلحة لهم في هاتين الحربين البشعتين . ولكنّ الحربَ الطائفية العراقية تحتاج الى كاتبِ سيناريو من طراز " كير بيارسون " و مخرجٍ من طراز " تيري جورج " كي يوثقا ، درامياً ، ما حصل في العراق.
يبدأ الفيلمُ بحديثٍ إذاعي لـ " جورج روتاغاندا " أحد زعماء ( هوتو ) ، الذي يَصِفُ ( توتسي ) بـ ( الصراصير ) ، ( القتلة ) ، ( الخونة ) .. و هذا القائد يتزعّم ميليشيا ( إنترهاموي ) الشرسة و يزود أفرادَها بالمناجل التي هي وسيلتهم في قتل التوتسي في أي مكان ، و هو يستورد هذه المناجل من الصين ، و بسعر عشرة سنتات للمنجل الواحد ، و يستهزئ و يسترخص سعرَها ، و في ذلك إيحاءٌ برخص قيمة الإنسان التوتسي لدى المتمرد من الهوتو . و قد لعب دور " روتاغاندا " الممثل " حكيم كاي كاظم " و هو جنوب أفريقي من أصل نيجيري ، و يحمل الجنسية البريطانية ، و على الرغم من أن " روتاغاندا " يظهر في مشهدٍ واحد ، خلال الدقيقة الثالثة فقط من الفيلم ، إلا أن أثرَهُ باقٍ على مدى الساعتين اللتين يستغرقهما الفيلم ، و ذلك من خلال عمليات الإبادة التي يمارسها أفرادُ و ميليشيا قبيلة ( هوتو ) ــ التي ينتمي اليها ــ ضد قبيلة ( توتسي ) . و يكشف الفيلم طبيعة الفساد العلني في رواندا بين كبار الضباط و الزعماء و الشرطة و عمال المطار ، و يظهر ذلك من خلال الرشاوى التي يتلقونها علناً من مدير الفندق " بول روسيساباجينا " على هيأة نقود و خمور و سيجار و مجوهرات . و يفعل " روسيساباجينا " كل ذلك من أجل أنقاذ أكبر عدد من الناس من القتل و في مقدمتهم عائلته ، ولكن مشكلته ليست في الحفاظ على حياة هؤلاء الأبرياء حسب ، بل في نقطةٍ أساسيةٍ تتمثل في كونه ينتمي الى قبيلة ( هوتو ) فيما تنتمي زوجته " تاتيانا " الى قبيلة ( توتسي ) ، و قد لعبت دورها " سوفي أكونيدو " التي ترشحت للأوسكار أيضاً عن دورها هذا كأفضل ممثلةٍ في دورٍ مساعد . ولكنّ تجاوزَ هذا التعارض في الإنتماء يعكس طبيعة الإنسجام و التسامح في مجتمع رواندا المتكون من قبيلتين غير متجانستين على مدى قرون ، تماماً كما كان الحالُ بخصوص الإنسجام و التسامح في المجتمع العراقي قبل عام 2003 . ولكنّ رواندا تجاوزت الآن تلك المرحلة الدموية البشعة و طوت صفحتها ، و استعادت استقرارَها و عافيتها ، و باتت الآن نموذجاً رائعاً للبلدان النامية ، و قد حققت نمواً اقتصادياً تضاعف فيه متوسط ُالدخل ثلاثَ مرات ، و توصف حكومتها اليوم بأنها أكفأ و أنزهُ حكومةٍ في أفريقيا كلها ، و في عام 2008 حققت رواندا طفرة ً تاريخية ً حين تحققَ وجودُ أولِ مجلسٍ تشريعي منتخب مثلت النساءُ فيه الأغلبية . فهل للعراق القدرةُ على عبور الطائفية .. في الجوهر و ليس في المظهر ؟
يستغرق فيلم ( فندق رواندا ) ساعتين ، لا يشعر المشاهدُ بطولـِهما ، من الأحداث المتسارعة و التوتر و القلق و الترقب ، ولكنْ رفقة َ موسيقىً رائعة جداً للمؤلف الموسيقي الإيطالي " اندريه گيرا " و تصوير الفرنسي " روبرت فراسي " .
ترشح الفيلمُ لثلاث جوائز أوسكار :
" دون چيدل " ـ أفضل ممثل في دورٍ رئيس .
" سوفي أكونيدو " ـ أفضل ممثلة في دورٍ مساعد .
و أفضل سيناريو أصلي ، كتبه " كير بيارسون " و " تيري جورج " .
و حصل على جائزتي مهرجاني ( برلين ) و ( تورونتو ) السينمائيين الدوليين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليكم رابط الفيلم :
https://ok.ru/video/1980549630590
عالم السينما